الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه الى يوم الدين .
اما بعد .
فبعد الأستعانه بالله أتم موضوعي (دارسة مختصره عن الإناجيل الأربعة الذي بدءت كتابته قبل شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا ونحن أقرب الى الله وأكثر طاعة وأخلاص وهو ولي ذلك والقادر عليه . وقد أتممت في الجزء الثاني من هذا الموضوع ( متى وإنجيله ) ووصل بنا المقام الى (مرقس وإنجيله ) وأرجو من الله أن يرزقني الصدق والأخلاص في القول والعمل .


مرقس وإنجيله :-
من هو مرقس فقد جاء في قاموس الكتاب المقدس ص853 .[ أنه ملقب بمرقس وأسمه يوحنا ] وقيل مرقس هذا أمه كانت أختاً لبرنابا صاحب الإنجيل الذي ترفضه الكنيسة ويقول : أي . و. بارنس , أسقف برمنغهام بإنجلترا في كتابه نشأة النصرانية – باللغة الإنجيليزية ص 108 – 109 , نقلاً عن كتاب مصادر النصرانية د / عبد الرزاق عبد المجيد ص426 [ من هو مرقس ؟! لانعلم ومن الصعب أن يكون هوابن أخت برنابا ... إن القصص التي قصها بطرس قد أستخدمت , ومن الممكن أن يكون ذلك بعد مامرت خلال جمع ورواية أناس كثيرين واحداً تلو الآخر ... فإننا بذلك نخلص إلى نتيجة وهي : أن مؤلف الإنجيل حسب مرقس كان نصرانياً , وحيث إن الآرامية قد بدت أنها لسان أمه , فهو يهودي ] ولم يكن مرقس من تلاميذ المسيح وإنما كان من الرسل السبعين ويقول علماء النصارى كما في كتاب تأريخ الأمة القبطيه 2 / 61 -63 / وحبيب جرجيس في كتابة المبادئ المسيحية ص 5-6 , ومرشد الطالبين ص216 نقلاً عن كتاب دراسات في الكتاب المقدس ص56 د / محمود علي حماية . [ان المسيح كان يتردد على بيته ] وقد رافق مرقس بولس وبرنابا للتبشير في انطاكيا وقبرص ثم بعض الجهات في آسيا الصغرى .
أما إنجيله :-
فهو أقصر الإناجيل وأقدمها كما يقول د / موريس بوكاي في كتابه التوراة والإنجيل والقرآن والعلم ص84 [ ومع أنه أقدم الإناجيل ولكن لم يكتبه حواري من حواري عيسى ] بل قيل أن مرقس كتبه عن سمعان بطرس الحواري . وليس هناك تأريخ منضبط لدى علماء النصارى بكتابة هذا الإنجيل لكن حبيب جرجس في كتابه مبادئ المسيحية ص8 يقول [ غن مرقس كتب إنجيله سنة 61 م ] وهذا الكلام ليس عليه دليل ولاتوجد بينة عليه لتضارب الأقوال فيه بل قيل إن إنجيل متى أقدم فتأريخ كتابة إنجيل مرقس أختلف فيه من قبل علماء النصرانية ومحققيهم ولذلك قال الأب أنطون صالحاني في مجلة المشرق ص565 مجلد 27 لسنة1929 نقلاً عن كتاب دراسات في الكتاب المقدس د / محمود علي حماية . مقال : [ مرقس صاحي الإنجيل ] قال فيه ( لم يتفق شارحو الكتاب المقدس في تعين الزمان الذي كتب فيه مرقس إنجيله , ومنطوق الإنجيل لايبين ذلك ) .

لوقا وإنجيله :-
تختلف المصادر النصرانية بتعين شخصية لوقا ولايذكرون عن ترجمته إلا القليل . فمنهم من يقول أنه من أنطاكيا [ أنظر يوسابيوس القيصري (م . ن ) ص116 والدائرة البرطانية micro 6 /384 ]. ومنهم من يقول أنه روماني من روما [ أنظر قموس الكتاب المقدس لجورج بوست ] . ومنهم من يقول أنه يوناني من اليونان [أنظر قاموس الكتاب المقدس ص823 ] ومنهم من أدعى أنه طبيب للوصفات التي يذكرها في إنجيله وأنه رجل مثقف لذى تراه يقص في إنجيله القصص حتى أنه قال في مقدمة إنجيله 1 : 1 -2 , إذ كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا , كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة .
اما إنجيله :-
فهو ثالث الإناجيل المقدسة والقانونية لدى الكنيسة وهو عبارة عن رسالة كتبها وإرسلها إلى شخص يدعى ثاوفيلس كما ذكر هو في مقدمة إنجيله ( 1 : 1 -4 ) ويتفق علماء النصارى أن لوقا لم يعاصر المسيح ولم يكن أحد من تلاميذه كما هو دونه في مقدمته المذكوره انفاً . ويقول موريس بوكاي في كتابه التوراة والإنجيل والقرآن والعلم ص97 [ إن لوقا في نظر كولمان مؤرخ وفي نظر الأب كنفسر(قصاص بارع )]
يوحنا وإنجيله :-
هو يوحنا بن زبدي الصياد . وهو صياد سمك من الجليل وهو أخو يعقوب وقيل انه من القربين للمسيح ومن الذين يودهم ويحبهم وهو من أقاربه وقيل ان أمه سالومه أخت مريم والدة المسيح كما صرح يوحنا بذلك في إنجيله 19 : 25 – 27 , وكانت واقفات عند صليب يسوع أُمه وأخت أُمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية , فلما رأى يسوع أُمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفاً قال لأمه ياأمرأة هوذا أبنك وثم قال للتلميذ هوذا أُمك , ومن تلك الساعه أخذها التلميذ إلى خاصته .

إما إنجيله :-
فهو رابع الإناجيل وهو أكثر الإناجيل أهمية فهو يختلف عن الإناجيل الثلاثه بإسلوبه وفي نقل الأحداث وتواريخها ويقول الأب روغيه في كتابه (مدخل الى الإنجيل )[ أنه عالم آخر] نقلاً عن موريس بوكاي ص 90 .
ويرى المحققون ان كتابة إنجيل يوحنا كانت بين سنة 68 – 98 م واختلفوا كعادتهم بأثبات التأريخ الصحيح لكتابة هذا الإنجيل فصاحب كتاب مرشد الطالبين و حبيب جرجس في كتابه مبادئ المسيحية ص12 يقولا [ أنه كتب سنة 98 ] ويقول هورن [ ألف الإنجيل الرابع سنة 68 أو سنة 70 أو سنة 89 أو سنة 98 ] نقلاً عن أبو زهرة ( محاضرات في النصرانية ص 62 ).

هذه نبذه مختصره عن الإناجيل الأربعة ومن كتبها وقد يرى القارئ المنصف بعد قرأته لها انها ليست من الله بل هي بعض القصص والروايات التي استحسنها كتابها فكتبوها على أهوائهم وماتشتهي أنفسهم والله المستعان .