الـــــــــــرد


جاء في صحيح البخاري

حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏هشام بن عروة ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة أم المؤمنين ‏ ‏رضي الله عنها ‏
‏أن ‏ ‏الحارث بن هشام ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏سأل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال يا رسول الله كيف يأتيك الوحي فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ "‏أحيانا يأتيني مثل ‏ ‏صلصلة ‏ ‏الجرس وهو أشده علي ‏ ‏فيفصم ‏ ‏عني وقد وعيت عنه ما قال وأحيانا يتمثل لي ‏ ‏الملك ‏ ‏رجلا فيكلمني فأعي ما يقول قالت ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد ‏ ‏فيفصم ‏ ‏عنه وإن جبينه ‏ ‏ليتفصد ‏ ‏عرقا"


وفي رواية مسلم " في مثل صلصلة الجرس " والصلصلة بمهملتين مفتوحتين بينهما لام ساكنة : في الأصل صوت وقوع الحديد بعضه على بعض , ثم أطلق على كل صوت له طنين , وقيل : هو صوت متدارك لا يدرك في أول وهلة .

والحكمة في تقدمه أن يفرغ سمعه للوحي فلا يبقى فيه مكان لغيره

‏( وهو أشده علي ) ‏
قال البلقيني : سبب ذلك أن الكلام العظيم له مقدمات تؤذن بتعظيمه للاهتمام به , وقال بعضهم : إنما كان شديدا عليه ليستجمع قلبه فيكون أوعى لما سمع , وقيل : إنما كان ينزل هكذا إذا نزلت آية وعيد أو تهديد , وفائدة هذه الشدة ما يترتب على المشقة من زيادة الزلفى والدرجات

وفي هذا الصدد يجب ذكر هذا الحديث الذي وضح ما سبق بطريقة أكثر وضوحاً .

( سلسلة على صفوان )

هو مثل قوله في بدء الوحي : " صلصلة كصلصلة الجرس " وهو صوت الملك بالوحي , قال الخطابي : الصلصلة صوت الحديد إذا تحرك وتداخل , وأراد أن التشبيه في الموضعين بمعنى واحد , فالذي في بدء الوحي هذا والذي هنا جر السلسلة من الحديد إلى الصفوان الذي هو الحجر الأملس يكون الصوت الناشئ عنهما سواء . ‏

والله أعلم
.