مع نساء بيت النبوة

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

مع نساء بيت النبوة

صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 58

الموضوع: مع نساء بيت النبوة

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    4,740
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-11-2016
    على الساعة
    06:52 PM

    افتراضي رقية بنت الرسول رضي الله عنها الحلقة الثانية

    رقية بنت الرسول رضي الله عنها الحلقة الثانية

    رقيِّة والهجرة إلى الحبشة:

    ودارت الأيام لكي تختبر صدق المؤمنين، وتشهد أن أتباع محمد قد تحملوا
    الكثير من أذى المشركين، كان المؤمنون وفي مقدمتهم رقيِّة وعثمان رضي
    الله عنهم في كرب عظيم، فكفار قريش ينزلون بهم صنوف العذاب، وألوان
    البلاء والنقمة،)وما نقموا بهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد(
    (البروج:8).ولم يكن رسول الله r بقادر على إنقاذ المسلمين مما يلاقونه
    من البلاء المبين، وجاءه عثمان وابنته رقيِّة يشكوان مما يقاسيان من
    فجرة الكافرين، ويقرران أنهما قد ضاقا باضطهاد قريش وأذاهم.
    وجاء نفر آخرون ممن آمن من المسلمين، وشكوا إلى الرسول الكريم صلى الله
    عليه وسلم ما يجدون من أذى قريش، ومن أذى أبي جهل زعيم الفجار. ثم أشار
    النبي عليهم بأن يخرجوا إلى الحبشة، إذ يحكمها ملك رفيق لا يظلم عنده
    أحد، ومن ثم يجعل الله للمسلمين فرجاً مما هم عليه الآن.

    وأخذت رقيِّة وعثمان رضي الله عنهما يعدان ما يلزم للهجرة، وترك الوطن
    الأم مكة أم القرى. ويكون عثمان ورقيِّة أول من هاجر على قرب عهدهما
    بالزواج، ونظرت رقيِّة مع زوجها نظرة وداع على البلد الحبيب. وتمالكت
    دمعها قليلاً، ثم صعب ذلك عليها، فبكت وهي تعانق أباها وأمها وأخواتها
    الثلاث زينب وأم كلثوم والصغيرة فاطمة، ثم سارت راحلتها مع تسعة من
    المهاجرين، مفارقة الأهل والأحباب، وعثمان هو أول من هاجر بأهله، ثم
    توافدت بعد ذلك بعض العزاء والمواساة، لكنها ظلت أبداً تنزع إلى مكة
    وتحن إلى من تركتهم بها، وظل سمعها مرهفاً يتلهف إلى أنباء أبيها
    الرسول r، وصحبة الكرام. ولقد أثرت شدة الشوق والحنين على صحتها،
    فأسقطت جنينها الأول، وخيف عليها من فرط الضعف والإعياء، ولعل مما خفف
    عنها الأزمة الحرجة رعاية زوجها وحبة وعطف المهاجرين وعنايتهم.
    وانطلق المهاجرون نحو الحبشة تتقدمهم رقيِّة وعثمان، حتى دخلوا على
    النجاشي، فأكرم وفادتهم، وأحسن مثواهم، فكانوا في خير جوار،لا يؤذيهم
    أحد ويقيمون شعائر دينهم في أمن وأمان وسلام. وكانت رقيِّة رضي الله
    عنها في شوق واشتياق إلى أبيها رسول الله وأمها خديجة، ولكن المسافة
    بعيدة، وإن كانت الأرواح لتلتقي في الأحلام.

    وجاء من أقصى مكة رجل من أصحاب رسول الله، فاجتمع به المسلمون في
    الحبشة، وأصاخوا إليه أسماعهم حيث راح يقص عليهم خبراً أثلج صدورهم،
    خبر إسلام حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب، وكيف أن الله عز وجل قد
    أعز بهما الإسلام. واستبشر المهاجرون بإسلام حمزة وعمر، فخرجوا راجعين،
    وقلوبهم تخفق بالأمل والرجاء، وخصوصاً سيدة نساء المهاجرين رقيِّة بنت
    رسول الله التي تعلق فؤادها وأفئدة المؤمنين بنبي الله محمد r.

    العودة إلى مكة:

    وصلت إلى الحبشة شائعات كاذبة، تتحدث عن إيمان قريش بمحمد، فلم يقو بعض
    المهاجرين على مغالبة الحنين المستثار، وسَرعان ما ساروا في ركب متجهين
    نحو مكة، ويتقدمهم عثمان ورقيِّة، ولكن يا للخيبة المريرة، فما أن
    بلغوا مشارف مكة، حتى أحاطت بهم صيحات الوعيد والهلاك. وطرقت رقيِّة
    باب أبيها تحت جنح الظلام، فسمعت أقدام فاطمة وأم كلثوم، وما أن فتح
    الباب حتى تعانق الأحبة، وانهمرت دموع اللقاء. وأقبل محمدr نحو ابنته
    يحنو عليها ويسعفها لتثوب إلى السكينة والصبر، فالأم خديجة قد قاست مع
    رسول الله وآل هاشم كثيراً من الاضطهاد مع أنها لم تهاجر، وقد ألقاها
    المرض طريحة الفراش، لتودع الدنيا وابنتها ما تزال غائبة في الحبشة.

    عودة رقيِّة إلى الحبشة:

    وعندما علمت قريش برجوع المؤمنين المهاجرين، عملت على إيذائهم أكثر من
    قبل، واشتدت عداوتهم على جميع المؤمنين، مما جعل أصحاب r في قلق،
    ولكنهم اعتصموا بكتاب الله، مما زاد ضراوة المشركين وزاد من عذابهم.
    وراح الفجرة الكفرة، يشددون على المسلمين في العذاب، وفي السخرية حتى
    ضاقت عليهم مكة، وقاسى عثمان بن عفان من ظلم أقربائه وذويه الكثير.
    ولكن عثمان صبر وصبرت معه رقيِّة مما جعل قريش، تضاعف وجبات العذاب
    للمؤمنين، فذهبوا إلى رسول الله r يستأذنونه في الهجرة إلى الحبشة فأذن
    لهم، فقال عثمان بن عفان t: يا رسول الله، فهجرتنا الأولى وهذه الآخرة
    إلى النجاشي، ولست معنا. فقال رسول الله r:" أنتم مهاجرون إلى الله
    وإلي، لكم هاتان الهجرتين جميعاً". فقال عثمان: فحسبنا يا رسول الله.

    وهاجرت رقيِّة ثانية مع زوجها إلى الحبشة مع المؤمنين الذين بلغوا
    ثلاثة وثمانين رجلاً. وبهذا تنفرد رقيِّة ابنة رسول الله بأنها الوحيدة
    من بناته الطاهرات التي تكتب لها الهجرة إلى بلاد الحبشة، ومن ثم عُدت
    من أصحاب الهجرتين. قال الإمام الذهبي {رحمه الله} عن هجرة رقيِّة
    وعثمان رضي الله عنهما :" هاجرت معه إلى الحبشة الهجرتين جميعاً.
    وفيهما قال رسول الله r: "إنهما أول من هاجرا إلى الله بعد لوط".
    ولم يطل المقام برقيِّة في مكة، ففي العام الثالث عشر للبعثة، كان أكثر
    المؤمنين من أهل البيت الحرام قد وصلوا إلى المدينة المنورة، ينتظرون
    نبيهم محمداً ليأتي إليهم وإلى اخوتهم الأنصار مهاجراً مجاهداً. وهناك
    في المدينة جلست رقيِّة مع زوجها عثمان، ووضعت مولودها الجميل عبد
    الله... وراحت تملأ عينها من النظر إليه، لكي تنسى مرارة فقدها
    لجنينها، ولوعة مصابها في أمها، وما قاسته في هجرتها وهي بطلة الهجرتين
    من شجن الغربة. ويبدأ صراع جديد بين الحق والباطل، وترى رقيِّة بوادر
    النصر لأبيها، فالله عز وجل قد أذن له وللمؤمنين أن يقاتلوا المشركين،
    ليدعموا بنيان المجتمع الإسلامي الجديد الذي بنوه بأيديهم في يثرب.


    يـــــــــــــــتــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــ ع
    التعديل الأخير تم بواسطة kholio5 ; 21-01-2007 الساعة 09:47 PM

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    4,740
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-11-2016
    على الساعة
    06:52 PM

    افتراضي رقية بنت الرسول رضي الله عنها الحلقة الثانية

    رقية بنت الرسول رضي الله عنها الحلقة الثالثة والأخيرة

    وفاتها
    وينمو عبد الله ابن المجاهدين العظيمين نمواً طيباً، ولكن شدة العناية
    قد توقع في ما يحذره الإنسان أحياناً، فما بال عبد الله يميل نحو
    الهبوط، وتذبل ريحانته بعد أن كان وردة يفوح عطرها، ويزكو أريجها يا
    لله... وأخذ الزوجان يرقبان بعيون دامعة، وقلب حزين سكرات الموت
    يغالبها الصغير بصعوبة تقطع الفؤاد. ومات ابن رقيِّة، بعد أن بلغ ست
    سنين ومات بعد أن نقر الديك وجهه(عينه)، فتورم وطمر وجهه ومرض ثم مات،
    وبكته أمه وأبوه، وافتقد جده بموته ذلك الحمل الوديع الذي كان يحمله
    بين يديه كلما زار بيت ابنته، ولم تلد رقيِّة بعد ذلك.



    ولم يكن لرقيِّة سوى الصبر وحسن التجمل به، ولكن كثرة ما أصابها في
    حياتها من مصائب عند أم جميل، وفي الحبشة، كان لها الأثر في أن تمتد
    إليها يد المرض والضعف، ولقد آن لجسمها أن يستريح على فراش أعده لها
    زوجها عثمان، وجلس بقربها الزوج الكريم يمرضها ويرعاها، ويرى في وجهها
    علامات مرض شديد وألم قاس تعانيه، وراح عثمان يرنو بعينين حزينتين إلى
    وجه رقيِّة الذابل، فيغص حلقه آلاما، وترتسم الدموع في عينيه، وكثيراً
    ما أشاح بوجهه لكي يمسك دمعة تريد أن تنهمر، ولقد كانت رقيِّة تحس هذا
    الشيء، فتتجلد وتبذل ما أمكنها، لكي تبتسم له ابتسامة تصطنعها حتى تعود
    إليه إشراقة وجهه النضير... وتنهال على رأسه الذكريات البعيدة، ورأى
    رقيِّة وهي في الحبشة تحدث المهاجرات حديثاً يدخل البهجة إلى النفوس،
    ويبعث الآمال الكريمة في الصدور، وتقص عليهن ما كانت تراه من مكارم
    أبيها رسو ل الله r، وحركت هذه الذكريات أشجان عثمان، وزادت في مخاوفه،
    وكان أخشى ما يخشاه أن تموت رقيِّة، فينقطع نسبه لرسول الله r.


    ورنا عثمان ثانية إلى وجه زوجته الذابل، ففرت سكينته، ولفه حزن شديد
    ممزوج بخوف واضطراب، حيث كانت الأنفاس المضطربة التي تلتقطها رقيِّة
    جهدها، تدل على فناء صاحبتها. كانت رقيِّة تغالب المرض، ولكنها لم
    تستطع أن تقاومه طويلاً، فأخذت تجود بأنفاسها، وهي تتلهف لرؤية أبيها
    الذي خرج إلى بدر، وتتلهف لرؤية أختها زينب في مكة، وجعل عثمان يرنو
    إليها من خلال دموعه، والحزن يعتصر قلبه، مما كان أوجع لفؤاده أن يخطر
    على ذهنه، أن صلته الوثيقة برسول الله r توشك أن تنقطع. وكان مرض
    رقيِّة رضي الله عنها الحصبة، ثم بعد صراعها مع هذا المرض، لحقت رقيِّة
    بالرفيق الأعلى، وكانت أول من لحق بأم المؤمنين خديجة من بناتها، لكن
    رقيِّة توفيت بالمدينة، وخديجة توفيت بمكة قبل بضع سنين، ولم ترها
    رقيِّة، وتوفيت رقيِّة، ولم تر أباها رسول الله، حيث كان ببدر مع
    أصحابه الكرام، يعلون كلمة الله، فلم يشهد دفنها صلى الله عليه وسلم.


    وحُمِل جثمان رقيِّة رضي الله عنها على الأعناق، وقد سار زوجها خلفه،
    وهو واله حزين، حتى إذا بلغت الجنازة البقيع، دفنت رقيِّة هنالك، وقد
    انهمرت دموع المشيعين. وسوى التراب على قبر رقيِّة بنت رسول الله صلى
    الله عليه وسلم، ثم عاد المجاهدون من بدر يبشرون المؤمنين بهزيمة
    المشركين، وأسر أبطالهم. وفي المدنية المنورة خرج رسول الله إلى
    البقيع، ووقف على قبر ابنته يدعو لها بالغفران. لقد ماتت رقيِّة ذات
    الهجرتين قبل أن تسعد روحها الطاهرة بالبشرى العظيمة بنصر الله، ولكنها
    سعدت بلقاء الله في داره.
    ولما توفيت رقيِّة بكت النساء عليها، في رواية ابن سعد: قال: لما ماتت
    رقيِّة بنت رسول الله، قال: " ألحقي بسلفنا عثمان بن مظعون" فبكت
    النساء عليها، فجعل عمر يضربهن بسوطه. فأخذ النبي rبيده، وقال: " دعهن
    يبكين"، ثم قال: " ابكين، وإياكن ونعيق الشيطان؛ فإنه مهما يكن من
    القلب والعين فمن الله والرحمة، ومهما يكن من اليد واللسان فمن
    الشيطان"، فقعدت فاطمة على شفير القبر إلى جنب رسول الله صلى الله عليه
    وسلم فجعلت تبكي، فجعل رسول الله يمسح الدمع عن عينها بطرف ثوبه.


    رحم الله رقيِّة بطلة الهجرتين، وصلاة وسلاماً على والدها في العالمين
    ورحم معها أمها وأخواتها وابنها وشهداء بدر الأبطال، وسلام عليها وعلى
    المجاهدين الذين بذلوا ما تسع لهم أنفسهم به من نصره لدين الله ودفاع
    عن كلمة الحق والتوحيد إلى يوم الدين، و السعي إلى إعلاء كلمة الله
    التعديل الأخير تم بواسطة kholio5 ; 21-01-2007 الساعة 10:32 PM

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    5,424
    آخر نشاط
    12-07-2013
    على الساعة
    02:24 PM

    افتراضي

    تحية تقدير وأحترام لك أخي kholio

    موضوع قيم وعظيم وطريقة عرض بغاية الروعة

    تسلم إيدك وجزاك الله الجنة

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    490
    آخر نشاط
    03-05-2009
    على الساعة
    10:24 AM

    افتراضي

    السلام عليكم
    سلمت يمينك اخي اسال الله ان يرزقك بكل حرف الف حسنة..
    طرح طيب جدا ماشاء الرحمن

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    4,740
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-11-2016
    على الساعة
    06:52 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nura مشاهدة المشاركة
    تحية تقدير وأحترام لك أخي kholio

    موضوع قيم وعظيم وطريقة عرض بغاية الروعة

    تسلم إيدك وجزاك الله الجنة
    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nour_el_huda مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    سلمت يمينك اخي اسال الله ان يرزقك بكل حرف الف حسنة..
    طرح طيب جدا ماشاء الرحمن
    جزاكن الله خير اختي الفاضلة نورا و اختي الفاضلة نور الهدى ونرجو من الله الأخلاص في النية والعمل وبارك الله فيكن وجمعكن الله مع امهات المؤمنين اللهم امين

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    4,740
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-11-2016
    على الساعة
    06:52 PM

    افتراضي أم كلثوم رضي الله عنها

    أم كلثوم رضي الله عنها

    اسمها ونسبها
    هي أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. من السيدة خديجة رضى الله عنها

    أسلمت مع امها واخواتها عند بزوغ فجر الإسلام .. تزوجها عتيبة بن أبي لهب إلا أنه لم يدخل بها ، وما لبث أن طلقها استجابة لأمر أبيه بسبب رفضهم الإسلام ، وزاد عتيبة في أن جاء إلى الرسول بعد ان فارق أم كلثوم وقال: كفرت بدينك وفارقت ابنتك وسطا عليه.

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أما إني أسأل الله أن يسلط عليك كلبا من كلابه)

    وكان خارجا إلى الشام تاجراً مع نفر من قريش حتى نزلوا مكاناً من الشام يقال له الزرقاء ليلا فأطاف بهم الأسد تلك الليلة، فجعل عتيبة يقول: يا ويل أمه، هو الله آكله بدعوة محمد، قاتلي ابن أبي كبشة وهو بمكة وأنا بالشام.

    وفال أبو لهب: يا معشر قريش أعينونا هذه الليلة، فإني أخاف دعوة محمد فجمعوا أحمالهم وفرشوا لعتيبة في أعلاها وناموا حوله، فقيل: إن الأسد انصرف عنهم حتى ناموا وعتيبة في وسطهم، ثم أقبل يتخطاهم ويتشممهم حتى أخذ برأس عتيبة ففدغه.
    حبيسة الشعب :

    عانت أم كلثوم رضي الله عنها أوقا عصيبة في أثناء عزل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه وأهله في شعب أبي طالب لمدة ثلاث سنوات ، فاستحملت مع أهلها الظروف الصعبة التي يواجهونها من قلة في المؤن والغذاء بالإضافة إلى أن السيدة خديجة كانت قد مرضت في هذه الفترة ، فكان عليها أن تهتم بوالدتها إضافة إلى تربية أختها الصغرى السيدة فاطمة رضي الله عنهما ، ذلك لأن السيدة زينب والسيدة رقية كانتاقد تزوجتا، ألقت السنوات البطئية التي قضوها في الشعب بظلالها الحزينة فقد فارت السيدة خديجة الحياة بسبب المرض ، فاصبرت السيدة أم كلثوم واهتمت برعاية أختها .
    هجرتها :

    هاجرت أم كلثوم مع أختها فاطمة الزهراء ، وزوجة الرسول سودة بنت زمعة، ثاني زوجاته بعد خديجة رضي الله عنها، بكل شوق وحنان إلى المدينة ، فاستقبلهن الرسول -صلى الله عليه وسلم، وأتى بهنّ إلى داره التي أعدّها لأهله بعد بناء المسجد النبوي الشريف .
    زواجها :

    بعد أن توفيت رقيـة بنت رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- ومضت الأحزان والهموم ، يزوّج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن عفان من أم كلثـوم فيتبدل الحال وتمضي سنة الحياةوقد روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال ( أتاني جبريل فقال ( إن الله يأمرك أن تزوج عثمان أم كلثوم على مثل صداق رقية وعلى مثل صحبتها وأصبح عثمان ذا النورين ، وكان هذا الزواج في ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرةوعاشت أم كلثوم عند عثمان ولكن لم تلد له.

    وفاتها :

    توفيت أم كلثوم -رضي الله عنها- في شهر شعبان سنة تسع من الهجرةوقد جلس الرسول -صلى الله عليه وسلم- على قبرها وعيناه تدمعان حُزناً على ابنته
    الغالية ، وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أنه قال بعد وفاة أم كلثوم رضي الله عنها ، لو كان عندي ثالثة زوجتها عثمان " رضي الله عنه .

    رحم الله السيدة أم كلثوم رضي الله عنها ..

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    4,740
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-11-2016
    على الساعة
    06:52 PM

    افتراضي فاطمة الزهراء رضي الله عنها

    فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله علية وسلم {رضي الله عنها}

    مولدها ونشأتها:
    هي فاطمة بنت محمد بن عبدا لله بن هاشم - سيد المرسلين وخاتم النبيين
    سيد ولد آدم - عليه صلوات الله وسلامه وصغرى بناته وهي أيضا ابنة خديجة
    أول النساء إيمانا بالإسلام وهي زوج علي بن أبي طالب، أول من أسلم من
    الصبيان فما سجد لصنم، وما انحنى لوثن وهو المجاهد مع النبي منذ صغره،
    وهو خليفة المسلمين الرابع، وهي أم الحسنين سيدا شباب أهل الجنة .
    ولقد شاء الله أن يقترن مولد فاطمة في يوم الجمعة الموافق للعشرين من
    جمادى الآخرة في السنة الخامسة قبل البعثة بقليل بالحادث العظيم الذي
    ارتضت فيه قريش (محمدا) حكما لما اشتد الخلاف بينهم حول وضع الحجر
    الأسود بعد تجديد بناء الكعبة، وكيف استطاع عليه الصلاة والسلام برجاحة
    عقله أن يحل المشكلة وينقذ قريش مما كان يتهددها من حرب ودمار وإسالة
    دماء وعداوة بين الأهل والعشيرة.
    حمل الأب الحاني ابنته المباركة يهدهدها ويلاطفها، وكانت فرحة خديجة
    كبيرة ببشاشته ، وهو يتلقى الأنثى الرابعة في أولاده، ولم يظهر عليه
    غضب ولا ألم لأنه لم يرزق ذكرا وكانت فرحة خديجة اكبر حين وجدت ملامح
    ابنتها تشبه ملامح أبيها، وقد استبشر الرسول بمولدها فهي النسمة
    الطاهرة التي سيجعل الله نسله منها .

    وعن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قالت : كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه الناس وجها برسول الله صلى الله عليه وسلم .
    وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت :ما رأيت أحدا من خلق الله أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة.
    وقد كان تسميتها فاطمة بإلهام من الله تعالى فقد روى الديلمي عن أبى هريرة رضي الله عنه عن علي أنه عليه السلام قال :"إنما سميت فاطمة؛ لأن الله فطمها وحجبها من النار ". والفطم هو القطع والمنع .
    ترعرعت فاطمة في بيت النبوة الرحيم، والتوجيه النبوي الرشيد، وبذلك نشأة على العفة وعزة النفس وحسن الخلق ،متخذتا أباها رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى لها والقدوة الحسنة في جميع تصرفاتها. وما كادت الزهراء أن تبلغ الخامسة حتى بدأ التحول الكبير في حياة أبيها بنزول الوحي عليه، وقد تفتحت مداركها على أبيها ويعاني من صد قريش وتعنت سادتها، وشاهدت العديد من مكائد الكفار واعتدائهم على الرسول الكريم، وكان أقسى ما رأته فاطمة عندما ألقى سفيه مكة عقبة بن أبي معيط الأذى على رأس أبيها وهو ساجد يصلي في ساحة الكعبة ويبقى الرسول صلى الله عليه وسلم ساجدا إلى أن تتقدم فاطمة وتلقي عنه القذر .
    وكان من أشد ما قاسته من آلام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد الذي حوصر فيه المسلمون مع بني هاشم في شعب أبى طالب ، وأقاموا على ذلك ثلاثة سنوات ، فلم يكن المشركون يتركون طعاما يدخل مكة ولا بيعا إلا واشتروه ، حتى أصاب التعب بني هاشم واضطروا إلى أكل الأوراق والجلود ، وكان لا يصل إليهم شيئا إلا مستخفيا، ومن كان يريد أن يصل قريبا له من قريش كان يصله سرا.
    وقد أثر الحصار والجوع على صحة فاطمة فبقيت طوال حياتها تعاني من ضعف البنية، ولكنه زادها إيمانا ونضجا . وما كادت الزهراء الصغيرة تخرج من محنة الحصار حتى فوجئت بوفاة أمها خديجة - رضي الله عنها - فامتلأت نفسها حزنا وألما،ووجدت نفسها أمام مسؤوليات ضخمه نحو أبيها النبي الكريم، وهو يمر بظروف قاسية خاصة بعد وفاة خديجة رضي الله عنها وعمه أبى طالب. فما كان منها إلا أن ضاعفت الجهد وتحملت الأحداث في صبر ، ووقفت إلى جانب أبيها لتقدم له العوض عن امها الغاليه واكرم الزوجات ولذلك كانت تكنى بأم أبيها.
    ثم جاءت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يثرب بعد أن لم يبق له في مكة مكان وعلى أثره هاجر علي رضي الله عنه وكان قد تمهل ثلاثة أيام في مكة ريثما أدى عن النبي الودائع التي كانت عنده للناس وبقيت فاطمة وأختها أم كلثوم حتى جاء رسول من أبيها صلى الله عليه وسلم فصحبهما إلى يثرب ،ولم تمر هجرتهما بسلام فما كادتا تودعان مكة حتى طاردهما اللئام من مشركي قريش ونخس أحد سفهاء مكة يدعى "الحويرث بن نقيذ" بعيرهما فرمى بهما إلى الأرض ،وكانت فاطمة يومئذ ضعيفة نحيله الجسم ، وتركهما يسيران بقية الطريق إلى أن وصلا إلى المدينة، وقد اشتد غضب الرسول صلى الله عليه وسلم على من آذى ابنتيه ،فأهدر دمه.

    زواج السيدة فاطمة الزهراء وحياتها في بيتها:
    بعد أن تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة- رضي الله عنها- تقدم كبار الصحابة لخطبة الزهراء، بعد أن كانوا يحجمون عن ذلك سابقا لوجودها مع أبيها صلى الله عليه وسلم وخدمتها إياه. فقد تقدم لخطبة الزهراء أبو بكر وعمر وعبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنهم- ولكن النبي صلى الله عليه وسلم اعتذر في لطف ورفق، وتحدث الأنصار إلى علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - وشجعوه على التقدم لخطبة فاطمة، واخذوا يذكرونه بمكانته في الإسلام وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تشجع وذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم خاطبا، وعندما حضر مجلس النبي غلبه الحياء فلم يذكر حاجته ، وأدرك رسول الله ما ينتاب علي من حرج فبادره بقوله :ما حاجة ابن أبي طالب ؟
    أجاب علي :ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مرحبا وأهلا ..
    وكانت هذه الكلمات بردا وسلاما على قلب علي فقد فهم منها، وكذلك فهم أصحابه أن رسول الله يرحب به زوجا لابنته . وكانت تلك مقدمة الخطبة ،عرف علي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله يرحب به زوجا لأبنته فاطمة ،فلما كان بعد أيام ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطب فاطمة … وكان مهرها رضي الله عنها درعا أهداها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى علي في غزوة بدر،
    وقد دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما ".
    لم تكن حياة فاطمة في بيت زوجها مترفة ولا ناعمة، بل كانت أقرب للخشونة والفقر، وقد كفاها زوجها الخدمة خارجا وسقاية الحاج وأسنده لأمة، وكان علي رضي الله عنه يساعدها في شؤون المنزل. قال علي رضي الله عنه : لقد تزوجت فاطمة وما لي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل ونجلس عليه بالنهار،ومالي ولها خادم غيرها ، ولما زوجها رسول الله بي بعث معها بخميلة ووسادة أدم حشوها ليف ورحائين وسقاء وجرتين، فجرت بالرحى حتى أثرت في يدها،واستقت بالقربة بنحرها ،وقمّت البيت حتى اغبرت ثيابها .
    ولما علم علي – كرم الله وجهه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جاءه خدم قال لفاطمة :لو أتيت أباك فسألتيه خادما ،فأتته فقال النبي ما جاء بك يا بنيه؟ قالت :جئت لأسلم عليك،واستحيت أن تسأله ورجعت ،فأتاها رسول الله من الغد فقال :ما كانت حاجتك ؟فسكتت فقال علي :والله يا رسول الله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري،وهذه فاطمة قد طحنت حتى مجلت يداها وقد أتى الله بسبي فأخدمنا.
    فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :"لا والله ،لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تتلوى بطونهم ،لا أجد ما أنفق عليهم ولكن أبيع وأنفق عليهم بالثمن “ فرجعا إلى منزلها ،فأتاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخفف عنهما عناءهما وقال لهما برفق وحنان :ألا أخبركما بخير مما سألتماني ؟ قالا: بلى: فقال :"كلمات علمنيهن جبريل :تسبحان الله دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان عشرا ، وتكبران عشرا ،وإذا أويتما إلى فراشكما تسبحان ثلاثة وثلاثين ،وتحمدان ثلاثة وثلاثين ،وتكبران أربعا وثلاثين " وخيمت السعادة على بيت فاطمة الزهراء عندما وضعت طفلها الأول في السنة الثالثة من الهجرة ففرح به النبي فرحا كبيرا فتلا الآذان على مسمعه، ثم حنكه بنفسه وسماه الحسن ،فصنع عقيقة في يوم سابعه، وحلق شعره وتصدق بزنة شعره فضة . وكان الحسن أشبه خلق الله برسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه، وما أن بلغ الحسن من العمر عاما حتى ولد بعده الحسين في شهر شعبان سنة أربع من الهجرة ، وتفتح قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبطيه (الحسن والحسين)،فغمرهما بكل ما امتلأ به قلبه من حب وحنان وكان صلى الله عليه وسلم يقول:"اللهم أني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما " وتتابع الثمر المبارك فولدت الزهراء في العام الخامس للهجرة طفلة اسماها جدها صلى الله عليه وسلم (زينب ).وبعد عامين من مولد زينب وضعت طفلة أخرى اختار لها الرسول اسم (أم كلثوم ) .
    وبذلك آثر الله فاطمة بالنعمة الكبرى ،فحصر في ولدها ذرية نبيه صلى الله عليه وسلم ،وحفظ بها أفضل سلالات البشرية . وقد بلغ من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها- أنه لا يخرج من المدينة حتى يكون آخر عهده بها رؤية فاطمة، فإذا عاد من سفره بدأ بالمسجد فيصلي ركعتين ،ثم يأتي فاطمة ،ثم يأتي أزواجه، وقد قال عليه الصلاة والسلام :" إنما فاطمة بضعة فمن أغضبها فقد أغضبني" . ولم يرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يراها تلبس الحلي وأمرها ببيعها والتصدق بثمنها ؛ وما ذلك إلا لأنها بضعة منه وأنه يريدها مثلا أعلى في الزهد والصبر والتقشف كما كان هو صلى الله عليه وسلم،ولتتبوأ بجدارة منزلة سيدة نساء العالمين يوم القيامة.
    ولقد هم علي كرم الله وجهه بالزواج من بنت أبى جهل - لعنه الله، على السيدة فاطمة رضي الله عنها،وفي حسبانه أنه يجوز على بنات النبي صلى الله عليه وسلم ما يجوز على سائر النساء فيما أحله الشرع للمسلمين من تعدد الزوجات، وعندما بلغ رسول الله ذلك خرج إلى المسجد مغضبا حتى بلغ المنبر فخطب الناس
    فقال:"إن بني هشام بن مغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم ،ثم لا آذن لهم، ثم لا آذن لهم،إلا أن يريد علي بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، وإني لست أحرم حلالا،ولا أحل حراما ،لكن والله لا تجتمع بنت رسول الله ،وبنت عدو الله أبدا. فترك علي الخطبة. .
    وهذا دليل على حبه صلى الله عليه وسلم لبناته في بيئة وأدت بناتها .
    وقد مرت السيدة فاطمة رضي الله عنها بأحداث كثيرة ومتشابكة وقاسية وذلك منذ نعومة أظفارها حيث شهدت وفاة أمها،ومن ثم أختها رقية، وتلتها في السنة الثامنة للهجرة أختها زينب ،وفي السنة التاسعة أختها أم كلثوم .
    وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم :
    ولما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ،وأرسى قواعد الإسلام وأدى الأمانة ونصح الأمة وأكمل الله الدين. حان وقت الرحيل عن الدنيا الفانية، وأخذت طلائع التوديع للحياة تظهر على ملامح الرسول صلى الله عليه وسلم وتتضح من خلال عباراته وأفعاله . فقد اعتكف في رمضان في السنة العاشرة عشرين يوما، بينما كان لا يعتكف إلا عشرة أيام، وكان يدارسه جبريل عليه السلام مرتين وما قاله لمعاذ رضي الله عنه "يا معاذ انك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا.
    وما قاله في خطبة الوداع :" أيها الناس اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا . وشهادة الناس له انه بلغ وأدى ونصح ...".وكان بداية مرضه صلى الله عليه وسلم بعد حجة الوداع في اليوم التاسع والعشرين من شهر صفر سنة 11هجرية - وكان يوم الاثنين – وقد صلى المصطفى صلى الله عليه وسلم بالناس وهو مريض أحد عشر يوما وجميع أيام المرض كانت ثلاثة عشر يوما
    وما أن سمعت فاطمة بذلك حتى هرعت لتوها لتطمئن عليه، وهو عند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ،فلما رآها هش للقائها وقال : "مرحبا بابنتي فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسر إليها شيئا فبكت ،ثم اسر لها شيئا فضحكت. قالت -عائشة – قلت ما رأيت ضحكا اقرب من بكاء ،قلت : أي شيء أسر إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت الزهراء رضي الله عنها :ما كنت لأفشي سره ! فلما قبض سألتها فقالت: قال :ان جبريل كان يأتيني كل عام فيعارضني بالقرآن مرة وأنه أتاني العام فعارضني مرتين، ولا أظن إلا أجلي قد حضر ،فاتقي واصبري،فانه نعم السلف أنا لك . قالت فبكيت بكائي الذي رأيت :فلما رأى جزعي سارني الثانية ،فقال :" يا فاطمة،أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة ؟وانك أول أهلي لحاقا بي؟ فضحكت .ورأت فاطمة رضي الله عنها ما برسول الله من الكرب الشديد الذي يتغشاه ،فقالت : وأكرب أباه .فقال صلى الله عليه وسلم لها :ليس على أبيك كرب بعد اليوم يا فاطمة.
    ولما حضرت النبي الوفاة،بكت فاطمة حتى سمع النبي صوتها فقال صلى الله عليه وسلم "لا تبكي يا بنية ،قولي إذا مت :انا لله وانا إليه راجعون، فان لكل إنسان بها من كل مصيبة معوضة "، قالت فاطمة : ومنك يا رسول الله ؟قال : ومني .
    ولما مات الرسول صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة : يا أبتاه أجاب ربا، يا أبتاه في جنة الفردوس مأواه ،يا أبتاه إلى جبريل ننعاه .
    فلما دفن الرسول صلى الله عليه وسلم قالت : يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب ؟
    وبكت الزهراء أم أبيها ،وبكى المسلمون جميعا نبيهم ورسولهم محمد صلى الله عليه وسلم وذكروا قول الله تعالى :" إنك ميت وإنهم ميتون".
    حادثة فدك والإرث :
    ولما كان اليوم الذي توفي فيه رسول صلى الله عليه وسلم بويع لأبي بكر رضي الله عنه في ذلك اليوم ،فلما كان من الغد جاءت فاطمة إلى أبي بكر رضي الله عنه ومعها علي كرم الله وجهه، فقالت : ميراثي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي ،فقال :أمن الرثة أومن العقد ؟قالت :فدك-قرية كان للنبي صلى الله عليه وسلم نصفها – و خيبر وصدقاته بالمدينة أرثها كما يرثك بناتك إذا مت.
    فقال أبو بكر رضي الله عنه :أبوك والله خير مني، وأنت والله خير من بناتي ،وقد قال رسول الله: لا نورث ،ما تركنا صدقة (يعني هذه الأموال القائمة ) فيعلمن أن أباك أعطاكها،فو الله لئن قلت نعم لأقبلن قولك ،قالت:قد أخبرتك ما عندي. وقال لفاطمة وعلي والعباس :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا نورث ما تركناه صدقة "
    وفي رواية أخرى عن عروة ابن الزبير عن عائشة أن فاطمة أرسلت إلى أبى بكر تسأله ميراثها من النبي صلى الله عليه وسلم فيما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم تطلب صدقة رسول الله التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر
    والحكمة من ذلك أن الله تعالى صان الأنبياء أن يورثوا دنيا؛ لئلا يكون ذلك شبهة لمن يقدح في نبوتهم بأنهم طلبوا دنيا وورثوها لورثتهم، ثم إن من ورثة النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه، ومنهم عائشة بنت أبي بكر وقد حرمت نصيبها بهذا الحديث النبوي، ولو جرى أبو بكر مع ميله الفطري لأحب أن ترث ابنته.
    وطابت نفس فاطمة رضي الله عنه بما كان من قضاء أبي بكر رضي الله عنه، وأن الأنبياء لا يورثون مالا وعاشت زاهدة راضية حتى وافاها الأجل، فكانت أول اللاحقين بأبيها من أهل بيته كما بشرها بذلك، فطابت بالبشرى وعلمت أن الآخرة خير من الأولى وأبقى.
    وفاة فاطمة رضي الله عنها:
    أوصت الزهراء رضي الله عنها علي بن أبي طالب بثلاث وصايا في حديث دار بينهما قبل وفاتها. وقالت الزهراء يا ابن عم، انه قد نعيت إلي نفسي ، وإنني لا أرى حالي إلا لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة، وأنا أوصيك بأشياء في قلبي. فقال كرم الله وجهه : أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت . فقالت رضي الله عنها :يا ابن العم ما عهدتني كاذبة ولا خائفة، ولا خالفتك منذ عاشرتني .
    فقال رضي الله عنه : معاذ الله ! أنت أعلم بالله تعالى ، وأبر واتقى وأكرم وأشد خوفا من الله تعالى، وقد عز علي مفارقتك وفقدك إلا أنه أمر لابد منه، والله لقد جددت علي مصيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجل فقدك، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
    وقد أوصت الزهراء رضي الله عنها عليا كرم الله وجهه بثلاث:
    أولا:أن يتزوج بأمامة بنت العاص بن الربيع،وبنت أختها زينب رضي الله عنها .وفي اختيارها لأمامة رضي الله عنها قالت :أنها تكون لولدي مثلي في حنوتي ورؤومتي. وأمامه هي التي روى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحملها في الصلاة .
    ثانيا : أن يتخذ لها نعشا وصفته له ، وكانت التي أشارت عليها بهذا النعش أسماء بنت عميس رضي الله عنها، وذلك لشدة حياءها رضي الله عنها فقد استقبحت أن تحمل على الآلة الخشبية ويطرح عيها الثوب فيصفها، ووصفه أن يأتى بسرير ثم بجرائد تشد على قوائمه ، ثم يغطى بثوب .
    ثالثا :أن تدفن ليلا بالبقيع .
    لم يطل مرض الزهراء رضي الله عنها الذي توفيت فيه ، ولم يطل مقامها في الدنيا كثيرا بعد وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم ،وقد اختلفت الروايات في تحديد تاريخ وفاتها ، فقيل في الثالث من جمادى الآخرة سنة عشرة للهجرة وقيل توفيت لعشر بقين من جمادى الآخرة، أما الأرجح فإنها توفيت ليلة الثلاثاء يوم الاثنين من شهر رمضان سنة إحدى عشرة من الهجرة .
    وتوفيت وهي بنت تسع وعشرين سنة . وقيل كانت قبل وفاتها فرحة مسرورة لعلمها باللحاق بأبيها الذي بشرها أن تكون أول أهل بيته لحاقا به وقيل لبثت الزهراء بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة اشهر وفي رواية أخرى ستة اشهر.
    وقد نفذ علي كرم الله وجهه وصيتها ،فحملها في نعش كما وصفته له ودفنت بالبقيع ليلا ، وهي أول من حملت في نعش وأول من لحقت بالنبي صلى الله عليه وسلم من أهله.
    حملت فاطمة بين دموع العيون وأحزان القلوب ،وصلى عليها علي رضي الله عنة ونزل في قبرها،فضم ثرى الطيبة الطاهرة فاطمة الزهراء رضي الله عنها كما ضم جثمان أبيها المصطفى صلى الله عليه وسلم وأخواتها الثلاث :زينب، ورقيــة وأم كلثوم رضي الله عنهن .
    الخاتمة :
    قد جمعت في هذا البحث قبسات من سيرة سيدة نساء العالمين على أمل أن يكون ذلك نبراسا يضيء القلوب ويمحو منها تشكيك المتشككين في عظمة هذا البيت وهذه السيدة الطاهرة. فكل حياة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء دروس وعبر وعظات، ففي صباها ناصرت الدعوة ودافعت عن أبيها وذلك درس للأولاد،وفي تزويجها وجهازها وصبرها على شظف العيش حل لكثير من المشكلات،وفي فضائلها وخصائصها ومزاياها إصلاح لكثير من الأخلاقيات وفي اهتمام المصطفى بها وتنويهه بذكرها وتهذيبه لها درس للفتيات المسلمات ،وفي عفتها وطهارتها مرآة لكل فتاة .
    لقد ضربت لنا الزهراء نموذجا فريدا ومثلا أعلى في حياتها ، فقد كانت مثال الزوجة الصالحة الصابرة وكانت مثلا في حسن علاقتها مع جارتها وقريباتها، وكانت قدوة في رسالة الأمومة حتى كان من ذريتها ما كان. فرحم الله الزهراء ريحانة سيد ولد آدم وزوجة سيد الفرسان ، وأم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأم زينب بطلة كربلاء.
    رحمك الله يا فاطمة الطاهرة وجمعنا الله معك في جناتة ***********
    التعديل الأخير تم بواسطة kholio5 ; 22-01-2007 الساعة 12:20 AM

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    4,740
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-11-2016
    على الساعة
    06:52 PM

    افتراضي موعدنا في الغد بادن الله


    بعد ان استعرضنا نفحات من سيرة امنا خديجة الطيبة وبناتها
    نكمل مع زوجات الحبيب علية اطيب الصلاة والتسليم
    بالترتيب


    ام المؤمنين سودة بنت زمعة زوجة رسول الله
    ام المؤمنين عائشة بنت الصديق زوجة رسول الله
    ام المؤمنين حفصة بنت عمر زوجة رسول الله
    ام المؤمنين زينب بنت خزيمة زوجة رسول الله
    ام المؤمنين هند ام سلمة زوجة رسول الله
    ام المؤمنين زينب بنت جحش زوجة رسول الله
    ام المؤمنين جويرية بنت الحارث زوجة رسول الله
    ام المؤمنين صفية بنت حيي زوجة رسول الله
    ام المؤمنين رملة ام حبيب زوجة رسول الله
    ام المؤمنين مارية القبطية زوجة رسول الله
    ام المؤمنين ميمونة بنت الحارث زوجة رسول الله
    رضوان الله عليهن

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    5,424
    آخر نشاط
    12-07-2013
    على الساعة
    02:24 PM

    افتراضي

    ما شاء الله تسلم يدك أخي kholio
    تنسيق ممتاز ورائع لنساء بيت النبوة
    أدعو الله أن يجعل لك لكل حرف كتبته ونقلته ألف حسنة
    ونسأل الله العظيم أن يتقبل منك ومنا صالح الأعمال وأن ينفعنا بعلمكم
    بارك الله فيك أخي kholio

    متابعة لآخر كلمة بإذن الله

    ربنا يحميك

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    4,740
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-11-2016
    على الساعة
    06:52 PM

    افتراضي سودة بنت زمعة رضي الله عنها

    سودة بنت زمعة رضي الله عنها

    هي أول امرأة تزوجها الرسول بعد خديجة وبها نزلت آية الحجاب

    اسمها ونسبها:
    هي أم المؤمنين سوده بنت زمعة بن قيس بن عبد ود ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشية العامرية، وأمها الشمّوس بنت قيس بن زيد بن عمر الأنصارية.


    إسلامها:
    كانت سيدة جليلة نبيلة ضخمة، من فوا ضل نساء عصرها. كانت قبل أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو، أخي سهيل بن عمرو العامري. ولما أسلمت بايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم معها زوجها السكران وهاجرا جميعاً إلى أرض الحبشة، وذاقت الويل في الذهاب معه والإياب حتى مات عنها وتركها حزينة مقهورة لا عون لها ولا حرفة وأبوها شيخ كبير.

    زواجها:
    في حديث لعائشة عن خولة بنت حكيم، أن خولة بنت حكيم السلمية رفيقة سودة في الهجرة إلى الحبشة وزوجها عثمان بن مظعون لما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها: أنها صغيرة ويريد من هي أكبر سناً لتدبير شؤون بيته ورعاية فاطمة الزهراء.
    فعرضت الزواج من سوده بنت زمعة، فهي امرأة كبيرة وواعية، رزان ومؤمنة، وأن جاوزت صباها وخلت ملامحها من الجمال. ولم تكد خولة تتم كلامها حتى أثنى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم- فأتى فتزوجها.
    تزوج النبي صلى الله عليه وسلم- بسودة ولديها ستة أبناء وكان زواجها في رمضان في السنة العاشرة من النبوة، بعد وفاة خديجة بمكة، وقيل: سنة ثمانية للهجرة على صداق قدره أربعمائة درهم، وهاجر بها إلى المدينة.



    فضلها :
    تعد سودة – رضي الله عنها - من فواضل نساء عصرها، أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم ، وهاجرت إلى أرض الحبشة. تزوج بها الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت إحدى أحب زوجاته إلى قلبه، عرفت بالصلاح والتقوى، روت عن النبي أحاديث كثيرة وروى عنها الكثير. ونزلت بها آية الحجاب، فسجد لها ابن عباس. وكانت تمتاز بطول اليد، لكثرة صدقتها حيث كانت امرأة تحب الصدقة.

    صفاتها:
    لما دخلت عائشة رضي الله عنها بيت الرسول صلى الله عليه وسلم زوجة محبوبة تملأ العين بصباها ومرحها وذكائها، شاءت سودة أن تتخلى عن مكانها في بيت محمد صلى الله عليه وسلم فهي لم تأخذ منه إلا الرحمة والمكرمة، وهذه عائشة يدنيها من الرسول المودة والإيثار والاعتزاز بأبيها، وملاحة يهواها الرجل.
    وقد أنس الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بمرحها وصباها في بيته فانقبضت سودة وبدت في بيت زوجها كالسجين، ولما جاءها الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً وسألها إن كانت تريد تسريحاً، وهو يعلم أن ليس لها في الزواج مأرب إلا الستر والعافية وهما في عصمة الرسول ونعمة الله، قالت سودة وقد هدأت بها غيرة الأنثى: يا رسول الله مالي من حرص على أن أكون لك زوجة مثل عائشة فأمسكني، وحسبي أن أعيش قريبة منك، أحب حبيبك وأرضى لرضاك.
    ووطدت سوده نفسها على أن تروض غيرتها بالتقوى، وأن تسقط يومها لعائشة وتؤثرها على نفسها، وبعد أن تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بحفصة بنت عمر جبراً لخاطرها المكسور بعد وفاة زوجها وسنها لم يتجاوز الثامنة عشر، هانت لدى سودة الحياة مع ضرتين ندتين كلتاهما تعتز بأبيها، ولكنها كانت أقرب لعائشة ترضيها لمرضاة زوجها.


    وكانت سوده ذات أخلاق حميدة، امرأة صالحة تحب الصدقة كثيراً، فقالت عنها عائشة – رضي الله عنها -: اجتمع أزواج النبي عنده ذات يوم فقلن: يا رسول الله أيّنا أسرع بك لحاقاً؟ قال: أطولكن يداً، فأخذنا قصبة وزرعناها؟ فكانت زمعة أطول ذراعاً فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفنا بعد ذلك أن طول يدها كانت من الصدقة.
    عن هشام، عن ابن سيرين: أن عمر رضي الله عنه- بعث إلى سودة بفرارة دراهم، فقالت: في الغرارة مثل التمر، يا جارية: بلغيني الفتح، ففرقتها.



    أعمالها:
    روت سودة – رضي الله عنها- خمسة أحاديث، وروى عنها عبدالله بن عباس ويحيى بن عبدالله بن عبد الرحمن بن سعدين زاره الأنصاري. وروى لها أبو داود والنسائي وخرج لها البخاري .


    وفاتها:
    توفيت سودة في آخر زمن عمر بن الخطاب، ويقال إنها توفيت بالمدينة المنورة في شوال سنة أربعة وخمسون، وفي خلافة معاوية. ولما توفيت سوده سجد ابن عباس فقيل له في ذلك؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا رأيتم آية فاسجدوا" ، فأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.




    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



    يتبع إنشاء الله تعالى

صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة

مع نساء بيت النبوة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. يا نساء دوركن فقد نام الرجال
    بواسطة سندس العربية في المنتدى منتديات المسلمة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 26-12-2009, 01:00 AM
  2. من هدى النبوة
    بواسطة @سالم@ في المنتدى منتديات الدعاة العامة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-11-2007, 06:51 AM
  3. من دلائل النبوة
    بواسطة إكليل الذهب في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-06-2007, 03:38 AM
  4. الرد على : نساء النبى
    بواسطة السيف البتار في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-12-2006, 01:49 AM
  5. نساء يعتنقن الاسلام
    بواسطة muslim1979 في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-08-2006, 02:07 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

مع نساء بيت النبوة

مع نساء بيت النبوة