بارك الله فيك أخي الفاضل صقر...
أنا بصراحة عندي اضافة سأجن إن لم أكتبها للأستاذ ديكارت..
أستاذ ديكارت.. أريدك أن تقرأ تفسير الآيات جيدا وتفهم معناها جيدا...حتى لا تفسرها بمزاجك..
قال تعالى
{ يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا }
إن المتأمل في السياق القرآني الذي وردت فيه الآية، يجد ما يدل دلالة واضحة، على أن هذا الوصف الذي وُصِفت به مريم ، لم يكن تسمية قرآنية، وإنما جاء وصفًا حكاه القرآن على لسان قوم مريم ...
وهكذا السياق القرآني في سورة مريم جاء ناقلاً قول اليهود في حق مريم ، قال تعالى: { فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئًا فريًا * يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيًا * فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيًا } (مريم:27-29) فقوله سبحانه: { يا أخت هارون } إنما هو حكاية لتلك المقولة التي صدرت عن قوم مريم ... أما معرفة السبب في وصف قوم مريم لها { يا أخت هارون } فهذا أمر آخر، ساكت عنه النص القرآني...
السؤال الآن: لماذا قال اليهود: { يا أخت هارون } ولم يقولوا: ( يا أخت موسى وهارون ) أو ( يا أخت موسى )؟ لا شك أنهم لم يقولوا ذلك عبثاً، وإنما نسبوها إلى هارون ....طيب لماذا؟؟
مما يؤيد أن يكون المراد بلفظ ( الأخت ) هنا التشبيه لا الحقيقة، أن لفظ ( الأخ ) في القرآن يرد على سبيل الحقيقة، ويرد على سبيل المجاز، ومن الإطلاقات المجازية لهذا اللفظ قوله تعالى: { وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها } (الزخرف:84)، فـ ( الأخوة ) بين الآيات أخوة مجازية، وليست حقيقية، وأيضاً قوله سبحانه: { واذكر أخا عاد } (الأحقاف:21)، فالمقصود بـ { أخا عاد }هو هود عليه السلام، ومعلوم أن هوداً لم يكن أخاً لعاد، وإنما كان حفيداً له، وبينهما مئات السنين. وعلى هذا فمعنى أنها أخت هارون : أنها من نسله وذريته وكما يقال للعربي: يا أخا العرب. فمعنى قولهم: { يا أخت هارون } أي: يا من أنتِ من ذرية ذلك النبي الصالح، كيف فعلت هذه الفعلة ؟
وفي إنجيل لوقا ، ما يفيد أن لـ مريم نسب مع النبي هارون أخي موسى ، عن طريق زكريا ، الذي كان متزوجًا امرأة من ذرية هارون اسمها أليصابات، وكانت امرأته نسيبة مريم ، والصحيح أنها كانت خالتها، ونص الإنجيل هو: { كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ } ( لوقا: الأصحاح الأول/ 5 ) وفيه أيضًا: { وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا } ( لوقا: الأصحاح الأول/36) وبحسب نص الإنجيل نفسه، فلا يبعد أن يكون لـ مريم نسب بعيد مع النبي هارون ، وعلى هذا فلا إشكال في التعبير القرآني .
ومما يدحض قول من يقول بهذه الشبهة أن يقال له: كيف يسكت اليهود - وهم ألد أعداء الإسلام- على هذا الخطأ التاريخي الفاحش، ولم يعتبروه مأخذاً على القرآن والإسلام ؟ وهل من شأن هؤلاء القوم أن يغضوا الطرف عن مثل هذا الخطأ، لو كان الأمر كذلك ؟
هل من المعقول أنك لا تفهم أن معنى قوله تعالى : (وقفينا من بعده بالرسل)…وجود عدد من الأنبياء بين موسى وعيسى!!!!!!!!اقتباسإن قول القرآن وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ( لا يُفهم منه أن بين موسي والمسيح عليهما السلام عدد من الأنبياء، وأن هنالك فترة زمنية طويلة بينهما
وهذه الآية:( وَ لَقَدْ أَرْسلْنَا نُوحاً وَ إِبْرَهِيمَ وَ جَعَلْنَا فى ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكتَب فَمِنهُم مُّهْتَد وَ كثِيرٌ مِّنهُمْ فَسِقُونَ(26) ثمَّ قَفَّيْنَا عَلى ءَاثَرِهِم بِرُسلِنَا وَ قَفَّيْنَا بِعِيسى ابْنِ مَرْيَمَ وَ ءَاتَيْنَهُ الانجِيلَ)..هل من المعقول أيضا أنك لا تفهم أن معناها: ثم اتبعنا بالإرسال على آثار من ذكرناهم من الأنبياء...أي ارسلنا رسولا بعد رسول حتى انتهى الى عيسى...اذن اسمحلي أن اقول لك أن عندك قصور في الفهم..
إن القرآن قد ذكر أنه أتبع بـ عيسى بعد الرسل، فدل هذا على أن عيسى آخر الأنبياء بعثًا، وليس بعده إلا محمد، ولو كان الأمر كما ذكرت، لم يكن عيسى متأخرًا عن الرسل، ولكان قبل سليمان و داود ، فإن القرآن قد ذكر أن داود جاء بعد موسى ، في قوله تعالى: { ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكًا نقاتل في سبيل الله } (البقرة:246) وذكر القصة إلى أن قال: { وقتل داود جالوت } (البقرة:251) فدلت الآيات القرآنية على أن موسى و هارون متقدمان على داود في الزمن .
في الحقيقة يا أستاذ ديكارت الآية هنا واضحة ولا تحتاج ذكاء حاد ...قال تعالى (ووهبنا له) ولم يقل سبحانه (وقفينا من بعده)..اذن نفهم من هذه الآية أن هارون نبي مع موسى...وهارون مكلف بمهمة مشتركة مع موسى بنص قرآنى صريح وذلك حين سأل فقال: "واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي"اقتباسلأننا نعرف أن هارون أخا موسى قد حظي بالنبوة بعد موسى ولم يكن بينهما فترة زمنية تذكر ، وهذا ما يؤكده قول القرآن :
"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا، وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا، وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا".
آهاه أراك يا أستاذ ديكارت دققت في كلمة (محو) التي كتبها الأخ صقر في عجله ولأن حرف الميم بجانب حرف النون في لوحة المفاتيح...اذا أنا سأدقق في خطأ كتابتك لكلمة (وقفات) فكتبتها (وفقات) في موضوع آخر..اقتباسولك أن تراجع ما ورد في ردك من إخطاء فادحة كقولك :
وقواعد محو ولسان العرب
هل لك أن تخبرني ما معنى (وفقات)هذه التي كتبتها أنت هنا!!!!اقتباسأي أن الآية تنقسم إلى وفقات متتالية على النحو التالي
............................................................ .
نأتي الآن إلى كتابك الخطير والذي تقول أن نصوصه واضحة وقاطعة!!!!
-"كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود بن إبراهيم. إبراهيم وَلَدَ إسحاق. وإسحاق وَلَدَ يعقوب..." (متى 1/1-2
من المعروف أن داود هو ابن يَسَّى (متى 1/6). فكيف يكون داود ابن إبراهيم في الوقت ذاته ؟!!
إن نسب عيسى لم يرد إطلاقاً في إنجيل يوحنا ولا في إنجيل مرقص ..لأن نسب عيسى المذكور في متى ولوقا لا أساس له على الإطلاق، حيث إن داود لا علاقة له بعيسى من قريب أو بعيد، ولا حتى من جهة أمه مريم. مريم ليست من نسل داود. ويوسف ليس والد عيسى، فكيف يكون عيسى من نسل داود ؟! لقد جعلوا لعيسى أباً وأجداداً وجعلوه ابن الله الوحيد في الوقت ذاته!!! شىء عجيب غريب!!!
- ويأتي الملاك ويخبر يوسف ويناديه: "يا يوسف ابن داود.." يخبره بأن مريم حملت من الروح القدس (متى 1/20).
ولكن يوسف هو ابن يعقوب (متى 1/16)، فكيف يصبح هنا ابن داود (متى 1/20). لماذا حشر داود في كل مناسبة ؟! تناقض في الإنجيل ذاته.
- ويقول الملاك ليوسف: "ستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلص شعبه من خطاياهم".
كيف سيلد يوسف ابناً إذا كانت مريم حبلى من الروح القدس ؟! إذاً عيسى ليس ابن يوسف، ويوسف لا علاقة له بمولد عيسى
- يقول النص "من سبي بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلاً".
هذا يناقض سفر أخبار الأيام الأولى (أصحاح 3) الذي يذكر الزمن بأنه ثمانية عشر جيلاً، وليس أربعة عشر. هناك تناقض بين الإنجيل والتوراة!!
يذكر النص "جميع الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلاً. ومن داود إلى سبي بابل أربعة عشر جيلاً. ومن سبي بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلاً". (متى 1/17).
وهذا يعني أن مجموع الأجيال من إبراهيم إلى المسيح هو 42 جيلاً. ولكن إذا أحصينا الأجيال المذكورة فعلاً في متى 1-17 نجدها 41 جيلاً فقط. إن النص يعارض نفسه!!
- نسب المسيح المذكور في إنجيل لوقا يخالف نسبة المذكور في متى. لوقا (3) يذكر النسب من آدم حتى عيسى، ولكن متى يذكر النسب من إبراهيم حتى عيسى. فهل اختلف الوحي ؟! أم ماذا ؟!
- من إبراهيم إلى عيسى (حسب لوقا) 26 جيلاً فقط. ولكن حسب متى 41 جيلاً. الفرق 15 جيلاً!!!
هذه هي نصوص كتابك التي تقول عنها أنها واضحة وقاطعة !!!!
المفضلات