
-
اسرار القران (281)
﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ ﴾[البقرة:34]
هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في بداية العشر الثاني من سورة البقرة, وهي سورة مدنية, وآياتها مئتان وست وثمانون(286) بعد البسملة, وهي أطول سور القرآن الكريم علي الإطلاق, ويدور محورها الرئيسي حول قضية التشريع الإسلامي.
هذا, وقد سبق لنا استعراض سورة البقرة, وما جاء فيها من تشريعات, وعقائد, وأخبار, وقصص, وقواعد أخلاقية وسلوكية, وإشارات كونية, ونركز هنا علي وجه الإعجاز الإنبائي في الأخبار عن الأمر الإلهي للملائكة بالسجود لأبينا آدم ـ عليه السلام ـ, وهو حدث لم يشهده أي من بني آدم, ولم يكن لأهل الجزيرة العربية إلمام به في زمن الوحي.
من أوجه الإعجاز الإنبائي في الآية الكريمة:
يقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ ﴾[البقرة:34].
والأمر الإلهي إلي الملائكة بالسجود لأبينا آدم ـ عليه السلام ـ هو تأكيد تكريم الله ـ تعالي ـ للإنسان في شخص أبينا آدم ـ عليه السلام ـ الذي كان يحمل جميع ذريته في صلبه لحظة خلقه.
والسر في هذا التكريم هو ذلك العلم الوهبي الذي من الله ـ تعالي ـ به علي أبينا آدم, وتلك الإرادة الحرة التي وهبها إياه, ومقام النبوة الذي حمله أمانة التبليغ عن الله, كما حمله لسلسلة طويلة من الأنبياء من ذرية آدم, ولعدد من الصالحين من تلك الذرية التي كرمها ربنا ـ تبارك وتعالي ـ وفضلها علي كثير ممن خلق تفضيلا, وذلك بقوله العزيز:﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ﴾ [ الإسراء:70].
ولقد سجد الملائكة أجمعون امتثالا لأمر الله ـ تعالي ـ, و(السجود) لغة هو التذلل والخضوع مع انخفاض بانحناء وغيره من صور الخضوع, و(السجود) في الشرع هو وضع الجبهة علي الأرض بقصد الخضوع بالعبادة لله ـ تعالي ـ وهذا لا يكون أبدا لغير الله. أما سجود الملائكة لأبينا آدم ـ عليه السلام ـ فقد كان صورة من صور إظهار التكريم والاحترام, وتقديم التحية الواجبة دون وضع الجباه علي الأرض, وهو لا يكون لغير الله كما ذكرنا, وذلك للمخلوق الذي كرمه الله, إقرارا بالمقام الذي رفعه إليه خالقه ـ سبحانه وتعالي ـ.
وتستمر الآية الكريمة في الإشارة إلي وجود إبليس اللعين مع الملائكة ـ دون أن يكون منهم ـ فتقول: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ ﴾[البقرة:34].
والسياق القرآني هنا واضح الدلالة بأن إبليس لم يكن من الملائكة, إنما كان حاضرا معهم وقت هذه الواقعة, لأنه لو كان من جنس الملائكة ما عصي أمر الله ـ تعالي ـ أبدا, وذلك لأن من صفات الملائكة أنهم ﴿...لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾[ التحريم:6].
والاستثناء في الآية الكريمة لا يدل علي أن إبليس كان من جنس الملائكة, لأن مجرد وجوده معهم يجيز هذا الاستثناء, خاصة أن سورة الكهف تؤكد أنه ﴿... كَانَ مِنَ الجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ...﴾ [ الكهف:50].
والله ـ تعالي ـ خلق الملائكة من النور, وخلق الجان من النار, لقوله سبحانه ﴿...وَخَلَقَ الجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ...﴾ [ الرحمن:15].
والاسم( إبليس) مشتق من( الإبلاس) وهو الحزن الناشئ عن شدة اليأس, وفعله( أبلس) بمعني بئس إلي حد القنوط, لأن إبليس مطرود طردا مطلقا من رحمة الله, ولا أمل له في مغفرة أو توبة, ولذلك يئس من ذلك ومن هنا جاء اسمه.
وواقعة أمر الملائكة بالسجود لأبينا آدم ـ عليه السلام ـ وتحقق سجودهم, مع رفض إبليس اللعين, لذلك جاءت الإشارة إليها في سبع من سور القرآن الكريم علي النحو التالي:
1 ـ ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ ﴾[البقرة:34].
2 ـ ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ *
قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴾[ الأعراف:12,11].
3 ـ ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَأٍ مَّسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ المَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ لَمْ أَكُن لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَأٍ مَّسْنُونٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الوَقْتِ المَعْلُومِ * قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ ﴾[ الحجر:28 ـ40].
4 ـ ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً * قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً * قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُوراً * وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً ﴾ [ الإسراء:61 ـ65].
5 ـ ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ﴾[الكهف:50].
6 ـ ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى * فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقَى * إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَى * وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا وَلاَ تَضْحَى * فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَى * فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ﴾ [ طه:116 ـ122].
7 ـ ﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ المَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ العَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الوَقْتِ المَعْلُومِ * قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ ﴾ [ ص:71 ـ80].
وهذه الآيات القرآنية الكريمة توضح طبيعة المعركة بين الشيطان والإنسان, تلك المعركة التي هي جزء من ابتلاء الإنسان باستخلافه في الأرض, بعد أن زوده الله ـ تعالي ـ بالعدة اللازمة للانتصار في تلك المعركة من العلم, والعقل, والإرادة الحرة, إذا أحسن توظيفها, خاصة أن الشيطان كان قد توعده بالغواية, وأن الله ـ تعالي ـ ترك للإنسان الباب مفتوحا للتوبة والإنابة, ويسر له الالتزام بالهداية الربانية التي أنزلها علي سلسلة طويلة من الأنبياء والمرسلين, ثم أتمها وأكملها وحفظها في القرآن الكريم, وفي سنة سيد المرسلين صلي الله عليه وسلم, ولذلك قال ربنا ـ عز من قائل ـ: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنسَى ﴾[ طه:123 ـ126].
وهذه الواقعة المتجسدة في الأمر الإلهي إلي الملائكة بالسجود لأبينا آدم ـ عليه السلام ـ وهو في الجنة, وتحقق سجودهم أجمعين له, ورفض إبليس اللعين السجود له استعلاء وكبرا, بدعوي أنه أفضل من آدم لخلقه من نار وخلق أبينا آدم من طين, ثم طرد إبليس من الجنة, وتوعده لآدم ولذريته بالغواية, حتى غواه وهو في الجنة فعصي آدم ربه, ثم تاب وندم, وقبل الله ـ تعالي ـ توبته, وعلي الرغم من ذلك أخرجه الله وزوجته من الجنة, ليبدأ الصراع الحقيقي بينهما وذريتهما( من جهة), وبين الشيطان وجنوده وأعوانه( من جهة أخري), وهو من طبيعة الاستخلاف في الأرض. كل ذلك من أمور الغيب المطلق الذي لم يشهده أي من ذرية آدم, وإيراد القرآن الكريم تلك الواقعة بهذا التفصيل حتى يعي كل فرد من أبناء وبنات آدم طبيعة العدو المترصد له بالفتنة والغواية,فيتعلم كل منهم كيف يوصد الباب دونه, ويقاوم كل محاولات الشيطان لإخراج الإنسان عن النهج القويم الذي وضعه ربنا ـ تبارك وتعالي ـ له طيلة وجوده في هذه الحياة الدنيا, فإن غلبه الشيطان في لحظة ضعف, فإن باب التوبة مفتوح لا يغلق حتى يغرغر الإنسان, وهذا هو الدرس الأساسي من وراء إيراد تلك لواقعة.
وأمر الله ـ سبحانه وتعالي ـ للملائكة بالسجود لأبينا آدم ـ عليه السلام ـ, وتحقق ذلك, وعصيان إبليس الأمر الإلهي وطرده من الجنة, وإغواؤه لأبوينا آدم وحواء بالأكل من الشجرة المحرمة, وإخراجهما من الجنة, ثم توبتهما, وقبول الله ـ تعالي ـ تلك التوبة, كل ذلك لم يكن معلوما لأهل الجزيرة العربية, ولا لأحد من الخلق في زمن الوحي, لأن أهل الأرض جميعا كانوا قد فقدوا أصول الدين وابتدعوا فيه ابتداعا مخلا, أو انصرفوا عنه انصرافا كليا.
فأهل الجزيرة العربية كانوا قد فقدوا الصلة برسالة كل من نبي الله إبراهيم, وولده نبي الله إسماعيل ـ عليهما السلام ـ فعبدوا الأصنام والأوثان, والنجوم والكواكب.
وفي الدول المجاورة شرقا انتشر العديد من الديانات الوضعية كالمجوسية, والزرادشتية, والمانوية, والمزدكية, والصابئة, والدهرية, التي كانت قد ابتدعت في الدين ما لم ينزل به الله سلطانا.
ولذلك لم يجد في تصحيح معتقدات العرب وجود بعض الجيوب من اليهود والنصاري علي أطراف الجزيرة العربية الشمالية والشمالية الغربية, والجنوبية الغربية, فهؤلاء كانوا في جملتهم من الأميين الذين لجأوا إلي الجزيرة العربية هروبا من اضطهاد كل من الفرس والروم, فكل من المناذرة والغساسنة كانوا عربا من أصول يمانية هاجروا إلي كل من شمال الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق في القرن الثالث الميلادي بعد انهيار سد مأرب, وكانوا قد تنصروا, ويهود كل من خيبر ويثرب واليمن كانوا من بقايا الذين فروا من اضطهاد كل من الروم والفرس, ولم يجدوا ملجأ لهم إلا في أراضي شبه الجزيرة العربية, وأغلب هؤلاء كانوا من العوام الذين لم تتوافر لهم أية ثقافة دينية.
وانطلاقا من هذا العهد الإلهي الذي قطعه ربنا ـ تبارك وتعالي ـ علي ذاته العلية فستظل هذه الرسالة الخاتمة محفوظة بحفظ الله إلي ما شاء الله, لتبقي حجة الله علي خلقه إلي يوم الدين, وشهادة بنبوة خاتم المرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ فالحمد لله علي نعمة الإسلام, والحمد لله علي نعمة القرآن, والحمد لله علي بعثة خير الأنام.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة طالب عفو ربي في المنتدى منتديات الدكتور / زغلول النجار
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 26-12-2009, 01:11 PM
-
بواسطة طالب عفو ربي في المنتدى منتديات الدكتور / زغلول النجار
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 26-12-2009, 01:10 PM
-
بواسطة طالب عفو ربي في المنتدى منتديات الدكتور / زغلول النجار
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 26-12-2009, 01:08 PM
-
بواسطة طالب عفو ربي في المنتدى منتديات الدكتور / زغلول النجار
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 26-12-2009, 01:07 PM
-
بواسطة طالب عفو ربي في المنتدى منتديات الدكتور / زغلول النجار
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 20-12-2009, 10:48 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات