اضافة :
تصريح ابي يوسف يعقوب القرقساني حبر اليهود القرائين وهو يرد على مزاعم اليهود الرابنيين بخصوص حجية المشنا و التلمود و كونهما موحي بهما من الله عز وجل و ان علمهما مختص بالاحبار الربانيين دون غيرهم
نقرا من كتاب الانوار و المراقب المقالة الثانية الباب الثاني عشر الصفحة 161-165 :
(( زعموا ان البارئ جل و عز لما دفع التوراة الى موسى عليه السلام في سيناء عرفه تفاسيرها ومعانيها ولقن ذلك موسى لبني اسرائيل و بينه لهم في عبر الاردن كقوله في التثنية 1: 5 (( في عبر الاردن في بلد مؤاب امعن موسى بيان هذه التوراة وقد قالوا في بعض اقاويلهم ان الله دفع الى موسى حميع ما يحتاج اليه من التعاويذ . ثم زادوا في الدلالة على ما قاله من ان البارئ عز وجل عرف موسى تفاسير التوراة و معانيها بقوله الخروج 24: 12 : ((وقم ثم اعطيك لوحي الجوهر )) يريد بهما اللوحين الذين فيهما ال10 كلمات وقوله في الموضع نفسه : و الشرائع : يريد بذلك التوراة وقوله في الموضع نفسه : و الوصايا يريد المشنا، وقوله في الموضع نفسه ((التي كتبتها لادلهم بها)) يريد التلمود. قال صاحب هذا الاحتجاج (( و كذلك قوله في عبر الاردن في بلد مؤاب امعن موسى في بيان هذه التوراة )) فقوله بيان اراد المشنا و التلمود . و ان موسى عليه السلام جمع حكماء بني اسرائيل فاوضح لهم معاني التوراة و الخفيف و الثقيل مما ليس هو مشروحا في التوراة الا برمز و لذلك قال لهم التثنية 1: 13 ((هاتوا لكم برجال حكماء فهماء )) .... قالوا : فمن جاز عن كلامهم استوجب القتل و كل من خالفهم اسمي داهية لقوله الامثال 15 : 12 (( تجد الداهي لا يشاء ان تعظه و لا يمضي الي العلماء، و امسي جاهلا لقوله في الموضع نفسه 1 : 22 ((و الجهال يشنون المعرفة )) وقال في الموضع نفسه 18: 2 ((وتجد الجاهل لا يريد الفهم)) وقال في الموضع نفسه 1 : 7 (( الحكمة و الادب فالجهال ازورهما )) و اسمي غافلا لقوله في الموضع نفسه 14: 15 ((الفاغل يصدق بكل امر)) ....4. قال انما يشبه المشنا و التلمود لصك يكون فيه شاهدان فهما يشهدان بالذكر و بخطهما الذي في الصك فمن ذا الذي اليقدر ان يسقطهما. كذلك الحكماء يشهدون على التوراة المكتوبة، و يسهدون للتوراة التي بالفم و شهادتهم من ايام موسى عليه السلام و الى هذه الغاية يتوراثون ذلك جيلا بعد جيل على التوراة و علي المشنا و على التلمود، فمن الذي يقدر ان يرد شهادتهم ..... و ايضا فانك تجد البارئ جل و عز قد اكد امر الحكماء اكثر من امر الانبياء، لانه قال في الانبياء تثنية 18: 15 (( فاقبلوا))، قال : و هم الذين رضي بهم البارئ جل و عز و اختارهم ووثق بهم الي اخر الدهر، بعد ان يظهر له معجزة و اية فاما الحكماء فانه لا يحتاج منهم الى اية بل في الموضع نفسه 17: 11 (( الذي يقولون لك تصنع)) فكل من ظن انه يشرح كلام التوراة من غير قول الحكماء لم يتم له ذلك .))
![]()
المفضلات