بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين




هذا هو الإسلام في الوسطية والاعتدال


والتحذير من الغلو




آخر نقطة في ذلك الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال، وهو الدين الذي يحارب الغلو

وينهى عنه،





﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً


وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ


وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾
[البقرة:143]،


و
هذه الوسطية والاعتدال ظاهرة بينة في


جميع عقائد الإسلام والتشريعات، فعقيدة الإسلام وسط وتشريعات الإسلام وسط، وهذا


يجب أن نمارسه فيما بيننا في أقوالنا وفي آرائنا حتى في التفكير يجب أن نكون وسطا


بين المغالين وبين الجافين، وحتى في رؤيتنا لبعضنا البعض يجب أن نسعى للمنهج


الوسط، والمنهج الوسط هو الذي يجب أن نحضّ عليه أنه أساس الإسلام، والغلو


منهي عنه أعظم نهى،


،ا


لأهل الكتاب



﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ


وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ﴾
[النساء:171]،


والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن


الغلو وقال «إياكم والغلو، إياكم والغلو، إياكم الغلو»


والغلو هو مجاوزة الحد، كل ما


تجاوز به حده فقد غلا فيه، فالغلو في الدين مذموم، وأصحابه خارجون عن سنة النبي


صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والوسط وإنما ظهرت الفرق وظهرت المحدثات بظهور الغلو،


الخوارج ما ظهورا إلا بالغلو والفئات والطوائف الضالة إلا بالغلو في دين الله جل وعلا،


وهل نشب الأمة في تاريخها إلا من الازدياد فيما يحسبه أهله، الازدياد في الغلو


والازدياد في التدين بما لا دليل عليه، وربما نحا أصحاب الغلو إلى أدلة؛ ولكن الغلو


والانحراف في النفوس قبل أن يبحث أصحابه في الأدلة، وهذا ما نصّ الله جل وعلا


عليه حيث




﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ


مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ


مُتَشَابِهَاتٌ﴾



هناك متشابهات يشتبه عِلمها


يمكن أن يستدل بها كذا ويمكن أن تستدل بها


على كذا، ويمكن أن تستدل بها على كذا





﴿فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ


فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ﴾
[آل عمران:7]،


فالذي في قلبه زيغ أصلا، في قلبه غلو، في قلبه


زيغ، في قلبه انحراف، فيتبعون ما تشابه منه، وصار اتباع المتشابه من القرآن يوقع


الحيرة في وجود المتشابه ولكن الزيغ وجد فذهب إلى غير دليل ليستدل به وليقنع


نفسه بأنه على صواب


﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ


يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا﴾
[آل عمران:7].


أسأل الله جل وعلا أن يغفر لنا زللنا وخطأنا وقصورنا، وأن ينفعنا بما قرأنا متحريين


الصواب وكلمة الحق في وصف الإسلام وفي شرحه وفي بيانه، ونستغفر الله العظيم


من كل ذنب عظيم.


نسأل الله جل جلاله أن يجعلنا من الهداة المهتدين وأن يجنبنا [مضلات] الفتن ما ظهر


منها وما بطن، وأن يعز هذه الأمة وأن يقويها على أعدائها وأن ينصرها نصرا مؤزرا


إنه سبحانه جواد كريم.


ونشكر لكم حسن المتابعة ونسأل الله


أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .


وصلى الله وسلم على نبينا محمد.





منقول للاستفادة