كتب معتز أحمد - جريدة المصرى اليوم

هاجم عدد من المحللين السياسيين الإسرائيليين «المذبحة»، التي قام بها الجيش الإسرائيلي في مدينة قانا اللبنانية، وطالبت كبري الصحف الإسرائيلية، في اليوم العشرين من الحرب، بداية من صحيفة: «هاآرتس» و«معاريف» أو «يديعوت أحرونوت»، بضرورة التحقيق في هذه المجزرة، خاصة أن أغلب الضحايا هم من الأطفال من صغار السن، الذين لا ذنب لهم ولا ينتمون لحزب الله، وطالبت افتتاحية «هاآرتس» بالتحديد، بضرورة توقف المتحدثين الرسميين عن الجيش الإسرائيلي بترديد «الدعاوي»، بأن المنزل الذي تم استهدافه في قانا، كان يستخدم من حزب الله لإطلاق الصواريخ علي إسرائيل.

المقزز في تلك المسألة برمتها، هو دعم الحاخامات ورجال الدين اليهودي بصورة عامة هذه العملية، زاعمين - وفي إطار بيانات وزعها عدد من الجماعات الدينية اليهودية المتشددة ونشرتها بعض من الصحف الإسرائيلية اليمينية، وعلي رأسها صحيفة هاتسوفية -لسان حال حزب المفدال المتطرف - أن ما قام به سلاح الجو الإسرائيلي في قانا، هو عمل بطولي، بل ويثبت بعد نظر هذا السلاح، خاصة أن هؤلاء الأطفال الذين قتلوا في هذه العملية، من الممكن أن يتحولوا إلي ما وصفهم البيان بـ«الإرهابيين»، الذي يقتلون الإسرائيليين بعد ذلك بلا رحمة.

بدورها كشفت صحيفة «هاآرتس» أيضاً، عن وجود خلافات جذرية كبيرة بين عدد من الأجهزة الأمنية في إسرائيل، وبالتحديد جهاز الاستخبارات الخارجية «موساد» من جهة، وجهاز المخابرات العسكرية «أمان» من جهة أخري، وذلك عبر الأسلوب الذي يجب أتباعه في هذه الحرب .

وأوضحت في افتتاحيتها أمس الاثنين، أن الخلاف بين الجهازين يرتكز في الأساس علي الأسلوب الواجب اتباعه في الحرب، حيث يري الموساد ضرورة التوقف فوراً عن العمليات البرية، ودعم العمليات الجوية بقوة، خاصة أن خوض الحرب «برياً» هو أمر خطير، يصب في النهاية لصالح حزب الله، الذي يمتلك باعا طويلا في هذه النوعية من الحروب التي توصف بـ«حرب العصابات»، في حين رأت المخابرات العسكرية، ضرورة استكمال التوغل البري، لأنه سيصب لصالح إسرائيل في النهاية، حيث سيؤدي لهزيمة حزب الله، وحماية الحدود الشمالية لإسرائيل من أي خطر في المستقبل.

وكشفت الصحيفة أن كلاً من رئيس جهاز الموساد الجنرال مائير دجان، ورئيس جهاز أمان الجنرال عاموس يادلين، قد جري بينهما تشاجر حاد في حضور رئيس الوزراء إيهود أولمرت، الذي كان ممتعضاً للغاية من أسلوب الجنرالين في الحديث.

وبعيداً عن حدة هذا الخلاف ومدي قوته وتأثيره علي القرار السياسي أو العسكري في تل أبيب، فإن تسريب تفاصيل هذا الخلاف بين رئيسي أهم جهازين للمخابرات الإسرائيلية لصحيفة في وزن «هاآرتس»، يكشف بالفعل أن هناك أزمة حقيقية تواجه إسرائيل، وهي الأزمة التي يبدو أنها ستتصاعد مع دخول الحرب في فترة زمنية طويلة، ستمتد وعلي ما يبدو إلي أسابيع مقبلة.

علي الجانب الأخر كشفت إذاعة صوت إسرائيل باللغة العبرية، وفي إطار تحقيق لها، أن العديد من اليهود من ذوي الأصول اللبنانية يستعدون الآن لمقاضاة لبنان في عدد من المحاكم الدولية، وذلك للمطالبة بتعويضات عن الممتلكات التي تركوها في لبنان بعد هجرة السواد الأعظم منهم منها في نهاية الستينيات، وبالتحديد بعد حرب ١٩٦٧، وأوضحت الإذاعة علي لسان أحد المسؤولين في الوكالة اليهودية، أن لهؤلاء اليهود العديد من الممتلكات، التي يجب أن ينالوا بسببها تعويضات عما تركوه في لبنان، واستيلاء حكومة بيروت - علي حد وصفهم - عليه، الأمر الذي يتطلب ضرورة تدخل المجتمع الدولي لمواجهته.

المثير أن أحد هؤلاء اليهود، ويدعي أيلي فلاح، زعم أن العديد من ممتلكات اليهود اللبنانيين، قد استولي عليها حزب الله، وجعلها مقار سياسية وقواعد عسكرية له، الأمر الذي يوجب معه تدخل المجتمع الدولي لاستعادة هذه الحقوق المسلوبة.

ويفرض طرح هذا التقرير العديد من التساؤلات بداية من السبب في بثه الآن؟، وهل عرف اليهود اللبنانيون الآن فقط أن المقار السياسية والعسكرية لحزب الله هي من ممتلكاتهم القديمة؟ وهل عرض هذا التقرير هو بداية لحرب دولية أخري، تفرض علي حزب الله وقياداته أمام العالم؟

http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=25489