رأيت مؤخراً برنامج على قناة الجزيرة عن الإغتيالات السياسية و كان يتناقش فى موضوع إغتيال بشير الجميل....من هذا البرنامج يُمكن إستخلاص أن المسؤول عن إغتيال بشير الجميل هو أحد فصيلين مسيحيين....إما فصيل فرنجية لإتهام بشير بإغتيال طونى فرنجية أو فصيل شمعون لإتهام بشير أيضاً بإغتيال دانى شمعون....و ذلك فى اثناء التناحر بين الفصائل المسيحية فيما بينها للحصول على زعامة الطائفة المسيحية اللبنانية....و التى فازت بها الكتائب فى النهاية.....و تطرق البرنامج إلى علاقة بشير مع الصهاينة فى إسرائيل.....و أنه كان يتشاور معهم و يذهب غليهم فى القدس و تل أبيب....بل أن الدبابات الإسرائيلية التى كانت تحاصر مقر المجلس النيابى اللبنانى فى عام 1982......فكت الحصار عن المجلس و قدمت التسهيلات للنواب اللبنانين فى المرور عبر الحواجز التى نصبتها فى لبنان لكى تؤمن إنتخاب رجلها فى لبنان: بشير الجميل!
و لكن حدث إنقلاب ما فى علاقة بشير الجميل بإسرائيل بعيد إنتخابه....و يبدو أن الرجل فوجئ بأنه قد أصبح رئيساً لكل لبنان....بمسلميه و مسيحييه...بعد أن كان رئيس أحد الفرقاء فى الحرب الأهلية.....و لذلك راجع موقفه و حاول التنصل من الإلتزامات التى إلتزم بها مع الإسرائليين...الذين بدورهم ضغطوا عليه لتسديد فاتورة تأييده فى الحصول على منصب الرئيس.....و ظل الموضوع فى شد و جذب....و لكن فى النهاية لم تستطع إسرائيل أن تحصل من الجميل على ما تُريد....و هو مُعاهدة سلام بين إسرائيل و لبنان....و ربما حصة من مياه الليطانى.....و إنتهى الأمر بإغتيال بشير الجميل....و لا أستبعد أن لإسرائيل دور فيه بعد أن أيقنت أنها قد خسرت برهانها على الجميل و أنها قد خدعها و تنصل من كل إلتزاماته معها.....و لا ننسى أن إسرائيل كانت تحتل بيروت و عملاءها مُنتشرين فى كافة أنحاء لبنان وقت الإغتيال!
ما أردت قوله....أن شخصية المرء قد يحدث بها تحول جذرى وقت شعوره بثقل المسئولية المُلقاة على عاتقه....و أن الكلام خارج السلطة..أو كرئيس لحزب يتصارع على السلطة شيئ....و القيام بمهام السلطة شيئ آخر!
فنجد الطلبانى ...الكردى....اليوم، و هو رئيس للعراق....يتمسك بوحدة العراق و أن الأكراد هم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع العراقى....على عكس ما كان يُنادى به فى السابق....بل و يقف فى بعض الأحوال عائقاً و ضابط للإيقاع...أمام جموح شريكه البرزانى....رئيس أكراد العراق!
و الأخوان المسلمون فى مصر، لو حصلوا على السلطة.....لن يكونوا ناراً و سعيراً على غير المسلمين فى مصر....كما يروج لها كلاب السلطة و صليبيى مصر.....فربما كانوا أفضل بالنسبة لغير المسلمين و للمصريين عموماً من السلطة الحالية التى تتشدق بالعلمانية.....و لقد فطن لهذا الكثير من صليبيى مصر....و منهم نجيب ساويرس، الإقتصادى المصرى....و إن كان قد طالب الأخوان المسلمين بأن يكون لهم برنامج مُحدد يُمكن للشعب مُحاسبتهم عليه بدلاً من الكلمة الواسعة: الإسلام هو الحل....و أيده فى ذلك جورج إسحق مُنسق عام حركة كفاية المصرية
رد مع اقتباس
المفضلات