السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعضنا يعتقد أن الخير والسعادة في جمع المال
فقد يكون ماله سببا لشقاءه وربما سببا لهلاكه
وبعضنا يعتقد أن الخير والسعادة في الأبناء
فيكون الأبناء سبب لشقاءه وربما سبب لهلاكه
لذلك قد لا نستطيع المفاضلة بين الخير والشر
يحكى أنه كان لأحد الملوك قديما وزيرا صادقا يطمئن له الملك ويصطحبه معه في جولاته
فخرج يوما للصيد متخفيا وبرفقته وزيره
فنجى الملك من حادثة أفقدته إحدى أصابعه
فقال له الوزير مواسيا
خيرا إن شاء الله ، لا عليك لعله خير لك
فغضب الملك وقال له لا أسمع منك إلا كلمة خير ؟
كيف يكون خيرا وقد فقدت إصبعي ؟
لقد سئمت سماع هذه الكلمة منك وسأضعك في السجن
فلما رجع وضعه في السجن وسأله ماذا تقول ؟
فقال الوزير خيرا ، لعله خيرا لي
وبعد فترة أراد الملك كعادته أن يذهب إلى الصيد متخفيا ولكن دون وزيره
وبينما هو بعيدا في الغابة أمسك به بعض الوثنيين
فاقتادوه وجاؤوا به ليقدموه قربانا لآلهتهم
ولكن كهنتهم بعد تفحصه وجدوا به عيبا بسببه لا تقبله آلهتهم
فهم لا يقدمون لها إلا رجلا سليما
وهذا الرجل يفقد إحدى أصابعه فلا يصلح أن يكون قربانا لها
فعاد إلى قصره بعدما تركوه
وجاء إلى صديقه الوزير يقص عليه ما حدث
فقال له الوزير لقد كان الخير في قطع إصبعك وإلا لهلكت على مذبحهم
ولقد كان السجن خيرا لي فلو اصطحبتني معك لتركوك بسبب نقصك
ولقدموني على المذبح للهلاك بسبب سلامتي
فالحمد لله أنك سجنتني والحمد لله أن فقدت إصبعك
المفضلات