

-
الخطاب (7)
نيويورك فى 12 أبريل 1961
عزيزى مولانا المودودى
لقد صدمت حينما علمت بأنك لن تقوم برحلتك لإفريقيا لاعتلال بصحتك ، وأنك تعانى المرض منذ شهرين . أتمنى أن يصل الطباء إلى العلاج الذى يريحك .ويخفف عنك الألم . معاناتك لهذا الألم ، لاشك أثقل عليك لتكتب لى هذا الخطاب المفصل ، والإجابة على أسئلتى لتريحنى .
نستمع هذه الأيام بكثرة فى الراديو والتلفزيون والصحافة الحث على "رفع مستوى المعيشة" و "التطور الإقتصادى" فيما يسمى "بالدول النامية" . وفى سبيل الوصول إلى ذلك لابد من مساعدات ضخمة خارجية من الولايات المتحدة أو الإتحاد السوفيتى . لقد أصبح الكلام هن "التطور الإقتصادى" فى هذه البلاد المسماة "الدول النامية" هوسا . التطور الإقتصادى للدول النامية ، يترجم ليعنى ، التعمير والتصنيع والزراعة الميكانيكية . ولنكون عمليين فى الكلام ، فالتطور الإقتصادى ببساطة يمكن أن يترجم على أنه أداة لنشر التغريب فى دول آسيا وإفريقيا . محاربة الأمية ونشر التعليم دائما مطلوب بالتأكيد ، ولكن فى أيامنا هذه تحت هذا السياق فهو يعنى تعليم العلمانية الحديث على أسس غربية وضغوط تكنولوجية . وسائل الإسلام للوصول إلى العدالة الإجتماعية والتوزيع العادل للثروة ، يتم عبر الزكاة وقوانين التوريث وقواعد الأوقاف والتحريم المطلق للفوائد على رؤوس الأموال . الحركة الوحيدة فى أيامنا هذه التى حاولت تطبيق قواعد الإسلام هى حركة "الإخوان المسلمين" المحظورة ، والتى اسسها "حسن البنا" عام 1928 .
أثناء مراهقتى ، كنت مبهورة بشكل كبير لبعض مؤسسات الأمم المتحدة كاليونسكو (the United Nations Educational and Cultural Organization) ، لأنى كنت دائما منفعلة-عالميا ومهتمة بتعجيل التبادل الثقافى والفهم الصحيح بين الأمم المختلفة فى العالم . ولكنى مؤخرا بدأت أنظر نظرة قاتمة حتى إلى اليونسكو . لقد قرأت كل مطبوعاتها ونشراتها منذ حداثتى فى سن 12 عاما ، عام 1946 ، منذ نشأتها ، وبالرغم من أنه من المفترض ، أن يكونوا موضوعيوين وعلى قدر كبير من النزاهة ، إلا أنهم كالغربيين ، كانوا ضد مفهوم الحياة الإسلامية . فى الحقيقة ، فأنا أنظر إلى مؤسسات الأمم المتحدة إلى أنها تعمل على انتشار التغريب والمادية الحديثة . أول مدير لليونسكو "السير توماس هكسلى" هو حفيد الإحيائى الإنجليزى المشهور ، "توماس هكسلى" مؤلف عدة كتب عن الإلحاد والمادية .
فى الفصل الأخير من قصتى "أحمد خليل" عن السيرة الذاتية للاجئ عربى فلسطينى ، والتى نشرت فى مارس 1961 فى "الملخص الإسلامى .. بديربان" ، ومنذ نشرها وأنا أتلقى تعليقات عليها من كتاب مسلمين يعترضون على تعاطفى مع صور من الحياة فى العصور الوسطى ، من لبس ملابس تختص بالعصور القديمة ، والأكل بالأصابع فى صحن مشترك ، والنوم على الحصير على الأرض ، الخ .... ويصرون على أنى أسأت إساءة بليغة للقضية العربية بتصويرى لأشخاص يعيشون بهذه الطريقة المتخلفة ، ما رأيك أنت فى ذلك ؟؟؟
فى تصورى أن النخبة الحاكمة فى كل من آسٍيا وإفريقيا مهوسة بدعوى "التطور" فى بلادها ، ليس فى الحقيقة لرفاهية الشعب ، ولكن بالأحرى ، لأنهم فى خجل منهم !!! إنهم يرتعشون بحدة من عقدة النقص كلما ذكرت بلادهم بأنها "متخلفة" . أعتقد أن هوس جذور التصنيع ليس لأى شئ حقيقى إيجابى تكتسبه البلاد ، ولكن بسبب أن المصانع العملاقة وسدود الأنهار الضخمة والمشروعات الهيدروكهربائية تزيد من سمعة وإحترام البلاد لاعتبارخا من الدول المتقدمة . الأمم ليست مختلفة عن الأفراد الذين يتكالبون على جمع الثروة بكل ما أوتوا من قوة للفخر بها . ويصور القرآن الكريم بجمال هذه الصورة إذ يقول "اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ" ، هذه الآية القرآنية أكثر وضوحا هذه الأيام عما كانت فى عهد الرسالة . "مداخلة : هذا زهد مبالغ فيه ، فالإسلام لا ينهى عن عمارة الأرض وعن تنفيذ ما ينفع الناس" .
حاليا أفهم لماذا الإيمان باليوم الآخر ضرورى وجزء من الإيمان بالإسلام ، وكثير من الآيات القرآنية تركز عليه . بمجرد أن يؤمن الإنسان باليوم الآخر ، فقيمة هذه الدنيا تضمحل أمام عينيه وتفقد أهميتها عنده . الإيمان باليوم الآخر يعطى للمؤمن منظورا حقيقيا للحياة بحيث يستطيع التمييز بين ما هو حقيقى وهام وما هو غير ذلك . يبدأ هو أو هى فى التطلع للأفضل، والذى يبقى له فى الآخرة وليس إلى كل ما هو مادى يفنى سريعا ولا يترك له أثرا خلفه . الإيمان بالحساب فى اليوم الآخر ، هو المحرك الخلفى لكل القيم الأخلاقية . بدون هذا الإيمان فالقيم الأخلاقية لا معنى لها . إذا كانت الآخرة فى حد ذاتها قيمة أخلاقية ، فلا يجب أن تكون نتيجة أمنيات فكرية ، كما يقول المشككون ، لكن يجب أن تكون حقيقة موضوعية .
لقد سبق أن ذكرت لك شعورى الإنعزالى من أؤلئكم الذين يشاركونا فهمنا . هنا فى نيويورك ، مجموعة صغيرة من المسلمين الذين أقابلهم فى المسجد أسبوعيا حينما أذهب هناك لتعلم اللغة العربية . أنا أذهب يوم الجمعة لجامعة كولومبيا لأقابل مجموعة من الطلبة المسلمين من بلاد مختلفة ومن ضمنها "باكستان" ، حيث نتجمع لصلاة الجمعة ، ثم نلتقى على عداء للمناقشة ، ولكن أفكارهم تشبه آراء أبوى ، وتصطدم معى فى كل شئ . هم يعتقدون بقوة بأن الإسلام لابد أن يلتقى مع الحضارة الأوروبية وقيمها ويمارسوا التعديل وفقا لذلك . حتى أن بعضهم ينتقد التعاليم الإسلامية الأساسية . والكثير منهم يشكك فى صحة الأحاديث النبوية . وبالرغم من أنى أبذل كل جهدى لأكون مؤدبة ولبقة معهم ، لكنى لا أستطيع إقناعهم كما أنهم لا يستطيعون إقناعى . أتركهم دائما وأنا محبطة . مدرسى للغة العربية فى المسجد ، وهو مصرى من القاهرة ، قال لى أن ينظر لكونه مصرى كما ينظر لكونه مسلما !!! وأن هذا الشعور ليس صناعيا وبعيد عن التغريب ، فهو يولد فى قلب الإنسان فى كل مكان .
أريد أن أسألك ماذا أفعل فى هذا الأمر ؟؟؟ ومنذ نوفمبر 1959 لقد كتبت عدة مقالات أدافع أدافع فيها عن هذه النقطة ، وقد نشرت فى كثير من المجلات باللغة الإنجليزية ، ولكنى أشعر بأنها ليست كافية . وبالإضافة للكتابة ، أكون ممتنة لو أرشدتنى إلى شئ عملى بهذا الخصوص قمت أنت به وتقوم به حاليا .
مع كل دعواتى لك بالتحسن فى صحتك ، أرسل لك السلام لك ولأسرتك .
المتقدمة لك بوافر الإحترام
مارجريت مارقس
الخطاب (8)
لاهور فى 19 مايو 1961
عزيزتى آنسة مارقوس
السلام عليكم ورحمة الله
استلمت خطابك المؤرخ فى 12 أبريل ، وأعتذر إليك مرة ثانية ، للتأخير فى الرد ، فكما تعلمين السبب هو تأخر صحتى ومزيد من الأعمال . والحمد لله فبعد فترة مرض طويل ، عولجت بأشعة (×) ، وتقريبا تماثلت للشفاء ، مع شعور بأنه ما زال هناك بعض الضعف .
لقد قرأت باهتمام قصتك فى "المرجع الإسلامى" والتى أرفقتيها بخطابك . لقد سطرت يداك صورة دقيقة عن قوة تأثير المادية الغربية على المسلمين العرب . لقد رأيت بعينى أثناء زيارتى الأخيرة ، مدى هذا التأثر على حياة العرب ، وناقشت تلك المسائل مع المفكرين والمصلحين المحبين للإسلام . التعليقات التى استقبلتيها عى قصتك ، لا تدهشنى بالمرة . حتى المخلصين من المسلمين يخشون من أن الغربيين والمسلمين المحدثين قد يشمئزوا حينما تعرض هذه الصور "التقليدية" عليهم . من الطبيعى أن يكون رد فعلك على هذه الآراء المضادة مختلطا بالفزع ، ولكنيجب عليك أن تتفهمى هذا الوضع . إذا صبرتى على نشر حقيقة الإسلام ، فتأكدى بأنك ستنجحين وستفوزين فى جهودك فى النهاية ، وستربحين بمن يعتنق الإسلام . وأنصحك بألا تحاولى إقناع كل الناس ، خصوصا هؤلاء الذين لا يأبهون للسماع لك ، وآراؤهم مخالفة تماما لآرائك ، حتى ولو كانوا هم أبائك المحبوبين . فالله سبحانه وتعالى يقول لنا "فذكر إن نفعت الذكرى" . عليك دائما بالبحث عن الأرواح التى يمكنها الإرتفاع عن المفاهيم المادية البحتة ويقدرون القيم الروحية والأخلاقية العليا . ما لم تتوصلى لمثل هؤلاء الأشخاص ، فستشعرين بالعزلة وتظلين فى متاهات المادية المتوحشة ، والمهاترات والمناقشات مع أشخاص معادين يحاولون أن يزرعوا الكآبة فى ذهنك .
من الطبيعى أن تريد هذه الدول المسماة "الدول النامية" العمل على أن يضعوا حدا لتخلفهم بالسرعة الممكنة ، ويلحقوا بالدول الغربية فى سباقها للتقدم المادى . ولكن المأساة ، أن المعونة من الدول الأجنبية الغنية ، هى مقدمة لطوفان من التبعية الثقافية المدمرة لديننا ، وقيمنا وحضارتنا ، وكل ما هو قريب من نفوسنا وعزيز لدينا نجد فيه معنى حقيقيا للحياة . الأنكى من هذا ، هو أن يسند أمر الأمة إلى أناس من ذوى الأفكار المهزومة والذين يعملون على تغيير أسس الشريعة بالرغم من ضآلة معلوماتهم . هذا الوضع ذو خطورة مزدوجة . ليس فقط أنها تهديد للنموذج الإسلامى ، ولكن أيضا إمكانية أن تقع البلدان الإسلامية فى أحضان الشيوعية . حينما يشاهد المسلمون مقدساتهم وقيمهم السامية فى الحياة تداس تحت الأقدام ، وأنه لم يبقى لهم إلا الأفكار المادية التى تقود حياتهم وموتهم ، بالتأكيد فسيكونون تربة خصبة للدعاية الشيوعية والتسلل والمؤمرات . أعتقد أن السياسة الأمريكية ستعانى ولن تعوض الخسائر فى الدول الإسلامية . وقد بلاقوا نفس المصير الذى واجهته فى الصين وجميع التبرعات النقدية والعينية وتقع فى أيدى العدو . التحيز المتجذر ضد الإسلام وكراهية المسلمين بين الأمريكان والغرب أعماهم حتى عن خسائرهم هم .
السؤال الذى أثرتيه فى نهاية خطابك السابق ، هو سؤال هام لا شك . هذا بالضبط هو السؤال الذى كنت احاول أن أصل لحله منذ السنوات الخمس والثلاثون الماضية . بدأت جهودى فى فهم الإسلام والعمل لإحيائه منذ شبابى فى الثالثة والعشرين من العمر ، ومنذ ذلك الوقت فقد كرست كل حياتى وعملى له . لم يكن لدى أية تطلعات لمجرد منهجية دفاعية أو خلفية دفاعية . فقد انطلقت من ثلاثة محاور هجومية . فمن أحد النواحى ، فأنا أعرف بمنتهى الوضوح القواعد والأسس التى ينبنى عليها الإسلام . لقد شرحت بشكل مفصل كيف أن طريقة الحياة فى الإسلام تتفوق كثيرا فى جميع النواحى عن مثيلاتها الغربية . وثالثا ، قدمت حلولا إسلامية عملية للمشاكل ... التى حتى المراقبون المسلمين ... يرون أنه لابد من اتباع الغرب فى حلها . ونتيجة لهذا العمل ، فإن الملايين من المسلمين فى باكستان والهند ، من كل مشارب الحياة ، يشاركونى الحماس لعودة النظام الإسلامى . حوالى 25 من كتبى باللغة الأردية قد ترجمت للغة العربية ، ونسبة كبيرة من المسلمين فى العالم العربى يقدرون ويدعمون أفكارى . إننى أحنى جبهتى لله سبحانه وتعالى وأحمده على كل هذا . وللأسف فحتى الآن القليل من أعمالى ترجمت للغة الإنجليزية . ولو أمكنك تعلم اللغة الأردية ، فربما تساعدك كتبى فى صراعك للدعوة للإسلام فى أمريكا .
ياترى هل تعلمين بأن منظمة باسم "الجماعة الإسلامية" كانت تعمل منذ عام 1941 فى الهند-باكستان فى شبه القارة الهندية ؟؟؟ . تسعى "جماعة الإسلام" على نشر وتطبيق المفاهيم التى ذكرتها فى كتاباتى . وبعد إنفصال باكستان عن الهند ، أصبح هناك جماعاتان ، أحدهما بالهند وأخرى بباكستان . وقد منع الرئيس "أيوب خان" الجماعة الثانية مع كل الأحزاب السياسية الأخرى ، حين صدور الأحكام العرفية عام 1958 ؛ والجماعة الأولى ما زالت تعمل فى الهند تحت قيادة مستقلة . لقد سردت لك هذه القصة لأجعلك تعلمين بأنه لكى تحصلى على بعض المكاسب الإيجابية فى الدعوة للإسلام ، لابد من التضحية بصبر لأعوام عدة . علاوة على ذلك ، لكى تحققى النجاح فى أمر ما ، لابد تحيطى علما بالمناخ العلمى والأخلاقى الذى حولك . إنه طريق صعب وغير مريح على طول الخط . أنت الآن قد بدأت هذا الطريق . أقدر تماما مدى الصعوبة والألم التى تواجه شابة غير متزوجة تتحول لتعمل للإسلام فى بلد كأمريكا ، ولكنك حينما اعتنقت الإسلام لا شك تشبعتى بوضوح الواجبات التى أنيطت بك ، يجب عليك أن تستعينى بالله العظيم وأن تحتسبى كل المسئوليات التى اختارك الله سبحانه وتعالى لها . كل ما تبذلينه من جهد وإخلاص فيه ، سيعود عليك بتوفيق وعون من الله سبحانه وتعالى ، وستفتح أمامك الطرق والسبل بما لم تكونى تتوقعيه مسبقا .
أعترف بأنى مفرط فى صحتى ، ولكنى مضطر لأداء كثير من الأعمال . يوميا هناك الكثير الذى يجب أن أقرأه وأحرره ، تصلنى كثير من الخطابات من الناس ، والكثير يأتون لزيارتى ، ولذلك فإذا تأخرت فى الرد على خطاباتك فلا تنزعجى واستمرى فى مراسلتى حتى أظل على علم بمجهوداتك ونشاطك . أنا مهتم جدا بكفاحك فى سبيل الإسلام . وأيضا ، فأنا أرغب فى نشر بعض مقالاتك فى الصحيفة الأردية الشهرية ، "ترجمان القرآن" متضمنة بعض خطاباتك ، ولكن لن أذكر فيها الأشياء الشخصية الحميمة . وأرجو ألا يكون لديك اعتراض على هذا . هل لى أن أسألك ، هل اتخذت اسما إسلاميا لك ؟؟؟
مع السلامات والتمنيات الطيبة .
المخلص
أبو الأعلى
يتبع
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة دفاع في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 25-07-2009, 06:20 PM
-
بواسطة أبو عبد الوهاب في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 03-12-2007, 02:23 AM
-
بواسطة muad في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 25-03-2007, 05:35 PM
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 01-05-2006, 01:01 AM
-
بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 11-01-2006, 05:19 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات