اقتباس
25093 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة { والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى } قال : قال عتبة بن أبي لهب : كفرت برب النجم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما تخاف أن يأكلك كلب الله " قال : فخرج في تجارة إلى اليمن , فبينما هم قد عرسوا , إذ سمع صوت الأسد , فقال لأصحابه إني مأكول , فأحدقوا به , وضرب على أصمختهم فناموا , فجاء حتى أخذه , فما سمعوا إلا صوته .
الـــــــــــرد

لم يهتز عتبة لدعوة النبي واحد فقط أخذه الفزع على ضلوعه في الكفر وإيذاء النبي هو أبو لهب الذي قال لابنه عتبة: "يا ولدي فلتأخذ حذرك دائماً، فإني لأشد الناس رهبة وخوفاً عليك من دعوة هذا الرجل".

روى ابن عساكر في ترجمة عتبة بن أبي لهب , من طريق محمد بن اسحاق , عن عثمان بن عروة , ابن الزبير , عن أبيه , عن هناد بن الأسود , قال:كان أبو لهب وابنه عتبة قد تجهزوا إلى الشام , فتجهزت معهما , فقال ابنه عتبة:والله لأنطلقن إلى محمد , ولأوذينه في ربه "سبحانه وتعالى " . فانطلق حتى أتى النبي [ ] فقال:يا محمد . هو يكفر بالذي دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى . . فقال النبي [ ]:" اللهم سلط عليه كلبا من كلابك " . . ثم انصرف عنه , فرجع إلى أبيه , فقال:يا بني , ما قلت له ? فذكر له ما قاله . فقال:فما قال لك ؟

قال:اللهم سلط عليه كلبا من كلابك . قال:يا بني والله ما آمن عليك دعاءه ! فسرنا حتى نزلنا أبراه - وهي في سدة - ونزلنا إلى صومعة راهب . فقال الراهب:يا معشر العرب , ما أنزلكم هذه البلاد ؟ فإنها يسرح فيها الأسد كما تسرح الغنم ! فقال أبو لهب:إنكم قد عرفتم كبر سني وحقي ; وإن هذا الرجل قد دعا على ابني دعوة والله ما آمنها عليه , فاجمعوا متاعكم إلى هذه الصومعة , وافرشوا لابني عليها , ثم افرشوا حولها . ففعلنا . فجاء الأسد فشم وجوهنا , فلما لم يجد ما يريد تقبض فوثب وثبة فوق المتاع , فشم وجهه , ثم هزمه هزمة ففسخ رأسه . فقال أبو لهب:قد عرفت أنه لا ينفلت عن دعوة محمد !

جاء في لسان العرف باب حرف الكاف :

كلب: الكَلْبُ: كُلُّ سَبُعٍ عَقُورٍ. وفي الحديث: أَمَا تخافُ أَن يأْكُلَكَ كَلْبُ اللّهِ؟ فجاءَ الأَسدُ ليلاً فاقْتَلَعَ هامَتَه من بين أَصحابه.

"اللهم سلط عليه كلباً من كلابك... اللهم سلط عليه كلباً من كلابك".. قالها رسول الله في يقين ممزوج بالأسى، وعيناه وقلبه إلى السماء يستنصر الله، ويستعديه على "عتبة بن أبي لهب" الذي جاءه، وهو في جمع من الناس، يسخر منه، ويتمادى في السخرية، ويأخذه غرور الجبابرة الصغار، وهو يقول: "يا محمد، أشهد أني قد كفرتُ بربك. وطلقت ابنتك"، وكان النبي قد زوجه ابنته رقية قبل البعثة.