

-
السلفية ليست مرحلة زمنية ..
الرد على البوطي في قوله السلفية مرحلة زمنية
نظرات وتعقيبات على ما في كتاب السلفية
لمحمد سعيد رمضان من الهفوات
بقلم \ الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان وردت ترجمة للكتاب في العدد ( 7 ) من المجلة ص238
.
الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وسلم .
وبعد :
فقد اطلعت على كتاب من تأليف الدكتور \ محمد سعيد رمضان البوطي بعنوان " السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي " .
فاستغربت هذا العنوان لما يوحي به من إنكار أن يكون للسلف مذهب ومنهج تجب علينا معرفته والتمسك به ، وترك المذاهب المخالفة له ، ولما قرأت الكتاب وجدت مضمونه أغرب من عنوانه حيث وجدته يقول فيه إن التمذهب بالسلفية بدعة ويشن حملة على السلفيين .
ونحن نتساءل هل الذي حمله على أن يشن هذه الحملة الشعواء على السلفية والسلفيين - الحملة التي تناولت حتى القدامى منهم كشيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - هل الذي حمله على ذلك كراهيته للبدع فظن أن التمذهب بالسلفية بدعة فكرهه لذلك .
كلا ليس الحامل له كراهية البدع لأننا رأيناه يؤيد في هذا الكتاب كثيرا
(الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 184)
من البدع - يؤيد الأذكار الصوفية المبتدعة . ويؤيد الدعاء الجماعي بعد صلاة الفريضة وهو بدعة . ويؤيد السفر لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم " وهو بدعة " .
فاتضح لنا والله أعلم أن الحامل له على شن هذه الحملة هو التضايق من الآراء السلفية التي تناهض البدع والأفكار التي يعيشها كثير من العالم الإسلامي اليوم وهي لا تتلاءم مع منهج السلف ، وقد ناقشت في هذه العجالة الآراء التي أبداها في كتابه المذكور حول السلفية والسلفيين وذلك من خلال التعقيبات التالية . وهي تعقيبات مختصرة تضع تصورا لما يحتويه كتابه من آراء هي محل نظر ، وإذا كان الدكتور يعني بحملته هذه جماعة معينة . فلماذا لا يخصها ببيان أخطائها دون أن يعمم الحكم على جميع السلفيين المعاصرين ، وحتى بعض السابقين منهم .
والآن إلى التعقيبات .
التعقيب الأول
قوله في العنوان : " السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي " . هذا العنوان معناه أن السلف ليس لهم مذهب يعرفون به وكأنهم في نظره عوام عاشوا في فترة من الزمن بلا مذهب .
وأن تفريق العلماء بين مذهب السلف ومذهب الخلف تفريق خاطئ لأن السلف ليس لهم مذهب ، وعلى هذا لا معنى لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ، سنن الترمذي العلم (2676),سنن ابن ماجه المقدمة (44),مسند أحمد بن حنبل (4/126),سنن الدارمي المقدمة (95). عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين وقوله لما سئل عن الفرقة الناجية من هي ، قال : سنن الترمذي الإيمان (2641). هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي لا معنى لهذا كله لأن السلف ليس لهم مذهب . ولعل قصد الدكتور من ذلك هو الرد على الذين يتمسكون بمذهب السلف في هذا الزمان ويخالفون المبتدعة والخرافيين .
التعقيب الثاني
قوله في صفحة ( 5 ) : هذا الكتاب لا يتضمن أي مناقشة لآراء
(الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 185)
السلفية وأفكارهم التي يعرفون بها ، كما لا يتضمن تصويبا ولا تخطئة لها ، ومعنى هذا أن الآراء السلفية قابلة للمناقشة والتخطئة ، وهذا فيه إجمال لأن السلفية بمعناها الصحيح المعروف لا تخالف الكتاب والسنة فلا تقبل المناقشة والتخطئة ، وأما السلفية المدعاة فهي محل النظر وهو لم يحدد المراد بالسلفية فكان كلامه موهما عاما يتناول السلفية الصحيحة المستقيمة .
التعقيب الثالث
في صفحة ( 12 ) المقطع الأول يعلل فيه أن وجوب اتباع السلف بكونهم أفهم للنصوص لسلامة لغتهم ولمخالطتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا فيه نقص كبير لأنه أهمل قضية تلقيهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلمهم منه وسؤالهم إياه ، ومشاهدتهم للتنزيل على رسول الله ، وتلقيهم التأويل عنه صلى الله عليه وسلم وهذه مرتبة من العلم لم يبلغها غيرهم وقد أهمل ذكرها وتناساها تماما ، كما أنه في آخر هذه الصفحة يقرر أن اتباع السلف لا يعني أخذ أقوالهم والاستدلال بمواقفهم من الوقائع وإنما يعني الرجوع إلى القواعد التي كانوا يحتكمون إليها .
ومعنى هذا الكلام أن أقوال السلف وأفعالهم ليست حجة وإنما الحجة هي القواعد التي كانوا يسيرون عليها وهذا كلام فيه تناقض لأن معناه أننا نلغي أقوالهم ونأخذ قواعدها فقط ، ونستنبط بها من النصوص غير استنباطهم ، وهذا إهدار لكلام السلف ودعوة لاجتهاد جديد ، وفهم جديد يدعي فيه أنه على قواعد السلف .
التعقيب الرابع
في صفحة 13 ، 14 ينكر أن تتميز طائفة من المسلمين من بين الفرق المختلفة المفترقة وتسمى " بالسلفية " . ويقول : لا اختلاف بين السلف والخلف ولا حواجز بينهم ولا انقسام .
وهذا الكلام فيه إنكار لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : صحيح مسلم الإمارة (1920),سنن الترمذي الفتن (2229),سنن أبو داود الفتن والملاحم (4252),سنن ابن ماجه الفتن (3952),مسند أحمد بن حنبل (5/279). لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم .
(الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 186)
وقوله صلى الله عليه وسلم : سنن الترمذي الإيمان (2641). وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قيل من هي يا رسول الله . قال هم : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي . فهذان الحديثان يدلان على وجود الافتراق والانقسام والتميز بين السلف وأتباعهم وبين غيرهم .
والسلف ومن سار على نهجهم ما زالوا يميزون أتباع السنة عن غيرهم من المبتدعة والفرق الضالة ويسمونهم أهل السنة والجماعة ، وأتباع السلف الصالح ومؤلفاتهم مملوءة بذلك .
حيث يردون على الفرق المخالفة لفرقة أهل السنة وأتباع السلف .
والدكتور يجحد هذا ويقول : لا اختلاف بين السلف والخلف ولا حواجز بينهم ولا انقسام . وهذا إنكار للواقع مخالف لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من وجود الانقسام والافتراق في هذه الأمة وأنه لا يبقى على الحق منها إلا فرقة واحدة .
التعقيب الخامس
من صفحة 14 - 17 يحاول أن يبرر قوله بعدم وجوب الأخذ بأقوال السلف وأعمالهم وتصرفاتهم بأن السلف أنفسهم لم يدعوا الناس إلى ذلك وبأن العادات تختلف وتتطور في اللباس والمباني والأواني . إلخ ما ذكره . وهذا الكلام فيه جهل وخلط وتلبيس من وجهين :
الوجه الأول :
قوله : إن السلف لم يدعوا إلى الأخذ بأقوال السابقين وهذا كذب عليهم . فإن السلف من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين يحثون على امتثال ما أمر الله به ورسوله من الاقتداء بالسلف الصالح ، والأخذ بأقوالهم ، والله قد أثنى على الدين يتبعونهم ، فقال تعالى : سورة التوبة الآية 100 وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ . الآية .
(الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 187)
وقال صلى الله عليه وسلم عن الفرقة الناجية : سنن الترمذي الإيمان (2641). [COLOR="Red"]هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي . [/COLOR
وقال صلى الله عليه وسلم : سنن الترمذي العلم (2676),سنن ابن ماجه المقدمة (44),مسند أحمد بن حنبل (4/126),سنن الدارمي المقدمة (95). عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، وقال عبد الله بن مسعود : من كان مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة .
أولئك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أبر الناس قلوبا وأغزرهم علما وأقلهم تكلفا ) .
وقال الإمام مالك بن أنس : ( لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ) إلى غير ذلك مما تضمنته الكتب المؤلفة في عقائد السلف والمسماة بكتب السنة ، ككتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد ، وكتاب السنة للآجري ، وكتاب السنة لابن أبي عاصم وغيرها تذكر أقوال السلف وتحث على الأخذ بها .
الوجه الثاني :
أنه جعل مسائل العادات كالمباني والأواني والملابس كمسائل العلم والعقائد والعبادات تختلف باختلاف الأزمنة والأعراف وهذا منه جهل أو تلبيس ، فإن الفرق في ذلك معروف لأقل الناس ثقافة وعلما . كل يعرف أن العادات تختلف وأما العبادات وأحكام الشريعة فهي ثابتة
يتبع ..
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة هند في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 26
آخر مشاركة: 14-05-2012, 03:38 AM
-
بواسطة ســاره في المنتدى منتدى التجارب والأشغال اليدوية
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 19-04-2012, 09:28 PM
-
بواسطة ابو وسيم في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 22-02-2012, 04:45 PM
-
بواسطة ســاره في المنتدى منتدى التجارب والأشغال اليدوية
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 21-04-2010, 10:14 PM
-
بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 12-08-2009, 06:00 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات