5- وإذا أكملنا رسالة بطرس الأولى بعد أن عرفنا أنه يوجه رسالته إلى الذين أصبحوا نصارى من بنى إسرائيل فنجده يقول لهم
2 :9(( و اما انتم فجنس مختار و كهنوت ملوكي امة مقدسة شعب اقتناء )) لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب
2 :10(( الذين قبلا لم تكونوا شعبا و اما الان فانتم شعب الله ))الذين كنتم غير مرحومين و اما الان فمرحومون
انه يتحدث عن من أمنوا بالمسيح عليه الصلاة والسلام من بنى إسرائيل ويقول أنهم هم الشعب المختار
أي أن الشعب المختار لا يزال موجودا فى بنى إسرائيل ولكنه في فئة محددة وهم النصارى منهم فقط ، وأن من كانوا قبلهم (أي الذين عبدوا البعل أو اليهود الذين رفضوا رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام) ليسوا بالشعب
والدليل على ذلك هو :-
أ- عندما وصفت الرسالة (الذين قبلا) بأنهم لم يكونوا شعبا فإنه كان يقصد الذين لم يؤمنوا من بنى اسرائيل :-
وقلدوا الأمم وأيضا اليهود الذين رفضوا رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام عندما بعثه الله عز وجل إليهم وليس كل بني إسرائيل لأن العهد القديم أشار أكثر من مرة على أن المؤمنين من بني إسرائيل أنهم شعب الله (تثنية 7: 6 الى 7: 12 )، (إشعياء 41: 8 ، 48 :12)
فكيف يأتي كاتب الرسالة وينكر ذلك ويقول أن بنى إسرائيل فى مطلقهم لم يكونوا شعبا ؟؟!!!!!!!!!!
ولكنه لم يكن يقصد كل بنى إسرائيل ولكن كان يقصد الفئة التي كفرت
فنقرأ من سفر التثنية :-
7 :6 لانك انت شعب مقدس للرب الهك اياك قد اختار الرب الهك لتكون له شعبا اخص من جميع الشعوب الذين على وجه الارض
7 :7 ليس من كونكم اكثر من سائر الشعوب التصق الرب بكم و اختاركم لانكم اقل من سائر الشعوب
7 :8 بل من محبة الرب اياكم و حفظه القسم الذي اقسم لابائكم اخرجكم الرب بيد شديدة و فداكم من بيت العبودية من يد فرعون ملك مصر
7 :9 فاعلم ان الرب الهك هو الله الاله الامين الحافظ العهد و الاحسان للذين يحبونه و يحفظون وصاياه الى الف جيل
7 :10 و المجازي الذين يبغضونه بوجوههم ليهلكهم لا يمهل من يبغضه بوجهه يجازيه
7 :11 فاحفظ الوصايا و الفرائض و الاحكام التي انا اوصيك اليوم لتعملها
7 :12 و من اجل انكم تسمعون هذه الاحكام و تحفظون و تعملونها يحفظ لك الرب الهك العهد و الاحسان اللذين اقسم لابائك
ب- كما أنه يشير في العدد (10) بسفر هوشع الذي كان يتحدث عن بني إسرائيل الذين تم عقابهم ثم يرحمون ويصيروا شعب الله ولم يكن يتحدث عن الأمم :-
حيث يقول هوشع :-
2 :1 قولوا لاخواتكم عمي و لاخوتكم رحامة
ثم يقول :-
2 :23 و ازرعها لنفسي في الارض و ارحم لورحامة و اقول للوعمي انت شعبي و هو يقول انت الهي
وفى الحقيقة أن سفر هوشع كان يتكلم بمنتهى الصراحة عن بنى إسرائيل الذين عبدوا البعل وقلدوا الأمم (أي عملوا إرادة الأمم سالكين في الدعارة والشهوات وإدمان الخمر (1 بطرس 4 :3 ))
ولم يكن يتكلم عن الأمم
فمن قيل لهم (لوعمى) أي لستم شعبي، طبقا لسفر هوشع هم (مملكة إسرائيل الشمالية وكانوا عبارة عن عشرة أسباط من أسباط بنى إسرائيل الذين عبدوا البعل وقلدوا الأمم ثم تشتتوا بين الأمم بعد ذلك )
وهؤلاء الأسباط العشرة الذين قيل لهم لستم شعبي سوف يعودوا ويؤمنوا ويتركوا عبادة البعل ويقال لهم أنتم أبناء الله وأنتم شعبي
فالحديث ليس عن الأمم ولكن عن شعب الغير مرحومين ثم يرحمون ويقال لهم شعب الله ، و هم من أصعدهم الله عز وجل من مصر أي بني إسرائيل :-
وهذا هو النص من سفر هوشع الذي يثبت ذلك :-
1 :6 ثم حبلت ايضا و ولدت بنتا فقال له ادع اسمها لورحامة لاني لا اعود ارحم بيت اسرائيل ايضا بل انزعهم نزعا
1 :7 و اما بيت يهوذا فارحمهم و اخلصهم بالرب الههم و لا اخلصهم بقوس و بسيف و بحرب و بخيل و بفرسان
ثم يقول :-
1 :9 فقال ادع اسمه لوعمي لانكم لستم شعبي و انا لا اكون لكم
1 :10 لكن يكون عدد بني اسرائيل كرمل البحر الذي لا يكال و لا يعد و يكون عوضا عن ان يقال لهم لستم شعبي يقال لهم ابناء الله الحي
1 :11 و يجمع بنو يهوذا و بنو اسرائيل معا و يجعلون لانفسهم راسا واحدا و يصعدون من الارض لان يوم يزرعيل عظيم
أي أن هؤلاء الأسباط العشرة سيكونون فى فترة عبادتهم البعل ليسوا شعب الله ولن يرحمهم ولكنه سيرحم بنو يهوذا
ولكن بعد ذلك سيتغير الحال ويجتمعون (بنو إسرائيل أي مملكة إسرائيل الشمالية ) مع بنو يهوذا ويكثر عددهم ويقال لهم أبناء الله
ويؤكد ذلك بالنصوص التالية وهي :-
2 :1 قولوا لاخواتكم عمي و لاخوتكم رحامة
ثم يقول :-
2 :13 واعاقبها على ايام بعليم التي فيها كانت تبخر لهم و تتزين بخزائمها و حليها و تذهب وراء محبيها و تنساني انا يقول الرب
2 :14 لكن هانذا اتملقها و اذهب بها الى البرية و الاطفها
2 :15 و اعطيها كرومها من هناك و وادي عخور بابا للرجاءو هي تغني هناك كايام صباها و كيوم صعودها من ارض مصر
2 :16 و يكون في ذلك اليوم يقول الرب انك تدعينني رجلي و لا تدعينني بعد بعلي
الحديث هنا واضح فهو يوجه حديثه لهم قيل لهم لستم شعبي فهم سيصيروا شعب الله ويكونوا مرحومين بعد أن يعاقبهم الله عز وجل على عبادتهم للبعل
ثم بعد ذلك يرحمهم ويعودوا يغنون كأيام صباهم (أي أيام بداية بنى إسرائيل ) ومثل يوم صعودهم من أرض مصر
ومن صعد من أرض مصر هم بنى اسرائيل فهو يشير إلى يوم خروجهم من مصر وكانوا يغنون (خروج 15 :20، 15 :21 ،القضاة 11: 16)
فالحديث كله عن بنى إسرائيل وليس عن الأمم
ثم يقول لهم :-
2 :22 و الارض تستجيب القمح و المسطار و الزيت و هي تستجيب يزرعيل
2 :23 و ازرعها لنفسي في الارض و ارحم لورحامة و اقول للوعمي انت شعبي و هو يقول انت الهي
أي أنه يقول:-
أن من قيل لهم لوعمى (أي لستم شعبي) سيقال لهم (أنت شعبي)
ومن قيل لهم لستم شعبي فى هذا السفر هم الأسباط الثمانية من أسباط بني إسرائيل
حيث يقول هوشع فى بداية السفر :-
1 :9 فقال ادع اسمه لوعمي لانكم لستم شعبي و انا لا اكون لكم
فليس الأمم من قيل لهم (لستم شعبي ) وإنما الأسباط العشرة هم من قيل لهم كلمة (لوعمى )
فنقرأ من تفسير القس أنطونيوس فكري يقول :-
( لوعمى: لستم شعبي. وهذا هو أقسى عقاب يُعَاقَبْ به شعب الله. فنسبتهم لله هي سرقوتهم ومصدر كل بركة. فتخلي الله عنا يساوي وقوعنا في يد الشيطان.ولكن ماذاحدث حتى يتخلى الله عن شعبه؟ الله لم يتخلى أولًا عنهم بل هم ذهبوا وراء البعل أولًا.)
انتهى
و كاتب رسالة بطرس الأولى عندما يشير إلى سفر هوشع الذي يتكلم عن مملكة إسرائيل الشمالية فهذا يعني أنه يخاطب بني إسرائيل المشتتين في الأمم ولم يكن يخاطب الأمم
المفضلات