إن عدد البشر حالياً يتجاوز ستة مليارات نسمة، ملياران منهم يعيشون تحت خط الفقر، في حين لا تتجاوز نسبة الميسورين واحداً بالمائة فقط!!. ولو افترضنا مثلاً أن دخلك الشهري لا يتجاوز 1000 ريال فهذا يعني هناك 5.116.326.002 شخص أفقر منك في هذا العالم (بل إن هذا الراتب يضعك ضمن أغنى 14.72% من سكان الأرض).
أما إن كان دخلك الشهري 2000 ريال فهذا يعني أن هناك 5.157.723.157 شخصاً أفقر منك في هذا العالم (ويضعك هذا الراتب ضمن أغنى 14.03% من البشر ). أما إذا ارتفع دخلك إلى 3000 ريال فهذا يعني أن هناك 5.199.120.310 أشخاص أفقر منك (ويضعك هذا الراتب ضمن أغنى 13.34% من سكان العالم).
أما إن كنت من فئة (فوق المتوسط) وتستلم راتباً شهرياً قدره 10.000 ريال فهذا يعني أن هناك 5.640.257.352 شخصاً أفقر منك في العالم (ويضعك هذا الراتب ضمن أغنى 5.99% من سكان الأرض). أما إن افترضنا – أقول إن افترضنا – استلامك 15.000 ريال في الشهر فهذا يجعلك تتقدم على 5.945.324.435 شخصاً دول العالم (ويضعك هذا الراتب ضمن فئة بيل جيتس التي لا تتجاوز واحداً بالمئة من جميع البشر)!!.
يا سيدي العزيز .. لست من عشاق (القناعة كنز لا يفنى)، ولكنني أذكرك فقط بأنه مهما انخفض دخلك وساءت حالتك فما زلت ثرياً مقارنة بملايين المعدومين حول العالم. وهل تعلم أنه إذا كان لديك بيت يؤويك، ومكان تنام فيه، وطعام في بيتك، ولباس على جسمك، فأنت أغنى من 75% من سكان العالم. إذا كان لديك مال في جيبك، واستطعت أن توفر شيئاً منه لوقت الشدة فأنت واحد ممن يشكلون 8% من أغنياء العالم.
وإذا كنت قد أصبحت في عافية هذا اليوم فأنت في نعمة عظيمة، فهناك مليون إنسان في العالم لن يستطيعوا أن يعيشوا أكثر من أسبوع بسبب مرضهم. وإذا لم تتجرع خطر الحروب، ولم تذق طعم وحدة السجن، ولم تتعرض لروعة التعذيب فأنت أفضل من 500 مليون إنسان على سطح الأرض.
إذا كنت تصلي في المسجد دون خوف من التنكيل أو التعذيب أو الاعتقال أو الموت، فأنت في نعمة لا يعرفها ثلاثة مليارات من البشر، إذا كان أبواك على قيد الحياة ويعيشان معاً غير مطلقين فأنت نادر في هذا الوجود. إذا كنت تبتسم وتشكر المولى عز وجل فأنت في نعمة، فكثيرون يستطيعون ذلك ولكن لا يفعلون،وإذا وصلتك هذه الرسالة وقرأتها فأنت في نعمتين عظيمتين : أولاهما أن هناك من يفكر فيك، والثانية أنك أفضل من مليارين من البشر لا يحسنون القراءة في هذه الدنيا.
ومع أطيب تمنياتي لك بحياة سعيدة أقول : لكي تكون أسعد مما أنت عليه، أحمد الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وليكن لسانك رطباً بذكر الله، وهذا المقال من أجمل ما قرأت وأحببت أن تشاركني المتعة فيه أخي القارئ .
المفضلات