يقول علماء الأجناس إنّ 90% من يهود العالم هم من الأمم التي تهوَّدت، ولا يرجعون في أصولهم إلى بني إسرائيل. ويُقرّ اليهود بأن هناك عشرة أسباط ضائعة:" رأوبين، وشمعون، وزبولون، ويساكر، ودان، وجاد، وأشير، ونفتالي، وأفرايم ومنسي."[1] على ضوء ذلك، كيف يَصحُّ أن نقول إنّ القضاء الإلهي لبني إسرائيل يتعلّق بيهود اليوم ؟:

1- يقول الله تعالى في سورة الإسراء: "... فإذا جاءَ وَعْدُ الآخرةِ جِئْنا بِكُم لفيفاً "[2] والمقصود نجمعكم من الشتات في حالة كونكم منتمين إلى أصولٍ شتى، على خلاف واقعكم في المرّة الأولى.

2_ حرص اليهود على تسمية الدولة الأخيرة هذه (إسرائيل)، فأصبحت البُنوّة هي بُنوّة انتماءٍ للدولة. فلا شك أنهم اليوم أبناء إسرائيل.

3- إنّ الحكم على الناس في دين الله لا يكون على أساس العرق والجنس، بل على أساس العقيدة والسلوك. وقد آمن بنو إسرائيل باليهودية على صورة منحرفة، فيُلحقُ بهم كل من يشاركهم في عقيدتهم وشرعهم.

4- الانتماء الحقيقي هو انتماء الولاء، يقول سبحانه وتعالى: " ومَنْ يَتَوَلّهم منكمْ فإنهُ منهم "[3] .

5- لا نستطيع أن ننكر أن جزءاً من يهود اليوم يرجعون في أصولهم إلى بني إسرائيل، وعلى وجه الخصوص بعض الشرقيين منهم.

6- قولنا إنّ هناك قسماً من يهود اليوم يرجعون في أصولهم إلى بني إسرائيل هو قول صحيح، لكننا لا نستطيع أن نُعيّنهم ونُسمّيهم. ومن هنا تعتبر القضية قضية غيبيّة.