من صور الإعتداء فى الدعــاء .......

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

من صور الإعتداء فى الدعــاء .......

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: من صور الإعتداء فى الدعــاء .......

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    3,533
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    09-12-2019
    على الساعة
    01:29 PM

    افتراضي من صور الإعتداء فى الدعــاء .......


    من صور الإعتداء في الدعاء

    1 ـ المبالغة في رفع الإمام صوته في الدعاء فوق الحاجة، حتى يصل أحيانًا إلى حد الصياح :
    هذا يحدث للأسف مع أن الله عز وجل يقول : (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)
    وقوله تعالى : (إنه لا يحب المعتدين) عقب قوله : (ادعو ربكم تضرعا وخفية) دليل على أن من لم يدعه تضرعا وخفية فهو من المعتدين الذين لا يحبهم،
    ويقول سبحانه : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيْلاً)، وأخرج البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا) أنها قالت : أنزلت في الدعاء
    وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: (يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصما ولا غائبًا إنما تدعون سميعًا بصيرًا..)
    فإذا كان الإنسان يدعو بمفرده فالأصل في ذلك الإسرار بالمناجاة لكن إن كان معه من يُؤمن على دعائه، ، فإنه يرفع صوته على قدر الحاجة، ويُؤمن من خلفه على دعائه دون صياح ورفع زائد على القدر المُحتاج إليه؛ لأن ذلك قد يتنافى والأدب مع الله عز وجل .
    وقد فسر بعض السلف قوله تعالى : (إنه لا يحب المعتدين) بالذين يرفعون أصواتهم رفعًا زائدًا على الحاجة.
    قال ابن المُنيّر رحمه الله : (وحسبك في تعين الإسرار في الدعاء اقترانه بالتضرع في الآية، فالإخلال به كالإخلال بالضراعة إلى الله في الدعاء، وإن دعاء لا تضرع فيه ولا خشوع لقليل الجدوى، فكذلك دعاء لا خفية ولا وقار يصحبه)
    ورفع الصوت بالدعاء بالإضافة إلى مخالفته للسنة، فهو مُذهبٌ للخشوع مجلبٌ للرياء والعياذ بالله .
    وعن الأوزاعي قال : (ليس في القنوت رَفْعٌ، ويُكره رَفْعُ الأصوات في الدُّعَاءِ)
    وقيل للحسن البصري : (إنَّهم يَضُجُونُ في القنوت، فقال: أخطأوا السُّـنَّة، كان عُمر يَقْنُتُ ويُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ)
    وقال النووي : (يُستحب أن يَخْفِضَ صوته بالدُّعَاءِ، ويُكْرَهُ الإفْرَاطُ في رَفْعِ الصَّوْتِ)
    فرفع الأصوات في الذكر المشروع لا يجوز إلا حيث جاء به السنة كالأذان، والتلبية، ونحو ذلك، فالسنة للذاكرين والداعين ألا يرفعوا أصواتهم رفعا شديدا
    وقال الآلوسي في روح المعاني : (وترى كثيراً من أهل زمانك يعتمدون الصراخ في الدعاء خصوصا في الجوامع حتى يعظم اللغط ويشتد، وتستك المسامع وتستد، ولا يدرون أنهم جمعوا بين بدعتين : رفع الصوت في الدعاء، وكون ذلك في المسجد)
    وروى ابن جرير عن ابن جريج : (إن رفع الصوت بالدعاء من الاعتداء المشار إليه بقوله سبحانه : ﴿إنه لا يحب المعتدين﴾) .

    2- التأمين في غير المواضع المناسبة :
    فإن من الناس من يؤمِّن على دعاء الإمام سواء كان دعاءً أو خبرًا، والذي ينبغي أن يعقل المأموم ما يسمعه، فيؤمن في موضع التأمين ويسكت في موضع السكوت،
    فقد روى أن أحد الصحابة قال في دعائه : اللهم قحط المطر، فقالوا : آمين، فلما فرغ من صلاته قال : قلت: اللهم قحط المطر فقلتم: آمين، ألا تسمعون ما أقول ثم تقولون : آمين !!!).
    والمشروع في التأمين على الدعاء - في غير الفاتحة داخل الصلاة - هو عدم رفع الصوت به كثيرا ؛ لأنه دعاء معناه (اللهم استجب) ، والمشروع في الدعاء هو التضرع وعدم رفع الصوت به؛ ولأن عدم الجهر هو الأصل،
    وهذا بخلاف التأمين في الصلاة بعد الفاتحة فإن المشروع فيه هو رفع الصوت ؛ لحديث وائل بن حجر عند أبي داود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) ، فقال : آمين، ورفع بها صوته.

    3 ـ المبالغة في رفع الصوت بالبكاء :
    ينبغي للإمام إذا تأثر بالقرآن أو بالدعاء أن يدافع البكاء، فلم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يبكي في الصلاة بصوت عالٍ ليُبكي من خلفه، كما يفعله بعض الأئمة هداهم الله اليوم فيستدعون ببكائهم بكاء غيرهم، ناهيك أنهم يبكون بنحيب وعويل وشهيق، بل كان صلى الله عليه وسلم يكتم بكاءه في صدره حتى يصبح له أزيز كأزيز المرجل (أي كغلي القدر)،
    قال ابن القيم رحمه الله عن هديه صلى الله عليه وسلم في البكاء : (وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت)،
    ولم يشعر ابن مسعود رضي الله عنه ببكاء النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ عليه طرفًا من سورة النساء، إلا بعد أن نظر إليه فوجد عينيه تذرفان، والقصة في صحيح البخاري، فمدافعة البكاء اتباعٌ للسنة ومدعاة للإخلاص.

    4 ـ الإطالة المفرطة في الدعاء :
    الإطالة المملة في الدعاء والتي تشق على الناس وتثقل عليهم العبادة، تجعلهم يؤمنون وقلوبهم قد كلت وسئمت، وهذا من فتنة الناس عن العبادة وتثقيلها عليهم،
    ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أشد النهي عن إطالة الصلاة؛ وهى فرض فما بالنا بالدعاء وهو سنة ؟؟؟
    فقد روى البخاري عن أبي مسعود رضي الله عنه أن رجلاً قال : (والله يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا. قال: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضباً منه يومئذ، ثم قال : يا أيها الناس إن منكم منفرين، فأيكم صلى بالناس فليتجوز فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة).
    فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أنكر على معاذ إطالته قراءة القرآن في الصلاة، فكيف بإطالة الدعاء ؟؟؟
    وبعض الأئمة ربما جعل دعاء قنوته أطول من صلاته ذاتها، وهذا خلاف هديه صلى الله عليه وسلم ؛ إذ كان يدعو بجوامع الكلم، بخلاف ما عليه كثير من الأئمة في هذه الأيام، فمنهم من يجعل الدعاء موعظة يذكر فيها الجنة وصفاتها، والنار وما فيها من أهوال، وعذاب القبر وما فيه من وحشة وظلمة، في سجع متكَلفٍ يستثير به عواطف الناس ويستدعي بكاءهم لا تجد معشاره أثناء قراءة القرآن
    فالإطالة المفرطة في الدعاء بصورة مبالغ فيها تشق على كثير من المصلين مع أن الغالب أن فيهم المريض والشيخ الكبير والمرأة والطفل والمتعجل.

    5- عدم الإلتزام بالمأثور فى الدعاء :
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : المَشْرُوعُ للإنسان أن يدعو بالأدعية المأثورة؛ فإن الدُّعَاءَ من أفضل العبادات، وقد نَهَانَا الله عن الاِعْتِدَاءِ فيه، فينبغي لنا أن نَتَبِعَ ما شُرِّعَ وسُنَّ، كما أنه ينبغي لنا ذلك في غيره من العبادات، والذي يَعْدِلُ عن الدُّعَاءِ المُشْرُوعِ إلى غيره، الأحْسَنُ له ألا يَفُوتَهُ الأكْمَلُ والأفْضَلُ، وهي الأدْعِيَةِ النَّبَوِيَّةِ، فإنَّها أفْضَلُ وأكْمَلُ باتفاق المسلمين من الأدعية التي ليست كذلك
    ومن أشَدِّ الناس عَيْبًا من يَتَّخِذُ حِزْبًا ليس بمأثور عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَيَدَعُ الأحزاب النَّبَوِيَّة التي كان يقولها سَـيُّدُ بَنِي آدَمَ وإمَامُ الخَلْقِ وحُجَّةُ الله على عباده.
    وربما يؤدي ترك المأثور إلى الوقوع في دعاء مخالف أو منهى عنه ؛ كقول بعضهم : (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه)، فهذا معارِض لما في الحديث الحسن: (لا يرد القضاء إلا الدعاء) فكيف لا ندعو الله برد القضاء ؟؟؟ كيف وقد كان النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نفسه يدعو قائلا : (وقنا واصرف عنا شر ما قضيت) ؟؟؟.
    ولا حرج على مَن دعا بغير الأدعية المأثورة ولكن ليس هناك أفضل مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أدعية مأثورة، لأنه يترتب عليها أجران : أجْرُ الاِتِّباَعِ، وأجْرُ الذِّكْرِ.

    6 ـ تكثير الكلام الذي لا حاجة له، والتطويل في تشقيق العبارات، والتكلف في ذكر التفاصيل :
    فترى بعض الأئمة يفصل عند الدعاء في أحوال البرزخ ويوم القيامة بطريقة تحول الدعاء إلى موعظة أو خطبة ؛
    فربما سمعت من يدعو بالثبات عند الممات (إذا بردت القدمان وشخصت العينان، ويبس اللسان... ) في وصف طويل لحالة الإحتضار، وهذا من الوعظ وليس من المسألة والدعاء في شيء،
    ومنهم من يقول : (اللهم ارحمنا إذا ثقل منا اللسان، وارتخت منا اليدان، وبردت منا القدمان، ودنا منا الأهل والأصحاب، وشخصت منا الأبصار، وغسلنا المغسلون، وكفننا المكفنون، وصلى علينا المصلون، وحملونا على الأعناق، وارحمنا إذا وضعونا في القبور، وأهالوا علينا التراب، وسمعنا منهم وقع الأقدام، وصرنا في بطون اللحود، ومراتع الدود، وجاءنا الملكان... إلخ)، حتى جعلها موعظة يرقق بها القلوب.
    ومثله من يسأل (أن يجيرنا الله من النار إذا جيء بها يوم القيامة تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك .... )، فأين هذا كله من الدعاء القرآني الجامع : (وقنا عذاب النار) ؟؟؟
    ومثل ذلك التفصيل في ذكر نعيم الجنة والذي هو لازم دخولها.
    ولذا فقد أخرج أبو داود وغيره : (عن أبى نعامة عن ابن سعد ابن أبي وقاص أنه قال : سمعني أبي وأنا أقول : اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها، وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها، وكذا وكذا، فقال : يا بُني: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : سيكون قوم يعتدون في الدعاء ، فإياك أن تكون منهم، إن أُعطيت الجنة أُعطيتها وما فيها، وإن أعذتَ من النار أُعذت منها وما فيها من الشر )،
    فسمى التفصيل في الدعاء اعتداءً.
    وأخرج أبو داود عن أبي نعامة : (أن عبد الله بن مغفل سمع إبنه يقول : اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال : أي بُني، سل الله الجنة، وتعوذ به من النار، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء) .
    ومن ذلك التكلف دعاء ربه (أن يرحمه إذا وضع في اللحد تحت التراب والثرى، وبين الصديد والدود، وأن يرحمه إذا سالت العيون وبليت اللحوم، وأن يرحمه إذا تولى الأصحاب، وقسم ماله وترك دنياه ......)
    وهذا التفصيل يخرج بالدعاء عن مقصوده وهو المسألة، إلى باب آخر وهو الوعظ والتذكير والترقيق، وهو مطلوب ولكن في غير هذا الموقف. فإن الاسترسال بهذه الطريقة يشعرك بأنك تستمع إلى خطيب قد ولاَّك ظهره وليس إلى قانت يسأل لك ربه.
    ومن الاعتداء في الدعاء بالتكلف في ذكر التفاصيل أن يدعو على عدوه (أن يخرس الله لسانه، ويشل يـده، ويجمد الـدم في عـروقه وأن يسلب عقله فيكون مع المجانين، والدعاء على الكفار، بتجميد الدماء في عروقهم، وحبسهم في جلودهم، وأن يتمنوا الموت فلا يجدوا إليه سبيلاً وأن ترمل نساؤهم وييتم أطفالهم، .....) في طائفة من هذا النوع طويلة، فأين هذا مما ورد في الدعاء على المعتدين (اللهم اهزمهم وزلزلهم) (اللهم أشدد وطأتك عليهم) (اللهم اكفناهم بما شئت) ونحوه ؟؟؟
    ومنه دعاء بعض الأئمة وهم يتكلفون الوصف في الدعاء حيث يقول : (اللهم لاتدع لهم طائرة إلا أسقطتها ، ولا سفينة إلا أغرقتها ، ولا دبابة إلا نسفتها ، ولا فرقاطة إلا فجرتها ، ولا مدرعة إلا دمرتها ، ...... الخ) وكأنه يُملِي على الله كيف يفعل بالأعداء ، بينما كان يكفيه أن يقول اللهم عليك بهم أو اللهم انتقم منهم ونحو ذلك
    إن خير الكلام ما قل ودل
    وقد كان عليه الصلاة والسلام يتخير من الدعاء أجمعه
    أخرج أبو داود من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء، ويدعُ ما سوى ذلك)
    وأخرج أيضًا عن قتادة رحمه الله أنه سأل أنسًا رضي الله عنه: أي دعوة كان يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر؟ قال كان أكثر دعوة يدعو بها : اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)

    7 - الدعاء على عموم الكفار بالهلاك والاستئصال :
    تعجب غاية العجب عندما تسمع تعميم الدعاء على كل كافر، من اليهود والنصارى والشيوعيين، بالفناء والهلاك والاستئصال، حتى لا يُبق منهم أحدًا، وهذا فيما نحسب من الاعتداء في الدعاء لأمور منها :

    (أ) أننا نعلم بخبر نبينا أن ذلك مخالف لقدر الله عز وجل الذي قدره، وخبر رسول صلى الله عليه وسلم الذي أخبر، فالروم في آخر الزمان أكثر الناس، وستجري الملاحم الكبرى في آخر الزمان مع الكفار، وستقوم الساعة على شرار الناس، (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)
    والدعاء على اليهود والنصارى جميعاً بالإستئصال ، فإنه لا يجوز شرعاً. وهو من الاعتداء في الدعاء ؛ وذلك لأن الله جلّ وعلا أخبرنا أنّ اليهود والنصارى سيبقون إلى زمن خروج المسيح الدجال، فإذا دعا أحد بأن يستأصلهم الله جلّ وعلا الآن قبل نزول المسيح الدجال فهو إعتراضٌ على ما أجرى الله حكمته وقدره الكوني ببقائهم إلى آخر الزمان؛ ولهذا لم يؤثر عن أحد من السلف ولا من أئمة الإسلام أنه دعا بهذا الدعاء العام على اليهود النصارى، وإنما يدعو بالدعاء الخاص لمن قاتل، لمن حارب ، لمن آذى المؤمنين ونحو ذلك
    وقول الداعى : (اللهم عليك بالكفار والمشركين واليهود ، اللهم لا تبق أحداً منهم في الوجود ، اللهم أفنهم فناءك عادا وثمود) والدعاء بفناء كل الكفار إعتداء في الدعاء ؛ لأن الله قدر وجودهم وبقاءهم لحكمة ، والله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد

    (ب) أننا على يقين أن من الكفار من لهم نفوس مهيأة لقبول الدعوة وتلقى الهداية، كما قال جل وعلا عن مشركي قريش : (عسى أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة) ، ولو أيقنا أن كل الكفار قد شُد على قلوبهم، لما كان لحديث: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) أى معنى، ولم يكن لكل جهد نبذله في الدعوة مبرر ولا جدوى. وأيضا ربما سيترتب على هذا تعطيل باب الولاء والبراء ، وباب الجهاد.

    (ج) الرسول عليه الصلاة والسلام لم يثبت أنه دعا على عموم الكفار وإنما دعا على قبائل أو أشخاص بأعيانهم ، بل لما جاءه ملك الجبال وعرض عليه أن يطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال : لا، لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً.
    بل إنه لما دعا على بعضهم بأسمائهم نزل قوله تعالى : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ)
    وقد روى مسلم في الصحيح عن أبي هريرة قال قيل: يا رسول الله إدع على المشركين قال : (إني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة)

    * قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح كتاب التوحيد عند : باب قوله تعالى : (أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ): أما الدعاء بالهلاك لعموم الكفار، فإنه محل نظر، ولهذا لم يدع النبي صلى الله عليه وسلم على قريش بالهلاك، بل قال: اللهم عليك بهم، اللهم اجعل عليهم سنين كسني يوسف"، وهذا دعاء عليهم بالتضييق، والتضييق قد يكون من مصلحة الظالم بحيث يرجع إلى الله عن ظلمه

    * وقال ابن تيمية : ودعاء نوح على أهل الأرض من الكفار بالهلاك كان بعد أن أعلمه الله أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن

    * وقال الشيخ الفوزان : المشروع في الدعاء على الكفار هو الدعاء على المعتدين على المسلمين منهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قَنَتَ يدعو على الكفار خَصَّ المعتدين منهم ولم يدع على جميعهم فقال : اللهم العن فلاناً وفلاناً والقبيلة الفلانية ولم يعمم الكفار.

    * وقال معالي الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الاسلامية :
    هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي الصحابة في دعائهم على الكفار أن يكون دعاءً خاصاً على المعتدي، على الظالم، على من حارب الإسلام وأهله، كما في دعاء عمر في القنوت: (اللهم عليك بالكفرة من أهل الكتاب الذين يصدون عن دينك ويقاتلون أولياءك)


    (د) أنه ليس للمسلم أن يدعو بالإستئصال على من أذن الله له بأن يبرهم ويقسط إليهم كما قال تعالى : ( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
    أم كيف يستقيم أن يدعو الولد المسلم على والديه بالهلاك إن كانوا كافرين ، والله جلّ وعلا يقول عنهما : (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) فإن الدعاء على عموم الكفار يشملهما ، فهل هذه هي المصاحبة بالمعروف ؟

    نعم إن من أسباب هذا الانفعال كله، الشعور بحرارة الظلم والبغي من أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والذي أمض القلوب، وأقض المضاجع، وعقد المرارات في أفواه المسلمين، ولكن المسلم يَصدُر دعائه وسائر عباداته من الأدلة الشرعية وليس المشاعر النفسية.

    8 ـ تكلف السجع في الدعاء :
    من الآثار السيئة لترك السنة والإكتفاء بالدعاء بالمأثور العدول عن ذلك باستعمال غرائب الأدعية المسجوعة والمتكلفة، مع أن السجع المتكلف قد كرهه السلف ونهوا عنه، قال ابن عباس لمولاه عكرمة كما في صحيح البخاري : (إنظر السجع من الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الإجتناب)
    وقال القُرْطبِيُّ في موضع آخر عن الإعتداء في الدعاء : هو أن يَدْعُو بما ليس في الكِتَابِ والسُّـنَّةِ؛ فَيَتَخَير ألفاظًا مُفْقِرَة وكلمات مُسجَعَة، قد وجدها في كراريس لا أصل لها ولا مُعَول عليها، فيجعلها شعاره ويترك ما دَعَا به رسولـه عليه الصلاة والسلام، وكُل هذا يَمْنَعُ مِن اِسْتَجَابَةِ الدُّعَاءِ

    9 ـ المبالغة في التلحين والتطريب والتغني في الدعاء :
    عند الطبراني مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم : (بادروا بالأعمال ستًا (وفي رواية: أخاف عليكم ستًا)، وذكر منها: ونَشْءٌ يتخذون القرآن مزامير، يقدمون أحدهم ليغَنِّيهم وإن كان أقلهم فقهًا)
    إن مما يبعث على الأسى والحزن لجوءُ كثيرٍ ممن يُظن أنهم من مقتفي الأثر، إلى المبالغة في الترنيم والتلحين والتطريب، بل والتجويد أحيانًا حتى كأن أحدهم يقرأ السورة من القرآن، فتجده يطبق أحكام التجويد كالإدغام والإخفاء والمدّ حتى يظن الظان أنه يتلو آيات من الكتاب العزيز، وما هو من الكتاب، ويزداد الطين بلة إذا ضمن دعاءه آياتٍ من كلام الله بحيث يعسر على العوام التفريق بينهما، ونتيجة لذلك فإن بعض الناس يتأثر بتلحين الإمام أكثر من تأثره بالدعاء نفسه، ولا يفهم من هذا ألا يحسن الداعي صوته، فهذا لا بأس به، لكن الذي نراه اليوم من كثير من الأئمة مبالغة في التلحين والتطريب، بصورة إذا جمعت معها رفع الصوت وخفضه، واعتداء مذموم، ثم أخطاء قد تكون عقدية،، ذكَّرك ذلك بدعاء بعض أهل البدع في مناسباتهم.
    وقد جاء في فتوى اللجنة الدائمة ما نصه : (وعلى الداعي ألا يشبِّه الدعاء بالقرآن، فيلتزم قواعد التجويد والتغني بالقرآن، فإن ذلك لا يُعرف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا من هدي أصحابه رضي الله عنهم)
    وقال الكمال ابن الهمام : (ما تعارفه الناس في هذه الأزمان من التَّمْطِيطِ، والمبالغة في الصِّيَاحِ، والاشتغال بِتَحْرِيرَاتِ النَّغَمِ إظهارًا للصناعة النَّغَمِيَةِ، لا إقَامَةً لِلْعُبُودِيَّةِ، فإنه لا يَقْتَضِي الإجابة، بل هو من مُقْتَضَيَاتِ اَلْرَدِّ، وهذا معلوم إن كان قَصْدُهُ إعْجَاب الناس به، فكأنه قال : اعْجَبُوا مِنْ حُسْنِ صَوْتِي وتَحْرِيرِي، ولا أرى تَحْرِيرَ النَّغَمِ في الدُّعَاءِ، كما يفعله القرّاء في هذا الزمان، يصدر ممن يفهم معنى الدُّعَاء والسؤال؛ إذ مقام طلب الحاجة: التَّضَرُّع، لا التَّغَنِي، فاستبان أن ذاك (أي التَّغَنِي والتَّمْطِيطُ) من مقتضيات اَلْخَيْبَةِ واَلْحِرْمَانِ)

    فانظر أيها الأخ الكريم إلى أدعية الرسول عليه الصلاة والسلام كيف كانت جامعة لخير الدنيا والآخرة، وانظر قبل ذلك إلى أدعية القرآن العظيمة، ثم انظر إلى ما أحدثه كثير من الأئمة هداهم الله من الأدعية الطويلة والوقوف الطويل يتغنى بالدعاء، ويتكلف السجع، ويرفع الصوت، وقد سئم الناس طول الانتظار، فقد أعياهم التعب وطول القيام، حتى إن بعضهم يهم بالانصراف أكثر من مرة، ألا يخشى هؤلاء أن يدخلوا تحت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : (يأيها الناس إن منكم منفرين) ؟؟؟؟
    وإنك لتعجب عندما ترى بعد هذا كله التسجيلات الإسلامية والمؤسسات الإعلامية والشركات الإنتاجية، كيف تتسابق وتتهافت على تسجيل هذه الأدعية المخالفة للسنن، وتتفنن في إخراجها لذلك القارئ، وتخرجها في إصدارات خاصة (دعاء الختمة لفلان... أو جزء عم مع الدعاء...) وهكذا، فإلى الله المشتكى .

    ((((( الخلاصة )))))

    ختامًا أدعو الأئمة الذين وفقهم الله أن يقتفوا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم حتى نرى المساجد وقد اكتظت بالمصلين والإمام يدعو لهم
    بدعاء مأثور لا يطيل فيه ولا يعتدي
    يدعوه بقراءته المعتادة دون تلحين ولا تطريب ولا تجويد كتجويد القرآن
    وإن تأثر فبكى وذرفت عيناه، كتم بكاءه أو أخفاه بلا نحيب ولا شهيق، لا يكاد يشعر به إلا القريبون منه
    وعلى هؤلاء الأئمة أعانهم الله أن يخفضوا أصوات مكبرات الصوت، فتكون بقدر ما يسمع المصلون الحاضرون؛ حتى لا يحصل تشويش على أهل المساجد الأخرى، ولا إزعاج للناس.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    88
    آخر نشاط
    24-05-2011
    على الساعة
    01:22 AM

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا نفعنا الله واياك

    مع النقاب حتى التراب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    120
    آخر نشاط
    27-07-2014
    على الساعة
    03:18 PM

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا وجعله في موازين حسناتكم
    باعتقادي ان المهم هو الصدق والخشوع لا رفع الصوت اكثر مما يجب

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    1,871
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-10-2013
    على الساعة
    09:33 PM

    افتراضي

    على فكرة دة يرجع لنية الامام او القارىء فان كان قصدة ان يقولوا صوتة حلو فقد قيل ولن ياخذ من الاجر شياء فعلى كل مسلم ان يصحح نيتة فى كل عمل يقوم بة ويتذكر الحديث الشريف الذى رواة سيدنا عمر عن النبى صلى الله علية واله وسلم انما الاعمال بالنيات
    التعديل الأخير تم بواسطة أسد الإسلام ; 20-05-2010 الساعة 01:55 PM

    إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } .. آل عمران 19 .
    وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} .. أل عمران 64
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    3,533
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    09-12-2019
    على الساعة
    01:29 PM

    افتراضي

    شكرا جزيلا إخوتى الأفاضل الكرام

    عبق الريحان
    أبو محتسب
    أبو السعود محمود


    على المرور الغالى العطر
    موفقون بإذن الله ... لكم مني أجمل تحية
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    130
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-04-2013
    على الساعة
    04:06 PM

    افتراضي

    جزاك الله خيراَ أخي فكري وجعله في ميزان حسناتك والكلام إذا كان من الف\قلب وقر في القلب ولو لم يكن ملحن أو ممطط أسأل الله أن يتجاوز عنا جهلنا وإسرافنا في أمرنا...آمين
    منــــــــذ ولدت وأنت تفخر بالإسلام . . فمتى يفخر الإسلام بك؟؟

من صور الإعتداء فى الدعــاء .......

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. المنتقى من منهاج الإعتدال في نقض كلام أهل الرفض والإعتزال [ مختصر منهاج السنة ] - عرب
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-01-2010, 02:00 AM
  2. 600 مليون دولار تعويضات من كنيسة كاثوليكية لجرائم الإعتداء الجنسى !!!
    بواسطة عبد الله القبطى في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 17-07-2007, 12:56 AM
  3. فضيحة جديدة .. الإعتداء علي هوب شاين بسبب نغامراته مع خادمات الكنيسة
    بواسطة الحاتمي في المنتدى منتدى غرف البال توك
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 21-07-2006, 04:10 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

من صور الإعتداء فى الدعــاء .......

من صور الإعتداء فى الدعــاء .......