و العجيب المضحك في المنصر نقلع عن كتاب شرح الشاطبية للامام السيوطي رحمه الله تحقيق فرغلي سيد عرباوي في الصفحة 62 نفس الكلام الذي رددنا عليه اعلاه (جهله او تجاهله بمعنى الاختيار و الداعي لذلك و عدم تعارض ذلك مع كثرة الروايات عن القارئ الواحد وجمعه لقراءة شيوخه) الا انه نسي ان يقول للمستمع ان الكلام هو كلام المحقق لا كلام الامام السيوطي رحمه الله!!

و مما استشهد به المنصر قراءة ابي عبد الرحمن السلمي على بن مسعود رضي الله عنه وقد انكرها استنادا الى ما روي عن عاصم رحمه الله :

قرا من كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري رحمه الله الجزء الاول الصفحة 254 :

(( 1158- "ع" حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر بن أبي داود1 الأسدي الكوفي الغاضري البزاز ويعرف بحفيص، أخذ القراءة عرضًا وتلقينا عن "ع" عاصم وكان ربيبه ابن زوجته، ولد سنة تسعين،

قال الداني وهو الذي أخذ قراءة عاصم عن الناس تلاوة، ونزل بغداد فأقرأ بها وجاور بمكة فأقرأ أيضًا بها،

وقال يحيى بن معين الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان

وقال أبو هاشم الرفاعي كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم

وقال الذهبي أما القراءة فثقة ثبت ضابط لها بخلاف حاله في الحديث قلت يشير إلى أنه تكلم فيه من جهة الحديث،

قال ابن المنادى قرأ على عاصم مرارًا وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم، وأقرأ الناس دهرًا وكانت القراءة التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى علي رضي الله عنه، قلت يشير إلى ما روينا عن حفص أنه قال قلت لعاصم أبو بكر يخالفني فقال أقرأتك بما أقرأني أبو عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب وأقرأته بما أقرأني زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود))

قلت : هذا على الاشهر و لكن ليس على الاطلاق اذ قد ثبت ان ابا عبد الرحمن السلمي رحمه الله قرا على ابن مسعود رضي الله عنه .

نقرا من غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري رحمه الله الجزء الاول باب العين :
((1755- "ع" عبد الله بن حبيب بن ربيعة أبو عبد الرحمن السلمي الضرير مقرى الكوفة، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولأبيه صحبة إليه انتهت القراءة تجويدًا وضبطًا، أخذ القراءة عرضًا عن "ت س" عثمان بن عفان و"ت س" علي بن أبي طالب و"ت س" عبد الله بن مسعود و"ت س" زيد بن ثابت و"ت س" أبي بن كعب رض الله عنهم، أخذ القراءة عنه عرضًا "ع" عاصم وعطاء بن السائب وأبو إسحاق السبيعي ويحيى بن وثاب وعبد الله بن عيسى بن أبي ليلى ومحمد بن أبي أيوب وأبو عون محمج بن عبيد الله الثقفي و"ج" عامر الشعبي وإسماعيل بن أبي خالد والحسن والحسين -رضي الله عنهما- ))

و نقرا من كتاب السبعة لابن مجاهد رحمه الله باب الكوفة :
(( حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي قَالَ حَدثنَا أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ قَالَ حَدثنَا شُعْبَة عَن عَلْقَمَة بن مرْثَد عَن سعد بن عُبَيْدَة أَن أَبَا عبد الرَّحْمَن أَقرَأ النَّاس فِي خلَافَة عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِلَى أَن توفّي فِي إِمَارَة الْحجَّاج

وَكَانَ أَخذ الْقِرَاءَة عَن عُثْمَان وَعَن عَليّ بن أبي طَالب وَزيد بن ثَابت وَعبد الله ابْن مَسْعُود وَأبي بن كَعْب رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم

وَكَانَ يَقُول قَرَأت على أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ الْقُرْآن كثيرا وَأَمْسَكت عَلَيْهِ الْمُصحف فَقَرَأَ عَليّ وأقرأت الْحسن وَالْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا حَتَّى قَرَأَ على الْقُرْآن وَكَانَا يدرسان على أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فَرُبمَا أَخذ على الْحَرْف بعد الْحَرْف ...

وحدثونا عَن يحيى بن أبي كثير عَن عَطاء بن السَّائِب قَالَ أَخْبرنِي أَبُو عبد الرَّحْمَن قَالَ حَدثنِي الَّذين كَانُوا يقرئوننا عُثْمَان بن عَفَّان وَعبد الله بن مَسْعُود وَأبي بن كَعْب رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُقْرِئهُمْ الْعشْر فَلَا يجاوزونها إِلَى عشر أُخْرَى حَتَّى يتعلموا مَا فِيهَا من الْعَمَل فتعلمنا الْقُرْآن وَالْعَمَل جَمِيعًا ))

و هذا ما نقله الذهبي رحمه الله ايضا حيث نقرا من سير اعلام النبلاء الجزء الخامس الطبقة الاولى :
(( 465- أبو عبد الرحمن السُّلمي 1: "ع"

مُقْرِئُ الكُوْفَةِ، الإِمَامُ، العَلَمُ، عَبْدُ اللهِ بنُ حَبِيْبِ بنِ رُبَيِّعَةَ الكُوْفِيُّ. مِنْ أَوْلاَدِ الصَّحَابَةِ، مَوْلِدُهُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قَرَأَ القُرْآنَ، وَجَوَّدَهُ, وَمَهَرَ فِيْهِ، وَعَرَضَ عَلَى عُثْمَانَ -فِيْمَا بَلَغنَا- وَعَلَى عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ.

وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَطَائِفَةٍ.

قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ القِرَاءةَ عَرْضاً عَنْ عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَزِيْدٍ، وَأُبَيٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ ))

و هذا الكلام الذي قاله عاصم رحمه الله يحمل على ان ذلك انما كان قبل اقرائه حفصا قراءة ابي عبد الرحمن على ابن مسعود رضي الله عنه

نقرا من كتاب الداني جامع البيان في القراءات السبع باب ذكر رجال عاصم :
(( 545 - قال أبو عمرو: ولهذا المعنى نفسه، وقع الخلاف أيضا بين أصحاب أبي بكر الأعلام وتفاوت؛ لأنه يجوز أن يكون قد روى ذلك كلّه- على اختلافه- عن عاصم سماعا في أوقات مختلفة، وأخذه عنه أداء في عرضات متفرقة، على حسب ما نقله عن سلفه، وسمعه من أئمته. ولهذا السبب أيضا نفسه، ورد الاختلاف بين الرواة عن الأئمة. وبين أصحابهم؛ لأن كل واحد من أئمة القراءة، قد عرض على جماعة من السّلف في مصره، وفي غير مصره وشاهدهم، وسمع منهم، وروى الحروف عنهم، وهم لا شك مختلفون فيها، على نحو ما علّموه وتلقوه وأدي إليهم، وأذن لهم فيه من الوجوه المفترقة، واللغات والقراءات المختلفة. فهو تارة يقرئ بحرف من تلك الحروف، وتارة يقرئ بهما معا «1»؛ لصحّتهما عنده في الأثر ونشرهما «2» لديه في الاستعمال، فهي- كلها على اختلافها واتفاقها، وتغاير ألفاظها واختلاف معانيها- عن السّلف منقولة، ومن الصحابة مأخوذة، ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسموعة، ومن عند الله عزّ وجلّ منزّلة. وسبيل اختلاف الناقلين لها من الأئمة، سبيل من دونهم من الراوين، وشبه ما ذكرناه وبيّنّا صحّته، وبالله التوفيق ))

وقد ثبت سماع ابي عبد الرحمن السلمي رحمه الله من عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

قرأ في النشر في القراءات العشر الجزء الأول الصفحة 155

(( وَقَرَأَ حَفْصٌ وَأَبُو بَكْرٍ عَلَى إِمَامِ الْكُوفَةِ وَقَارِئِهَا أَبِي بَكْرٍ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ ابْنِ بَهْدَلَةَ الْأَسَدِيِّ مَوْلَاهُمُ الْكُوفِيِّ فَذَلِكَ مِائَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ طَرِيقًا لِعَاصِمٍ، وَقَرَأَ عَاصِمٌ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ رَبِيعَةَ السُّلَمِيِّ الضَّرِيرِ وَعَلَى أَبِي مَرْيَمَ زِرِّ بْنِ حُبَيْشِ بْنِ حُبَاشَةَ الْأَسَدِيِّ وَعَلَى أَبِي عَمْرٍو سَعْدِ بْنِ إِلْيَاسَ الشَّيْبَانِيِّ، وَقَرَأَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، وَقَرَأَ السُّلَمِيُّ وَزِرٌّ أَيْضًا عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -، وَقَرَأَ السُّلَمِيُّ أَيْضًا عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -، وَقَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَأُبَيٌّ وَزَيْدٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.))

و العجب من المنصر يترك ما ثبت بالاسناد هنا قائلا ان الاسانيد خرافة و مستند كلامه هي الرواية المذكورة اعلاه المنقولة بالسند الذي يهاجمه !!! ارايتم محنة الاستدلال الدائري و كيف اتهمنا به سابقا زورا و ها هو يقع في نفس الفخ الذي نصبه لنفسه !! رمتني بدائها و انسلت