اين كانت جنة عدن التي عاش فيها ادم وحواء في البدء ؟
بالطبع فهذا السؤال ليس بسيطا بل هو يعتبر احد معضلات الكتاب المقدس !!
والاجابه على وجهيين
1- انها الجنة السماوية .
2- انها جنة ارضية .
وكلا الاجابتين له فريق من علماء الكتاب المقدس يدافع عنه ويعتمده .
وهذا ما ذكره القس / تادرس يعقوب ملطي في تفسيره وذكر خلاف الاباء الاولين في هذه المسأله لكنه في النهاية انحاز للرأي الثاني الا وهو انها جنة ارضية .
اما الاب انطونيوس فكري فقد اعتمد الرأي الثاني مباشرة دون ذكر الخلاف بل بدأ مباشرة في توضيح مكان الجنة المذكوره وبيان الانهار الاربعة الذين يخرجون منها .
وعلى كل فمعظم المفسرين ان لم يكن كلهم يعتمدون هذا التفسير وهو ان جنة عدن هي جنة ارضية وليست جنة السماء ولهم في ذلك سبب مهم جدا وهو ان الجنة المذكورة في التكوين هي جنة مادية بحته بها اشجار وزروع وثمار واكل وشرب وغير ذلك من الامور المادية وهذا يخالف تماما معتقد النصارى بأن الجنة ونعيمها هو امر روحي بحت ولا دخل للماده به لان المعتقد السائد لديهم ان البعث هو بعث ارواح وليس بعث اجساد فلا مجال لنعيم البدن هنا وعلى هذا فان القول بأن هذه الجنه جنة سماويه هو امر مشكل ومعارض للمعتقد النصراني .
لم يتبق اذا الا الاختيار الثاني وهو انها جنة ارضية وهذا الرأي له وجاهته حيث ان الكتاب يقول (8وغرَسَ الرّبُّ الإلهُ جنَّةً في عَدْنٍ شَرقًا،) فأن تحديد الاتجاه بكونه شرقا لا يستقيم مع كونها جنه سماويه والا فأين موضع الشرق او الغرب في السماء وانما يكون لها معنى ان كانت جنة ارضية .
ولقد اوضح الاب انطونيوس فكري هذه الفكره بكلام واضح لا يحتمل اللبس .
وكما نرى فقد حدد الاب مكان الجنة بدقة فقال (( والجنة كانت عند نهر الفرات )) .
كما انه استفاض شرحا ايضا في مسألة الانهار الاربعة فقال .
هل رأيتم شرحا مبسطا وسهلا وواضحا مثل هذا ؟
والان وبعد كل ما تقدم تعالوا نرجع مره اخرى الى سفر التكوين لنقرأ سويا هذا النص .
(23فأخرَج الرّبُّ الإلهُ آدمَ مِنْ جنَّةِ عَدْنٍ لِيفلَحَ الأرضَ التي أُخذَ مِنها. 24فطَرَدَ آدمَ وأقامَ الكروبِيمَ شَرقيَ جنَّةِ عَدْنٍ، وسَيفًا مُشتَعِلاً مُتَقَلِّبًا لِحِراسةِ الطَّريقِ إلى شجرةِ الحياةِ.) التكوين ( 3-23)
فيا ترى ان كان الرب قد اقام الكروبيم والسيف المتقلب لمنع الانسان من العوده الى الجنة والاكل من شجرة الحياه فكيف نجح البابلين والاشوريين والفرس واليونان والعرب من استيطان تلك المنطقه التي اشار اليها الاب الموقر ( عند نهر الفرات ) فها هو نهر الفرات عامر بالحياه والبلدان على ضفتيه ولم يمنعهم من ذلك الكروبيم او السيف المشتعل ؟؟؟
فإما ان الكروبيم كانوا نياما ولم يشعروا بهذا طوال الاف السنين وفي هذه الحاله يتوجب على جيهوفا ان يغير الحراسه .
او انهم لم يدخروا جهدا في الدفاع ومنع الناس من العوده الى الجنه ولكن الناس الاشرار استطاعو العوده قسرا وبذلك يكون الكروبيم والسيف المتقلب انهزم يارجاله بالانجليزي .
وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
تحياتي
ملحوظه : الموضوع مفتوح للنقاش يا اخوتي فمن كان له تعليق او يرى خللا فيما قلت فلا يبخل علي بالنصيحه وجزاكم الله خيرا .
المفضلات