من الشبهة للإعجاز(سجود الشمس تحت العرش )

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

من الشبهة للإعجاز(سجود الشمس تحت العرش )

صفحة 7 من 8 الأولىالأولى ... 6 7 8 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 70 من 78

الموضوع: من الشبهة للإعجاز(سجود الشمس تحت العرش )

  1. #61
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,315
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    01:53 AM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل يوسف مشاهدة المشاركة
    الآية 88 من سورة النمل والتي هي دليل البعض على دوران الأرض.فأيـن نضع هذه الآية؟ ألـيس مناسباً أن نضعها هنا لتتساوى آيات الجبال في الدنيا مع آيات الجبال في الآخرة.وليس فقط لتتساوى الآيات بل إن هذه الآية توسطت مشهدا من مشاهد يوم القيامة.بدأ المشهد بقوله تعالى وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّور وانتهي المشهد بقوله تعالى هَلْ تُجْزَوْنَ إلا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ كذلك ورد بهذه الآية فعل للجبال تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ وكذلك بقية آيات الجبال في اليوم الآخر فقد نسب للجبال فعلا في جميع الآيات دون استثناء.
    (نسير الجبال ـ ينسفها ـ تسير ـ بست ـ دكت ـ تكون ـ ترجف ـ نسفت سيرت ـ تكون ـ سيرت ـ تمر) أثنى عشر فعلا كلها حركة تختلف إحداها عن الأخرى، ما بين البس وهو التقطيع والتفتيت، والرجف والدك والنسف والسير والمرور...
    بينما لا نجد للجبال في الاثنتى عشرة آية التي تتحدث عنها في الدنيا أي فعل، فلم ينسب ربنا فعلا واحداً للجبال، حتى في قوله والْجِبَالَ أَرْسَاهَا فالهاء هنا تعود على الأرض أي أنه تعالى أرسى الأرض بالجبال.
    وقد عرضت الآية 88 بنفس الصورة التي عرضت بها عدة آيات تعرض مشاهد للجبال في اليوم الآخر.كمثل الآية 105 سورة طه: يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إلا عَشْرًا (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طـَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إلا يَوْمًا (104) وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا.
    وبنفس العرض تأتى الآية 88 من سورة النمل: وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَــوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ إلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ.
    وكما هو واضح من سياق الآية لكل ذي عقل سليم أن الآية التي يستدل بها بعض علماء المسلمين على دوران الأرض لا شأن لها بذلك.
    وقد اتفقت كل التفاسير لعلماء ما قبل عصر الإلحاد و أجمع المحدثون والفقهاء أن هذه الآية تخبر عن يوم القيامة، والأمر لا يكون إلا كذلك، وإلا لتناقضت آيات الله من الثبات للحركة.وقد وردت بسورة النمل آيتان للجبال آية تتحدث عن جبال الدنيا والأخرى التي نحن بصددها.ولم تجمع سورة كلا النوعين إلا هذه السورة وسورة النبأ التي يقول تعالى فيها أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا وفي نفس السورة يقول تعالى: يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتْ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا.
    أما سورة النمل فقد ذكرت جبال الدنيا في قوله تعالى: أَمَّنْ جَعَلَ الأرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ (النمل:61) يقول" سيد قطب" عـن هذه الآية" والرواسي الثابتة تقابل الأنهار الجارية في المشهد الكوني الذي يعرضه القرآن هنا والتقابل التصويري ملحوظ في القرآن.وهذا واحد منه.لذلك يذكر الرواسي بعد الأنهار".
    أما عن الآية الأخرى في نفس السورة فيقول" سيد قطب":
    وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَــوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ إلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ: ويصاحب الفزع الانقلاب الكوني العام الذي تختل فيه الأفلاك، وتضطرب دورتها ومن مظاهر هذا الاضطراب أن تسيير الجبال هذا يتناسق مع ظل الفزع الأكبر.ويتجلى الفزع فيه وكأنما الجبال مذعورة مع المذعورين".
    هذا التفسير ورد بكتاب" في ظلال القرآن" وهو من التفاسير المؤلفة بعد عصر النهضة ولم يفلت صاحبه من تأثير هذا العصر، وإن كان أقلهم تأثيرا، لذلك كان من القلائل الذين عصمهم الله من التقول عليه بما لم يقله تعالى في هذه الآية.
    أما تفسير المنتخب فقد علق مؤلفوه على الآية بالآتي:
    " تقرر الآية الكريمة أن جميع الأجسام التي تخضع للجاذبية الأرضية مثل الجبال والبحار والغلاف الجوى.. الخ، تشترك مع الأرض في دورتها اليومية حول محورها ودورتها السنوية حول الشمس ولكن هذه الدورة لا تدرك فهي مثل حركة السحاب في الجو يراها الناظرون بعيونهم ولكن لا يسمعون صوتها أو يلمسونها وإن إيراد هذه الحقائق العلمية على لسان النبي - التي لم تكن قد وصلت إلى علمه - دليل على أنها موحى بها من عند الله".
    تحويل الجبال إلى سحاب
    إن تفسير الآية بمثل ما قال به مؤلفو" المنتخب" يخرج مدلول الآية عن مراد الله وتعطيل للمعني الصحيح الذي في هذه الآية بإخفائه، وهذه الآية من أعجب الآيات وفيها دليل على قدرة الله العظيمة، وإتقان الله في صنع الأشياء إذ تتحول السحب إلي جبال وهو أمر يتكرر في الأرض كل يوم، أما في اليوم الآخر فستتحول كل جبال الدنيا إلي سحاب وهو أمر لن يحدث إلا مرة واحدة.

    وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ.
    وَتَرَى إنه خطاب لكل منا على حده، فرغم هول الموقف وجلال الأمر والقلق على المصير، فان كلا منا سيرى هذه الآية، بل إن عرضها أمامنا سيكون كأن كلا منا وحده المعني بها وكأنها معروضة له وحده.
    الْجِبَالَ والرؤية ستكـون للجبال وليس لغيرها، والجبال ليست كما يقول مفسرو العصر إن الأمر ينطبق على الجبال والبحار والغلاف الجوى... الخ بل إن الجبال وحدها هي المعنية.
    تَحْسَبُهَا أي تظنها، والكلمة بهذا الشكل تَحْسَبُهَا لم ترد في كل القرآن إلا هنا.
    جَامِدَةً لقد فسرها المفسرون بمعني: قائمة ثابتة، ولكن المعني أدق من ذلك، فمعني جـامدة: أي صلبة، وليس معناها ثـابتة وإلا لقال تـعالى (ثابتة) ولكنه قـال جَامِدَةً أي تحسبها في الحالة الأولى للمادة، ونحن نعرف أن للمادة ثلاث حالات جامدة، وسائلة، وغازية.ونعرف أن جزيئات المادة (الجامدة) أقوي ترابطا من غيرها، ومسافتها البينية أقل من غيرها، وحركة هذه الجزيئات أقل حركة بالنسبة لغيرها من جزيئات السائل أو الغاز.والجبال من المعلوم أنها تندرج تحت الحالة الأولى للمادة، وهذا العلم بحال الجبال لا يخفى حتى على الأمي.
    لذلك سنخطئ جميعا في ظنننا بحال الجبال يوم القيامة إذ أننا سنظنها بحالتها التي عهدناها وعرفناها بها، أي جامدة بمعني صلبة وليس بمعني ثابتة لأنه مستحيل أن تنخدع البشرية كلها بالظن في المتحرك أنه ثابت، فهذا الأمر لا يمكن تصوره ولا الخطأ فيه خاصة والله تعالى يخبر وفي آيات كثيرة أنها تتحرك وتسير يوم القيامة، ولن ننخدع في ذلك لإخبار الله لنا وللرؤية البصرية.ولكن من الممكن أن تنخدع حواسنا جميعا في حالة المادة فنظن السائل صلباً والصلب سائلاً، أو الغاز سائلاً والسائل غازاً وهكذا وكثيرا ما يحدث ذلك لنا.
    وكما ذكرنا ستتحول الجبال إلى سحاب، أي تتحول من أول حالات المادة وهي الصلبة، إلى أخر حالاتها وهي الغازية، مروراً بالحالة الثانية وهي السائلة.كيف؟
    إن مراحل تحول الجبال إلى سحاب لم يتركها القرآن ليستنتجها العالمون، ولكن ذكر الله تعالى مراحل التحول بدقة شديدة، ومرحلة مرحلة، وكأننا نراها رأى العين فإن الله تعالى سيحمل الجبال ويدكها دكاً وَحُمِلَتْ الأرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (الحاقة:14).وسيرج الله الأرض بما عليها رجا، فتتفتت منها الجبال وَبُسَّتْ الْجِبَالُ بَسًّا (الواقعة:5) أي تكون قطعا ، ويرجف الله الأرض والجبال، فتصبح الجبال كالرمل السائل الذي يهال كَثِيبًا مَهِيلا (المزمل:14) وينسف الله الجبال نسفا حتى تكون الرمال المهيلة كالصوف المنفوش بتحول الرمال إلى ذرات دقيقة من الغبار كأنها غاز، وفي هذه الحالة ستسيرها الرياح، وستصعد بها فوق الخلائق الذين ينظرون ويحسبون أنها جامدة، بينما هي أصبحت سحابا فوق رءوسهم وبذلك تكون الجبال قد تحولت من الحالة الصلبة أي الجامدة إلي الحالة الغازية بقدرة الله تعالى. وكلمة جَامِدَةً لم ترد أيضا في القرآن إلا مرة واحدة هي هذه المرة.
    وَهِيَ تَمُرُّ إنها أيضا كلمة وحيدة بهـذا الشكل تَمُرُّ فلم تذكر في كل القرآن إلا هنا فقط، مثلها مثل كلمة جامدة غير أن الثانية لم تذكر بمادتها كلها (جمد) في القرآن كله إلا هنا.ومعنى تمر أي تسير، ولكن قد ذكر أكثر من مرة أن الجبال تسير.. في أربع آيات إذن فالمرور هنا غير السير، وغير الدوران الذي يريد علماء العصر أن يحملوه على الآية، فالمرور لا يعنى أبدا مجرد السير، وإنما معناه مجاوزة شيء ما. ولو فسرت الآية باللهجة العامية المصرية، فيكون معناها: تفوت، أو تعدى، أو تخطى. أي أنها تتخطى الناس منتقلة من مكان إلى آخر. وهذا هو معنى المرور فهـو مسألة وقتية مكانية، كقـوله تعالى: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قـَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ (البقرة:259) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلـَّمَا مـَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ  (هود:38) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ  (المطففين:30)
    ومَرَّ هنا في الآيات فعل. أما مَرَّ في هذه الآية فاسم مَرَّ السَّحَابِ إن هاتين الكلمتين في كل القرآن الكريم اللتين تفسران حدثا فريداً لا ولم يحدث في الكون إلا مرة واحد لم تفسره إلا هذه الآية وبالذات هاتين الكلمتين.
    مَرَّ السَّحَابِ ذكرنا أن الجبال تحولت بالدك والرج والبس والنسف والرجف إلى سحاب وكأي سحاب ينشأ من الأرض بالرياح، ثم يتحرك السحاب إلى حيث يشاء الله.وبوصوله لما يريد الله ينزل مرة أخرى موزعا على الأرض.فإن هذا ما سيحدث للجبال تماماً فبعد تحولها إلى السحاب تمر فوق رءوس الخلائق، يحسبونها جامدة وهي سحاب، تمر مر السحاب من فوقهم وبعد أن تتخطاهم تنزل إلى الأرض مرة أخرى، ولكن ليس كجبال بل ذرات دقيقة من التراب تسوى بها الأرض.
    صُنْع هذه أيضا لم تذكر في القرآن إلا مرة واحدة هي هذه.والصناعة تعنى العمل وتحديداً تحويل المادة من حالة إلى حالة، أو تغير شكلها، وهو المفهوم حتى الآن لمعنى الصناعة، وهو المعنى الذي يرد في أي آية بها مادة (صنع) وَيَصْنَعُ الْفُلْك أي يحول الخشب الخام إلى بناء سفينة.فكذلك تحول الجبال من الحالة الجامدة إلى حالة تشبه الغازية حتى أنها لتسير وتعلو كسحاب.فهي صناعة لا يقدر عليها إلا الله.وهو تعالى القادر على كل شيء.
    الَّذِي أَتْقَن وهذه الكلمة أيضا لم ترد إلا مرة واحدة في القرآن كله هـي هذه يقول  :" إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" وهو سبحانه الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ وما حولنا من الخلق لا يقدر على إتقانه إلا الله القادر الحكيم، وما أغبى وما أظلم من يقول بأن الكون تكون بالانفجار والدمار، والمصادفة هي التي أتت بهذا الإتقان البديع. وإن كان تعالى قد أتقن كل شيء إلا أن هذه الكلمة لم ترد إلا في هذه الآية التي تتحدث عن تحويل الجبال إلى سحاب وهي حادثه لن تحدث إلا مرة واحدة في الدنيا والآخرة.لذلك جاءت معظم كلمات الآية مرة واحدة في القرآن هذه الكلمات هي:
    1- تحسبها 2- جامدة 3- تمر 4- مر (كاسم) 5- صنع 6- أتقن.
    فجاءت ست كلمات لأول مرة ولآخر مرة في آية واحدة لتدل على أنه حدث فريد في الدنيا والآخرة.
    ..[/COLOR][/FONT][/SIZE]
    للرد ننقل ما كتبه الأخ الكريم أ. السيف البتار



    الحمد لله الذي جعل الليل لباسا، والنوم سباتا، والنهار نشورا. الحمد لله الأبدي السابق القوي الخالق، الوفي الصادق، لا يبلغ كنه مدحه الناطق، ولا يعزب عنه ما تجن الغواسق، فهو حي لا يموت ودائم لا يفوت، وملك لا يبور، و عدل لا يجور، عالم الغيوب وغافر الذنوب وكاشف الكروب وساتر العيوب، دانت الأرباب لعظمته، وخضعت الصعاب لقوته، وتواضعت الصلاب لهيبته، وانقادت الملوك لملكه، فالخلائق له خاشعون، ولأمره خاضعون، وإليه راجعون، تعالى الله الملك الحق، لا إله إلا هو رب العرش الكريم، اصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم من خلقه، واختاره لنبوته، وأيده بحكمته، وسدده بعصمته، أرسله بالحق بشيرا برحمته، ونذيرا بعقوبته، مباركا على أهل دعوته، فبلغ ما أرسل به، ونصح لأمته، وجاهد في ذات ربه، وكان كما وصفه ربه عز وجل رحيما بالمؤمنين، عزيزا على الكافرين، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.




    أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)
    [النمل86-88]

    تقول :



    حضرتك تقصد السورة أم الآية ؟

    فلو كان المقصود بأن السورة تصف احداث نهاية الزمن فقط فهذا خطأ ، وإن كان المقصود بأن الآية تصف يوم القيامة فقط فهذا خطأ آخر ، وإن كان المقصود أن الآيات تصف يوم القيامة فقط فهذا خطأ ثالث .

    يا أستاذ / حيران

    الجميع عندما يسمعون لكلام شخص مثل زكريا بطرس وأتباعه الذي ينفقون ملايين الدولارات لمحاربة الإسلام فقط تصادفهم مشكلة وهي أنهم لا يملكون ملكة اللغة العربية وعدم الإلمام بلغة القرآن وأساليب العرب .

    دعنا نلقي نظرة مُصغرة للآيات التي سبقت الآيات التي نحن بصددها الآن .



    وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ (85).. النمل


    فهذه الآيات تصف لنا وقوع العذاب الشديد على التابع والمتبوع يوم القيامة للذين كذبوا بآيات الله لهذا وجب لهم العذاب بما كفروا فخرست ألسنتهم من هول ما رأواْ .

    ثم نجد بالآية التالية وهي 86 تقول :


    أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ

    وبهذه الآية نجد أن السياق انتقل من الكلام عن الآخرة إلى آية كونية ، وهذه سمات أسلوب القرآن ، حيث يراوح بين الدعوة إلى الإيمان وبين الآيات الكونية ، فبعد أن حدثنا الله جل وعلا عن الآخرة ذكر هذه الآية الكونية ، وكأنه يقول لنا : لا عُذْر لمن يُكذِّب بآيات الله ؛ لأن الآيات موجودة مشاهدة .


    ثم بالآية 87 يعود السياق مرة أخرى إلى الحديث عن القيامة فيقول الله سبحانه وهو أصدق القائلين :


    وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ

    وكأن الله تعالى يقول لنا : ألتفت إلى العبرة في الآيات الكونية ، حيث ستنفعك في يوم آت هو يوم القيامة الذي فيه يُنزع كل شيء تملكه وكل قدرة لك على ما تملك حتى جوارحك لا قدرة لك عليها .

    ثم في الآية 88 ينتقل السياق القرآني بنا مرة أخرى إلى آية كونية .


    وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ

    وهنا نأتي لقول :



    فهل الجبال خاصة بنفسها كالشمس والقمر والكواكب أم أنها مرتبطة بالأرض ؟

    ألم يقل الله عز وجل : أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)

    والأوتاد جمع وتد و هو المسمار إلا أنه أغلظ منه كما في المجمع

    وقول الحق سبحانه : تَحْسَبُهَا جَامِدَةً .... أي : تظنها ثابته ، وتحكم عليها بعدم الحركة ؛ لذلك نسميها الرواسي والأوتاد ، (وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) أي : ليس الأمر كما تظن ؛ لأنها تتحرك وتمر كما يمر السحاب ، لكنك لا تشعر بهذه الحركة ولا تلاحظها لأنك تتحرك معها بنفس حركتها .

    وهَبْ أننا نجلس أنا وأنت داخل مبنى ، وأنت أمامي وأنا امامك ، وكان هذا المبني على رحاية أو عجلة تدور بنا ، أيتغير وضعنا وموقعنا بالنسبة لبعضنا البعض ؟ .... بالطبع لا

    إذن : لا تستطيع أن تلاحظ هذه الحركة إلا إذا كنت أنت خارج الشيء المتحرك ، ألا ترى أنك حين تركب القطار مثلاً ترى أن أعمدة التليفون أو الكهرباء هي التي تجري وأنت ثابت .

    ولأن هذه الظاهرة عجيبة سيقف عندها الخَلْق يزيل الله هذا العجب ، فيقول : (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) يعني : أن كل خَلْق عنده بحساب دقيق مُتقَن .

    ولكن البعض فهم الآية على أن مر السحاب سيكون في الآخرة ، واستدل بقول الحق (وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ ) .. سورة القارعة ، وقد جانبه الصواب لأن معنى (كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ) .. انها ستتفتت وتتناثر ، لا أنها تمر ، وتسير هذه واحدة ، والأخرى أن الكلام هنا مبني على الظن (تَحْسَبُهَا جَامِدَةً) وليس في يوم القيامة ظن ، لأنها قامت فكل أحداثها متيقنة .

    ثم أن السحاب لا يتحرك بذاته ، وليس له موتور يُحركه ، إنما يُحركه الهواء ، كذلك الجبال حركتها ليست ذاتية فيها ، فلم نر جبلاً تحرك من مكانه ، فحركة الجبال تابعة لحركة الأرض ، لأنها أوتاد عليها ، فحركة الوتد تابعة للموتود فيه .

    لذلك لما تكلم الحق – سبحانه وتعالى – عن الجبال قال : (وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ)

    ولو خُلقت الأرض على هيئة السكون ما احتاجت لما يُثبتها ، فلا بد أنها مخلوقة على هيئة حركة .

    في الماضي وقبل تطور العلم كانوا يعتقدون في المنجمين وعلماء الفلك الكفرة أنهم يعلمون الغيب ، أما الآن وقد توصل العلم إلى قوانين حركة الأرض وحركة الكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية واستطاعوا حساب ذلك كله بدقة مكنتهم من معرفة ظاهرة الخسوف والكسوف مثلاً ونوع كل منها ووقته وفعلاً تحدث الظاهرة في نفس الوقت الذي حددوه لا تتخلف .

    واستطاعوا بحساب هذه الحركة أن يصعدوا إلى سطح القمر ، وأن يُطلقوا مركبات الفضاء ويُسيروها بدقة حتى إن إحداها تلتحم بالأخرى في الفضاء الخارجي .

    كل هذه الظواهر لو لم تكن مبنية على حقائق مُتيقنة لأدتْ إلى نتائج خاطئة وتخلفتْ .

    ومن الأدلة التي تثبت صحة ما نميل إليه في معنى حركة الجبال ، أن قول الله جل وعلا : (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) ، امتنان من الله تعالى بصنعته ، والله لا يمتن بصنعته يوم القيامة ، إنما الامتنان علينا الآن ونحن في الدنيا .

    أسأل الله جل وعلا الذي خصنا بخير كتاب أنزل، وأكرمنا بخير نبي أرسل، ومنّ علينا بأعظم دين شرع، وجعلنا به خير أمة أخرجت للناس أن أكون قد وفقت في رفع الغمامة التي أحاطت بك حول الإدعاءات الكاذبة ضد الله ورسوله وما أُنزل عليه وهو القرآن الكريم .

    والسلام على من اتبع الهدى
    التعديل الأخير تم بواسطة وا إسلاماه ; 29-07-2009 الساعة 12:48 PM سبب آخر: إصلاح تمديد الصفحة
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  2. #62
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    500
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    17-06-2011
    على الساعة
    12:57 PM

    افتراضي

    بارك الله فيكم
    موفق بإذن الله
    صلي الله علي محمد صلي الله عليه وسلم
    "فداك أبي وأمي ونفسي يارسول الله"نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,315
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    01:53 AM

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا أختى الفاضلة
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    4
    آخر نشاط
    29-07-2009
    على الساعة
    12:28 AM

    افتراضي

    الأخ الكريم الأستاذ عبد الرحمن : أشكرك على ردك المهذب . لكن يبدو إن حضرتك لم تتمعن فيما ذكره مؤلف قصة الخلق من العرش إلى الفرش حيث قلت :
    "و لكن للأسف طريقة العد غير صحيحة
    فقد أغفل الكاتب بعض الآيات الكريمة التى تتحدث عن الجبال فى الدنيا "
    هذا كلام حضرتك ، لكن المؤلف لم يقل أن هذه كل الآيات التي تتحدث عن الجبال في الدنيا ، وإنما قال :
    "إن الله تعالى لم يخبر بأنه ثبت الأرض بالجبال في آية ولا اثنتين ولكن في اثنتي عشرة آية يؤكد الله أنه ثبت الأرض بالجبال وخلق الجبال لتثبت الأرض .."فالمؤلف حدد الآيات التي تتحدث عن الإرساء في الأرض أي عن دورها في الأرض .
    عموما دعنا نكمل ما كتبه المؤلف عن أدلة ثبات الأرض ، خاصة وأنكم قلتم أن هذه الآيات لا تنكر دوران الآرض .
    تعال معي:

    الدليل الثاني: نفي الحركة والفعل للأرض
    بإحصاء كلمة الأرض التي وردت في القرآن وجدنا أنها ذكرت (451) مرة. لم يرد مرة واحدة مع كلمة الأرض أي فعل فيه حركة، بل ولا غير الحركة سوى أفعال التسبيح فقط. بخلاف الشمس التي ذكرت حوالي 30 مرة وردت مع معظمها أفعال حركة.
    كذلك كما تذكر الشمس دائما مع القمر، وكلاهما متحركان، تذكر الأرض مع السموات وكلتاهما ثابتتان .
    الدليل الثالث: نفي السجود للسموات والأرض
    أثبت الله تعالى لكل الكائنات عبودية تتعبد بها له سبحانه وتعالى سواء أكانت سموات أو أرض أو شمس أو قمر أو نجوم أو شجر أو جبال أو دواب أو أناس فكلها تعبد الله تعالى فنسب الله لهم جميعا التسبيح له.ونسب لهم أيضا السجود ما عدا السموات والأرض فلا تسجدان.
    فقد نسب لكل ما في الكون التسبيح بما فيه السموات والأرض كما قال تُسَبِّحُ لَهُ السَّموَاتُ السَّبْعُ وَالأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ( الإسراء:44).فكل الكائنات هنا تسبح حتى السموات والأرض.
    ولم ينسب تعالى للأرض سجودا ولا للسماء مع خضوعهما لله وتسبيحهما ولكن دون هذا النوع من العبادة، لأن فيه حركة، والله تعالى قد ثبتهما وأمسكهما لينتفع سكانهما بثباتهما.
    فأثبت تعالى للسموات والأرض طاعة كاملة له كشأن الكائنات.فمثل:
    1وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءك وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأمْرُ هكـذا أمـر الله، كـانت الطـاعة التامة وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأمْرُ
    (هود:44).
    2- أن السموات والأرض تبكي على المؤمنين الصالحين لفراقهم إذا ماتوا
    أما غيرهم فلا تبكى عليه فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمْ السَّمَاءُ وَالأرْضُ (الدخان:29).
    3- وأنكرت الأرض على من قال إن لله ولداً تَكَادُ السَّمَـوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ
    مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (مريم).
    4- أثبت الله لها وللسموات طاعة من بدئهما حتى نهايتهما.ففي البدء:
    قَالَتَا أَتَيْنَا َطائِعِينَ ( فصلت:11).
    وفي الختم قال عن كل منهماوَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (الانشقاق:5).
    أما السجود فقد أثبته تعالى لجميع الكائنات والمخلوقات في السموات والأرض ولم يثبته لهما.أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَــوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِن اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (الحج:18).
    فكل هذه الكائنات على عظمتها وحركتها تسجد لله وهو سجود حقيقي باستثناء السموات والأرض.وقد كان الله تعالى قادراً على أن يسجدهما.ولكنه تعالى منعهما من ذلك ليثبتهما لمن عليهما.
    أفيثبتها الله لنا ونحركها نحن؟ أيمنعها الله أن تتحرك لتسجد له ونعطى لها نحن كل هذه الحركات؟
    الدليل الرابع:إتيان السموات والأرض
    ذكرنا أن الله تعالى خلق السموات والأرض في غير مكانهما الحالي، في المكان الذي خلقهما فيه من الماء، الذي كان العرش عليه، وبعد تمام اليوم الرابع أمرهما تعالى أن يأتيا إلى مكانهما الحالي.فقال تعالى: ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (فصلت:11).
    لقد أتت السماء والأرض إلى هذا المكان الذي نحن فيه.فإذا كانت الأرض في هذا
    المكان الذي هي فيه، فإنما جاءته من أول الخليقة بأمر الله.وطاعة لله.فكيف تترك مكانها هذا لتلف وتدور؟ ولم يخبرنا الله أنه أصدر لها أمراً آخر بعد إتيانها إلى مكانها وقال: اذهبا بأمر الله.فتذهب الأرض وتتحرك حيث شاءت.
    بل إن الكلمة ذاتها أَتَيْنَا توحي بأن مكانها هذا لم يأمرها الله لتذهب إليه، وإنما حدد تعالى لها مكانا ثابتا معيناً وقال اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا.فأتت إليه مع السماء.
    الدليـل الخامس: الأرض قرارا
    القرار هو الثبات والتمكن والسكون والإستقرار.وفي الفقه القانونى (الإقرار سيد الأدلة) لأن المرء يثبت على نفسه ويقر.وفي اللغة القرار: السكون والثبوت.
    أخبرنا تعالى بأن الأرض مستقرة بنا.وأخبرنا بـأن الأرض مستقرة في مركز العالم.وفي قلب الكون.
    يقول تعالى اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاء (غافر:64).
    يقول البعض تفسيراً إنها قارة بالفعل كما قال تعالى، ولكنها قارة بالنسبة لنا ولما عليها، ولكنها ليست كذلك بالنسبة للكون.
    ولكيلا يكون للناس حجة على الله في أنهم فهموا الآية على هذا الفهم.فقد أورد الله تعالى آية أخرى تعطى نفس المعنى ولكن دون أن يكون فيها ما يدعو للبس أو سوء الفهم فقد كانت الآية السابقة تذكر كلمة لَكُمُ في قوله جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ قَرَارًا فجاءت الآية الأخرى دون هذه الكلمة، حتى لا يكون لنا شأن بقرارها، أي (ليست قارة لكم) فقال تعالى أَمَّنْ جَعَلَ الأرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا‎ (النمل:61) ليس هنا لَكُمُ.إذن فلو جعلنا معنى الآية الأولى أنه تعالى جعل الأرض قارة بالنسبة لنا وليست بالنسبة للكون، وتعللنا لـهذا المعنى بوجـود كلـمة لَكُمُ فإن الآية الثانية خلت منها ولا حجة لأحد في هذه الآية أن يقول إن مـراد الله أنها قارة بالنسبة لنا.
    كذلك وردت كلمة جَعَل في الآيتين.والجعل مرحلة تالية للخلق.وقد علمنا أن الجبال أرساها الله في الأرض بعد أن خلق الأرض، وبدا أنها غير مستقرة ولاحظت الملائكة ذلك.فالقرار إذن للأرض جاء كعملية مستقلة للأرض فهي لم تستقر فور خلقها.
    يتلاحظ أيضا أن الآية الثانية جاءت في صيغة سؤال فالله تعالى يقول: من الذي جعل الأرض ثابتة مستقرة لا تتحرك؟ أفتكون الإجابة، أن نقول: إنها ليست ثابتة ولا مستقرة؟ هل يقول بـذلك مؤمن؟ مع أن هذا السؤال لم يطرح على المؤمنين وإنما على الكافرين، الذين قال عنهم تعالى بعد إيراد آية قرار الأرض بَلْ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (النمل:66).
    ولقد اتفق سلف الأمة جميعا دون استثناء على قرار الأرض وثباتها وعدم إتيانها بأي حركة.يقول ابن كثير:" جَعَلَ الأرْضَ قَرَارً أي قارة، ساكنة ثابتة لا تميــد ولا تتحرك بأهلها، ولا ترجف بهم، فإنها لو كانت كذلك لما طاب عليها عيش ولا حياة".
    ولتثبيت المعنى لمن في قلوبهم شك من أن قرارها يعنى ثباتها قوله تعالى لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى (الحج:5) فقد جاء ذلك بعد قوله تعالى عن المضغة مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ فالمخلقة تثبت وتستقر في الرحم، وغيرها تنزل منه ولا تستقر فيه، وقوله تعالى وَلَكِنْ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنْ اسْتَقَرَّ مَكَانـَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا (الأعراف:143). هكذا كل آيات القرار في القرآن لا تعنى إلا الثبات.
    يلفت انتباه قارئ القرآن المتدبر، الآيات المستفيضة التي يؤكد فيها تعالـى أن الأرض مستقرة، وغير متحركة وأنه تعالى ثبتها بالجبال الرواسي، المنتصبة الشاهدة على ذلك، ويجعلنا هذا الأمر نتساءل: لماذا يؤكد الله تعالى على هذا الأمر بكل هذا التأكيد؟
    من قراءة التاريخ وعلم الكون والفلك نجد الإجابة على تساؤلنا.بأنه كانت ثمة محاولات من بعض الفلاسفة لتغيير معتقدات البشر بحقيقة الكون وباءت هذه المحاولات بالفشل لمخالفة ما يقولونه لما يراه الناس، ولوجود الأنبياء والمرسلين الذين يعلمون الناس مجددا حقيقة الكون.
    غير أن هـذه المحاولات كتب لها النجاح منـذ قـرن تقريبا عندما سرت في أهل الأرض جميعاً قناعة تامة بأن الأرض تدور حول نفسها وحـول الشمس.كأنهـم وقعـوا جميعاً تحت تأثير واحـد غامض، حتى أنهم جميعاً لا يعرفون دليلاً واحداً على ما يقولون، ويصدق فيهم قوله تعالى أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (الذاريات).
    يذكـر التاريـخ أن اثنين من الفـلاسفة قالوا بـدوران الأرض قبـل كوبرنيقوس.كان الأول" فيثاغورث" اليوناني الذي رأي من منطلق فلسفي ‎أن الأرض لا يمكن أن تكون نقطة العالم المركزية، إذ تقطنها نقائض عديدة، كما أنها في ذاتها مظلمة ويجب أن يكون وسط العالم مضيئا، لأن الضوء إحد الطيبات.
    فكما نرى لم تكن هذه النظرية مؤسسة على علم ومشاهدة، إنما مجرد رأي وهوى ومن عجب أمر هؤلاء في اتباع الهوى، أن فيثاغورث كان من رأيه ألا تكون الأرض هي المركز لأن بها النقائص وأنها مظلمة.ثم جاء جاليليو ليثبت أن الأرض لا تكون مركزا للكون، وأنها ليست كما يظن بها نقائص، وأنها لا تختلف عن غيرها في شيء، وهي كأي جرم في السماء، فلماذا نعتبرها مركزالكون؟؟
    ولم يلتفت أحد لما قاله فيثاغورث، وكأنه لم يقل شيئاً، ولكن احتفظ التاريخ بنظريته على الورق أكثر مما احتفظ بالكتب المنزلة، فهكذا التاريخ.
    وفي القرن الثالث قبل الميلاد ظهر في" الإسكندرية" فليسوف آخر هو" إريستاخورس الساموسي" (280 ق.م) ورأي الآخر أن يجعل الشمس مركزا للكون.والأرض والكواكب في أفلاك حولها يسبحون.وأن النجوم الثوابت لابد وأن تكون على مسافات شاسعة، تفسيرا لعدم ملاحظة أية إزاحة ظاهرية لها.وغير هذين لم نسمع أحدا قال بجريان الأرض ومركزية الشمس.وربما كانت هنــاك آراء أخـ‏رى من هنا أو هناك تقول بمثل هذا من الفلاسفة ولكنها لم تحفظ لشذوذها وخروجها عن إجماع البشر، ولأنها ثالثا لم تعتمد في دعواها على دليل واحد.
    كـذلك يذكر التاريخ أن فلاسفة قاموا بالرد ودحض نظريات زملائهم القائلين بمركزية الشمس منهم" أرسطو طاليس المقدوني" وهو فيلسوف إغريقي ولد عام 384 وتوفي عام 322 قبل الميلاد.وهـو التلميذ الأشهر لأفلاطون.ومعلم الإسكندر الأكبر.أسس عام 325 ق.م" المـدرسة البريباتية" وهو مؤسس علم المنطق والمذهب الذي يشار إليه باسمه وقد ترجمت جميع كتبه إلى اللغة العربية في القرنين التاسع والعاشر الميلادي.
    وقد تصور أرسطو النسق الكوني على أساس التجربة البسيطة المشاهدة واعتبر عناصر الأشياء أربعة (الماء والهواء والنار والتراب).فهو يقول بان التراب هو أثقل العناصر الأربعة لأنك لو أتيت بإناء به تراب وماء وهواء وهززت ذلك تماما، فأنك ستشاهد فقاقيع الهواء تتصاعد فوق السطح والتراب يترسب في القاع وإذا أوقدت نارا تصاعد اللهب عاليا خلال الهواء، وفي النظام الكوني تكون الأرض مكانها القاع (المركز) وطالما استقرت في مكانها وليست من سبب لتحريكها حركة دورانية، أو أي حركة انتقالية أخرى بينما النجوم والكواكب لم تستقر مكاناً فهي دائما في حركة سنوية حول الأرض الساكنة.
    كما جاء كلوديوس بطليموس الفلكي السكندري (140: ق.م) ليؤيد نظرية أرسطو وتوسع في تفسير حركات الكواكب والنجوم ثم قام بصياغة نظرية متكاملة عن بناء الكون تعتمد على اعتبار الأرض ساكنة في مركزه والكواكب السبعة بما فيها الشمس والقمر تدور حولها في مدارات ثابتة شبه دائرية.ودون نظريته عن الكون في كتابه الرئيسي" النظام الفلكي الأكبر" ولم يحدث إن استقر نظام كهذا النظام الذي تصوره بطليموس.
    ونظام بطليموس في مجمله لا يتعارض مع الرؤية الدينية للكون.ويعتبر كتابه (النظام الفلكي الأكبر) الذي ترجم إلى اللغة العربية باسم" المجسطى" هو من أكبر مؤلفات البشر.
    إذن فتأكيد القرآن على ثبات الأرض لم يكن من فراغ، ولا لمجرد التأكيد.ورغـم كل ذلك فقـد خالـف المسلمون ربهم.وأولوا آياتـه، واتبعوا مـن كفروا بالله واتبعوا هواهم وكان أمرهم فرطا.
    وللحديث بقية بإذن الله ..

  5. #65
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    4
    آخر نشاط
    29-07-2009
    على الساعة
    12:28 AM

    افتراضي

    الدليل السادس: الأرض موضوعة
    آية فريدة أيضا في نوعها لا يوجد لها مثيل في القرآن تدل دلالة قاطعة، ولكن لأولى الألباب، أن الأرض ثابتة، أو كما تقول الآية" موضوعة" هذه الآية في كتاب الله تعالى في عروس القرآن" سورة الرحمن" رقمها (10) تقول: وَالأرْضَ وَضَعَهَا لِلأنَامِ.
    ومعنى الآية كما تدل كلماتها واضح، أن الأرض موضوعة: مرصودة مستقرة ثابتة، في المكان الذي هي فيه لتستقر بما عليها من الخلق.بكل أنواعهم.
    ووضع الأرض في الآية مقابل لرفع السماء، في الآية السابقة عليها يقول تعالى وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وهنا وَالأرْضَ وَضَعَهَا فكما أن السماء مرفوعة، فإن الأرض موضوعة، أي مقرة في السفل.. ثابتة.
    وكلمة (وضع) لا تفيد إلا الثبات والقرار فهذا معنى الكلمة في معجم" لسان العرب"، وهو ما يستفاد من كل الآيات التي ورد فيها لفظ (وضع) مثال ذلك قوله تعالى:
    حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا (محمد:4) أي حتى تسكن الحرب وتسكت ويستقر وضعها لكلا المتحاربين.وفي قوله تعالى وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ (النساء:102) إن الآية توضح أن الله تعالى رخص للمجاهدين أن يضعوا أسلحتهم أثناء الصلاة إن كانت هناك ضرورة، من أذى أو مطر.للنظر إذن إلى تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ولنتخيل المحاربين وهم يضعون أسلحتهم ثم وهم يتحركون بدونها هل سيتحرك السلاح بعد وضعه؟
    وفي قوله تعالى عن النساء العجائز فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ (النور:60) هذه أيضا رخصة لهن أن يضعن ثيابهن التي ظللن يتحركن بها في شبابهن وصباهن فعند الكبر يضعن هذه الثياب التي كانت تحجب مواضع الفتنة والإغراء.
    وكما يقول تعالى وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وذلك في قوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُــونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ (النور: 58).في هذه الآية يعلم الله تعالى المؤمنين أدباً من آداب الأسرة وسلوكاً يحفظ لهم خصوصياتهم: أن يعلموا صغارهم ومواليهم أن يستأذنوا في ثلاث أوقات، هي أوقات تكشف العورات.الوقت الأول من قبل صلاة الفجر، والـوقت الثاني وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ والوقت الثالث وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ.أي وقت الظهيرة إن كانت فيه قيلولة وتحلل من الثياب للراحة، فهنا وضع الثياب: استقرارها وثباتها بعد أن كان يتحرك بها.وبعد وضعها لن تتحرك هي، بل يتحرك الجسم بدونها.أما هي: فموضوعة وفي قوله تعالى: مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ (النساء:46) وتحريف الكلم عن مواضعه يعنى تحريكه من المكان الذي وضعه وثبته الله فيه.
    ومثل ذلك قوله تعالى إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا (آل عمران:96) وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (الأنبياء:47) وقـوله وَوُضِـعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ(الزمر:69) فهذه كلها بمعنى تثبيت مـا وضعه الله تعالى، فلا يتحرك.ومـن ذلك أيضا وضع الحمل" الولادة" سماها القرآن وضعاً في (9) آيات وهذا العدد تحديدا هو نفس عدد الشهور التي تحمل وتضع فيها المرأة (9) أشهر.لـذا كـان مـن إعجاز القـرآن أن تأتى كلمة الوضع بمعنى" الولادة" (9) مرات.
    كقوله تعالى وَأُوْلاتُ الأحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ (الطلاق:4).وقوله تعالى حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا (الأحقاف:15) فالوضع هنا جاء بنفس معنى وضع الثياب الملبوسة، والمحمولة، وهنا وضع الأحمال التي لا تنفك الحوامل عن الحركة بها فعندما تلد تكون قد وضعت الحمل، ليستقر الجنين بعد الوضع على الأرض، فتتحرك الأم بدونه بعد وضعه بعيدا عن بطنها.وينزل الجنين ويستقر ويثبت في المكان الذي يوضع فيه ولا يمكن أن يتحرك من موضعه ويظل فترة من الزمن كذلك، لا يتحرك إلا بمحرك آخر دونه.
    هذه هي المعاني التي جاءت في القرآن لكلمة" وضع" لذلك ذكر تعالى أنه: وضع الأرض أي ثبتها في مكانها.فهل يتصور أن تتحرك الثياب الموضوعة، أو الأسلحة الموضوعة أو الأحمال الموضوعة.أو الأكواب الموضوعة؟ هل يمكن أن تتحرك من مكانها بنفسها؟ ولو حدث وحركها أحد من مكانها فعندئذ لا تعتبر" موضوعة".
    فإذا حُمل السلاح فلا يعتبر موضوعاً وإذا لُبست الثياب لا تعتبر موضوعة.وإذا حُركت الأرض ودارت فلا تعتبر موضوعة.والله تعالى أخبر أنها كذلك"موضوعة" وأنه تعالى هو الذي وضعها، ولم توضـع بذاتها وَالأرْضَ وَضَعَهَا لِلأنَامِ فإذا وضع الله الأرض فمن ذا الذي يقدر على تحريكها.
    وإذا قال الله وَالأرْضَ وَضَعَهَا لِلأنَامِ فمن ذا الذي يقول (والأرض تميل وتلف وتدور)؟ ومن يقل بذلك فليرفع صوته لأن الله تعالى سيكتب شهادته.أو لا يرفع فإنه تعالى يعلم السر وأخفي.
    الدليل السابع: الأرض قائمة
    "الأرض ثابتة واقفة" ولو كان هناك معنى أخر للثبات غير هذه الكلمات لقلناه كمعنى لهذه الآية الوحيدة بهذا المدلول.وهي قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأرْضُ بِأَمْرِهِ (الروم:25).
    فهذه الآية ليس لها معنى إلا أن الأرض كالسماء ثابتة في مكانها" واقفة" يعنى: عكس المتحركة.وهذا أيضا ليس من ذاتها ولكن بأمر الله تعالى.وإلا فلن تكون كذلك.وكلمة (القيام) تعنى في القرآن الثبات وقوفاً دون حركة.ولتوضيح هذا المعنى نورد بعـض الآيات:
    يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا (البقرة:20). يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (المطففين:6).
    يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا (النبأ:38) .
    فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ (الكهف:77) .
    فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ (آل عمران:39) .
    وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (الحج:26) .
    الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ (آل عمران:191).
    فكل هذه الآيات وغيرها، جاءت فيها كلمة (القيام) بمعنى الوقوف ثباتاً دون أى حركة.وكل مادة (قام) في القرآن التي جاءت في أكثر من مائة آية.لا تعنى إلا ذلك.
    ولم يقل تعالى عن الأرض أنها واقفة بل قال أنها قائمة.لأن كلمة الوقوف لم ترد في القرآن سوى أربع مرات وجاءت كلها بمعنى (الحبس) كما في قوله تعالى: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (الصافات:24) يعنى احبسوهم في مكانهم قبل أن ينصرفوا إلى النار ليسألوا.وقوله: وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ (الأنعام:30) وهذا كما نقول الآن" محبوس على ذمة التحقيق" وقوله: وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ (الأنعام:27) أي حبسوا أمام النار.وقوله: وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ (سبأ:31) أي محبوسون.
    يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأرْضُ بِأَمْرِهِ (الروم:25) أن هذا كقوله تعالى: وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ (الحج:65) وقوله: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا (فاطر:41) وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه إذا اجتهد في اليمين قال:" والذي تقوم السماء والأرض بأمره" أي هي قائمة".
    فالأرض لو لم تكن قائمة: ثابتة في مكانها بأمر الله لذهبت وتحركت وزالت.

    الدليل الثامن: الأرض ممسوكة
    هل يمكن للممسوك أن يتحرك؟
    فإن قال الله تعالى إن الأرض ممسوكة، وقلنا نحن أن الأرض متروكة تتحرك حيث قال كوبرنيقوس أليس هذا تكذيبا لله وتصديقا لكوبرنيقوس؟ أليس ذلك كفراً؟ وكيف غابت هاتان الآيتان عن علماء المسلمين وهم يقرءون كتاب الله ويحفظونه؟ ولو كانتا في بالهم ولم تغيبا عنهم فكيف لم يفهموهما؟
    وإن كانوا قد فهموهما فكيف طاوعهم إيمانهم بالله أن يقولوا أن الأرض تتحرك في كل اتجاه وبحركات مختلفة وبسرعات متفاوتة، أي أنهم قالوا: الأرض منفلتة.كيف قالوا ذلك؟ يقـول تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (فاطر:41).
    يقول ابن كثير:" أخبر تعالى عن قدرته العظيمة التي تقوم بها السموات والأرض عن أمره وما جعل فيهما من القوة الماسكة لهما فقال: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا أي أن تضطربا عن أماكنهما".
    وهذا الفهم للآية ليس خاصاً بابن كثير، فكل علماء المسلمين فهموا هذا المعنى وكل المفسرين فهموا ذلك وإنما نذكر ابن كثير لأن تفسيره لدى كل علمائنا الآن.
    وحتى نفهم معنى الإمساك نسوق هذا الحديث:
    أخرج أبو يعلى وابن جرير وبن أبى حاتم والداقطني وبـن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات، والخطيب في تاريخه، عن أبى هريرة قـال: سمعت رسول الله  يقـول على المنبر:" وقع في نفس موسى: هل ينام الله عز وجل؟ فأرسل الله إليه ملكاً فأرقه ثلاثا وأعطاه قارورتين في كل يد قارورة، وأمره أن يحتفظ بهما، فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان، ثم يستيقظ فيحبس إحداهما عن الأخرى، حتى نام نومة فاصطفقت يداه وانكسرت القارورتان.قال: ضرب الله له مثلا أن الله تبارك وتعالى لو كان ينام لم تستمسك السموات والأرض".
    وأخرج ابن أبى حاتم من طريق عبد الله بن سلام: أن موسى قال: يا جبريل هل ينام ربك؟ فذكر نحوه.
    والإمساك عكس الإرسال والترك، ولو لم يمسك الله تعالى السموات والأرض لزالتا من مكانيهما. لأن كل شيء في الكون متحرك غير ساكن. فلم يذكر تعالى أنه يمسك بالشمس ولا بالقمر ولا بغيرهما من أجرام السماء، وإنما هي مرسلة، متحركة، مسخرة، جارية، سابحة في أفلاكها، بخلاف السموات والأرض.
    ويقول تعالى وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ (الحج:65) فهو تعالى يمسك السماء أن تقع على الأرض لأن كلتاهما ثابتتان، الأرض تحت والسماء فوقها، والله تعالى يمسكهما لأمرين: الأول: ألا تزولا، والثاني: ألا تقع السماء على الأرض والوقوع بهذه الصورة التي يذكرها لنا الله تعالى كنعمة من نعمه، غير متحقق بل وممتنع ومستحيل في ظل معطيات الفلكيين والمنجمين عن الأرض والفضاء.
    ولكن معطيات القرآن أن السماء هي البناء فوق هذه الأرض، ومن الممكن أن يقع البناء على القواعد والأساس، كما يقول تعالى: قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمْ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (النحل:26).إن الأحجام التي يقدمها القرآن عن السماء والأرض لمتناسبة بحيث يمكن إضافة هذه إلى تلك، وحيث يتصور وقوع السماء على الأرض.وكذلك الأبعاد.فنسبة الأرض إلى السماء (1000:1)، وليست ذرة تبعد عن غيرها من النجوم بلايين البلايين من السنين الضوئية.فلو كانت الأرض خيمة نصف قطرها متر لكانت بالنسبة إلى السماء في أرض فضاء نصف قطرها ألف متر.أو بنسبة حجرة مساحتها 4 متر تحت سقف مصنع مساحته 4 كيلو متر.
    هذه إذن نسبة معقولة تماماً، ولا ينفر من تخيلها الطبع، بخلاف ما إذا كانت المقارنة بين ذرة لا ترى بالعين ولا بالتلسكوبات العادية، وأحجام بملايين وملايين السنين الضوئية.
    ثم هذا الإمساك الذي خص الله به السموات والأرض عن غيرهما من الأجرام فيه دلالة على ثباتها، وهذه الحركات التي يعطيها كوبرنيقوس للأرض وهي أكثر من ست حركات، لا يمكن في ظلها أن تكون ممسوكة.

    وللحديث بقية بإذن الله ..

  6. #66
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    4
    آخر نشاط
    29-07-2009
    على الساعة
    12:28 AM

    افتراضي

    الدليل السادس: الأرض موضوعة
    آية فريدة أيضا في نوعها لا يوجد لها مثيل في القرآن تدل دلالة قاطعة، ولكن لأولى الألباب، أن الأرض ثابتة، أو كما تقول الآية" موضوعة" هذه الآية في كتاب الله تعالى في عروس القرآن" سورة الرحمن" رقمها (10) تقول: وَالأرْضَ وَضَعَهَا لِلأنَامِ.
    ومعنى الآية كما تدل كلماتها واضح، أن الأرض موضوعة: مرصودة مستقرة ثابتة، في المكان الذي هي فيه لتستقر بما عليها من الخلق.بكل أنواعهم.
    ووضع الأرض في الآية مقابل لرفع السماء، في الآية السابقة عليها يقول تعالى وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وهنا وَالأرْضَ وَضَعَهَا فكما أن السماء مرفوعة، فإن الأرض موضوعة، أي مقرة في السفل.. ثابتة.
    وكلمة (وضع) لا تفيد إلا الثبات والقرار فهذا معنى الكلمة في معجم" لسان العرب"، وهو ما يستفاد من كل الآيات التي ورد فيها لفظ (وضع) مثال ذلك قوله تعالى:
    حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا (محمد:4) أي حتى تسكن الحرب وتسكت ويستقر وضعها لكلا المتحاربين.وفي قوله تعالى وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ (النساء:102) إن الآية توضح أن الله تعالى رخص للمجاهدين أن يضعوا أسلحتهم أثناء الصلاة إن كانت هناك ضرورة، من أذى أو مطر.للنظر إذن إلى تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ولنتخيل المحاربين وهم يضعون أسلحتهم ثم وهم يتحركون بدونها هل سيتحرك السلاح بعد وضعه؟
    وفي قوله تعالى عن النساء العجائز فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ (النور:60) هذه أيضا رخصة لهن أن يضعن ثيابهن التي ظللن يتحركن بها في شبابهن وصباهن فعند الكبر يضعن هذه الثياب التي كانت تحجب مواضع الفتنة والإغراء.
    وكما يقول تعالى وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وذلك في قوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُــونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ (النور: 58).في هذه الآية يعلم الله تعالى المؤمنين أدباً من آداب الأسرة وسلوكاً يحفظ لهم خصوصياتهم: أن يعلموا صغارهم ومواليهم أن يستأذنوا في ثلاث أوقات، هي أوقات تكشف العورات.الوقت الأول من قبل صلاة الفجر، والـوقت الثاني وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ والوقت الثالث وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ.أي وقت الظهيرة إن كانت فيه قيلولة وتحلل من الثياب للراحة، فهنا وضع الثياب: استقرارها وثباتها بعد أن كان يتحرك بها.وبعد وضعها لن تتحرك هي، بل يتحرك الجسم بدونها.أما هي: فموضوعة وفي قوله تعالى: مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ (النساء:46) وتحريف الكلم عن مواضعه يعنى تحريكه من المكان الذي وضعه وثبته الله فيه.
    ومثل ذلك قوله تعالى إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا (آل عمران:96) وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (الأنبياء:47) وقـوله وَوُضِـعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ(الزمر:69) فهذه كلها بمعنى تثبيت مـا وضعه الله تعالى، فلا يتحرك.ومـن ذلك أيضا وضع الحمل" الولادة" سماها القرآن وضعاً في (9) آيات وهذا العدد تحديدا هو نفس عدد الشهور التي تحمل وتضع فيها المرأة (9) أشهر.لـذا كـان مـن إعجاز القـرآن أن تأتى كلمة الوضع بمعنى" الولادة" (9) مرات.
    كقوله تعالى وَأُوْلاتُ الأحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ (الطلاق:4).وقوله تعالى حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا (الأحقاف:15) فالوضع هنا جاء بنفس معنى وضع الثياب الملبوسة، والمحمولة، وهنا وضع الأحمال التي لا تنفك الحوامل عن الحركة بها فعندما تلد تكون قد وضعت الحمل، ليستقر الجنين بعد الوضع على الأرض، فتتحرك الأم بدونه بعد وضعه بعيدا عن بطنها.وينزل الجنين ويستقر ويثبت في المكان الذي يوضع فيه ولا يمكن أن يتحرك من موضعه ويظل فترة من الزمن كذلك، لا يتحرك إلا بمحرك آخر دونه.
    هذه هي المعاني التي جاءت في القرآن لكلمة" وضع" لذلك ذكر تعالى أنه: وضع الأرض أي ثبتها في مكانها.فهل يتصور أن تتحرك الثياب الموضوعة، أو الأسلحة الموضوعة أو الأحمال الموضوعة.أو الأكواب الموضوعة؟ هل يمكن أن تتحرك من مكانها بنفسها؟ ولو حدث وحركها أحد من مكانها فعندئذ لا تعتبر" موضوعة".
    فإذا حُمل السلاح فلا يعتبر موضوعاً وإذا لُبست الثياب لا تعتبر موضوعة.وإذا حُركت الأرض ودارت فلا تعتبر موضوعة.والله تعالى أخبر أنها كذلك"موضوعة" وأنه تعالى هو الذي وضعها، ولم توضـع بذاتها وَالأرْضَ وَضَعَهَا لِلأنَامِ فإذا وضع الله الأرض فمن ذا الذي يقدر على تحريكها.
    وإذا قال الله وَالأرْضَ وَضَعَهَا لِلأنَامِ فمن ذا الذي يقول (والأرض تميل وتلف وتدور)؟ ومن يقل بذلك فليرفع صوته لأن الله تعالى سيكتب شهادته.أو لا يرفع فإنه تعالى يعلم السر وأخفي.
    الدليل السابع: الأرض قائمة
    "الأرض ثابتة واقفة" ولو كان هناك معنى أخر للثبات غير هذه الكلمات لقلناه كمعنى لهذه الآية الوحيدة بهذا المدلول.وهي قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأرْضُ بِأَمْرِهِ (الروم:25).
    فهذه الآية ليس لها معنى إلا أن الأرض كالسماء ثابتة في مكانها" واقفة" يعنى: عكس المتحركة.وهذا أيضا ليس من ذاتها ولكن بأمر الله تعالى.وإلا فلن تكون كذلك.وكلمة (القيام) تعنى في القرآن الثبات وقوفاً دون حركة.ولتوضيح هذا المعنى نورد بعـض الآيات:
    يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا (البقرة:20). يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (المطففين:6).
    يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا (النبأ:38) .
    فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ (الكهف:77) .
    فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ (آل عمران:39) .
    وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (الحج:26) .
    الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ (آل عمران:191).
    فكل هذه الآيات وغيرها، جاءت فيها كلمة (القيام) بمعنى الوقوف ثباتاً دون أى حركة.وكل مادة (قام) في القرآن التي جاءت في أكثر من مائة آية.لا تعنى إلا ذلك.
    ولم يقل تعالى عن الأرض أنها واقفة بل قال أنها قائمة.لأن كلمة الوقوف لم ترد في القرآن سوى أربع مرات وجاءت كلها بمعنى (الحبس) كما في قوله تعالى: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (الصافات:24) يعنى احبسوهم في مكانهم قبل أن ينصرفوا إلى النار ليسألوا.وقوله: وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ (الأنعام:30) وهذا كما نقول الآن" محبوس على ذمة التحقيق" وقوله: وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ (الأنعام:27) أي حبسوا أمام النار.وقوله: وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ (سبأ:31) أي محبوسون.
    يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأرْضُ بِأَمْرِهِ (الروم:25) أن هذا كقوله تعالى: وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ (الحج:65) وقوله: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا (فاطر:41) وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه إذا اجتهد في اليمين قال:" والذي تقوم السماء والأرض بأمره" أي هي قائمة".
    فالأرض لو لم تكن قائمة: ثابتة في مكانها بأمر الله لذهبت وتحركت وزالت.
    الدليل الثامن: الأرض ممسوكة
    هل يمكن للممسوك أن يتحرك؟
    فإن قال الله تعالى إن الأرض ممسوكة، وقلنا نحن أن الأرض متروكة تتحرك حيث قال كوبرنيقوس أليس هذا تكذيبا لله وتصديقا لكوبرنيقوس؟ أليس ذلك كفراً؟ وكيف غابت هاتان الآيتان عن علماء المسلمين وهم يقرءون كتاب الله ويحفظونه؟ ولو كانتا في بالهم ولم تغيبا عنهم فكيف لم يفهموهما؟
    وإن كانوا قد فهموهما فكيف طاوعهم إيمانهم بالله أن يقولوا أن الأرض تتحرك في كل اتجاه وبحركات مختلفة وبسرعات متفاوتة، أي أنهم قالوا: الأرض منفلتة.كيف قالوا ذلك؟ يقـول تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (فاطر:41).
    يقول ابن كثير:" أخبر تعالى عن قدرته العظيمة التي تقوم بها السموات والأرض عن أمره وما جعل فيهما من القوة الماسكة لهما فقال: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا أي أن تضطربا عن أماكنهما".
    وهذا الفهم للآية ليس خاصاً بابن كثير، فكل علماء المسلمين فهموا هذا المعنى وكل المفسرين فهموا ذلك وإنما نذكر ابن كثير لأن تفسيره لدى كل علمائنا الآن.
    وحتى نفهم معنى الإمساك نسوق هذا الحديث:
    أخرج أبو يعلى وابن جرير وبن أبى حاتم والداقطني وبـن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات، والخطيب في تاريخه، عن أبى هريرة قـال: سمعت رسول الله  يقـول على المنبر:" وقع في نفس موسى: هل ينام الله عز وجل؟ فأرسل الله إليه ملكاً فأرقه ثلاثا وأعطاه قارورتين في كل يد قارورة، وأمره أن يحتفظ بهما، فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان، ثم يستيقظ فيحبس إحداهما عن الأخرى، حتى نام نومة فاصطفقت يداه وانكسرت القارورتان.قال: ضرب الله له مثلا أن الله تبارك وتعالى لو كان ينام لم تستمسك السموات والأرض".
    وأخرج ابن أبى حاتم من طريق عبد الله بن سلام: أن موسى قال: يا جبريل هل ينام ربك؟ فذكر نحوه.
    والإمساك عكس الإرسال والترك، ولو لم يمسك الله تعالى السموات والأرض لزالتا من مكانيهما. لأن كل شيء في الكون متحرك غير ساكن. فلم يذكر تعالى أنه يمسك بالشمس ولا بالقمر ولا بغيرهما من أجرام السماء، وإنما هي مرسلة، متحركة، مسخرة، جارية، سابحة في أفلاكها، بخلاف السموات والأرض.
    ويقول تعالى وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ (الحج:65) فهو تعالى يمسك السماء أن تقع على الأرض لأن كلتاهما ثابتتان، الأرض تحت والسماء فوقها، والله تعالى يمسكهما لأمرين: الأول: ألا تزولا، والثاني: ألا تقع السماء على الأرض والوقوع بهذه الصورة التي يذكرها لنا الله تعالى كنعمة من نعمه، غير متحقق بل وممتنع ومستحيل في ظل معطيات الفلكيين والمنجمين عن الأرض والفضاء.
    ولكن معطيات القرآن أن السماء هي البناء فوق هذه الأرض، ومن الممكن أن يقع البناء على القواعد والأساس، كما يقول تعالى: قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمْ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (النحل:26).إن الأحجام التي يقدمها القرآن عن السماء والأرض لمتناسبة بحيث يمكن إضافة هذه إلى تلك، وحيث يتصور وقوع السماء على الأرض.وكذلك الأبعاد.فنسبة الأرض إلى السماء (1000:1)، وليست ذرة تبعد عن غيرها من النجوم بلايين البلايين من السنين الضوئية.فلو كانت الأرض خيمة نصف قطرها متر لكانت بالنسبة إلى السماء في أرض فضاء نصف قطرها ألف متر.أو بنسبة حجرة مساحتها 4 متر تحت سقف مصنع مساحته 4 كيلو متر.
    هذه إذن نسبة معقولة تماماً، ولا ينفر من تخيلها الطبع، بخلاف ما إذا كانت المقارنة بين ذرة لا ترى بالعين ولا بالتلسكوبات العادية، وأحجام بملايين وملايين السنين الضوئية.
    ثم هذا الإمساك الذي خص الله به السموات والأرض عن غيرهما من الأجرام فيه دلالة على ثباتها، وهذه الحركات التي يعطيها كوبرنيقوس للأرض وهي أكثر من ست حركات، لا يمكن في ظلها أن تكون ممسوكة.

    وللحديث بقية بإذن الله ..

  7. #67
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    6,540
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    04-07-2023
    على الساعة
    10:29 PM

    افتراضي

    جزاكم الله خيراً أخي الحبيب عبد الرحمن..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحمد لله على نعمة الإسلام

  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,315
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    01:53 AM

    افتراضي

    جزانا و إياكم أخى الحبيب محمد السوهاجى
    و جارى الرد لاحقا إن شاء الله تعالى
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  9. #69
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,315
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    01:53 AM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل يوسف مشاهدة المشاركة
    الأخ الكريم الأستاذ عبد الرحمن : أشكرك على ردك المهذب . لكن يبدو إن حضرتك لم تتمعن فيما ذكره مؤلف قصة الخلق من العرش إلى الفرش حيث قلت :
    "و لكن للأسف طريقة العد غير صحيحة
    فقد أغفل الكاتب بعض الآيات الكريمة التى تتحدث عن الجبال فى الدنيا "
    هذا كلام حضرتك ، لكن المؤلف لم يقل أن هذه كل الآيات التي تتحدث عن الجبال في الدنيا ، وإنما قال :
    "إن الله تعالى لم يخبر بأنه ثبت الأرض بالجبال في آية ولا اثنتين ولكن في اثنتي عشرة آية يؤكد الله أنه ثبت الأرض بالجبال وخلق الجبال لتثبت الأرض .."فالمؤلف حدد الآيات التي تتحدث عن الإرساء في الأرض أي عن دورها في الأرض .
    ..
    أولا أؤكد ضيفنا الفاضل أ عادل يوسف على سعادتى بالحوار معك راجيا من الله عز و جل أن يرينا الحق حقا و يرزقنا إتباعه و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه
    و ننقل مرة أخرى ما كتبه صاحب كتاب قصة الخلق
    ولم يقتصر إعجاز القرآن عند حد المساواة التامة بين آيات الجبال في الدنيا وبين آيات مصيرها في الآخرة، بل في لفتة معجزة أخرى يذكر تعالى هذه الآيات المتعلقة بنهاية الجبال في الآخرة في النصف الآخر من القرآن
    فهل افتريت على الكاتب شيئا ؟ أم أنى أخطأت الفهم ؟
    حتى لو افترضنا أن الكاتب يشير إلى أن الله تعالى ثبت الأرض بالجبال فى اثنا عشر آية فأيضا كلام الكاتب خطأ
    انظر إلى قول الله تعالى :
    و الجبال أرساها
    أى أن الله تعالى أرسي الجبال و ثبتها
    أين تجد فى الآية الكريمة أن الله تعالى يثبت الأرض بالجبال ؟
    و أيضا قوله تعالى :
    و إلى الجبال كيف نصبت
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  10. #70
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,315
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    01:53 AM

    افتراضي

    هل الاعتراض السابق هو الاعتراض الوحيد على ردى الأول على مشاركتك الأولى ؟
    أم توجد اعتراضات أخرى ؟
    فأرجو إن كان هناك أى اعتراضات أن تضعها أولا لنناقشها قبل الانتقال للرد على مشاركاتك الأخرى
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

صفحة 7 من 8 الأولىالأولى ... 6 7 8 الأخيرةالأخيرة

من الشبهة للإعجاز(سجود الشمس تحت العرش )

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. حوار حول موضوع سجود الشمس تحت العرش من الشبهة للإعجاز
    بواسطة عبد الله ابن عبد الرحمن في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 137
    آخر مشاركة: 25-05-2014, 12:10 PM
  2. من الشبهة للإعجاز :أفاعى تذهب البصر و تسقط الحبل
    بواسطة 3abd Arahman في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 05-08-2010, 05:43 PM
  3. شبهة سجود الشمس تحت عرش الرحمن
    بواسطة المهتدي بالله في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 17-11-2009, 06:45 PM
  4. من الشبهة للإعجاز(لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر )
    بواسطة 3abd Arahman في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-12-2008, 11:56 PM
  5. سجود الشمس تحت العرش
    بواسطة شهاب الحق في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-08-2008, 03:08 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

من الشبهة للإعجاز(سجود الشمس تحت العرش )

من الشبهة للإعجاز(سجود الشمس تحت العرش )