فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 11 إلى 14 من 14

الموضوع: فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    28-04-2010
    على الساعة
    06:20 AM

    افتراضي


    رد رقم 30 بقلم نسر القمم
    وهبهم الله الحياة و هم يعبدون غيره , الله يطعمهم و هم يشكرون سواه , هو خلقهم و أنشأهم في أرحام أمهاتهم و يعلم عنهم أكثر مما يعلمون هم عن أنفسهم و ليس لديهم أي فكرة عنه تبارك و تعالى و لا يعلمون عنه شيئًا.

    أقول: حتى أنهم لا يعلمون من هو ؟

    إذا كان هذا لا يلين قلوبكم و يوجع أفئدتكم , فلابد أن قلوبكم قد قست و تحجرت.

    لأنني إذا شاهدت غير المسلم - خصوصًا عندما أجلس في أماكن مثل المطارات - فإني أرى هذا المرض و آثاره عليهم !

    أراهم يسيرون و هم يحملون هذا الوباء.

    الكثيرون منهم يمرون عبر طريقي , و أفكر في نفسي:

    "لا أستطيع الحديث معهم جميعًا, ليس هناك ما بمقدوري أن أفعله"

    هذا المرض لن تظهر آثاره على أبدانهم , و ربما نتركهم جهلة بالله سبحانه و تعالى.

    و لكن سيأتي اليوم الذي سوف يموتون فيه بأكثر طريقه مؤلمة ماديًا يتصورها العقل البشري!

    يقول رسول الله صلوات الله و سلامه عليه :

    "و أن روح الكافر تتفرق في جسده، فينتزعها - أي ملك الموت - كما يُنْتَزَع السُّفود الكثير الشعب من الصوف المبلول، فتقطع منها العروق والعصب… الحديث"

    طريقة مؤلمة جدًا , و لكأنك تمرر انسانًا عبر مفرمة و تنزع لحمه من عظامه .

    أتعلمون ما هو الأمر المحزن بحق ؟ أنه في هذه الساعة الآلاف من الناس يموتون !

    الآلاف من الناس فقدوا حياتهم في هذه اللحظة و هم لا يعرفون الله !

    لا نستطيع أن نفعل شيئًا لهم , لقد فات الأوان و رحلوا , لن نستطيع انقاذهم حتى لو أردنا ذلك .

    الحقيقة الباعثة على الأسى هي أننا لا نستطيع انقاذهم , و لكن هناك أناسٌ كُثُر نحن قادرون على تخليصهم من براثن الشرك و الجهل بالله.

    يجب أن نحمل هذا القَبَس و هذا النور , نور الإسلام و نريه للعالم.

    هناك عبارة في الانجيل , و لا يهمنا إذا ما قالها عيسى عليه السلام بنفسه أم لا , فهي عبارة عميقة جدًا و رسخت في ذهني و كانت بمثابة نقطة فهم محورية استلهمتها في مهمتي الدعوية :

    " لا يوجد أحد يجلب "شمعة" إلى بيته و يكفيء عليها دلوًا "

    لأنه لن يستفيد أحد من ضوء هذه الشمعة.

    إذا أحضر أحدهم شمعة لمنزله , فسوف يضعها على منضدة تتوسط الحجرة , كي يستفيد الجميع من هذا النور.

    و لكن للأسف مسلمو هذا الجيل هم مجموعة من الشموع .... و لكنها مغطاة.

    لا أحد يستطيع رؤية نورنا ! لا أحد يستطيع رؤية الإسلام و معاينة الجمال الذي يحتويه هذا الدين !

    صدقوني .. أنا كنت أقف في الظلام و أرى هذا النور من النافذة !

    إنه أجمل نور يمكن أن تقع عليه الأعين ..

    نور الإسلام.

    إنه الكنز الحقيقي.

    بإمكان الآخرين رؤية هذا النور - و سوف يرونه - إذا أطلعناهم عليه.

    إذا جعلنا الإسلام ... إسلامًا بحق و صدق.

    إذا أصبح المسلم .. "مسلم" بحق و صدق.

    الدعوة إلى الله ليست أمرًا عويصًا أو معقدًا .... إنه أسهل مما تتصورون.

    أن نصبح مسلمين حقًا و نكون صورة لهذا الدين العظيم.

    أدرسوا تاريخ المسلمين , عودوا إلى تاريخ الإسلام ! لماذا غزا الإسلام العالم ؟ ليس بالحملات العسكرية و الحروب , بل فتحه "مسلمون" .

    أكثر دولة اسلامية ذات تعداد سكاني اليوم هي "اندونيسيا" , و ذلك بفضل الله ثم بفضل مسلمين كانوا "مسلمين" بحق.

    قلة من المسلمين هاجرت إلى تلك البلاد و قرروا أن يعيشوا حياتهم كمسلمين و لا يتخلوا عن دينهم كي يرضوا السكان المحليين.

    و عندما أتاهم الناس و سألوهم عن هؤلاء العرب المجانين الذين قد سمعوا عنهم , و أنتم أيضًا قد جئتم من تلك الصحراء و لديكم مبادي و قيم و أخلاق أفضل منا نحن بمراحل كثيرة , ماذا جرى لكم ؟ أجابوهم :

    " لا إله إلا الله محمدًا رسول الله"

    نحن نؤمن بأن هناك رب أسمه "الله" و أنه أرسل لنا محمدًا بهذا الدين , و نحن نقتدي به و نقتفي سنته و نستضيء بأسلوبه في الحياة , لهذا نحن كذلك.

    هذا هو الأمر الذي دانت به الدنيا للإسلام.

    هذا هو الأمر الذي أسر القلوب و أجتذب النفوس للإسلام.

    الصدق و الجمال و بساطة الرساله و قوتها.

    هذا ما اجتذبي و أسر قلبي ... للإسلام.

    هذا هو ما يحتاجه العالم بما يجري فيه من حماقات ؛ بساطة الإسلام , سواء أرادوا سماعها أم رغبوا عنها.

    إنهم يعلمون ذلك في دواخلهم و أعماق نفوسهم - إذا أريتهم الحق , حتى و لو أداروا ظهورهم له - فإنهم يعلمون بأنه الحق.

    و في يوم القيامة يمكنك الوقوف أمام الله سبحانه و تعالى و تبريء ذمتك.

    مما قاله الرسول صلى الله عليه و سلم للمسلمين في خطبة الوداع (هذه الخطبة التي لخص فيها أمورا كثيرة عن هذا الدين العظيم ) و هي من آخر كلماته عليه الصلاة و السلام ؛ و سوف أختم بهذا حتى تتبين لكم أهمية هذا الأمر و الدعوة إلى الله, فقد أعطى - عليه الصلاة و السلام - أمرًا لهؤلاء المسلمين كي ينقلوا كلماته و يحملوا تعاليمه و يستمسكوا بدينهم , و قال :

    "ألا هل بلغت....اللهم فاشهد قالوا نعم – قال فليبلغ الشاهد الغائب"

    و نزل قوله تعالى :

    "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا"

    يجب علينا تبليغ هذه الرسالة و نشر هذا النور.

    هذا هو الواجب الذي حمّلنا إياه الرسول الكريم و أمرنا به , عليه الصلاة و السلام , [ و شرفنا به الله سبحانه و تعالى ].

    نحن الأمة الوحيدة التي حملت على عاتقها التبليغ و الدعوة إلى الله , و أقرأوا سورة البينة سيتضح لكم صدق قولي إن شاء الله , نحن من حُمِّلنا هذه الأمانة بين الأمم و أُمِرنا بهذا الواجب الذي كان يختص الله به الأنبياء و الرسل , و ذلك لأن الوحي انقطع و النبوة انتهت.

    هذه هي مهمتنا , فالقرآن لن يسقط من السماء هكذا على رؤوس الناس , بل يجب علينا أن نقوم بهذه المهمة ....

    مهمة الدعوة إلى الله.

    لو لم يبلّغ الرسول عليه الصلاة و السلام رسالته , لحاسبه الله على ذلك .

    و نحن كذلك لو تهاونا أو قصرنا و فرطنا , لسألنا الله سبحانه و تعالى يوم القيامة عن تفريطنا , و لسألنا عن جارنا و زميلنا في العمل الذي لم نبلغه و نعرّفه بالله عز و جل , و سيأتي في الآخرة يسألنا :

    " كنت تعلم بأن هذا اليوم سيأتي , و علمت عن ما سوف يحصل لي , و لم تقل لي شيئًا !"

    سوف يشكونا هؤلاء الناس أمام الله ....

    لأننا نمتلك الحقيقة و نعيش بينهم , و لم نخبرهم عنها.

    لنتوقف عن الإختباء في مساجدنا و بيوتنا و قلوبنا و لنمنحهم هذه الحقيقة [ و هذا النور ] .

    أرجو أن تصدقوني عندما أقول لكم بأن هذه الحقيقة جميلة جدًا , و أتمنى أن تثقوا في كلامي عندما أقول لكم بأنهم سوف يقبلوها منكم إذا ما ناولتموهم إياها , فلا أحد يرفض شيئًا أصيلاً و جذابًا كهذا.

    و أحب أن أزف لكم البشرى بأنني أعمل في مشروع دعوي كبير و ذلك عن طريق نشر أقراص رقمية مدمجة "DVD" تعرف عن الإسلام و أسعى لوضعه في يد كل شخص غير مسلم في أمريكا , و قد بدأت في بعض الولايات و الأنباء مبشرة كثيرًا و هناك حالتا إسلام في الشهر و لله الحمد كأحدى الثمرات الطيبة و معلومات الإتصال الخاصة بي هي على هذه الأقراص و الناس تشاهد ما فيها من نماذج عرض و تعريف بقصتي و حقيقة الانجيل و يقومون بالإتصال بي و مهاتفتي و السؤال عن الإسلام , و أغلبهم يتقبل الإسلام و يعتنق هذا الدين الحنيف.


    _________________________________________________________

    لله درك يا يوشع ... يا فتى محمد

    نعم قلتها يا فتى محمد ....

    فلننشر هذا الدين .... و ننقذ هؤلاء المساكين و نخرجهم من هذا التيه ...

    التيه المظلم الذي كنت تتخبط في دياجيره , و منّ الله عليك بالإسلام و نصر بك هذا الدين في زمن ضعف فيه اليقين.

    زمن أصبح فيه الدين عادة و المال عبادة و البعد عن الله مفخرة و مأثرة , إلا من رحم ربي و ربك.

    زمن التيه ....

    كم أنا خجِل منك ... يا أيها "المسلم" الجسور و الموحد الغيور !

    بحثت و قرأت فآمنت و صدقت و أذعنت و سلّمت لله و أسلمت , ثم عزمت و دعوت و حملت قبس النور لتهدي الحيارى و تأخذ بيد الضُلال نحو النور .... نور الإسلام.

    لم تضن عليهم بهذه المنحة الربانية و النعمة الإيمانية ......

    لم تكتفي بإسلامك أو تقول بأن "الهداية على الله" فقط , و لم يفت في عضدك قرب عهدك بالإسلام , و لكن قلتها و أخذت بالإسباب و أخذت على عاتقك نشر النور الذي رأيت و الحق الذي وجدت بين الناس , هؤلاء الناس الذين أشفقت عليهم و رحمتهم و أردتهم أن يعرفوا خالقهم و يشكروا رازقهم و يعبدوا ربهم .. الله لا إله إلا هو سبحانه.

    يحق لي أن أبكي على نفسي و أندب مهجتي , و أنا المسلم ابن المسلم ابن المسلم .....

    لله درك يا يوشع ... يا فتى محمد

    بأمثالك سنخرج إن شاء الله من هذا الضياع و التردي , كما سوف تخرج بإذن الله عشيرتك و قومك من هذه المفازة الروحية الخاوية و الصحراء الأخلاقية المجدبة إلا من مزامير الشيطان و ألحان الكهان , كما أخرج بن نون عليه السلام عشيرته من تيه سيناء و غضب رب السماء.

    بأمثالك سوف نعود بإذن الله مسلمون إسمًا و رسمًا خلقنا القرآن و هدينا سنة خير الأنام عليه الصلاة و السلام .

    جزاك الله خير الجزاء و ثبتك على دين الحق , و غفر لنا تقصيرنا و رحم ضعفنا و هواننا.



    و الحمد لله رب العالمين

    أخوكم
    نسر القمم



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    28-04-2010
    على الساعة
    06:20 AM

    افتراضي رقم 6


    قضية "الصّلب" : لماذا أصر اليهود على صلب عيسى المسيح ؟



    "الصَّلبُ" كان من القضايا التي شغلت ذهني , و لم أستطع وقتها ربط جميع الأمور - بهذا الوضوح كما هو الآن - و النظر للصورة كاملة التي تحوي في إطارها السبب القوي وراء اصرار اليهود على تطبيق عقوبة الصلب على يسوع المسيح , حتى تعرفت على الإسلام و قرأت الانجيل مرة أخرى.

    كان بإمكان اليهود تسليط الغوغاء عليه و سحله و إعدامه خارج نطاق القانون , لا سيما و أن عيسى لم يكن له قبيلة تحامي عنه أو عصبة يلتجأ اليها و يستند بها كما هو الحال لدى العرب , و لكنهم أرادوا به "الصلب" بكل صرامه و صدق , فلماذا ؟

    لماذا طلبوا من "بيلاطس النبطي" - الحاكم الروماني - مصادقة هذه العقوبة و تنفيذ هذا الحكم ؟

    " لابد أن تصادق على هذا الحُكم و يجب عليك أن تقتله , يمكننا فعل ذلك , و لكن أنت الذي يوثِّق و يُنفِّذ "



    الآن فهمت , و سوف أشرح لكم :

    "عيسى" المسيح كانت لديه مهمة تتلخص في "مشاركة" الرب مع الناس , حتى أن "بولس" الرسول كشف عن نواياه - بشكل خفي - في رسالته إلى أهل "غلاطية" , عندما تم التعرض لمسألة "الصلب" و ' لماذا صُلِبَ المسيح [ حسب تصورهم ] و ما السبب في طلب اليهود ذلك [ من الحاكم الروماني ] ؟ ' ؛ قال "بولس" : " الصلب هو مؤامرة سَقَط عندها اليهود " و شرح في رسالته و أخذ يبني دعواه حول ما خلاصته بأن " يسوع المسيح لُعِن من أجلنا , كي يرفع عنا لعنة التشريع الرباني "الناموس" و يحملها بدلاً منا" , و اقتبَس "بولس" من العهد القديم " مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ".

    [ رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية [ 3 : 13 ] " اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»." ]

    فقرأت مرة أخرى العهد القديم و الشرائع اليهودية و أدركت بأن اللعنة تحل على الأشخاص الذين يُعاقبوا بالصلب , و لابد أن يقترف مَن يُحكَم عليه بالصلب عملاً خطيرًا و خرقًا فظيعًا , حتى يُجازَى بهذه العقوبة المستوجبة للعنة الرب.

    لذلك فإنه حسب التشريع اليهودي , كل مصلوب ملعون , و يتعدى ذلك إلى طقوس الدفن , فالأرض التي يُدفن فيها المجرم المصلوب تعتبر أرضًا ملعونة أيضًا و لا يحق لك أن تفعل أي شيء حيال ذلك , فقد أصيب هؤلاء المجرمين بلعنة الرب , و هذا قانون عند اليهود و يسري عند دفنهم لهؤلاء "الملعونين" في مقابرهم سواء كانت في "اورشليم" القدس أو "اسرائيل" [دولة يهود] أو فلسطين.

    عندها بدأت التقط الخيوط و أفكّر مليًا :

    " هم - اليهود - ما أرادوا قتل عيسى المسيح فقط , إذ كان بميسورهم قتله , و لكن أرادوا نقض ما كان هو عليه"

    ابتغوا نقض ما كان هذا الرجل عليه و ما يمثّله , قال أنا المسيح " Messaiah " , و لذلك إذا صُلِبَ فلا يمكن أن يكون المسيح , و حتى لو كان كذلك , فإن تطبيق عقوبة الصلب بحقة سوف يقضي على رسالته.

    هذا هو السبب وراء اصرارهم على صلب المسيح , و لهذا خلّصه الله من هذا الأمر و رفعه اليه , لقد جاء عيسى المسيح لتطبيق القانون الرباني و قال ذلك " أرسِلت كي أطبق شريعة الرب" و من هذه الشرائع لعنة الرب على المصلوب , لذلك فقد طُلِب من الرب تخليصه من هذا الأمر و رفعه الله اليه.

    لاحظت هذه الأمور , ثم طفقت أقرأ حتى وصلت إلى "سِفر أعمل الرسل" "Book of Acts" و بدأت أقرأ كتابات "بولس" الرسول.



    هنا و جدت أن الأمور أنقلبت 180 درجة , على النقيض تمامًا , دعى المسيح إلى عبادة الرب و حث على تطبيق شريعة الرب و الاعتصام بوصاياه و التمسك بها و جاء "بولس" يدعو الى عبادة المسيح و نقض شرائع الرب و ترك وصاياه .

    كتب بولس إلى أهل غلاطية :

    " يا أهل غلاطية الأغبياء ! أمازلتم تتبعون هذا الناموس الملعون , جاء يسوع المسيح ملعونًا حتى يرفع عنا آلام هذه اللعنة"

    فتساءلت فيما بيني و بين نفسي :

    " ولكن المسيح قال في عدة أسفار قبل هذه الرسالة :

    " فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا، يدعى أصغر في ملكوت السماوات" ؟ و ها هو "بولس" يلقي تعاليم "الجوسبل" و يدعو لخرق هذا القانون ! "

    أنكرت هذا تمامًا و رفضه عقلي , و ذهبت مرة أخرى أسأل القس الذي قال لي :

    " لقد وصلت لمرحلة متأخرة و بدأت تتشكك في العهد الجديد ! أنت تعاني من مشكلة حقيقية ! "

    حتى أنه بدأ يظن بأنني مصاب بالتلبس الشيطاني و غير ذلك من الأمور!

    في الواقع كنت أعاني من صراع نفسي كبير و أخذني صديقي إلى أستاذة في جامعة " بوب جونز" الذي يدرسه علم "نقد النصوص" , الذي قاله لي هذا "البروفيسور" دمر آخر حصون الإيمان بالنصرانية في نفسي , و مازلت سعيدًا جدًا أن أقول في محاضراتي حول العالم بأن :

    "هناك بروفيسورًا نصرانيًا من جامعة "بوب جونز" كان السبب في تهاوي ايماني بالنصرانية".

    الصليب المكسور : الإيمان يكمِّل و اليقين يجمِّل !



    سألت هذا الأستاذ عن سبب هذا التناقض في الانجيل ؟ لِمه هذا الجمال و حسن النظم للغة العبرية في بعض مقاطع العهد القديم التوراة ( حتى ليخيل لك أنك تقرأ القرآن) و في المقابل هناك ركاكة فجة و تراكيب مفككة بنفس اللغة - و لكأن كتبها أحد الأطفال في سن الثالثة - في أجزاء أخرى تالية من التوراة مكتوبة بلغة عامية و لهجة مكسورة , فلابد أن الكاتب هنا يختلف عن ذاك الذي كتب الفصول الجميلة السابقة ؟ و سألته عن جميع الأمور التي اعترضتني و أثارت حيرتي.

    قال لي :

    " هذا الكتاب الذي تراه بين يديك , كتبه البشر عبر القرون المتعاقبة و الأزمنة المتتالية. هذا الكتاب بدأ أصيلاً , ثم نُسِخَ كثيرًا , و مع هذا النسخ تحصل الأخطاء , فهناك من كتب عبارة خاطئة , وجاء بعده من صححها و أضاف جملة خاطئة بدوره , هناك من أغفل سطرًا أو أخطأ في الترتيب ؛ بل هناك من نسخ الكتاب و أحضره لبلاده و عدّل فيه بما يتناسب مع التشريعات التي كانت يدرِّسها ؛ فتجده حذف كلمة هنا و شطب مقطعًا هناك و أضاف شيئًا آخر هنا حتى يتلائم ما في الكتاب مع التصور الديني الغالب على بلاده أو منطقته"

    ثم أضاف :

    " و الآن بعد كل هذه السنين , يقبع أمام ناظريك كتابٌ حوى بين دفتيه كل هذه الطبعات و النُسَخ التي تراكمت عبر الزمن ؛ كتابٌ تداولة أيدي جميع هؤلاء الرجال - و بقيت بصماتهم عليه - هؤلاء الذين تعاهدوا نسخه و كتابته. هذا هو كلُ ما لديك : كتاب غير كامل بل ناقص و يكمّله الإيمان و يسد خلله اليقين."

    هذا هو ما قاله لي و لعلّي أقتبس بشكل أكثر تحديدًا :

    " هذا كتاب يكمّله الإيمان , فلا يمكن تكميله عن طريق النص , هذا كتاب غير "كامل" أو خالي من العيوب من وجهة النظر المحصورة بالنص , بل بالإيمان وحده يكتمل , و من يؤمن به يكمل عيوبه و يسد نقائصة و يراه كاملاً"

    ها قد عدنا مرة أخرى للإيمان !

    قلت : "الرب وهبني العقل لسبب , و لو كان لا يريد لي استخدامه , لأقتطع هذا الجزء الخاص بالمنطق و التقصي من عقلي و أبدل محله المزيد من الإيمان"

    "أنا لم أكن أحمقًا , جدتي لم تربيني كي أكون أحمقًا أو مغفلاً , لا يمكنني تصديق ذلك!"

    " لقد علّموني أن هذه هي كلمة الرب المطلقة الصحيحة و أنت تقول بأن هذا الكتاب مليء بالأخطاء و يكمّله الإيمان !"

    " هذا شبيه بالنظر لسيارة متهالكة من نوع "داتسون" طراز 1982 و القول 'إذا آمنت حقًا فهذه سوف تصبح "مرسيدس" ! إذا تحليت بالإيمان !'

    هذا هراء , لا يمكن أن تأخذ سيارة لتاجر سيارات و تقول له ذلك !

    "إذا آمنت بصدق و نظرت جيدًا , فهذه مرسيدس"

    قلت له " هذا كتاب يعج بالأخطاء , و دين الرب كامل , لأنه إذا كان له دين فلا بد أن يكون كاملاً , و إذا كان له كتاب فلا بد أن يكون أيضًا كاملاً , لأنه هو الكامل المنزه عن العيوب و النقص"

    و هكذا تركت النصرانية إلى غير رجعة.

    هناك عدة مباديء رسخت في عقلي و ارتضتها نفسي :

    أولاً : "الله واحد" و تعلمت هذا من قراءتي للانجيل.

    ثانيًا : لا يمكن أن يكون هناك أحد يقف بيني و بين ربي , هو خلقني بلا واسطة أو إذن من أحدهم , لذا فلا أحتاج لواسطة كي أصل اليه أو لكي يغفر لي ذنوبي و يصفح عني , هو من سيقوم بهذا مباشرة لأنه هو من سيحاسبني مباشرة يوم القيامة.

    لم أكن أعلم حينها عن الأنبياء الذين بعثهم الخالق , كما كانت لدي تحفظاتي و شكوكي , فبدأت البحث عن دين آخر.


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,115
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    02-09-2015
    على الساعة
    01:35 AM

    افتراضي



    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة The master مشاهدة المشاركة


    في الواقع كنت أعاني من صراع نفسي كبير و أخذني صديقي إلى أستاذة في جامعة " بوب جونز" الذي يدرسه علم "نقد النصوص" , الذي قاله لي هذا "البروفيسور" دمر آخر حصون الإيمان بالنصرانية في نفسي , و مازلت سعيدًا جدًا أن أقول في محاضراتي حول العالم بأن :

    "هناك بروفيسورًا نصرانيًا من جامعة "بوب جونز" كان السبب في تهاوي ايماني بالنصرانية".
    .
    .
    .
    سألت هذا الأستاذ عن سبب هذا التناقض في الانجيل ؟ لِمه هذا الجمال و حسن النظم للغة العبرية في بعض مقاطع العهد القديم التوراة ( حتى ليخيل لك أنك تقرأ القرآن) و في المقابل هناك ركاكة فجة و تراكيب مفككة بنفس اللغة - و لكأن كتبها أحد الأطفال في سن الثالثة - في أجزاء أخرى تالية من التوراة مكتوبة بلغة عامية و لهجة مكسورة , فلابد أن الكاتب هنا يختلف عن ذاك الذي كتب الفصول الجميلة السابقة ؟ و سألته عن جميع الأمور التي اعترضتني و أثارت حيرتي.

    قال لي :

    " هذا الكتاب الذي تراه بين يديك , كتبه البشر عبر القرون المتعاقبة و الأزمنة المتتالية. هذا الكتاب بدأ أصيلاً , ثم نُسِخَ كثيرًا , و مع هذا النسخ تحصل الأخطاء , فهناك من كتب عبارة خاطئة , وجاء بعده من صححها و أضاف جملة خاطئة بدوره , هناك من أغفل سطرًا أو أخطأ في الترتيب ؛ بل هناك من نسخ الكتاب و أحضره لبلاده و عدّل فيه بما يتناسب مع التشريعات التي كانت يدرِّسها ؛ فتجده حذف كلمة هنا و شطب مقطعًا هناك و أضاف شيئًا آخر هنا حتى يتلائم ما في الكتاب مع التصور الديني الغالب على بلاده أو منطقته"

    ثم أضاف :

    " و الآن بعد كل هذه السنين , يقبع أمام ناظريك كتابٌ حوى بين دفتيه كل هذه الطبعات و النُسَخ التي تراكمت عبر الزمن ؛ كتابٌ تداولة أيدي جميع هؤلاء الرجال - و بقيت بصماتهم عليه - هؤلاء الذين تعاهدوا نسخه و كتابته. هذا هو كلُ ما لديك : كتاب غير كامل بل ناقص و يكمّله الإيمان و يسد خلله اليقين."

    هذا هو ما قاله لي و لعلّي أقتبس بشكل أكثر تحديدًا :

    " هذا كتاب يكمّله الإيمان , فلا يمكن تكميله عن طريق النص , هذا كتاب غير "كامل" أو خالي من العيوب من وجهة النظر المحصورة بالنص , بل بالإيمان وحده يكتمل , و من يؤمن به يكمل عيوبه و يسد نقائصة و يراه كاملاً"

    ها قد عدنا مرة أخرى للإيمان !

    قلت : "الرب وهبني العقل لسبب , و لو كان لا يريد لي استخدامه , لأقتطع هذا الجزء الخاص بالمنطق و التقصي من عقلي و أبدل محله المزيد من الإيمان"

    "أنا لم أكن أحمقًا , جدتي لم تربيني كي أكون أحمقًا أو مغفلاً , لا يمكنني تصديق ذلك!"

    " لقد علّموني أن هذه هي كلمة الرب المطلقة الصحيحة و أنت تقول بأن هذا الكتاب مليء بالأخطاء و يكمّله الإيمان !"

    " هذا شبيه بالنظر لسيارة متهالكة من نوع "داتسون" طراز 1982 و القول 'إذا آمنت حقًا فهذه سوف تصبح "مرسيدس" ! إذا تحليت بالإيمان !'

    جزاكم الله خيراً على نقل هذه القصة الرائعة لهذا الباحث عن الحق

    ثبتنا الله وإياكم على الطريق المستقيم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    51
    آخر نشاط
    02-03-2010
    على الساعة
    05:49 AM

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أحمد ديدات - ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد - مترجم لأول مره
    بواسطة shakalala2 في المنتدى منتديات محبي الشيخ أحمد ديدات
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-07-2011, 05:04 PM
  2. رجيم ينحف نصف كيلو في اليوم , 6 كيلو في شهر...رجيم روعه..رجيم سريع المفعول..افضل رجيم
    بواسطة مريم في المنتدى قسم العناية بالبشرة والصحة والجمال
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-06-2010, 07:49 PM
  3. رجيم ينحف من 6الى9 كيلو في الاسبوعين..رجيم سريع..رجيم صحي..رجيم روعه..اسهل رجيم...ارو
    بواسطة مريم في المنتدى قسم العناية بالبشرة والصحة والجمال
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-06-2010, 07:41 PM
  4. المصحف المرتل (جودة عالية): أحمد محمد سلامة (رواية حفص عن عاصم)
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-01-2010, 02:00 AM
  5. Why Josha Evans chose Islam? - English
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى English Forum
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-11-2009, 02:26 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans

فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans