اسفار بلا صاحب:-

وسنكتفي من العهد القديم باربعة امثلة علها تكن كافية لمن كان له بصيرة:-

1- سفر القضاة00
ويأخذ حيز ليس بقليل في العهد القديم ويتكون حسب التقسيم الاخير الى 21 اصحاح00
- يقول الاباء اليسوعيون في ترجمة بيروت( لا يمكننا ان نبت بتاً 00 اكيداً في تأليف السفر 00000000000 وان حاولنا الان ان ننسب هذا التفكير اللاهوتي الى محرر واحد او الى عدة محررين امكننا ان نعدهم من كتاب سفر التثنية 000000 وبالرغم من الغموض القائم حول تأليف سفر القضاة فانه يبقى المرجع الوحيد للحقبة الزمنية الفاصلة بين موت يوشع وقيام الملكية00) وللعلم ما سبق من اقوال هو نتيجة دراسة لعدد من الاباء اليسوعيين على الكتاب المقدس00

- - على حين يذهب الدكتور القس منيس عبد النور في كتابه شبهات ص 138الى ان كاتبه هو النبي صموئيل00

- - على حين ان اللجنة المشتركة –كاثوليكية, ارثوذكسية, انجيلية- على الترجمة العربية المشتركة- النسخة الدولية- حجمت عن نسبة السفر الى اى احد وتركت الباب مفتوحا واكتفت بقولها "والقضاة هم انس نالوا من الله سلطة امتدت الى الحياة الاجتماعية 0 دون ان تقتصر على عالم القضاء0 مهمة هؤلاء الرجال هي حكم الشعب او تخليص القبائل من الصعوبات التي تتخبط فيها0" 00

- واللجان المتخصصة عند وضع مقدمتها للاسفار من اولى البديهيات التعريف باسم كاتب السفر00حتى ولو بدون سند متصل بالمعنى الفني الاكاديمي00 كما فعلت مع بقية الاسفار ولكنها احجمت عن ذلك 00 وخير لها فعلت 00 لان الثابت لاهوتيا انه لا دليل قاطع على اسم الكاتب او صحة نسبته00 والتساؤل المرير 00 اين هذا الملهم ؟ اين الكاتب ؟ وهل هو شخص له النبوة ؟ وما اسمه ؟ واين هي معاييركم ؟ وكيف تقدسون كلام لاتعرفون من اين اتى ولا من الذي كتبه مهما كان فيه او به؟ 0 ولتسقط تلك المزاعم المدعاة بالشواهد الداخلية التي ما هي الا وسيلة خداع زائفة ومراوغة بلهاء لاستساغة التحريفات واقحام نسبتها للوحي زورا وبهتانا 00 اين الشخص اولا0 اين هو0 وما اسمه0 وما هي نبوته حتى يتسنى تقديس مايصدر عنه أهو صموئيل ؟ أهم كتاب سفر التثنية ؟ ام هم أناس مجهولون نالوا من الله سلطة00كما تزعم اللجنة المشتركة أين عقولكم إن كنم لاتعرفونهم أصلا من هم فكيف بألاولى عرفتم ان لهم سلطة ؟ فعلا هنا انتم مسوقون 00 ولكنكم مسوقون كالانعام بل اضل سبيلا ولكم عقولكم ولنا عقولنا !!0

2-سفري الملوك الاول و الثاني :
ويكونا معا 47اصحاح من الكتاب الذي تم تقديسه00
- يقول القمص ميخائيل مينا في علم اللاهوت ج1 ( كتبه ناثان وجاد واشعياء وعدوالانبياء00 )
- في حين يقول المتنيح ا0د0 وهيب جورجي كامل استاذ العهد القديم بالاكليريكية في مقدمات العهد القديم ان كاتبه هو ارميا النبي وذلك عن طريق التلمود والتقليد اليهودي00

- اما الاباء اليسوعيون في مقدمتهم على الكتاب المقدس لم يستطعيوا تحديد من هو الكاتب وقالوا ( كيف جمعت هذه العناصر المختلفة في مجموعة واحدة ؟ هذه مشكلة من اعوص مشاكل المؤلَّف0 من الواضح ان الذي كتب ليس كاتبا واحد والا لكان لابد له ان يعيش اكثر من اربعمائة سنة ! فمن هو واضع سفري الملوك ؟؟ هناك عدة افتراضات 00 افتراضات00 وما نقترحه هنا هو افتراض وافق عليه كثير من المفسريين00 قيل ان سفري الملوك يشكلان مع اسفار يشوع 0واضاف بعضهم سفر التثنية 0 و القضاة وصموئيل مؤلفا واحد00) وهذا مجرد افتراض دون أي دليل ويتم التقنين على افتراض ويقوم التقديس على افتراض 00 والافتراض في حد ذاته مشكل0 فسفر يشوع ودون سند متصل ينسبونه الى يشوع تلميذ موسى والذي عهد اليه بعبور الاردن00 والتثنية منسوب الى موسى00 والقضاة مجهول النسب00 وصموئيل منسوب الى نبي بذات الاسم00 وفترات زمنية مختلفة 00

- ولذا فاللجنة المشتركة في الترجمة العربية المشتركة احجمت اطلاقا عن بيان من هو كاتب هذا السفر00 ومن حقنا اعادة التساؤلات0000 اين هذا الملهم ؟ اين الكاتب ؟ وهل هو شخص له النبوة ؟ وما اسمه ؟ واين هي معاييركم ؟ وكيف تقدسون كلام لاتعرفون من اين اتى ؟ ولا من الذي كتبه مهما كان فيه او به؟ 00 آه نسيت انكم المسوقون ..!!!!!!!

3-اخبار الملوك الاول و الثاني:
والسفر الاول 29 اصحاح والسفر الثاني 36 اصحاح اى يكونا معا 65 اصحاج00
- اللجنة المشتركة من الكاثوليك والارثوذكس والانجيليين في مقدمتها للكتاب المقدس قالت( كاتب هذين السفرين مؤرخ بل هو لاهوتي و معلم ملتزم بقضايا شعب اسرائيل00) انظر الى الخداع المفضوح الكاتب "مؤرخ بل هو لاهوتي ومعلم" تدرج خداعي للمعلومة الزائفة ثم التهيئة لقبول الباطل في ثوب الحق المقدس وحاشا لله واقحام النسبة بالتزوير البياني الى الوحي00 وعجزت عن ايجاد اسم الكاتب من هو حتى يكن معلم ولاهوتي هل معني ان المكتوب كذا وكذا يصبح هذا معيار اللاهوتية ؟ فلماذا لاتقدسون كثير من كتب التاريخ والفلسفة والاخلاقيات وبها افضل مما جاء شكلا وموضوعا عجبت من مستر" مجهول" يصبح بمعاييرهم اللاهوتية البلاستيكية معلم ولاهوتي

- اما الاباء اليسوعيون فقالوا (جرت العادة بان تنسب مجموعة اسفار الاخبار وعزرا و نحميا الى كاتب واحد لايعرف اسمه ويقال له "محرر الاخبار" 0 )

- على حين يذهب بعض الحدثاء انه عزرا 00و عندما سئلناهم عن دليل ذلك ؟ اصلحوا الامر قائلين فقط نقصد ان عزرا جمعه مع ما تم جمعه بعد السبي ونجهل الكاتب الحقيقي000 ومن حقنا اعادة التساؤلات0000 اين هذا الملهم ؟ اين الكاتب ؟ وهل هو شخص له النبوة ؟ وما اسمه ؟ واين هي معاييركم ؟ وكيف تقدسون كلام لاتعرفون من اين اتى ؟ ولا من الذي كتبه مهما كان فيه او به؟ 00

4- سفر استير
وهو من الاسفار التى حولها كثير من الاشكالات بينهم :
- فالبرتستانت والانجليكان لايؤمنون بسوى الصيغة المختصرة المأخوذة من النص العبري 00

- - اما الكاثوليك والارثوذكس فيؤمنون بالصيغة الاخرى المطولة للسفر والزيادات التي بها ولا يؤمن بها الاخرون هي حلم مردخاي1-001 وتفسيره 10-3 00 ورسالتين لاخشورش 3-13 8-12 وصلاة مردخاي 4-17 وصلاة استير 4-17 ورواية اخرى لدخول استير على الملك 5-1 5-2 وملحقا يشرح فيه اصل الترجمة اليونانية 10-3 00

- والاباء اليسوعيون واللجنة المشتركة واغلب الدراسات اللاهوتية تجهل تمام الجهل اسم صاحب وكاتب هذا السفر00

- - وبعض الاراء ودون دليل تزعم انه مردخاي00 ومن هؤلاء الدكتور القس منيس عبد النور الا انه جاء في اخر الفقرات وقال "والحقيقة هي انه لايمكن ان يجزم احد باسم النبي الذي استخدمه الله ليكتب سفر استير" والرجل لاهوتي مميز نقدره ونحترمه حتى وان اختلفنا معه 00 ولكن ليسمح لي حضرة القس منيس00 ان نتساءل – و لعلي فهمت خطأ- في اول كتابه "شبهات وهمية" وعندما تحدث عن الصحة والسند لتقرير القانونية بالطبع كان مرتكزه الرئيسي هو صحة نسبة السفر الى نبي من الانبياء 00 ومن البديهي ان يكون هذا النبي معروف الاسم00 والا كيف اعرف ان كاتب السفر انه نبي ؟ اذا كنت اصلا اجهل من هو ؟ واجهل شخصيته ؟ واجهل اسمه ؟ ولايمكن قبول أي شهادة او تقليد او ما شابه ذلك ويستحيل قبول التبرير المعتاد "الادلة الداخلية" ثم نحاول الادعاء بثمة سلطان من اليمين او الشمال والسفر كما هو معروف لايذكر اسم الله اطلاقا0 0 فاذا اراد منا صاحب الشهادة او اصحاب التقليد فليذكروا لنا اسم صاحب السفر ومن هو وهل هو نبي من عدمه 00 اما ان نسوق البشر هكذا بالوراثة 00 لااعتقد هذا مقبول ولا يستساغ والانجليكان والبروتستانت رفضوا كتب الابوكريفيا لانها مستندة فقط على التقليد دون تمحيص فهذا كتابكم الذي ترجمتموه للقس جيمس انس في علم اللاهوت ص 65 (يقبل الانجليون قانونية السفر على اقتناعهم من البيئات الداخلية و الخارجية انه كتب بيد رجال ملهمين وهو اذ ذاك يتضمن كلام الله الذي كتب لنا بالوحي الروح القدس اما التقليديون فيستندون على حكم كنيستهم فقط0 وهذا ظاهر من احكام مجمع ترنت الذي حرم كل من لايقبل اسفار طوبيا ويهوديت والحكمة و حكمة يشوع بن سيرلخ ونبوة باروخ وسفري المكابين على انها قانونية ومقدسة0000) ونقول ذلك لانه كما تراءى لنا ان حضرة القس وقع في تناقض - او اننا اخطانا الفهم عنه – ففي رده على سفر ايوب قال " كاتب السفر لاندري من هو النبي الذي كتب هذا السفر قال البعض انه اليهو او ايوب او موسى او سليمان و او اشعياء او نبي من عصر الملك منسي او حزقيال او عزرا 00000 على ان تحديد اسم الكاتب ليس مسالة جوهرية في تقرير قانونية السفر ولا في انه وحي من عند الله " 00 على حين كما ذكرت انه في اول كتابه اعتمد صحة نسبة السفر للنبي وهذا بالتبعية المطردة يقتضي معرفة الشخص واسمه وانه نبي 00 ولايمكن ان اعتمد صحة النسبة الى مجهول ثم ازعم انه نبي تحت المزاعم الزائفة بالشواهد الداخلية00 فمَنْ هو اصلا ؟ حتى انسب له مكانة لاهوتيه غاية في الخطورة والاهمية وهي النبوة !! واذا خامرك شك؟ فالقه جانبا على حد تعبير مكدويل00 ....وعجبا لمقدسات مستر "مجهول"

- ولايمكن الاكتفاء بما جاء في السفر او بزعم الادلة الداخلية والا فما الفرق بين هذا وبين كتب الفلاسفة والكنفوشسية والبوذية سيما ان سفر مثل سفر استير لم يذكر فيه اسم الله والرد بانه كان موجه للفارسيين ليحفظ في سجلاتهم وسوف يستبدلونه باسم اصنامهم 00 ردغير مقبول اولا ادعاء بلا دليل يؤيده ثانيا يخالف الدراسات اللاهوتية على مقدمات السفر سواء من المفسيرين امثال ادم كلارك وهورن ووليم باركلي والاباء اليسوعيين او من اللجنة المشتركة والذين اجمعوا على ان السفر يبرز الروح الوطنية اليهودية الدينية انذاك و يروي كيف تم الخلاص على يد امراءة وان النصر كان تحت عهد استير بتوجيه من عمها مردخاي00

- وعندما اراد اللاهوتي جويس بولدوين التحدث عن قانونيته بدأ بقولة مضحكة ذات مغزى ليعقوب هوشاندر " ان كل شىء يعتمد على الحظ 00 حتى في النصوص الكتابية" 00 وختم بقوله لاحد اليهود المعترضين على سفر استير فقال "ان كلا من الفوريم وسفر استير لايستحقان الانتماء الى قوميتهما اليهودية00 ولكن برغم هذه الاحكام فان السفر كائن وقائم كجزء من الكتاب المقدس و ليس هناك احتمال رفضه0") ونقل لهم هنيئا لكم بمثل تلك المقدسات ولايضيرنا شىء00!!

- وبهذا القدر نكتفي وان كان الامر يحتاج الى بحث منفصل 00 وعلينا الان العودة لاستكمال الحديث الذي ارجئناه وهو عن القانون في المرحلة الاولى من مراحل تدوين العهد الجديد وكنا قد توقفنا عند اعتراضنا على ضم الرسالة الى العبرانيين الى رسائل بولس واستعرضنا ما سرده وليم باركلي00

- ونريد ان نوضح ان الامر يبدو لنا ولكل دارس ان الكنيسة فقط ارادت الخروج من مأزق ما فنسبتها الى بولس رغم ان هناك شبه اجماع لاهوتي ان بولس بريء منها ولا تخصه اطلاقا سواء في البيان او الاسلوب او الفكر و اضف الى كل ما سبق انها لم تاتي ضمن الموراتوري رغم انه ذكر كل رسائل بولس بالاسم 0 والقانون المذكور هو قائمة بالاسفار التى يقال انها قبلتها روما اول الامر جمعها شخص مجهول لايعلم من هو0 وعثر عليها في القرن الثامن تقريبا في مكتبة الامبروزية بميلان و نشرت لاول مرة في 1740م0

- وكثير من الدارسين لايعول عليه لتناقضه مع ثوابت التاريخ الكنسي فقد تتضمن بعض الاسفار المشكوك فيها والتي لم يفصل فيها والتي لم تضم الا في القرن الرابع كما انه اهمل ذكر رسالة بطرس ورسالة يوحنا0

ويمكن ان نخلص من تقسيمنا هذا – وهذا التقسيم الوارد بهذا البحث مجرد اجتهاد منا عبر شواهده- ان اول ما تم جمعه وتقديسه هي رسائل بولس وذلك لشهرتها انذاك مضافا اليها رسالة بطرس الاولى ورسالة يوحنا الاولى 0 ولكن المأخوذ على الامر :-

خلاصة المرحلة الاولى ومآخذها:-

الاول : انه حتى عام 140م كما حدده الاباء اليسوعيون في ترجمتهم لم يكن هناك ثمة اسفر مكتوبة ولاتوجد اى شهادة تثبت ذلك فيقولون حرفيا (0 فليس هناك قبل سنة 140م اى شهادة تثبت ان الناس عرفوا مجموعة من النصوص الانجيلية المكتوبة00 ولا يُذكر ان لمؤلَّف من تلك الؤلفات صفة ما يلزم 00 فلم يظهر الا في النصف الثاني من القرن الثاني شهادات ازدادت وضوحا على مر الزمن بان هناك مجموعة من الاناجيل وان لها صفة ما تُلزِم0 وقد جرى الاعتراف بتلك الصفة على نحو تدريجي0))
الثاني : ان تلك الاسفار و هي رسائل بولس التي جمعت لغرض اتخاذها مقدسة كانت تتداول نعم ولكن لم تكن تأخذ وتتناول كاسفار مقدسة كما قررالاباء اليسوعيون
الثالث0 ضمهم الرسالة الى العبرانيين لرسائل بولس والتي هي أول ما تقدس رغم فشلهم الذريع في اثبات نسبتها اليه منذ البداية
الرابع: ان بداية الشروع للجمع والتقديس مجرد رد فعل لقانون مرقيون0 وهذا كان العامل الاساسي بجانب عوامل أخرىكثيرة كانتشار التحريف والتزوير والرسائل والاناجيل وتبادل تهم الهرطقة ومع الاضطهادات وعداءات الكهنة الوثنيين واليهود00والملاحقة الامنية لكل من يقتني أي اسفار والتناحر المذهبي وكان يلزم متن لتأييد المذهب فكانت كلمة كل انسان وحيه ومقدسه0