(أ) أقباط
يظنّ كثير من الناس أنّ القبطيّ معناه النّصراني ! والصّواب أنّه اسم يطلق على سكّان مصر الأصليّين ["لسان العرب"، و"تاج العروس"].
وكان اسم مصر في العصر اليوناني إيجيبتوس Egeaptus كما في أشعار هوميروس، ومنه جاء اللّفظ الأوربيّ الشّائع اليوم (Egypt-egypto-egypten)، وبلغة العرب (قـبـط).
و(قبط) في قول المؤرّخين المسلمين هو: شخص نُسِبت إليه الأمّة المصريّة، وقد حاولوا ضبط نسبه بقولهم: هو قبط بن مصرايم بن فوط بن حام بن نوح عليه السّلام ! ولكنّ المقرّر: أنّ الأنساب البعيدة لا يعلم حقيقتها إلاّ الله تعالى.
وفي قول المؤرّخين الأوروبيّين: أنّها اشتقّت من اسم الملك البطلمي أقبتوس Agyptius الذي يعرف أيضا ببطليموس الثّاني Potlomy II.
الشّاهد: أنّه على كلا القولين لم تكن الكلمة تعني مذهبا دينيّا، ولم يكن معناها (نصرانيّ)، فقد يكون القبطيّ مسلما أو نصرانيّا أو يهوديّا، وإنّما عَلِق اسم (الأقباط) بالنّصارى لسببين:
1- أنّ سكّان مصر الأصليّين قبل الفتح العربي كانوا أهل كتاب: نصارى -وهم الغالبيّة-، ويهود.
2- أنّ النّصارى قد كتبوا إنجيلهم باللّغة القبطية، فاشتهروا بالأقباط.
ولمّا كان نصارى مصر يحرصون على أن يتسمّوا بالأقباط -إشارةً منهم بأنّهم أحقّ بالأرض والحكم- كان لزاما تذكيرهم بأنّ المصريّين كلّهم أقباط، أو أن يقال: إنّ الأقباط لا وجود لهم اليوم.
من سلسلة من سلسلة " صيد الفوائد، وقيد الشّرائد للشيخ الفاضل أبي جابر عبد الحليم توميات الجزائري حفظه الله
المفضلات