وقد عاد اللواء أحمد عبد الوهاب ليكمل حديثه قائلًا :
وأخيرا نختتم الحديث عن بولس بنقل اعترافه بخطاياه الجسدية التي عجز عن الفكاك منها والتي جعلته واحدا من سبايا الخطيئة . ولقد أثبت باعترافه هذا - دون أن يدري - أن الزعم بصلب المسيح وقتله ، الذي عاش بولس يفلسفه ويدعو له ، قد ذهب سدى . فلا زال بولس باعترافه عبدا للخطيئة ، وثمنها عنده موته الأبدي . إن بولس يقول :
" فإننا نعلم أن الناموس روحي وأما أنا فجسدي مبيع تحت الخطيئة . لأني لست أعرف ما أنا أفعله إذ لست أفعل ما أريده بل ما أبغضه فأنا أفعل . . فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا بل الخطيئة ساكنة فيً . فإني أعلم أنه ليس ساكن في أي في جسدي شيء صالح . لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحسنى فلست أجد . لأني لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي لست أريده فإياه أفعل . فإن كنت ما لمست أريده إياه أفعل فلست بعد أفعله أنا بل الخطيئة الساكنة في . إذا أجد الناموس لي حينما أريد أن أفعل الحسنى أن الشر حاضر عندي . فإني أسر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن . ولكني أرى ناموسا آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي . ويحي أنا الإنسان الشقي . من ينقذني من جسد هذا الموت ؟ . . " ( رومية 7 : 14 -24 ) .
دين المسيح كان التوحيد :
والآن بعد أن انتهينا من دراسة مصادر العقائد المسيحية من أناجيل وأسفار أخرى ، ورأينا كيف جاءت هذه لتصير كتبا مقدسة ، وماذا قال فيها علماء المسيحية ، ثم ماذا حوت من تنبؤات استحال تحقيقها ، ومن اختلافات وتناقضات وخاصة في القضايا الرئيسية مثل الصلب والقيامة والظهور ، فإن السؤال الذي نختتم به هو : ماذا كانت حقيقة دين المسيح ؟
إن المصادر المسيحية الموثوق فيها لا تملك سوى الإقرار بأن دعوة المسيح كانت توحيد الله ، ثم ما لبثت أن دخل عليها صنوف من عقائد أهل الشرك حتى إذا ما جاء القرن الرابع الميلادي كانت عقيدة التثليث المسيحي واحدة من نتاج ما يسمى بالمجامع المسيحية المقدسة . إن هذا مجمل ما تذكره دائرة المعارف الأمريكية في قولها :
" لقد بدأت عقيدة التوحيد - كحركة لاهوتية - بداية مبكرة جدا في التاريخ ، وفي حقيقة الأمر فإنها تسبق عقيدة التثليث بالكثير من عشرات السنين . لقد اشتقت المسيحية من اليهودية ، واليهودية صارمة في عقيدة التوحيد . إن الطريق الذي سار من أورشليم ( مجمع تلاميذ المسيح الأوائل ) إلى نيقية ( حيث تقرر مساواة المسيح بالله في الجوهر والأزلية عام 325 م ) كان من النادر القول بأنه كان طريقا مستقيما .
إن عقيدة التثليث التي أقرت في القرن الرابع الميلادي لم تعكس بدقة التعليم المسيحي الأول فيما يختص بطبيعة الله . لقد كانت على العكس من ذلك انحرافا عن هذا التعليم . ولهذا فإنها تطورت ضد التوحيد الخالص أو على الأقل يمكن القول بأنها كانت معارضة لما هو ضد التثليث كما أن انتصارها لم يكن كاملًا " (1) .
لقد كانت عقيدة المسيح توحيدا نقيا ، ثم بدأ يتسرب إليها من العقائد المختلفة وخاصة العقائد الوثنية في العالم الروماني ما صبغها بالتثليث ، فأصبحت المسيحية التقليدية الشائعة هي مسيحية الثالوث .
_________
(1) دائرة المعارف الأمريكية : جـ 27 - ص 294 .
ولكن لا يزال يوجد إلى اليوم طائفة هامة وقوية من بين الطوائف المسيحية المشهورة هي طائفة " الموحدين " ، وقد أصبحت ظاهرة اليوم في الولايات المتحدة . ويتلخص قول الموحدين المسيحيين في : " لا إله إلا الله - المسيح رسول الله " إنسان فقط . وفيما يلي خلاصة مركزة لبعض مبادئ الفكر التوحيدي المسيحي :
1 - إن كنيسة الموحدين تعتبر الكتاب المقدس تسجيلًا قيما للخبرات الإنسانية وهي تصر على أن كاتبيه كانوا معرضين للخطأ . ولهذا السبب فإن أغلب الأجزاء الرئيسية للمعتقدات المسيحية قد رفضت .
2 - إن الثلاثة أقانيم تتطلب ثلاثة جواهر وبالتالي ثلاثة آلهة . . إن الأسفار لم تعط أي مستند للاعتقاد في التثليث . إن نظام الكون يتطلب مصدرا واحدا للشرح والتعليل لا ثلاثة . لذلك فإن عقيدة التثليث تفتقد أي قيمة دينية أو علمية .
3 - لقد قدمت اعتراضات قوية ضد عقيدة لاهوت يسوع المسيح . إن الكتاب المقدس لم يقل بذلك ، كما أن يسوع فكر في نفسه كزعيم ديني هو المسيا وليس كإله .
وبالمثل اعتقد التلاميذ أن يسوع مجرد إنسان ، إذ لو كان عند أي من بطرس أو يهوذا أية فكرة على أن يسوع إله لما كان هناك تفسير معقول لإنكار بطرس ليسوع وما كان هناك تبرير لخيانة يهوذا . إن الإنسان لا يمكن أن ينكر أو يخون كائنا إلهيا له كل القوى .
4 - إن الحقيقة المزعومة عن أن يسوع مات من أجل خطايانا وبهذا وقانا لعنة الله إنما هي مرفوضة قطعا . إن الاعتقاد في أن موت يسوع كان له هذه النتيجة إنما يعني الطعن في أخلاق الله .
إن الله يجب ألا يعرف عن طريق اللعنة بل عن طريق الحلم والحكمة والمحبة . .
إن الموت الدموي على الصليب من أجل إطفاء لعنة الإله لهو أمر مناقض للحلم الإلهي والصبر والود والمحبة التي لا نهاية لها .
5 - إن الموحدين ينظرون إلى يسوع باعتباره واحدا من قادة الأخلاق الفاضلة للبشر .
إنه لو كان إلها فإن المثل الذي ضربه لنا بعيشته الفاضلة يفقد كل ذرة من القيمة . حيث إنه يمتلك قوى لا نملكها . إن الإنسان لا يستطيع تقليد الإله " (1) .
_________
(1) دائرة المعارف الأمريكية ، جـ27 ، ص300 -301 .
كلمة إلى المبشرين :
وقبل أن أختتم هذا الحديث لا بد لي من كلمة أوجهها إلى المبشرين - وخاصة الأجانب - الذين يعملون في البلاد الإسلامية :
" أيها المبشرون . . . ارفعوا أيديكم عن المسلمين . . أولى بكم أن تحملوا أمتعتكم وصحائفكم وتعودوا بها إلى بلادكم فلم تعد مثل بضاعتكم هذه صالحة للترويج والبيع بين المسلمين . . إنكم تعلمون أكثر من غيركم ما آلت إليه المسيحية عقيدة وأخلاقا بل ومظهرا . . فلم يعد يبقى منها - تقريبا - سوى اسمها .
فالأولى بمن تصدع بيته أن يقيم بناءه أولا ويصلح ما فسد منه قبل أن يخرج إلى العالم يدعوه - كما تزعمون - إلى الخلاص والإيمان . .
أولى بكم أن تتفقوا على عقيدة مسيحية واحدة تقوم على الإيمان بالإله الواحد الأحد الذي كان آخر وحي أنزل إلى موسى قوله : " حي أنا إلى الأبد " ( تثنية 32 : 40 ) ، ولقد ألزمكم المسيح بعقيدة موسى كما التزم هو بها وسجل ذلك كتبة الأناجيل . . وما من سبيل لإزالة الشقاق بين فرقكم وشيعكم المختلفة إلا هذا :
الإيمان بالإله الواحد الحي الذي لا يموت ، ثم الكف عن الخلط بين الله وبين المسيح كما قال بعض علماؤكم وجاء ذكره في أول هذا الحديث . . عندئذ - فقط - يمكن القول بأن المسيحية عقيدة تؤمن بالله الواحد . . أما وإن الحال على ما أنتم عليه حيث :
" يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا " على مر السنين والأيام فإن عملكم بين المسلمين لردهم عن عبادة الله الواحد الأحد ودعوتهم إلى الأقاليم التي اقتحمت مسيحية المسيح الحقة الفاضلة بعد أن تسللت إليها أقنوما أقنوما عبر تلك المجامع المختلفة والمتعاقبة ، فإن هذا الوضع يذكرني بقول المسيح في الإنجيل :
" ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون لأنكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلا واحدا ومتى حصل تصنعونه ابنا لجهنم أكثر منكم مضاعفا . . " .
وإن دعوتكم المسلمين إلى المسيحية لتذكرني بموقف الملأ من قوم فرعون وذلك المؤمن بينهم الذي كان يكتم إيمانه . فلقد أخرسهم بحجته القوية قائلًا :
{ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ }{ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ }{ لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ }{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }{ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ } (1) .
أيها المبشرون : لقد انكشفت خططكم لتنصير المسلمين وافتضحت أساليبكم للعمل بينهم ، وإذا كان رق الجسد شيئا بغيضا فإن رق الروح لأشد بغضا وأكبر مقتا . إنكم تمارسون رق الروح حين تقدمون مساعدتكم المادية لفقراء المسلمين - متمثلة في حفنة من الأرز كما تفعلون في أندونيسيا - وذلك بشرط قبولهم للمسيحية التي تفرضونها عليهم . . سبحان الله . . لقد قتلتم بهذا أول حقوق الإنسان إذ حرمتموه حرية الاختيار . . .
_________
(1) سورة غافر ، الآيات 41 - 45 .
وأي رق أفظع من هذا ؟
ولقد بلغ الهوس ببعضكم أن قال منذ أكثر من 70 عاما - حين كان الاستعمار القديم جاثما على صدر العالم الإسلامي كله - إن الواجب على الهيئات التبشيرية أن تنتهي من تنصير المسلمين في مدى 25 عاما . . .
والحمد لله لقد انقضت نحو ثلاثة أمثال تلك المدة ولقي الإسلام قولا صامدا . بل إن السنوات الأخيرة قد شهدت - بفضل الله وحده - تحول الكثير من الأوروبيين والأمريكيين إلى الإسلام بسهولة وعن اقتناع ورضى وذلك بعد أن احتكوا بالعالم الإسلامي وعرفوا شيئا عن ذلك الدين الذي حرصتم دائما على تشويهه بكل ما أوتيتم من قوة . . .
نعم . . لقد كان همكم - كما قال برنارد شو - هو تدريب المسيحيين على كراهية محمد والقرآن والإسلام .
ولقد انتهزتهم كل خطأ أو تصرف أحمق يصدر عن بعض من في العالم الإسلامي سواء كانوا أفرادا أو جماعات ، لتقولوا هذا هو الإسلام . . رغم أنكم أول من يعلم كذب هذا القول ، لأن الإسلام شيء والمسلمين وسلوكهم وما هم عليه من ضعف الآن شيء آخر بعيد عن الإسلام .
إنكم تعلمون يقينا أن هناك حضارة إسلامية قامت على نصوص القرآن وتعاليم النبي وروح الإسلام التي تدعو إلى العلم وتحرير الفكر والنظر في الكون ، فانتشرت المدارس وحلقات العلم ونبغ العلماء في شتى فروعه مثل : الطب والفلك والرياضيات والطبيعيات والكيمياء والصيدلة . ولا يزال إدخال الصفر في الحساب واكتشاف خاصية اللوغاريتم - الذي لا يزال اسمه يشير إلى مصدره الإسلامي وهو الخوارزمي - من أعظم الإنجازات في عالم الرياضيات ، كما اعترف بذلك أولو الفضل والعلم من الأوروبيين والأمريكيين .
هذا ، على حين أن الحضارة الغربية الحديثة لم تقم لها قائمة إلا بعد أن تحررت من سلطان الكنيسة - التي أحرقت العلماء ومنهم برونو لا لشيء إلا لأنه قال إن الأرض كروية - ثم أخذت علوم المسلمين واهتدت بأساليبهم في البحث والتجريب ومن ثم كانت هذه النهضة الأوروبية الحديثة . ولا أريد أن أذكركم أنه بينما كانت الحضارة الإسلامية تتألق في عصر هارون الرشيد كان معاصره شارلمان - سيد أوروبا - مشغولا بتنصير الوثنيين الأوروبيين بحد السيف . ويكفي أن أذكر ما تقوله وثائقكم التبشيرية من أنه قتل في يوم واحد 4500 وثنيا رفضوا التعميد والتحول للنصرانية ، وكانت المعاهدات بينه وبينهم تقضي بالتنصير وإلا فالقتل هو البديل .
ويعد شارلمان سحبت الكنيسة بعضا من طوائف الفرسان الصليبية من فلسطين - أيام الحروب الصليبية - ليساعدوا في تنصير شعوب بحر البلطيق بحد السيف ، ولقد استمروا في العمل هناك طيلة 50 عاما نظير ثمن حددته الكنيسة وهو الاستيلاء على أراضي أولئك الوثنيين ثمنا لإعطائهم المسيحية . . .
هذا ، بل إن أساسيات العلوم الذرية الحديثة قد جاءتكم من العالم الإسلامي . . أما قرأتم قول جون أونيل في كتابه " الذرة الجبارة " الذي أصدره عام 1945 م ، وجاء فيه : " إن إحدى النقط المتلألأة في القرون الوسطى تأتي من العالم الإسلامي حيث نجد ما سطره قلم علي أبو الحسن - صهر محمد - الذي كتب يقول : إذا فلقت الذرة - أي ذرة - تجد في قلبها شمسا . إن هذا يدل على أن بصيرته الصافية قد استطاعت أن تلمح حقيقة النظام الشمسي الحديث في الذرة " .
وجدير بالذكر أن عليَا بن أبي طالب قرر أن كل ما عنده من علم فهو " علم علمه الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - فعلمنيه ودعا لي بأن يعيه صدري وتنضم عليه جوانحي " .
لقد كانت فكرة النظام الشخصي في الذرة متأصلة في التراث الإسلامي فها هو فريد الدين العطار يقول بعد خمسة قرون من مقالة علي هذه : " الذرة فيها الشمس . . وإن شققت ذرة وجدت فيها عالما . وكل ذرات العالم في عمل لا تعطيل فيه " .
لقد قامت النظرية الذرية الحديثة وما ترتب عليها من تطبيقات في مجال الحرب والسلم على السواء ، على أساس أن الذرة نظام شمسي - . فمتى عرفت أوروبا هذه النظرية ؟
يلخص العالم الطبيعي هيزنبرج الإجابة على هذا السؤال بقوله :
" ظلت الذرة كما كان يؤمن بها ديمقراط ذات حجم ذرات الغبار المتراقصة في حزمة ضوئية أو أقل بكثير ، وبالتالي كانت المعلومات عن شكل الذرات والقوى التي تعمل بينها قليلة . إن ما عرف عن تركيب الذرة كان قليلًا أو معدوما أما شكلها فلم يكن التساؤل عنه أمرا ممكنا وقد ادخر حل هذه المسألة للقرن العشرين " .
" ويعتبر رذر فورد هو الذي اتخذ هذه الخطوة الهامة التي أدت إلى تركيب أول نموذج للذرة عام 1911 م ، وهو أن الذرة تتركب من نواة ذات شحنة موجبة وتدور حولها إلكترونات على مسافات بعيدة نسبيا عنها ، وأن عدد الإلكترونات يساوي عدد الشحنات الأولية الموجبة التي على النواة إذ أن الذرة متعادلة كهربيا في تركيبها " .
إن الذرة بذلك نظام شمسي حيث تماثل نواتها الشمس بينما تماثل الإلكترونات السابحة حول النواة تلك الكواكب السيارة التي تسبح حول الشمس . . ولقد ذكر العالم الألماني أوتوهان صاحب انفلاق نواة اليورانيوم قوله : " بالتأكيد فإن بعض الكتاب قد فكروا في هذه المسألة من قبل . . كما أن أجزاء من الحقيقة بالنسبة للنظرية الذرية الحديثة - قد ذكرت هنا أو هناك " .
ولما كان قدامى الإغريق الذين تحدثوا في الذرة لم يدروا شيئا عن فكرة النظام الشمسي فيها ، لم ببق إلا التسليم بأن مصدر تلك النظرية هو التراث الإسلامي .
أما بعد فإن خير ما أذكر به أولئكم الذين جعلوا كل همهم تخريب عقيدة المسلمين وإخراجهم من نور التوحيد إلى متاهات التعدد والشرك هو ما يقوله القرآن الكريم فيهم وفي أمثالهم :
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }{ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }{ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ } (1) .
وأقولها ثانية : أيها المبشرون ارفعوا أيديكم عن المسلمين ، ومن كان بيته من زجاج فلا يقذف الناس بالحجارة وإلا تحققت فيه نبوءة أشعياء التي ذكرها المسيح في الإنجيل :
_________
(1) سورة الأنفال ، الآيتان 36 - 37 .
" تسمعون سمعا ولاتفهمون ومبصرين تبصرون ولا تنظرون . لأن قلب هذا الشعب قد غلظ وآذانهم قد ثقل سماعها وغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم " .
وأخيرا نختم الحديث بخير الكلام فأقول : -
{ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ }{ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ }{ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (1) .
_________
(1) سورة الصافات ، الآيات 180 -182 .
المفضلات