لا أحب أن أطلق هذه الصفات على من يُبدى التسامح مع غيره من أتباع الديانات الأخرى.....و لكن هذا هو رد فعلى عندما قرأت هذه الكلمات بعد أن رأيت هذا الرجل على شاشة دريم فى لقاء مع الدكتور العوا فى برنامج العاشرة مساءاً فى صدد تصريحات الكذاب الأعظم: بنديكت فى مُحاضرته الشهيرة و التى حشر فيها الإقتباس عن الإبراطور البيزنطى المزعوم.....فلقد دافع الرجل بإستماته عن حسن نية كبيرهم....و إتهم المسلمين بسوء الفهم و تأويل كلام الأب المُقدس....و كرر نفس الإسطوانة المشروخة عن المحبة و السلام و التسامح!.....و أحرجته المُذيعة حين سألته...لو كان الباب قد عرض عليكم نص المُحاضرة قبل إلقاءها....فهل كنت ستقبلها أم تطلب التعديل فيها؟.....فأجاب: بل كنت سأطلب تعديلها حرصاً على عدم إستثارة المسلمين، لأن هذا الكلام يمسهم!....و رد عليه الدكتور العوا....بأنه يتفهم دفاعه عن أباه المُقدس.....و لكنه يشعر بحرجه الشديد فى هذا الموقف!

و لنتفهم نفسية الكاثوليك نجد أنهم غرباء فى هذا الوطن....و يُتهمون أنهم من بقايا الإفرنج الذين طالما حاولوا غزو هذا الوطن مادياً و عقائدياً....فهم أقلية الأقلية.....و فى بعض الأحوال يواجهون عنتاً و تعصباً من أبناء دينهم الأرثوذوكس الذين يُشكلون أغلبية الصليبيين هنا فى مصر.....و هم يُسمون الأرثوذوكس بالمزيتين...نظراً للزيت الكثير الذى يأكلونه فى طعامهم!

و للهروب من العنت الذى يواجهونه من أبناء دينهم...يحاولون التقرب من الأغلبية الساحقة من الشعب المصرى ....و هم المسلمون....ليجدوا فيهم سنداً فى مواجهة تعصب أبناء عقيدتهم....و لذلك نجد أنهم يُقبلون على الدراسات العربية و الإسلامية مثل هذا الأب...و الكثير منهم يحفظون القرآن بالفعل....و لقد كنت أعرف أحد خدم الكنيسة الكاثوليكية يقوم بالليل يُرتل القرآن و يسمعه كافة جيرانه...و كأنه أحد المسلمين!

و الغرض من ذلك هو غرض خبيث....فكما قال مُطران الروم الكاثوليك و نائب بنديكت فى القدس (لا أتذكر أسمه)....أن المقولة التى تقول أن العربية (يقصد العرب و اللغة ********* لم تقبل النصرانية هى مقولة خاطئة.....فالعربية كانت نصرانية قبل أن يتحول مُعظمها إلى الإسلام!......هكذا قال هذا المُطران فى حديث لقناة الجزيرة فى برنامج لقاء مع.....

و ليس ما يدل على ذلك إلا حديثه المكذوب عن صورة العذراء مريم و إبنها على أستار الكعبة......فكأنها إشارة إلى تتنصر العرب قبل الإسلام بدليل وضع صور العذراء و إبنها فى أقدس مكان لديهم و هو الكعبة.....و هو تلميح إلى القصة الخبيثة بتنصر ورقة إبن نوفل و السيدة خديجة قبل الإسلام و ما إلى ذلك من تبعات أن الإسلام ما هو إلا صليبية مُحورة .......

و لا أعرف من أين جاءوا بهذه القصّة....هل هى من نوعية الكذب من أجل مجد الرب....و هل وجد الرسول صوراً و تماثيل لبوذا و كريشنا أيضاً فى الكعبة.....و هل أمر بإزالتها أيضاً أم لا!......كلام فارغ و كذب!

و الحديث بأن العربية كانت مُتنصرّة قبل الإسلام هو حديث غاية فى الكذب....فالعرب رفضوا النصرانية التثليثية جملة و تفصيلاً.....فالعرب بالرغم من أنهم كانوا يسجدون للأصنام...إلا أنهم فى الواقع لم يكونوا يعبدونها...بل يتخذونهم كشفعاء للتقرب من الإله الواحد الذى ورثوا الإيمان به من أبيهم إسماعيل.....مثلما يتشفع العامة و الجهلاء من القوم بأولياء الله الصالحين...أو كما يتشفع الصليبيين بتماثيل العذراء و اليسوع و قديسيهم المقبورين.

الزمر 3
"أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)"

و العرب فى تاريخهم لم يعبدوا شخصاً أو حاكماً على أنه إله...على العكس من كل الشعوب التى كانت تحيط بهم و على تخومهم...مثل الروم و الفرس و المصريين و الأغريق ...كلهم عبدوا بشراً من حُكامهم على أنهم آلهة... إلا العرب فلم يفعلوها.....و بالتالى فلا يُمكن للعربى أن يعبد أو يتقبل فكرة أن يعبد ذلك اليسوع على أنه إله......و بالتالى ...فالعرب لم يكونوا فى أى وقت نصارى تثليثيين بأى حال....و من تنصر منهم...و هم قليل...كانوا أتباع المسيحية الموحدة الحقّة.......و كيف كانت صورة اليسوع المزعوم و أمه مُعلقة على أستار الكعبة و قد جاء أبرهة الصليبى لهدمها.....هل كان ليهدمها لو كان العرب يعبدون يسوعه و أمه.....أم أن العرب إتفقوا مع أبرهة على أن ينسحب بجيشه مُقابل أن يُضيفوا يسوعه و أمه ضمن المعبودات و الأصنام التى يعبدونها......و بالتالى فإن قصة طير الأبابيل و إبادة جيش أبرهة هى قصة مُختلقة!!!!

و هل تعتقدون أن من حرفوا كلام الله و دين الله لا يستطيعون تحريف و إختلاق قصص وهمية يُخادعون بها بُسطاء المسلمين لكى يكسبوا ودهم و يأمن المسلمين لهم حتى يحين موعد الإنقضاض على الإسلام و المسلمين...فتجد الذى بينك و بينه محبة و وداعة منهم كأنه قد تحول إلى شيطان رجيم يُريد إبادتك !

البقرة: 79

"فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)"

العربية لم تكن فى يوم ما نصرانية!
و العرب ، و إن عبدوا الأصنام فهم لم يعبدوا بشراً أو حُكاماً أو قديسين فى يوم من الأيام!

هذا هو ما أحاول أن أوضحه لهؤلاء المُخادعين الذين يحاولون الإنتساب إلى العربية للرد على مقولة أنهم أغراب من بقايا الفرنجة الصليبيين......و للمفارقة...نجد أن أبناء دينهم من الأرثوذوكس المصريين يتبرأون من عروبتهم و يُطلقون على أنفسهم لفظ الأقباط تمييزاً لهم عن العرب المسلمين الذين هم أكثر مصرية منهم ...فهم معظمهم من الأغريق الذين أستوطنوا هذه البلاد من قديم و ما زالت بقاياهم موجودة حتى الآن!