اقتباسطبعا د . كامل النجار وابن وراق لا يهتما بهذا كله فلو وجدا رواية منقولة عن إبليس نفسه لنقلوها طالما فيها ما يساعدهم !![]()
ON LINE
اقتباسطبعا د . كامل النجار وابن وراق لا يهتما بهذا كله فلو وجدا رواية منقولة عن إبليس نفسه لنقلوها طالما فيها ما يساعدهم !![]()
ON LINE
إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
.
والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى(ارميا 23:-40-34)
وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
.
.
السبع المثاني
يقول د . كامل :-
اقتباسفنجد في سورة الحُجر، الآية 87: " ولقد اتيناك سبعاً من المثاني والقرآن الكريم". فقال بعض المفسرين ان المقصود بها السبع سور الطوال وقال آخرون المقصود بها سورة الفاتحة، وأتوا بحديث يستدلون به. وقال القرطبي في تفسيره أن المثاني تعني القرآن كله بدليل ان الله قال في سورة الزمر ألآية 23: " كتاباً متشابهاً مثاني". وواضح أن تفسير القرطبي هذا لا يتفق والآية المذكورة اذ تقول الآية " أتيناك سبعاً من المثاني والقرآن الكريم"، فلن يستقيم معنى ألآية إذا قلنا أن المثاني تعنى القرآن كله، إذ كيف يكون قد أعطاه القرآن كله والقرآن الكريم؟ والسور السبع الطوال هي جزء من القرآن فليس من البلاغة ان يُعطف الكل على الجزء. وحتى لو جاز هذا، فلا أحد يعلم ما المثاني، والافضل ان يُخاطب القرآن الناس بلغةٍ يفهمونها .
في نهاية هذا الكتاب سيخبرنا الدكتور كامل بالأشياء التي اقتبسها الإسلام من الأديان الأخرى حسب زعمه .
ومن ضمن هذه الأشياء سيقول أن كلمة ( المثاني ) كلمة غير عربية وأصلها هي كلمة ( مشنا ) العبرية .
أنا سأعلق على موضوع لغة القرآن في النهاية ولكن دعوني الآن أخبركم ببعض مناهج المستشرقين ونظرياتهم حول مصدر القرآن .
لأن المستشرقين من البداية إستبعدوا إحتمال كون النبي محمد رسول من الله بالفعل فكان يجب أن يضعوا بديلا آخر لمصدر القرآن غير الوحي .
بعضهم كان يقول أصله مسيحي سرياني وبعضهم كان يقول أصله يهودي عبري وهكذا .
لذلك عمدوا إلى بعض المفردات في القرآن التي لم يتفق المفسرون حولها برأي واحد فيفترضون أن هذه المفردات غير عربية .
ثم يبحثون في المعاجم السريانية والعبرية على كلمة تتشابه معها صوتيا ويقولون ببساطة أن هذه الكلمة عبرية أو سريانية مقتبسة .
في مثالنا الحالي ( السبع المثاني ) نسى الدكتور كامل أن اختلاف المفسرين ليس حول المعنى المعجمي لكلمة ( المثاني ) , فمعناها المعجمي معروف للجميع وهو ( الشيء يثنى على الآخر أي يتكرر ) ولكن الإختلاف كان حول ( مدلول ) السبع المثاني ولماذا هم سبع .
ما هي السبع المثاني ؟
في سورة الزمر نقرأ :-
( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)
سنتخذ من هذه الآية منطلقا لنا :-
الله يقول أنه أنزل ( أحسن الحديث ) في صورة ( كتاب متشابه مثاني ) أي كتاب أحاديثه متكررة متشابهة .
صفة هذه الأحاديث ( تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ) .
ننتقل لسورة ( هود ) نجدها تبدأ هكذا : -
(الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ) .
نستمر مع الآيات فنجدها تحكي لنا ( سبع ) قصص ( متشابهة ) لسبعة أنبياء الواحدة وراء الأخري هكذا :-
1- (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ - أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ) .
2- (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ ) .
3- ( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ) .
4 – ( وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ) .
5 – (وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ) .
6 – (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ ) .
7 – (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ - إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ ) .
الآن لاحظوا معي الآتي :-
- كل قصة من القصص السبع تكررت في القرآن أكثر من مرة ( مثاني ) .
- هذه القصص كلها متشابهة جدا ببعضها فكل نبي يذهب إلى قومه ويدعوهم لله – ويوضح لهم أنه لا يريد منهم أجرا – فيكفر به قومه – فينجي الله الأنبياء والذين آمنوا معهم ويجعل الكافرين هم الخاسرون .
نفهم من ذلك أن هذه القصص متشابهة ( متشابه ) .
- بعد أن يذكر القرآن السبع قصص يقول في الآية 120 من سورة هود :-
( وكلا نقص عليك ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ) :-
ثم ننظر لآية سورة الزمر فنجد :-
( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَالَهُ مِنْ هَادٍ) .
نرجع الآن إلى آية سورة ( الحجر ) :-
( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) [الحجر : 87]
الكتاب يحتوى قصص عقاب أخرى تكررت ( مثاني ) غير السبعة السابق ذكرهم منها :-
- أصحاب الرس :- جاء ذكرهم في ( الفرقان 32 ) و ( ق 12 ) .
- قوم تبع :- جاء ذكرهم في ( الدخان 37 ) و ( ق 17 ) .
وعلى هذا فأحسن الحديث هو ( كتاب متشابه مثاني ) أي فيه قصص عقاب متكررة ومتشابهة كموعظة للناس ( تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ) ومن ضمن هذه المثاني هناك سبع كبرى يعرفها الجميع جيدا لشهرتها .
بخصوص عطف ( السبع المثاني ) على ( القرآن العظيم ) فهذا لا يعني أن السبع المثاني ليست جزءا من الكتاب ولكن يفيد تغير الحال .
بمعنى أنه قديما كان تكذيب الرسل يستوجب عقابا دنيويا . كما تقول نفس السورة في الآيات السابقة لها عن أصحاب الحجر :-
(وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ - وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ - وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ - فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ - فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ) .
( الحجر 80 – 84 ) .
أما في حال النبي محمد والقرآن فالعقاب أصبح أخرويا وسيسألهم الله عن ذلك يوم القيامة :- تجد ذلك في الآيات التالية في نفس السورة :-
(وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ - كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِينَ - الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ - فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ - عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ - فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ )
( الحجر 89 – 94 ) .
هذا الذي أقول ليس جديدا فقد قاله ابن عباس من قبل :-
(بيَّن الأمثال والخبر والعبر، ولم يعطهن أحد إلا النبي صلى اللّه عليه وسلم، وأعطي موسى منهن ثنتين) .
فقط أنا قدمته بالتفصيل .
الدكتور محمد شحرور له رأي آخر وهو ان السبع المثاني هي فواتح بعض السور ودلالتها الصوتية واعتبرها أصل الكلام الإنساني وهو رأي جدير بالإحترام .
على أي حال ما أود قوله أن الإختلاف بين المسلمين في ( مدلول الكلمة ) لا يعني أنهم لا يعرفون ( معناها المعجمي ) فمعناها المعجمي معروف ولا يوجد مبرر لما يفعله المستشرقون في البحث في المعاجم العبرية والسريانية وكأن المعاجم العربية ساكتة عن هذه الكلمات .
يقول د . كامل :-
اقتباسوفي سورة الحاقة، الآية 36: " ولا طعام الا من غسلين". ولا احد يدري معنى غسلين، ولكنها تنسجم مع سجع السورة، " ولا يحض على طعام المسكين، فليس له اليوم ههنا حميم، ولا طعام الا من غسلين".
يقول أبو عبيد القاسم بن سلام (157- 224هـ) في كتابه ( لغات القبائل الواردة في القرآن الكريم ) :-
( من غسلين ) الحار الذي قد انتهى غليانه شدة بلغة أزد شنوءة .
( أزد شنودة ) هي إحدى قبائل العرب .
ترى ما سر هذه الثقة الكبيرة التي يتكلم بها الدكتور النجار وكل ما يقدمه لا يشير أبدا أنه يستحقها ؟!
يقول د . كامل :-
اقتباسوفي سورة الانسان، الآية 18: " عيناً فيها تُسمى سلسبيلا". وهنا كذلك لا احد يعرف ما هي سلسبيلا.
يا سلام على الكلام !
أنا أعرف معناها .
سلسبيل هي اسم عين في الجنة .
الآية تخبرك بهذا يا دكتور ( عينا فيها تسمى سلسبيلا ) .
يقول د . كامل :-
اقتباساما سورة المطففين ففيها عدة آيات تحتوي علي كلمات يصعب فهمها: فمثلاً الآيات 7 و 8 و9 " كلا ان كتاب الفجار لفي سجين. وما ادراك ما سجين. كتاب مرقوم". والآيات 18 و19و20 من نفس السورة: " كلا ان كتاب الابرار لفي عليين. وما ادراك ما عليون. كتاب مرقوم". ومعنى هذا ان عليين وسجين كلاهما يعني كتاباً مرقوماً، أحدهما للفجار والآخر للابرار. فالقرآن هنا أستعمل غريب اللغة لينقل الينا حقيقة بسيطة: هي أن هناك كتابين، واحد للفجار وواحد للابرار. فهل من المهم لنا أن نعرف أسماء هذين الكتابين؟
ثم إن القرآن يقول أن هناك كتاب واحد " وعنده أم الكتاب " و " اللوح المحفوظ" الذي يحفظه الله منذ الازل في السماء السابعة، وقد سجل الله فيه كل كبيرة وصغيرة عن كل أنسان حتى قبل أن يولد، وهناك كذلك لكل شخص كتابه الخاص به الذي سوف يتسلمه يوم القيامة، فمنهم من يُعطى كتابه بيمينه ومنهم من يعطى كتابه بشماله ليقرأ منه ما فعل في الدنيا. فما الحكمة إذاً في أن يكون هناك كتاب للابرار وآخر للفجار مادام لكل شخص كتابه الخاص وهناك اللوح المحفوظ الذي فيه كل التفاصيل ولا يمكن لهذا اللوح أن يضيع أو يصيبه تغيير؟ وحتى لو قلنا إنه من باب الاحتياط أن يكون للأبرار كتاب وللفجار كتاب آخر، هل يستدعي هذا نزول آية تخبرنا بأسماء هذين الكتابين؟ هل سيغير هذا من سلوكنا أو يدعونا للايمان؟
الدكتور كامل يظن أن ( سجين ) و ( عليين ) هي أسماء ( الكتاب المرقوم ) !!
عبارة ( كتاب مرقوم ) تماما مثل عبارة ( وكان أمرا مقضيا ) في سورة مريم .
ومثل عبارة ( وكان وعدا مفعولا ) في سورة الإسراء .
يقول ابن كثير في تفسيره :-
(وقوله تعالى: {كتاب مرقوم} ليس تفسيراً لقوله: {وما أدراك ما سجين}، وإنما هو تفسير لما كتب لهم من المصير إلى سجين، أي مرقوم مكتوب مفروغ منه، لا يزاد فيه أحد ولا يتقص منه أحد ) .
يقول د . كامل :-
اقتباسفي سورة الفيل، ألآية 3، نجد : " وأرسل عليهم طيراً أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل". ويقول أبن كثير: طير أبابيل يعني طيراً من البحر امثال الخطاطيف والبلسان. ويقول القرطبي: طيراً من السماء لم يُر قبلها ولا بعدها مثلها. وروي الضحاك أن أبن عباس قال سمعت رسول الله يقول: " إنها طيرٌ تعشعش وتفرخ بين السماء وألارض". وقال أبن عباس: كانت لها خراطيم كخراطيم الطير، وأكف كأكف الكلاب. وقال عكرمة: كانت طيراً خُضراً خرجت من البحر لها رءوس كرءوس السباع. أما سجيل فلا أحد يعرف معناها. وأصل الكلمة ربما يكون من اللغة ألأرامية ( Sgyl ) وتعني حجر المعبد. والشئ الملفت للنظر أن كل هولاء المفسرين أتوا بتفسيرات لا تمت لبعضها البعض بصلة، مما يؤكد انهم كانوا يخمّنون معاني هذه الكلمات الغريبة التي لم يكونوا قد سمعوا بها من قبل .
كل المفسرون تقريبا متفقون أن ( سجيل ) هو الطين المحروق الشديد الصلابة ( الآجر ) وهذا يعني أنهم يعرفون الكلمة جيدا وليس كما يقول الدكتور كامل ( يخمنون ) .
الدكتور كامل يقول أن الكلمة ( آرامية Sygl ) وهذا غير صحيح ( لا أعرف من أين يجيء بهذا الكلام ؟! ) .
أبو عبيد القاسم بن سلام يقول أن كلمة ( سجيل ) كانت مستعملة عند الفرس :-
( حجارة من سجيل ) يعني من طين وافقت لغة الفرس ) .
الدكتور فريستغ ( Kees Verstegh ) أستاذ اللغة العربية يقول في كتابه ( تطور العربية الكلاسيكية ) أن كلمة ( سجيل ) تشبه الكلمة الفارسية ( sang+ geel ) ومعناها ( الحجر الطيني ) .
رابط رقم (1) .
ولكن عندما نقول بتشابه بعض كلمات القرآن مع كلمات في اللغات الأخرى لا يعني ذلك أن القرآن غير عربي فلغات الأرض تشترك مع بعضها في كلمات كثيرة .
القرآن يقول ( لسان عربي ) أي هذه الكلمات كانت مستعملة وشائعة على لسان العرب وسواء كان أصل كلمة ( سجيل ) عربي أم فارسي فالمهم أنها لسان عربي .
الكلمة عربية وهذا يكفي .
على العموم سيكون لي تعليق أخير على لغة القرآن في نهاية الأمر .
يقول د . كامل :-
اقتباسوكلمة " الفرقان" وردت في القرآن مرات عديدة بمعاني مختلفة. فمثلاً في سورة البقرة، ألآية 53: " وأتينا موسى الكتاب والفرقان". وفي نفس السورة، ألآية 185: " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان". وفي سورة آل عمران، ألآية 4: " من قبل هدى للناس وانزل الفرقان". وسورة ألانفال، ألآية 29: " ياأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ويكفر عنكم سيئاتكم". وفي سورة ألانفال، ألآية 41: " أعلموا إنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان". وفي سورة ألانبياء، ألآية 48: " ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياءً وذكراً للمتقين". وفي سورة الفرقان، ألآية 1: " تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً".
وأتفق أغلب المفسرين ان الفرقان هو ما يفرق بين الحق والباطل ولكن ابن عباس قال: فرقاناً يعني مخرجاً وزاد مجاهد " في الدنيا والاخرة". وفي رواية اخرى قال ابن عباس ان فرقاناً تعني نصراً. وقالوا انها تعني يوم بدر لان الله فرق فيه بين الحق والباطل. وقال قتادة انها تعني التوراة، حلالها وحرامها. ويقول الرازي قد يكون التوراة او جزء منها او حتى معجزات موسى مثل عصاه. وقد تعني إنشطار البحر لموسى، واستقر رأيه علي انها التوراة. وقالوا الفرقان تعني القرآن. فالله قد انزل الفرقان على موسى وكذلك انزله على محمد، مما يجعلنا نقول أن الفرقان ربما تعني " كتاب" ولكن كيف نوفق بين هذا المعنى وألآية 29 من سورة ألانفال: " ياأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً". فالمراد هنا أن يجعل لكم مخرجاً. ولكن ألآية 41 من سورة ألانفال تقول: " وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان". فالمعنى هنا لا يتفق مع أي من المعاني السابقة. فماذا تعني كلمة الفرقان إذاً؟
هنا د . كامل يورط نفسه فيما لا يعلم .
لا يوجد إختلاف بين أحد حتى بين المستشرقين أنفسهم في أن الجذر ( ف - ر - ق ) هو جذر عربي خالص .
ومعنى ( فرقان ) هو ما يفرق به بين الحق والباطل أيا كان هذا الشيء .
مدلول اللفظ كما نعرف يختلف بإختلاف السياق ولكن المعنى المعجمي ثابت كما قلنا و (هو ما يفرق به بين الحق والباطل ) في حالتنا هذه .
لذلك لفظ ( الفرقان ) يختلف مدلوله بإختلاف السياق أما معناه المعجمي فثابت .
نأتي إلى الآية التي يراها د . كامل النجار مشكلة :-
(يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) :-
تجد مفسرا قديما مثل ابن كثير لا يرى شيئا غريبا في الآية ويورد الرأي الأرجح بعد أن نقل عدد من الآراء المأثورة كعادته ثم يقول :-
(فإن من اتقى اللّه بفعل أوامره وترك زواجره، وفّق لمعرفة الحق من الباطل، فكان ذلك سبب نصره ونجاته ومخرجه من أمور الدنيا وسعادته يوم القيامة وتكفير ذنوبه ) .
ابن كثير هنا فسر القرآن بالقرآن فتوصل لمدلول كلمة ( فرقانا ) من خلال آية شبيهة وهي :-
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) [الحديد : 28]
كما ترون فمدلول كلمة ( فرقان ) في صورة الأنفال مازال مرتبطا بالجذر العربي ( فرق ) أي ما يفرق به بين الحق والباطل وهناك حديث شريف أيضا يقول نفس الشيء :-
( وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ........ ) .
هذا هو مدلول كلمة ( الفرقان ) في سورة الأنفال وهو أن من يتقي الله يعطيه قوة تفرق له بين الحق والباطل ليستمر في نهجه وتقواه .
تعالوا الآن لنعرف كيف تورط د . كامل النجار :-
في محاولة لبعض المستشرقين مثل آرثر جفري لإثبات أن القرآن أصله مسيحي سرياني تجده يحاول أن يربط بين كلمة ( فرقان ) وكلمة ( بركانا ) السيريانية .
الكلمة السريانية معناها ( الخلاص ) حسب المفهوم المسيحي للكلمة ( الخلاص من الخطيئة الأصلية ) .
ولكن واجهته مشكلة وهي أن السياق لكلمة ( فرقان ) الواردة في القرآن أكثر من مرة لا يتماشى مع الكلمة السريانية بإستثناء آية واحدة وهي آية سورة الانفال التي شرحناها منذ قليل والتي من الممكن تحويرها لتتماشي مع معنى ( الخلاص في المسيحية ) .
لذلك عمد إلى نفخ بعض الصوف في العيون ليوهمنا أن كلمة ( الفرقان ) الواردة في القرآن أكثر من مرة غامضة المعنى وأصلها ليس الجذر العربي ( فرق ) وعلى المسلمين أن يبحثوا لها عن معنى جديد .
ابن وراق لأنه ينقل كالببغاء قال نفس الشيء ووراءه د . كامل النجار خطوة بخطوة .
يقول د . كامل النجار :-
اقتباسوهناك كلمة أخرى لم تكن معروفة للعرب قيل نزول القرآن، ألا وهي " كلالة". ففي سورة النساء، ألآية 4: " وإن كان رجلٌ يورث كلالةً ام إمرأة". وسئل ابو بكر الصديق عن كلمة كلالة فقال: أقول فيها برائي فإن يكن صواباً فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله بريئان منه، الكلالة من لا ولد له ولا والد. وقال القرطبي في تفسيره: الكلالة مشتقة من الاكليل وهو الذي يحيط بالرأس من جوانبه والمراد هنا من يرثه من حواشيه لا أصوله ولا فروعه. وهذا بلا شك تخمين وليس هناك أي دليل أن كلمة كلالة مشتقة من إكليل. وقد أورد الطبري 27 معنى للكلالة مما يدل على انهم لا يعرفون معناها .
مرة أخرى نقول للدكتور كامل أن حذر الصحابة في الإدلاء برأيهم في القرآن هو دليل ورع وتقوى وليس جهلا بالمعنى المعجمي للكلمة .
وهذا هو معنى قول أبو بكر رضي الله عنه برغم أنه ذكر المعنى الصحيح للكلمة .
أما وجود أكثر من مدلول للكلمة حسب السياق وثقافة المفسر وبيئته فهذا شيء طبيعي يعرفه من له أدنى معرفة بعلوم اللغويات .
بالله عليكم هل عندما يورد الطبري 27 مدلول للكلمة ( وليس معنى ) فهو دليل لجهله بالكلمة أم إستعراض لثقافته الواسعة والتوظيفات المتعددة للكلمة؟؟! .
يقول د . كامل :-
اقتباسويقدر مونتجمري واط أن هناك حوالي سبعين كلمة غير عربية أُستعملت في القرآن، حوالي نصف هذه الكلمات مقتبسة من الكلمات التي كانت مستعملة في الديانة المسيحية، وخاصة اللغة السريانية والاثيوبية، وحوالي خمسة وعشرون كلمة من اللغة العبرية والارامية وكلمات بسيطة من الفارسية .
لقت لغة القرآن اهتماما مبالغا من الغربيين مع بداية القرن العشرين .
- ( ألفونس منجانا ) كان يحاول أن يثبت الأصل المسيحي للقرآن بالقول أن الرسول استخدم كلمات سريانية وآرامية كثيرة في القرآن وخلطها بالعربية وأخرج لأتباعه ما يسمى بالقرآن . ثم ذهب أبعد من ذلك بالقول أنه وقت الرسول كانت السريانية أوالآرامية هي اللغة السائدة في مكة والمدينة وليست العربية .
- مارجليوث في دراسته ( أصول الشعر العربي )
إفترض أن كل الشعر الجاهلي الذي وصلنا اليوم تم تزويره في العصر الأموي ولا يجب أن نقارن بينه وبين لغة القرآن لأنه أصلا تم تأليفه ليحاكي لغة القرآن , ونفس الشيء قاله د . طه حسين في كتابه ( في الشعر الجاهلى ) .
- ( آرثر جفري ) الذي ألف كتابا عن الالفاظ الغريبة في القرآن قال أن هناك 75 لفظا في القرآن لا يوجد دليل مكتوب على استعمال هذه الالفاظ بين العرب في الفترة قبل الاسلام وان كان لا ينفي احتمال تدوال هذه الكلمات بين العرب بشكل شفهي وقال أن هذه الالفاظ من المحتمل ان يكون العرب استعاروها من اللغات السيريانية والارامية والاثيوبية ( وهو ليس قول مونتجمري وات كما يقول د . كامل النجار ) بل يرجعه وات لجيفري بدون أن يعلق عليه .
كتاب وات - بيل تجده في رابط رقم (2) .
هناك من رفض طبعا هذا الكلام مثل ( رابين ) الذي قال أن اللفظ القرآني هو لفظ عربي صافي وهو يقصد بالعربية الصحراء العربية وليس مكة أو قريش . أي ان القرآن هو مزيج من لهجات القبائل العربية عامة وإن كان يطغى عليه لغة قريش .
قول ( منجانا ) تم إحياؤه من جديد عن طريق كريستوف لوزنبرج ( نشرت له مجلات النيويورك تايمز والجارديان والنيوزويك ترجمة لأجزاء من كتابه القراءة السيريوآرامية للقرآن ) الذي أصر على أن مكة لم تكن تتكلم العربية بل السيريانية وذهب يفسر القرآن بطريقته الخاصة بعد تجريد الكلمات من حروف العلة و التنقيط والبحث في المعاجم السيريانية .
ترجمة لجزء من مقال لوزنبرج على رابط رقم (3) .
قبل أن نبدأ النقاش حول ما يقوله لوزنبرج ومنجانا أحب أن نتوقف عند بعض النقاط :-
- رغم أنه ليس محسوما أي اللغات ظهر قبل الآخر وما مدى التأثير بين اللغات وبعضها البعض إلا أنك تجد هؤلاء المستشرقين يتحدثون بكل ثقة ويذهبوا يطبخون ويقلبون لذلك ترى أعمالهم في النهاية تخرج في صورة أقرب لأعمال الهواة كما حدث مع السيد ( لوزنبرج ) .
- أوائل المسلمين كانوا يعرفون أن هناك كلمات في القرآن كانت مستعملة في اللغات الأخرى أيضا ولكن من أخذ من الآخر؟ يبدو كسؤال ساذج لأن اللغات تتطور وتتداخل كلماتها . فحتى لو كانت بعض الكلمات ظهرت في الآرامية مثلا قبل العربية فهذا لا يعني أنها ليست عربية ولا ينفي أنها كانت متداولة على لسان العرب قبل القرآن فلا يوجد قانون كان يمنع العرب قبل الإسلام من إستخدامها إلا بتصريح من الأخوة الآراميين !
- قول مرجليوث والدكتور طه حسين تم رفضه منذ مدة طويلة وكل الدراسات الجديدة على العربية الكلاسيكية ( نسميها الفصحى ) تعتمد على مصدرين هما الشعر الجاهلي والقرآن :-
رابط رقم (4) .
كذلك تجد السيد ( أ . ج . أربري ) قد فند هذه الآراء منذ فترة طويلة .
هنا تقرأ كتابه ( القصائد السبع :- الفصل الأول من الأدب العربي ) .
رابط رقم (5) & (6) .
- هناك فارق بين كلمة ( لسان عربي ) كما يقول القرآن وكلمة ( لغة عربية ) كما يقول اللغويون فكلمة ( لسان عربي ) أي الكلام المتداول على لسان العرب أيا كان أصله وجذوره ، أما كلمة ( لغة ) فهي تجرنا إلى متاهات منشأ اللغات وجذور الكلمات وكلها أمور وضعية غير محسومة .
- كون المفسرين كانوا يختلفون حول بعض الكلمات فليس معناه عدم معرفتهم بالمعنى المعجمي للفظ ولكن الإختلاف حول (مدلول اللفظ ) فاللفظة القرآنية تخضع إلى ثلاث حالات :-
مفهومها في ذاتها . -
مفهومها حين تتداول عليها حركات الإعراب .
- مفهومها حين تأخذ مكاناً خاصاً في الكلام وضمن السياق .
فلابد أن نعرف أنك حين تقوم بالتأليف فالمعني موجود والبحث يكون عن اللفظ ( المعنى يسبق اللفظ ) أما أثناء القراءة والتفسير فالعكس يحدث ( اللفظ يسبق المعنى ) لذلك كان الجميع يجتهد للبحث عن المدلول .
- النقطة الاخيرة قبل أن نبدأ نقاشنا حول ما يقوله لوزنبرج هي أن تمسكنا بالأصل العربي للقرآن ليس عنصرية فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ولكن لأن هذه هي الحقيقة.. أما الإلتواءات والتلفيقات الإستشراقية لإثبات الأصل السيرياني للقرآن فهي أساليب غير نظيفة تخفي ورائها أهدافا خبيثة .
نبدأ من هنا :-
- السبب الرئيسي في اصرار البعض على الأصل السرياني للقرآن يتلخص في ما يقوله ألفونس منجانا في كتابه ( التأثير السرياني على لغة القرآن ) حيث يقول :-
( كان على مؤلف القرآن أن يواجه صعوبات شتى , فكيف يكيف كلمات وعبارات جديدة لأفكار ناشئة وبلغة لم تكن قد ترسخت أو خضعت للقومسة . فإما أن ينحت كلمات جديدة كثيرة أو يلجأ للحل الأسهل وهو اقتباس كلمات يفهمها الجميع من لغة كنسية ودينية كان أتبعاها منتشرين في كل مكان ما بين الكنائس والأديرة ) .
ثم يواصل بعد قليل :-
.( وهذه اللغة كانت السريانية بدون أدنى شك )
كما تلاحظون فإن منجانا كان يظن أن السريانية كانت منتشرة في منطقة مكة وما يجاورها .
لوزنبرج يسير على نفس خطى منجانا فهو أيضا يفترض أن مكة كان تتحدث الآرامية السريانية .
لوزنبرج يقول :-
( في وقت نزول القرآن لم يكن هناك وجود للأبجدية العربية المكتوبة مما يؤكد لنا أن الآرامية فيما بين القرنين الرابع والسابع الميلادي لم تكن فقط لغة التواصل المكتوبة الوحيدة بل اللغة الصريحة الوحيدة لهذه المنطقة في غرب آسيا ) .
كما قلنا من قبل أن مسألة وجود كلمات مشتركة بين العربية ولغات أخرى في القرآن هو أمر ليس غريبا فالله هو خالق اللغات جميعا ومن الطبيعي أن يحدث تأثير للغة على أخرى فاللغتان العربية والسريانية قريبتان من بعضهما جدا وفي الغالب كانوا لغة واحدة .
ولكن المشكلة أن لوزنبرج لا يقول ان القرآن فيه بعض كلمات مشتركة ولكن يقول أن القرآن كله عبارة عن خليط من كلمات ( هجين ) خليط من عربية و سريانية .
لذلك تجده يجرد المفردة القرآنية من حروف العلة والتنقيط ويحاول نطقها بشكل مختلف بإعادة وضع حروف علة أو تنقيط في مواضع أخرى حتى يصل إلى نطق يشبه كلمة سريانية مقابلة .
ثم يبحث عن معنى المفردة السيريانية الجديدة التي أخترعها في المعاجم السريانية فيخرج بمعنى جديد تماما للمفردة القرآنية ثم يرجع بظهره للوراء ويبتسم ابتسامة العباقرة .
دراسة لوزنبرج رغم طرافتها إلا أنها مبنية على إفتراض مسبق في ذهنه وهو طالما أن المفسرين مختلفون حول كلمة في القرآن فلابد أن يكون لهذه الكلمة جذر سرياني .
وكما قلت من قبل فالمفردة القرآنية ليست قاصرة على معناها المعجمي لذلك فمعظم الإختلاف يكون حول مدلول الكلمة وليس المعنى المعجمي .
الرجل يتعامل مع القرآن وكأنه يحل شفرة غير مفهومة ليخرج في النهاية بقرآن جديد .
لوزنبرج يفعل ذلك حتي مع الكلمات العربية الشهيرة جدا بشكل أقرب إلى الهوس !
ما يجعلنا نقول أن قراءة لوزنبرج للقرآن هي قراءة خيالية هو الآتي :-
أولا :- وقت الإسلام لم يكن للسريانية أي وجود في مكة أو منطقة الحجاز بصفة عامة بل كانت منحصرة في منطقة إديسا ( Edessa ) جنوب تركيا . وبخصوص التنقيب عن النقوش السريانية فلا يوجد لها أثر بدءا من جنوب دمشق باستثناء بعض الكتابات الخاصة بالحجاج .
البروفيسور / جون هيلي بقسم الدراسات الشرق أوسطية بجامعة مانشستر له مجموعة من المقالات والكتب تؤكد ذلك :-
(The Old Syriac In******ions of Edessa and Osrhoene 1999 by Prof. John Healey )
ثانيا :-هناك مخطوطات مكتوبة بالأبجدية العربية قبل ظهور الإسلام أشهرهم الآتي :-
1- مخطوطة راكش :- تقدر بعام 267 ميلاديا .
2- مخطوطة جبل الرام :- تقدر منذ القرن الرابع الميلادي .
3- مخطوطة أم الجمال :- و الكتابة فيها قريبة جدا من الخط العربي التقليدي .
ومخطوطات أخرى غيرهم .
ثالثا :-
أول قاموس سرياني مرتب أبجديا كتبه ( حنين ابن اسحق )عام 873 ميلاديا ولم يكن دقيقا تماما .
تبعه (عيشو بن علي ) تلميذ ( حنين ) بقاموس آخر سرياني عربي .
أما أشهر قاموس سرياني كتبه ( بار بهلول ) في القرن العاشر الميلادي وهو قاموس عربي سرياني أشبه بموسوعة كاملة .
السؤال الآن :-
علام يعتمد السيد ( لوزنبرج ) في بحثه لإثبات أسبقية اللغة السريانية كلغة للقرآن على اللغة العربية ؟
المفاجأة أنه يعتمد على معاجم ( بيان سميث ) و ( بروكلمان ) الذين بدورهم يعتمدان على معجم (عيشو بن علي ) ومعجم ( بار بهلول ) .
وعندما نعرف أن المعجمين الاخيرين تم كتابتهم بعد الإسلام ب 250 عاما وقد سبقهم الخليل بن أحمد في تاليف أول معجم عربي ب 100 عام فوقتها نشعر بالدهشة مما يفعله الرجل !!
أليس ما يفعله السيد ( لوزنبرج ) بأن يفك شفرة القرآن من معاجم كتبت بعد القرآن ب250 عام يمثل نوع من العبث بعقول البسطاء ؟!
بالنسبة لقواعد السريانية الكتابية فهناك مخطوطات تشير أن أول عمل منظم بشأنها كان بواسطة ( يعقوب الاديسا ) وطبعا وصلنا منه أجزاء صغيرة ولكن القواعد الأصلية للسيريانية المكتوبة لا نعرف عنها الكثير .
يقول الدكتور فريستيغ :-
(لسوء الحظ لا نعلم الكثير عن أصول الكتابة والنحو في السيريانية الأولى .
معظم ما وصلنا عنها لاحقا كان بعد أن تأثرت بقواعد اللغة العربية الأمر الذي يجعلنا نقول أن معظم قواعد اللغة والكتابات السيريانية والعبرية التي بين أيدينا الآن مقتبسة من اللغة العربية ! )
( prof. dr. Kees Versteegh )
Arabic grammar and Qur'anic exegesis in early Islam (Leiden, 1993)
و يقول أبي الفرج الملقب ب ( ابن العبري ) : - أن السريانية تفرعت إلى فروع كثيرة جدا بسبب تفرق التاس بين بلاد متباعدة مما خلق بونا شاسعا بين لهجة و أخرى .
لذلك فمن حقنا أن نسأل :- هل ما يقوم به البعض من دراسات على القرآن هو لأهداف علمية محايدة أم تحت قاعدة ( لماذا لا أعبث مع العابثين ) ؟!
يقول د . كامل :-
اقتباسفمثلاُ في سورة طه، ألآية 15 " إن الساعة آتيةٌ أكاد أخفيها"، وهي أصلاً مخفية ولا يعلم أحد متى تأتى، فالقرآن هنا لا بد انه قصد " أظهرها" بدل أخفيها. وقد قال القرطبي في تفسير هذه ألآية:( آيةٌ مشكلة. فروى سعيد بن جبير " أكاد أخفيها" بفتح الهمزة، قال: أظهرها. وقال الفراء: معناها أظهرها، من خفيت الشئ أخفيه إذا أظهرته. وقال بعض النحوين يجوز أن يكون " أخفيها" بضم الهمزة معناها أظهرها.) ويتضح هنا أن النحويين أنفسهم وجدوا مشقة في تفسير هذه ألآية، فكيف بعامة الناس؟
كما قلت من قبل أن الإختلاف حول كلمة أو عبارة في القرآن هو اختلاف في المدلول أما المعنى فقد وصلهم جميعا إجمالا .
أنت عندما تكتب أو تؤلف تفسيرا فإنك تبحث عن لفظ مناسب ينقل المدلول أو المعنى الذي فهمته من الآيات ومن هنا كانت تأتي معاناة المفسرين .
أما لو كنت مجرد قاريء فقد وصلك المعنى وشعرت به إجمالا ولست في حاجة لنقله لأحد .
كما نعرف جميعا فالفكرة أوسع من الكلمة وأكثر ثراءا والبراعة هي أن تأتي بكلمة تحمل كل الفكرة أو المعنى وهذا ما يفعله القرآن ولا يجب أن ننتظر من المفسرين أو غيرهم أن يفعلوا الشيء ذاته فهذا ليس في مقدورهم .
لو نظرنا لتعبير ( أكاد أخفيها ) :-
لا أجد أفضل من القرآن نفسه ليعبر عن المراد منه في سورة المعارج :-
- ( إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً - وَنَرَاهُ قَرِيباً ) .
وأظن أن هذا يكفي للتوضيح .
يقول د . كامل :-
اقتباسوفي بعض الاحيان يعكس القرآن الاشياء المألوفة للناس، فمثلاً في سورة البينة، ألايتين أثنين وثلاثة نجد: "رسول من الله يتلوا صحفاً مطهرة، فيها كُتبٌ قيمة". والمعروف لدى كل الناس أن الكتب تحتوي على الصحف، وليس العكس كما جاء في القرآن. ولكن دعنا نقرأ ما كتب القرطبي في تفسيره لهذه ألآية: ( الكتب هنا بمعنى الاحكام، فقد قال الله عز وجل " كَتَبَ الله لأغلبن . بمعنى حكم. وقال " والله لأقضين بينكما بكتاب الله" ثم قضى بالرجم، وليس الرجم مسطوراً في الكتاب. فالمعنى لأقضين بينكما بحكم الله. وقيل الكُتب القيمة هي القرآن، وجعله كُتباً لانه يشتمل على أنواع من البيان.)
فهل اقتنع القارئ بهذا التفسير؟ أنا لم أقتنع. فالقرطبي كغيره من المفسرين راح يدور في حلقة مفرغة في محاولة منه للخروج من هذه المعضلة التي جعلت الصحف تحتوي على الكتب، وليس العكس.
يقع د . كامل في أخطاء كثيرة لأنه ينقل عن ناس كتبوا ما كتبوا عن القرآن للمشاكسة والتشويش وليس من أجل الحق .
د . كامل يرى أن ( الصحف ) تكون في ( الكتب ) وليس العكس .
رغم أن أي مسلم يعرف أن القرآن لم يسمى ( مصحفا ) إلا بعد أن طبع على ورق وأصبح مجلدا .
وقبل ذلك و طوال فترة نزوله كان يسمى ( كتاب ) أي كلام يتلى :-
( ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ) .
المعنى المتداول حاليا لكلمة ( كتاب ) بمعنى مجموعة من الأوراق أو مجلد هو معنى مستحدث وغير صحيح كالكثير من الكلمات الأخرى التي تستخدم في غير مكانها .
بالمناسبة لفظ ( قرأ ) أيضا ليس معناه قراءة كلمات مكتوبة على ورق ولكن معناه تلاوة أو ترتيل كلمات سواء بترديدها وراء شخص أو ترديدها من الذاكرة .
يقول د . كامل :-
اقتباسوقد لاحظ هذا جماعة من المعتزلة في صدر الاسلام، منهم ابراهيم النظام الذي قال ان ترتيب القرآن ولغته ليس فيهما اى اعجاز. وقد دافع عن هذا الرأي الكاتب والقاضي الاندلسي ابو محمد علي بن احمد بن حازم في كتابه " الملل والنحل" وكذلك ابو الحسين عبد الرحمن بن محمد الخياط من المعتزلة .
الموضوع ليس كما يقول د . كامل فهو يخلط الأمور كثيرا !
في تفسير العرب لمعنى الإعجاز في القرآن فسر جماعة من المعتزلة ومنهم النظام معنى الإعجاز ب ( الصرفة ) ومعناها أن الله أعجز البشر وصرفهم عن معارضة القرآن وسلبهم القدرة على الإتيان بمثله .
قول النظام هذا ليس صحيح وعارضه الجميع ومنهم باقي أئمة المعتزلة مثل الإمام (عبد الجبار) .
عبد الجبار في كتابه ( المغني ) يضع تعريفا آخر للصرفة وهو أن محاولة البشر الإتيان بمثيل للقرآن لم تنجح ( إنصرفت ) لإستحالة تقليد القرآن .
ولكن لابد أن نقول أن النظام بقوله هذا يعترف بإعجاز القرآن ويعترف أيضا أنه فوق مستوى البشر وليس كما يقول د .كامل النجار .
لاحظوا أن النظام كان يفسر ماهية الإعجاز فكيف يقول د . كامل أنه كان ينكر الإعجاز ؟!
قد تكون نظرية الصرفة هذه تناسب موقف المعتزلة من قضية خلق القرآن ولكن سواء كان هناك اعجاز أو تعجيز فالأمر سيان .
فهناك شيء خارق للعادة فوق مستوى البشر وهو المهم .
شيء أخير أقوله في النهاية بخصوص بلاغة القرآن :-
شاع بين الناس أن ( توماس كارليل ) صاحب كتاب ( الأبطال وعبادة البطولة ) وصف القرآن بأوصاف غير لائقة مثل (كتاب ممل مضطرب فج ركيك غباء لا يحتمل ) .
ولكن الحقيقة أن السيد كارليل كان لا يصف القرآن بل كان يصف ترجمة ( جورج سال ) للقرآن وليس القرآن نفسه . الكتاب موجود على مشروع جوتنبرج رابط رقم (7) .
Thomas Carlyle, Heroes and Hero Worship
أقتبس لكم عبارته التي أساء البعض استخدامها :-
We also can read the Koran; our Translation of it, by Sale, is known to be a very fair one. I must say, it is as toilsome reading as I ever undertook. A wearisome confused jumble, crude, incondite; endless iterations, long-windedness, entanglement; most crude, incondite;–insupportable stupidity, in short !
الكثيرين أساءوا إستخدام هذه الفقرة عن كارليل لإسكات المسلمين عند استشهادهم بكتابه قي مكانة النبي محمد كأعظم شخصية في التاريخ .
وهذا تسبب طبعا في تشويه سمعة الرجل بدون ذنب .
لذلك أحببت أن أوضح ذلك لأن الرجل في باقي كتابه يشيد كثيرا بالقرآن .
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
الروابط : ــ
(1)http://arabworld.nitle.org/texts.php...=17&sequence=3
(2) http://www.truthnet.org/Islam/Watt/
(3) http://www.metransparent.com/texts/l..._the_koran.htm
(4) http://arabworld.nitle.org/texts.php...=17&sequence=1
(5)http://www.worldcatlibraries.org/wcp...0460aab31.html
(6) http://umcc.ais.org/~maftab/ip/pdf/bktxt/odes.pdf
(7)http://www.gutenberg.org/etext/1091
التعديل الأخير تم بواسطة الأندلسى ; 16-08-2006 الساعة 12:27 AM
رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ
سيتكلم د . كامل بعد ذلك عن الأخطاء النحوية في القرآن .
موضوع الأخطاء النحوية المزعومة لا يستحق الرد في الحقيقة .
فالدكتور كامل يعرف أن قواعد علم النحو وضعت بعد القرآن .
والدكتور كامل يعرف أيضا أن العرب الذي تحداهم القرآن كانوا بارعين ومهرة ولم يكونوا ليتركوا شيئا كهذا يمر بدون حملة تشنيع .
فمن يقول بوجود اخطاء نحوية في القرآن كمن يقول بوجود أخطاء قانونية في مادة القانون .
الأخوة المسلمون كتبوا ردودا كثيرة .
لن أقول جديدا في هذا الأمر لذلك لن أعلق عليه (1).
=-=-=-=-=-=-=-==-=-=-=-=-=-=-=
(1) بالفعل كما قال الأخ نيقولا فهذا الموضوع قد قُتِلَ بحثاً إن جاز التعبير .... وللاستزادة حول هذا الموضوع يرجى مراجعة الروابط التالية .
القرآن والنحو .. وحقائق غائبة
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=4510
الرد على الأخطاء اللغوية المزعومة حول القرآن الكريم
https://www.ebnmaryam.com/Lang-mistakes.htm
التعديل الأخير تم بواسطة الأندلسى ; 16-08-2006 الساعة 08:34 AM
رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ
السحر في القرآن
سأمر سريعا على موضوع السحر والقصص في القرآن .
يقول د . كامل :-
اقتباسفي سورة الناس نجد:
1- " قل اعوذ برب الناس"
2- "ملك الناس"
3- "إله الناس"
4- "من شر الوسواس الخناس"
5- " الذي يوسوس في صدور الناس"
6- "من الجنة والناس "
وهاهو الرسول مرة اخرى يستعيذ من شر الوسواس الخناس، سواء أكان من الجن او الانس. وهذا كذلك اعتراف بالسحر ومقدرة الجن والانس ان يلقوا الضرر بالمسلم عن طريق الوسوسة في صدره. وهذا منتهى الايمان بالغيبيات ومنها السحر.
وهاهو القرآن في سورة البقرة الآية 102 يحدثنا عن جن سليمان والسحر وهاروت وماروت: " يعلّمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ...... وما هم بضارين به من احد الا بأذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم". فهاهم السحرة، مرة اخرى، يضرون الناس باذن الله. فاذا كان السحرة بمقدورهم ضرر الناس بتعاويذهم، فعلى الناس حماية انفسهم من هذا الضرر بتعاويذ مضادة لتعاويذ الساحر وبتعليق التمائم والرقي على اعناقهم .
د . كامل يعترف في البداية أن الإسلام يحرم السحر ولكن لأنه يعيش حالة من الإزدواجية بين ما يعرفه عن الإسلام وبين ما يقرأه ويود نقله فيعود ويقول :-
(وهاهو الرسول مرة اخرى يستعيذ من شر الوسواس الخناس، سواء أكان من الجن او الانس. وهذا كذلك اعتراف بالسحر ومقدرة الجن والانس ان يلقوا الضرر بالمسلم ) :-
ونحن نقول له أن الإستعاذة بالله هي دعاء إسلامي ليس مرتبطا بموضوع السحر فقط .
فالمسلم يستعيذ بالله من الجهل :-
( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِين ) .
والمسلم يستعيذ بالله من السفسطة والجدال بلا معنى :-
( َ إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) .
ويستعيذ بالله مما ليس له به علم :-
( قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ) .
الإستعاذة هي دعاء يا دكتور وليست تميمة أو شعوذة .
يقول د . كامل :-
اقتباسلغة القرآن نفسها فيها شئ من السحر والطلاسم، فبعض السور تبتدئ بحروف ليس لها اي معنى معروف، فهي كالرموز التي تُستعمل في الشفرة. فهناك خمسة سور تبتدئ ب " الف، لام، ر" وسورة واحدة، سورة الرعد، تبتدئ ب " الف، لام، ميم، ر" وسورة مريم تبتدئ ب " كاف، هاء، ياء، عين، صاد"، وسورتين بدايتهما " طاء، سين، ميم" وسورة النمل، بينهما، تبتدئ ب " طاء، سين"، وستة سور تبتدئ ب " حاء، ميم"، وسورة الشورى تبتدي ب " حاء، ميم، عين، سين، قاف". وسورة الاعراف تبتدئ ب " الف، لام، ميم، صاد" وهناك سور تبتدئ بحرف واحد مثل سورة قاف و سورة ص، وبعض السور تبتدئ بحرفين مثل طه ويس. وباختصار هناك تسع وعشرون سورة تبتدئ بالغاز لا يفهم معناها احد.
وقد ذهب بعض المستشرقين ( هيرشفيلد) الى القول بانها الحروف الاولى من اسماء اشخاص ساعدوا زيد بن ثابت في كتابة القرآن، وذهب آخرون الى انها محاولة للايعاز للعرب الذين كانوا وما زالوا يؤمنون بالسحر وبالكهان الذين كانوا يستعملون الالغاز في طلاسمهم، بأن القرآن ليس من عند محمد بدليل ان فيه الغاز لا يفهمها حتى محمد نفسه. وعلى كل حال، هذه الالغاز لا تخدم غرضاً منطقياً اذ ان القرآن نزل ليوصل للناس رسالة معينة، ونزل بلسانهم، فما الفائدة من انزال رموز لا يفهمها الناس المخاطبون بها ؟
الحروف المقطعة في بداية السور وإن كانت لا تشكل كلمات مفهومة إلا أنها تثير بعض المعاني في النفس بوقعها الصوتي فقط .
وهل الموسيقى تعتبر كلمات مفهومة ؟!
فبنفس منطقه بإمكاني أن أقول أن الموسيقى تعتبر سحر وطلاسم وشعوذات . أليس كذلك ؟
الوقع الصوتي للحروف المقطعة في بداية السور وإن كنا لا نعرف لها معنى من ناحية المنطق إلا أننا نعرف لها معنى من ناحية الشعور والعاطفة .
المعاني ليست مرتبطة بالفكر فقط فلها أيضا إمتداد للعاطفة .
بخصوص قول ( هيرشفيلد ) أن هذه المقاطع هي الحروف الأولى من أسماء أشخاص ساعدوا ( زيد بن ثابت ) في جمع القرآن , فهذا يحتاج دليلا بالتأكيد .
وطالما الرجل لم يبذل أي مجهود لإثبات ما يقول , فلماذا نشغل أنفسنا بتفنيد إدعاءات بدون دليل ؟!
ولكن سأذكَره بشيء بسيط هو :- لماذا لم يظهر هؤلاء الأشخاص ليدَعوا ذلك ؟!
هل كانوا من النوع الخجول ؟!
يقول د . كامل :-
اقتباسوالسؤال الذي يطرأ على الذهن هو: لماذا احتاج الله ان يقسم لعبيده، وكلنا عبيد الله. وهل يحتاج السيد لان يقسم لعبيده ليصدقوه؟ وفي رأيي ان القرآن، مرة اخرى، يحاول ان يجاري الجاهليين في عاداتهم، ومنها القسم المتكرر. فالجاهليون كانوا مولعين بالقسم في كلامهم، فكانوا دائماُ يقولون: تالله لافعلن هذا، ووالله لاضربن عنقك، وهكذا.
وكل اشكال القسم في القرآن ادخلت المفسرين في مأزق عندما حاولوا تفسيرها، فأغلبها يبتدئ ب "لا": " لا اقسم بيوم القيامة" و " لا اقسم بالشفق" و" ولا أقسم بالخنس". فالمفسرون قالوا ان " لا" زائدة، واراد الله ان يقول: " اقسم بيوم القيامة". وهذا خطأ لان الله ما كان ليحتاج ان يدخل "لا" زائدة في كل مرة يقسم فيها. لو حصلت مرةً واحدة لفهمناها، أما ان تحدث في كل مرة يقسم فيها فأمرٌ غير مستساغ. ولو تنبه المفسرون الى ان في الفترة التي جُمع فيها القرآن، لم تكن هناك علامات ترقيم في اللغة العربية، وان الآية كانت : " لأقسم" واللام هنا للتاكيد، مثل ان نقول " لأفعلن كذا"، ولكن لانها كُتبت بغير الهمزة على الالف، قُرئت " لا" فصارت لا اقسم بدل لأقسم.
قبل الإسلام كان هناك نوعين من القسم في الخطاب العربي :-
- قسم الشعراء ( مثل :- لعمري – ورمحي – وفرسي ) :- وهذا النوع من القسم الذي كان منتشرا في الشعر العربي كان يهدف لتأكيد خطاب الشاعر .
- القسم الآخر كان ( قسم الكهان ) :- الكاهن كان يقسم بأشياء غامضة لا علاقة لها بالخطاب . وهو بذلك كان يلعب على الإيحاء النفسي للمستمع وإحاطة نفسه بجو من الغموض .
كل المستشرقين تقريبا الذين تعاملوا مع القسم في القرآن صنفوه ضمن النوع الثاني ( قسم الكهان ) .
المستشرقين بهذا كانوا يتجاهلون آيات واضحة في القرآن تعارض قولهم وهي :-
فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ ( الطور 29 ) .
وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ ( الحاقة 42 ) .
ما الذي يدعو الكاهن أن ينكر كونه كاهن ؟!
الكهانة لم تكن عيبا عند العرب .
أيضا الكاهن كان لا يدعو لعبادة الله الواحد الاحد .
هذا الاتهام تم توجيهه لكل الانبياء من قبل كما يقول القرآن وكأنهم يتوارثونه أو تأمرهم به أحلامهم فهو على ما يبدوا حيلة عقلية يلجأ إليها المكذب :-
( كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ - أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ) .
أجمل ما كتب عن القسم في القرآن هو كتاب الشيخ ( عبد الحميد الفراهي ) رحمه الله ( إمعان في اقسام القرآن ) .
الرجل تعامل مع موضوع القسم من منظور لغوي تاريخي ثم وصل إلى مدلول القسم في القرآن .
تلخيص ما قاله هو :-
القسم في المجتمعات كان دائما أداة لتأكيد العهود والمواثيق .
هذا النوع من التصديق على المعاهدات أخذ أشكال كثيرة منها المصافحة بالأيدي أو ذبح حيوان ونشر دمائه ( كما فعل موسى في سفر الخروج الإصحاح 24 كعلامة على عهد الرب مع بني إسرائيل ) .
هذه الأفعال كانت تتم أمام شهود وهذا هو صلب الموضوع كله .
لو نظرنا لأسلوب القسم في القرآن نجده يتكون من عنصرين :-
- المقسم به .
- المقسم عليه ( جواب القسم ) .
بين المقسم به وجواب القسم علاقة من نوع ما .
هذا العلاقة هي علاقة حجة أو دليل أو برهان أو شاهد .
بمعنى أن المقسم به يمثل برهانا أو شاهدا على المقسم عليه .
مثال :- ( والعصر – إن الإنسان لفي خسر – إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) :-
المقسم به هو :- العصر .
المقسم عليه أو جواب القسم هو : - إن الإنسان لفي خسر .
لو نظرنا سنرى أن أن كل القصص المذكورة عن العصور الماضية ( العصر ) تمثل شاهدا أو دليلا على أن الإنسان خاسر إلا الذين آمنوا .
أو بمعنى آخر أن مرور العمر هو الشاهد والدليل على أن الإنسان خاسر إلا الذين آمنوا .
مثال آخر :- ( والذاريات ذروا ) :-
جواب القسم هنا ( إنما توعدون لصادق ) .
فالرياح الشديدة والأعاصير هي الشاهد والدليل على أن الإنسان ( أي إنسان ) ليس في مأمن من الموت .
وعلى هذا فالقسم في القرآن هو أحد أدوات المنطق القرآنى وإن كنا لا ننكر دوره البلاغي .
ولكن بدون شك هناك قصور شديد في الدراسات المقدمة حول القسم في القرآن فمعظمها يغفل دوره كأحد أدوات المنطق في القرآن ويقتصر على الناحية البلاغية فقط .
نتمنى ألا يستمر ذلك إن شاء الله (1).
=-=-=-=-=-=-=-==-=-=-=-=-=-=-=
(1) بالنسبة لقول كامل النجار : ــ
ــ الأستاذ كامل النجار يعلم جيداً ... أن لا (زائدة) وهى تستعمل للتوكيد .... وكثير من شعراء العرب قد استعملوها فى أشعارهم ... مثل قول الشاعر : ــاقتباسوكل اشكال القسم في القرآن ادخلت المفسرين في مأزق عندما حاولوا تفسيرها، فأغلبها يبتدئ ب "لا": " لا اقسم بيوم القيامة" و " لا اقسم بالشفق" و" ولا أقسم بالخنس". فالمفسرون قالوا ان " لا" زائدة، واراد الله ان يقول: " اقسم بيوم القيامة". وهذا خطأ لان الله ما كان ليحتاج ان يدخل "لا" زائدة في كل مرة يقسم فيها. لو حصلت مرةً واحدة لفهمناها، أما ان تحدث في كل مرة يقسم فيها فأمرٌ غير مستساغ. ولو تنبه المفسرون الى ان في الفترة التي جُمع فيها القرآن، لم تكن هناك علامات ترقيم في اللغة العربية، وان الآية كانت : " لأقسم" واللام هنا للتاكيد، مثل ان نقول " لأفعلن كذا"، ولكن لانها كُتبت بغير الهمزة على الالف، قُرئت " لا" فصارت لا اقسم بدل لأقسم
تذكرت ليلى فاعترتني صبابة *** وكاد صميم القلب لا يتصدع
والمعنى أى يتصدع ...
لا وأبيك ابنة العامري *** لا يدعي القوم أني أفر
ــ بالنسبة لما يقوله الأستاذ من أن أصل (لا أقسم) أصلها لأقسم ... وأنه نظراً لغياب علامات الترقيم فى ذلك الوقت فقد تطور النص من (لأقسم) إلى (لا أقسم) !!!!
أقول للأستاذ أبوجهل النجار :ــ
1 ــ وهل تم ذلك فى جميع آيات القرآن التى تبتدىء بنفس الصيغة للقسم مثل: ــ
فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ــ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ ــ فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ ــ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ــ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ــ َلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ــ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ )
هل حدث الخطأ فى كل هذه الآيات وعدلت من (لأقسم) إلى (لا أقسم) دون أن يلحظ ذلك أحد من حفظة القرآن من الصحابة والتابعين فى كل البلاد على مدار التاريخ ؟؟؟!!!
2 ــ نقطة أخرى تدل على الجهل الشديد لـ (كامل النجار) ... أنه لو كانت أصل عبارة(لا أقسم) هى (لأقسم) .. لوردت مقترنة بنون التوكيد وجوباً .. فتكون لأقسمنّ .. وليس لأقسم .. حيث أن الفعل وقع فى جواب القسم وقد جاء ( مثبتا مستقبلا متصلا بلام القسم) فكان اقتران نون التوكيد به واجباً . أما عدم اقتران الفعل (أقسم) بنون التوكيد فهذا دليل على عدم اقترانه بلام القسم أصلا (والتى افترض وجودها الأستاذ النجار) !!
3 ــ بعد أن وصل الهوس بهذا الدكتور (ولا أعلم أى دكتوراة تلك التى حصل عليها) بأن يضرب بكل علوم وقواعد اللغة عرض الحائط من أجل أن يأتينا بهذا الاكتشاف العجيب .. وأنه ( لا يوجد ما يسمى ب(لا الزائدة) فى القرآن وأن أصلها كان لام للقسم جاءت بعدها !!!!
ــ وفقاً لهذه النتيجة هل يستطيع الدكتور الجهبذ أن يقول لنا عن سبب وجود لا (الزائدة) فى هذه الآية الكريمة:
{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }
ــ ترى كيف سيفسر وجود (لا الزائدة) هنا ... وماذا كان أصل العبارة قبل أن تتطور ؟؟؟؟!!!
ــ شىء يدعو للشفقة حقيقةً على حال الدكتور وأمثاله!!!
رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ
قصص القرآن
يقول د . كامل :-
اقتباسولو افترضنا ان الحوت ابتلع يونس كاملاً، فاين وجد يونس الهواء ليتنفس ويعيش اياماً في بطن الحوت دون ان تهضمه العصارات الهاضمه في معدة وامعاء الحوت. والمشكلة الثانية ان القرآن يقول لولا ان كان يونس من المسبحين لظل في بطن الحوت الى يوم يبعثون . وهذا يقتضي ان يعيش الحوت ألاف او ملايين السنين، الى ان يُبعث الناس. والا فلو مات الحوت، مات يونس معه. فهل يُعقل ان يعيش الحوت الاف السنين؟ ولو افترضنا أن يونس، بمعجزة إلهية، قدر أن يتنفس في بطن الحوت لمدة ثلاثة أيام ولياليها، ما الفائدة من وراء هذه القصة؟ هل الغرض منها إقناعنا بأن الله قادر أن يصنع المعجزات وقد روى لنا القرآن عدة معجزات أخرى قام بها موسى وعيسى وغيرهم؟ أم الغرض منها شئ آخر يخفى علينا ؟
أولا يسأل :- كيف نجي يونس من العصارات الهاضمة ؟
نقول أن ( إلتقمه ) لا تعنى أنه وصل لمعدته .
ولو حدث فهذه حالات إستثنائية وليست قاعدة .
تماما مثلما اصبحت النار بردا وسلاما على ابراهيم .
وتماما مثلما يسقط إنسان من الدور العاشر ويظل حيا .
موضوع معجزات الأنبياء لا يتم طرحه هكذا .
بل إثباته نابع من إدراك لوجود خالق لهذا الكون .
ومن صفات هذا الخالق أنه على كل شيء قدير .
ولكن الفارق بين المؤمن بالله ومروجي الخرافات هو أن المؤمن بالله يدرك أن هذه الأمور حالات إستثنائية وليست قاعدة .
ودون هذه الحالات , فالكون محكوم بقوانين صارمة .
ثانيا :- يسأل عن معنى ( لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) :-
الآية لا تقول أن يونس و الحوت سيظلا أحياء إلى يوم القيامة .
الآية تقول أنه لولا لطف الله لمات يونس وأصبح الحوت قبرا له إلى يوم القيامة .
ثم يتساءل في النهاية :- ما فائدة هذه القصة ؟
القصة تشرح آية ( ..... وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) .
وهذه الأمور يلاحظها كل الناس في حياتهم وعلاقتهم مع الله .
وإن كان د . كامل لا يلاحظها فهذا شأنه .
يقول د . كامل :-
اقتباسوهذه الاية المذكورة في سورة يونس أعلاه يصعب فهمها لان " الا" اداة استثناء، فنقول مثلاً: آمن الناس كلهم الا ابو لهب. واذا طبّقنا هذا على الاية المذكورة، نجد " الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي". ويُفهم من هذا ان الذين آمنوا قبلهم لم يرفع عنهم عذاب الخزي ولم ينفعهم ايمانهم. ولكن الجزء الاول من الاية يقول: " فلولا قرية آمنت فنفعها ايمانها". و " لولا" حرف امتناع لوجود. فنقول مثلاً: لولا النيل لكانت مصرُ صحراءً". فوجود النيل منع مصر من ان تكون صحراء. وبالتالي فلولا قريةُ آمنت، لعذبها الله، ولكن وجود ايمانها منع عذابها. يعني نفعها ايمانها. فلا مجال للاستثناء هنا، لان القرية التي آمنت نفعها ايمانها وقوم يونس نفعهم ايمانهم.
هذه هي الآية التي لا يفهمها د . كامل :-
(فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ) ( يونس 98 ) .
كل القصص المذكور في القرآن عن الأنبياء السابقين حتى زمن نبي الله موسى نجده ينتهي بتكذيب القوم للنبي فينجي الله الانبياء ومن آمن معهم ويجعل الكافرين هم الأخسرون .
باستثناء حالة واحدة فقط في القرآن هم قوم يونس .
فإيمان قوم يونس أنجاهم من عذاب الخزي في الحياة الدنيا وهذا ما تقوله الآية باختصار .
فاستثناء قوم يونس ليس من ( القرى التي آمنت فنفعها إيمانها ) فهي الحالة الوحيدة عندنا .
ولكن إستثناءهم كان من باقي القرى عموما .
يقول الحافظ ابن كثير في تفسير الآية :-
(والغرض أنه لم توجد قرية آمنت بكمالها بنبيهم ممن سلف من القرى إلا قوم يونس، وهم أهل نينوى وما كان إيمانهم إلا تخوفاً من وصول العذاب الذي أنذرهم به رسولهم، بعد ما عاينوا أسبابه، وخرج رسولهم من بين أظهرهم فعندها جأروا إلى اللّه واستغاثوا به وتضرعوا له، واستكانوا، وأحضروا أطفالهم ودوابهم ومواشيهم، وسألوا اللّه تعالى أن يرفع عنهم العذاب الذي أنذرهم به نبيهم؛ فعندها رحمهم اللّه، وكشف عنهم العذاب ) .
يقول د . كامل :-
اقتباسومن القصص ما هو رتيب وليس فيه ما يفيد المسلمين. فخذ مثلاً موسى لما قال لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرةً. سورة البقرة الاية 67 وما بعدها." يقول له قومه ادعوا لنا ربك يبين لنا ما هي". اخبرهم انها " بقرة لا فارض ولا بكر، عواناً بين ذلك". فسألوه عن لونها، فقال: " صفراء فاقع لونها يسر الناظرين". فقالوا اسأله مرة اخرى لان البقر تشابه علينا، فقال انه يقول: " بقرة لا ذلول تثير الارض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها". قالوا الان جئت بالحق، فذبحوها. ماذا يستفيد الناس من مثل هذا القصص، ولماذا اصر الله على بقرة بعينها تُذبح له، ولماذا طلب ان تذبح له بقرة ؟ هل ارادهم ان يذبحوا له قرباناً كما كانوا يذبحون القربان للاصنام؟ وهل هناك أبقار صفر؟
د . كامل يقول ( لماذا أصر الله على بقرة بعينها تذبح له ؟ ) وهذا يعني لنا أنه لم يقرأ القصة أبدا !!
الآيات تقول :- (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً ) :- كلمة بقرة جاءت نكرة لعدم التحديد ولكن عادة التلكؤ والمماطلة الموجودة في البشر جعلتهم يطرحون مزيد من الأسئلة ليضيقوا الخناق على أنفسهم .
ثم يتساءل ( هل هناك بقرة صفراء ؟ ) :-
بالتأكيد يوجد أبقار صفراء .
أم تراه لم ير سوى الأبقار الدنماركي ؟!
يقول د . كامل :-
اقتباسولهذا نجد عدة اديان في هذا العالم الان لان الابناء يعبدون ما وجدوا آباءهم عليه، ويندر جداً ان يغير شخص دينه. وحتى لو فعل، ليس من المتوقع ان يطلب من ابويه ان يغيرا دينهما. وحتى لو طلب منهما ذلك يكون بامكانهما الرفض كما حدث عندما دعا ابراهيم اباه ان يترك عبادة الاصنام ويتبع دينه الجديد فرفض ان يترك عبادة اصنامه، وعندما طلب الرسول من عمه ابي طالب، وهو على فراش الموت، ان يسلم، رفض ابو طالب. فهل الخشية من ان يرهق الغلام والديه سبب كافي لقتله؟
ولماذا لم يقتل الله الابن الكافر الذي قال لوالديه أُف لكما، تخبراني اني سأخرج من القير وما هذه الا اساطير الاولين، واستغاث والداه بالله ولكن الله لم يقتله كما فعل نبي الله الخضر عندما خاف ان يُرهق الطفل والديه عندما يكبر: " والذي قال لوالديه أُفٍ لكما أتعدانني ان أُخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله، ويلك آمن ان وعد الله حق فيقول ما هذا الا اساطير الاولين" .
فهذا الغلام قال لوالديه المؤمنين ان دينكما أساطير الاولين، واستغاث والداه بالله ولم يقتله الله، فلماذا قتل نبي الله الخضر ذلك الغلام؟ وكما مر علينا في سورة لقمان عندما اوصى الله الانسان فقال: " وإن جاهداك على ان تُشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب اليّ". وهاهو الله يقول للانسان إن جاهدك ابواك على ان تُشرك بي فلا تطعهما. ونفس الشئ يمكن ان يُقال للابويين اذا جاهدهما ابنهما على ان يكفرا. فالقرآن هنا لم يقل للانسان اقتل من جاهدك على ان تُشرك بي، بل بالعكس قال له: " وصاحبهما في الدنيا معروفاً". فلا نرى عذراً لنبي الله الخضر في قتل الغلام.
واحدة من أهم القضايا المطروحة بين الناس هي قضية ( العدالة الإلهية ) .
هل هناك عدالة في هذه الحياة ؟
وما الذي نراه في نشرات الأخبار يوميا عن أطفال يموتون ومجاعات تجتاح بعض البلاد وزلازل تضرب أراضي كثيرة ؟
قصة موسى والخضر التي يراها الدكتور كامل سخيفة وغير مقنعة تضع إجابات على هذه الأسئلة بشكل قصصي بسيط .
القصة تلخص أن الإنسان رغم أنه لا يدرك سوى ما تحت قدميه ورغم أنه لا يرى سوى الحال إلا أنه دائما يتساءل عن المآل .
لو أنك فتحت كتابا ورأيت فيه حرفا واحدا فقط هو المقروء , فبأي حق تزعم أنك تستطيع شرح محتويات الكتاب ؟
الإنسان لا يدرك سوى حاله فقط , لحظته ومكانه ووعيه الشخصي . ولا يملك القدرة على تفسير مآل الأمور .
قد تمر يوما على عمال يقومون بهدم بناية ضخمة فتشعر بالضجر من التراب المنتشر والهواء المخنوق الملوث فتتسائل :- لماذا هذا العمل التخريبي ؟!
ولكنك لو رأيت مكان هذه البناية أصبح حديقة خضراء بعد مدة من الزمن لأدركت أنك كنت متسرعا ومغرورا في حكمك على الأمور .
وقد يدركك الموت بدون أن ترى الحديقة ولكن أحفادك يرونها فالكون ليس ملكك وحدك .
هذا بالضبط ما تقوله قصة النبي موسى والعبد الصالح .
د . كامل لا يفهم كل هذا وذهب يتشبث بالغلام الذي قتله العبد الصالح وهو يظن أن القرآن يأمر المسلمين بقتل الأولاد العصاة !!!
د . كامل لا يفهم أن هذا مثال نستخلص منه حكمة وليس حكما . إذا كانت هذه طريقته في فهم الأمور فهو في مأساة حقيقية .
يقول د . كامل :-
اقتباسوقصص احياء الموتى تتكرر في عدة سور في القرآن. فهاهو ابراهيم في سورة البقرة الآية 260 يسأل ربه فيقول: " وقال ابراهيم رب ارني كيف تحيي الموتي قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً ثم ادعهن يأتينك سعياً". وهاهم بنو اسرائيل لما قتلوا شخصاً قال لهم الله اضربوه بلسان البقرة التي ذبحوها لله، فأحيى الله الميت " فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يُحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون .
وفي سورة الكهف نرى ان الله امات اهل الكهف ثلاثمائة سنة او يزيد ثم احياهم وكلبهم . وكذلك يخبرنا في سورة البقرة الآية 259 " او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال انّى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه " ولم يأسن طعامه. ويخبرنا القرآن كذلك ان عيسى قد احيى الموتى. وكل هذه القصص لن تُقنع شخصاً لم ير هذه المعجزات بام عينه. فما فائدة هذا التكرار هنا؟ هل كان محمد يتوقع أن يؤمن عرب الجزيرة لأنه أخبرهم بهذه القصص وكررها لهم؟
نتفق مع د . كامل أن هذه المعجزات ليست حجة على من لم يرها بعينه .
أما عن الفائدة من تكرارها في القرآن فمن السهل معرفته لو أجابنا عن السؤال الشهير :- ما أصل الحياة ؟
هذا سؤال يتردد منذ آلاف السنين . وهو واحد من الأسئلة الكبرى .
لو د . كامل النجار يمتلك إجابة أخرى غير الموجودة في القرآن فوقتها ننحني له احتراما ونوافقه أن البشر ليسوا في حاجة لقراءة مثل هذه الأمور .
يقول د . كامل حول الإسراء والمعراج :-
اقتباسفواضح من هذه الرواية ان محمداً كان نائماً فحلم انه ذهب من مكة الى القدس وزار المسجد الاقصى، الذي لم يكن موجوداً اصلاً قبل بعثة الرسول، فقد كان معبد سليمان في ذلك المكان. ومن هناك صعد الى السماء وراى ربه الذي فرض على المسلمين خمسين صلاة في اليوم وقبلها محمد، ولكن تدخُل موسى ادى الى تخفيضها الى خمس صلوات. فاذاً القصة كلها كانت حُلم، ولا يُعقل ان يطير محمد جسدياً من مكة الى السماء السابعة، ماراً بالقدس، ثم يرجع في ليلة واحدة.
وعائشة تخبرنا انه في ليلة الاسراء والمعراج ظل جسم الرسول جوارها في السرير حتى الصبح، لم يبرحه. وحتى الاسراء جسدياً من مكة الى المسجد الاقصى والرجوع الى مكة في ليلة واحدة، يصعب ان نصدق انه حدث في تلك الايام. انما المحتمل ان يكون اسراءً روحياً.
- في البداية يقول :- أن المسجد الأقصى لم يكن موجودا وقتها .
لكي نجيبه فلنقرأ أولا آية سورة الإسراء :-
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) :-
لعله لم ينتبه أن الآية تذكر أيضا ( المسجد الحرام ) .
لو فهمنا أن المسجد هو مبنى وجدران ومئذنة كما يفهم د . كامل فهل كان حول الكعبة مسجدا وقتها بهذه المواصفات يسمى ( المسجد الحرام ) ؟
المسجد الحرام تم بناءه لاحقا حول الكعبة ولم يكن موجودا وقت الرسول .
كلنا يعرف أن كلمة ( مسجد ) هي اسم مكان على وزن (مفعل) وليست بناءا وجدرانا ومئذنة .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ) . فهل الأرض لها جدران ومئذنة ؟!
- ثم يقول أن قصة الإسراء كانت حلما وليس حقيقة بدليل أن السيدة عائشة كانت تقول أن جسد الرسول لم يتحرك ليلتها :-
تعالوا ننقل الرواية من سيرة إبن اسحق ثم نناقشها متنا وسندا :-
قال ابن إسحاق : ( حدثني بعض آل أبي بكر : أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقول ما فُقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن الله أسرى بروحه ) :-
كما ترون كلمة ( بعض آل أبي بكر ) يعني أن هناك راو مجهول وهذا يسقط الرواية من ناحية السند .
أيضا رحلة الإسراء كانت في مكة قبل الهجرة بسنة و السيدة عائشة رضي الله عنها لم تصبح زوجة للرسول صلى الله عليه وسلم سوى بعد هجرته للمدينة .
كما ترون فرواية ابن اسحق الذي يستشهد بها د . كامل ساقطة سندا ومتنا .
دائما كنت أتعجب وأنا أقرأ أن كثيرين يحصرون أمر إسراء ومعراج النبي صلى الله عليه وسلم في نوعين فقط من التجارب :- إما رحلة مادية بالجسد وإما حلم أثناء المنام .
هل لا يوجد بديل ثالث ؟
الرحلة طبعا ليست مادية فالتفاصيل في السنة الصحيحة تتجاوز كل قوانين المادة والزمن والمكان .
وأيضا ليست حلما ليس فقط لأن الروايات التي تؤيد كونها حلما غير صحيحة ولكن لأن تفاصيل سورة النجم تستخدم عبارات تدل على إدراك حقيقي :-
( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى - أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى - وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى – عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى - عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى - إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى - مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى - لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ) .
يبقي أمامنا بديل ثالث بسيط نفهمه من سورة الإسراء :- ( لنريه من آياتنا ) ,
وكذلك من سورة النجم :- ( ولقد رأى من آيات ربه الكبرى ) -
( الفؤاد ما رأى ) – ( ما زاغ البصر) .
هي إذن تجربة حقيقية إدراكية واعية حتى وإن كانت بدون جسد مادي .
ولكن ما نوع هذه التجربة ؟ فالله أعلم .
رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ
أكرمك الله أخى الحبيب مجاهد ...اقتباسالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة المجاهد في الله
بالنسبة للاسم ,فلا أدرى صراحة ماهومدلوله .. لكنى متأكد أن نيقولا هو أخ وليس أخت فهو ينهى موضوعه بالعبارة التالية...
وفي النهاية , السلام ختام ,
تحياتي للجميع ,
أخوكم نيقولا .
رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }الحج51
[COLOR="Blue"]ان الاية الكريمة تتحدث عن أمثال الدكتور النجار ،و من هم على شاكلتهم الذين اجتهدوا في الكيد لإبطال آيات القرآن بالتكذيب مشاقين مغالبين، أولئك هم أهل النار الموقدة، يدخلونها ويبقون فيها أبدًا.
و الله ان الانسان ليتعجب لكل هذا المجهود للبحث عن ثغرات وهمية وتحميل الالفاظ أكثر أو خلاف ما يحتويه المعنى المباشر و الصحيح..ان ما يشير ابه الى ان الرسول صلى الله عليه وسلم كتب الايات المتعلقة بمراحل الجنين من مشاهداته لعمليات الاجهاض التى كانت تحدث ،يمكن وصفه بأنه نكتة تاريخية،و انا و ان كنت لست طبيبا و لكن أتحدى ان يكون هناك من رأى على مر الزمن حالات اجهاض متعددة لكل مراحل الجنين و أنه يستطيع الربط بينهم بالتسلسل الصحيح و انه يمكن ان يتم التعرف على احدى هذه الاطوار كعظام فقط.
ان من يبذل هذا المجهود الرهيب لاثبات الضلال يؤمن تماما و بيقين تام ان الله كان يعمل نجارا باليومية حتى وصل سنه 30 عاما[/COLOR]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات