السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
انا عندي مشكلة مع مفهوم الفداء والصلب أساسا والذي نجم عنه هذا العدد المغلوط في الانجيل
"لانه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد..."
سأناقش قصة الخليقة من وجهة نظر مسيحية أولا ..ومن ثم من وجهة نظر إسلامية
(وليسمح لي أخي سعد بالمقارنة بين النظرتين..فلي هدف من ذلك)
أولا: جميع الترجمات لهذا العدد خاطئة...فكلمة unique لا تترجم كـ" وحيد " بل كـ"فريد"
ثانيا: مصطلح "ابن" لم يقصد بها يوما المفهوم الفيزيائي للابن... فكلنا عيال الله وفقا للكتاب المقدس العهد القديم - سفر التكوين
6: 4 كان في الأرض طغاة في تلك الأيام و بعد ذلك أيضا إذ دخل بنو الله على بنات الناس و ولدن لهم أولادا هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم 6: 5 و رأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض و أن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم 6: 6 فحزن الرب انه عمل الإنسان في الأرض و تأسف في قلبه 6: 7 فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته الإنسان مع بهائم و دبابات و طيور السماء لأني حزنت أني عملتهم8:6 و أما نوح فوجد نعمة في عيني الرب
فكلمة ابن الله يقصد بها أنبياء بالله.. وهذا واضح في نصوص كثيرة في كلي العهدين القديم والجديد
فتصبح الترجمة الصحيحة إذا: وهكذا أحب الله العالم حتى ضحى بنبيه الفريد...الخ
ولكن هل حقا أحب الله العالم؟
إن أول نصوص ما يسمى بالوحي المقدس -ألا وها سفر التكوين -ينفي تماما أن الله أحب العالم.
فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته الإنسان مع بهائم و دبابات و طيور السماء لأني حزنت أني عملتهم....
ثالثا: لنتسائل ما هو الدافع حقا ليبذل الله ابنه الوحيد؟
تقول الكنيسة: لقد أكل آدم من شجر معرفة الخير والشر وفقا للكتاب المقدس...وهذا ذنب غير محدود لأنه في حق وجود غير محدود...ولهذا استلزم أن يقدم له فداء طاهر غير محدود ..فلم يكن بد من أن ينزل الله بنفسه ليفدي خطيئة آدم
ولكننا نقع هنا في عدة إشكاليات!
أولاها: هل كان آدم يعرف الخير والشر قبل أن يأكل من شجرة معرفة الخير والشر؟
الجواب بالتأكيد لا!
ونقع هنا في إشكالية...كيف يحاسب اله المحبة الذي أحب العالم كثيرا شخصا مسكينا كآدم لا يعرف الخير من الشجر...فيحمل ذنبه البريء الناجم عن جهله لكل ذريته!!
لقد استمر غضب الإله على العالم وفقا للكنيسة دهورا، ولم يستطع هذا الإله أن يغفر لآدم حتى نزل بنفسه فصلب نفسه إرضاء لنفسه! (لا تسأليني عن هذه الجملة الخنفشارية الأخيرة لانها ليست من كلامي)
ثانيا: هل كان إله المحبة .. عاجزا عن أن يغفر لآدم الجاهل المسكين.. بأن يصلب نفسه في الجنة بدل أن يلعن أبانا آدم وأمنا حواء وذريتهما حتى نزل وصلب نفسه أخيرا... وسؤال آخر ..
What took him so long!
لماذا احتاج هذا الإله ما يقارب الستة آلاف سنة ليصلب ابنه الوحيد ( وفي رواية ليصلب نفسه)
فيرفع اللعنة التي وضعها هو على آدم وذريته؟
وما الذي فعله بنو آدم ليستحقوا رفع العقوبة.؟ يخبرنا الكتاب المقدس أن اليهود كانوا يقتلون كل الأنبياء الذين كان يرسلهم لهم... بل إنهم قتلوه هو نفسه عندما نزل بحثا عنهم!!
عندما نزل ليذبح نفسه على الصليب..كان 99.9% من سكان العالم وثنيون لا يؤمنون به
لماذا لم يغفر للعالم عندما كان لشعب الله دولة!؟ لماذا لم يغفر لهم عندما جاهدوا صادقين مع نبينا موسى وداوود وسليمان..؟
ثالثا: هل تعتبر جريمة الأكل من الشجرة جريمة غير محدودة رغم أنها صدرت من جاهل لا يعرف الخير من الشر وفقا للكتاب المقدس... ولا تعتبر جريمة صلب الرب عندما نزل جريمة لا تغتفر! فلماذا غفر لليهود العالمين بالخير والشر ولم يغفر لآدم المسكين!
رابعا: ألم يكن الاله خبيرا بمن خلق ؟ فكيف يغضب من خطيئة آدم وهو خلقة بيديه على شاكلته؟
1:26و قال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الأرض و على جميع الدبابات التي تدب على الأرض 1: 27 فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و أنثى خلقهم
سفر التكوين
ألم يكن الإله يعلم أن آدم فيه طبيعة خاطئة sinfull nature لا يمكنه التخلص منها إلا ببذل الدم المقدس؟ دم الإله ابن الإله يسوع! ولماذا خلق الله آدم ليتسلط على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الأرض و على جميع الدبابات التي تدب على الأرض
ثم نجده يضعه في الجنة!! ألم يخلقه ليسكنه في الأرض؟
فكيف يعتبر نزوله للأرض عقوبة بينما نجد إن الله خلقه ليعيش فيها!
خامسا: هل رفع الله عنا اللعنة حقا بذبح ابنه الوحيد بصورة شيزوفرينية ليرضي نفسه التواقة للدم؟
الجواب كلا... فما زال بنو آدم يموتون... وما زالت المرأة تلد بألم..وما زالت الحية تزحف على بطنها... إلا أنها لم تكن تأكل التراب ما زالت لا تأكله!
إن المتناقضات الكثيرة التي نجدها في قصة الخلق المسيحية والتي استدعت الفداء وبذل الابن الوحيد تجعلنا نشك اساسا في أن هذا الاله مدرك تماما لما يفعل..
اله المحبة في الكتاب المقدس إله بشري، تنتابه الهواجس خوفا من ان يأكل آدم من شجرة الخلود فيصبح إلها.. وينتابه الندم لخلقه بني آدم بطبيعتهم الميالة لارتكاب الشر... ولكن خطة الخلاص التي نسمعها من الكنيسة لا وجود لها...فالخلاص في الكتاب المقدس هو:
5:6 و رأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض و أن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم 6: 6 فحزن الرب انه عمل الإنسان في الأرض و تأسف في قلبه 6: 7 فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته الإنسان مع بهائم و دبابات و طيور السماء لأني حزنت أني عملتهم
الخلاص يكون بمسح الأرض بمن عليها والعودة لنقطة الصفر! وفقا للكتاب المقدس
كان يمكنني أن أتابع معك الكلام في وجهة النظر المسيحية...لكنني أفضل أن اشرح وجهة نظر الإسلام فيها..
يتبع
المفضلات