العزيز معجزة
أنا لم أقل أبدا أن الحديث الوارد من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخص الرؤيا العينية بل كان قولي هذا بخصوص الآية القرآنية الواردة فيما يخص أصحاب الكهف
وأضننا انتهينا منها بقبولك لشرحها
وتبقى الاشكالية الآن في الحديث الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسأناقشك فيه نقطة بنقطة ان شاء الله تعالى
ولننظر سويا الى الحديث مرة أخرى :
وثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال لأبي ذر حين غربت الشمس: "أتدري أين تذهب؟" فقال: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنها تذهب وتسجد تحت العرش وتستأذن فيؤذن لها، وإنها تستأذن فلا يؤذن لها ويقال: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها
وحسب ما لاحظت ان الاشكالية تكمن عندك في الجزء الأخير من الحديث واعتراضك على رجوع الشمس وطلوعها من مغربها
فهو واضح انه حين لا يسمح الله للشمس بالمتابعة ترجع عكسيا فيكون طلوع الشمس من مغربها وهو ما يسبق قيام الساعة .
ولتأكيد ذلك أعطيك من صحيح الامام مسلم
عن أبي ذر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما أتدرون أين تذهب هذه الشمس قالوا الله ورسوله أعلم قال إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون متى ذاكم ذاك حين يوم لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في إيمانها خيرا
والحديث يتضمن أمرين :
قوله :
لا يستنكر الناس منها شيئا
أي لم يلحظ الناس أي تغيير في حركة الشمس الظاهرية
وقوله :
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون متى ذاكم ذاك حين يوم لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في إيمانها خيرا
وهو شرح لمسألة رجوع الشمس و طلوعها من مغربها
وبما أن حركة الشمس ظاهرية بالنسبة للأرض بسبب دوران الارض حول نفسها ، فالحديث ينبئ عن أمر مستقبلي ينعكس فيه دوران الارض من الاتجاه الحالي بعكس عقارب الساعة الى اتجاه معاكس يتماشى مع حركة عقارب الساعة .
والله ولي التوفيق
المفضلات