قراءة في الكتب المحرمة - 2

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

قراءة في الكتب المحرمة - 2

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: قراءة في الكتب المحرمة - 2

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    300
    آخر نشاط
    03-10-2012
    على الساعة
    04:11 PM

    افتراضي

    (10) .. قليل من العرفان الغنوصي !
    تختلف المسيحية الغنوصية عن المسيحية المعروفة لدينا حالياً إختلافاً شاسعاً رغم إتفاقهما حول كثير من الشخصيات والأحداث والأفكار، ويبدو للقارئ في تراث هذه الكنائس الغنوصية أن معتقداتها أقرب لأن تكون مزيجاً غريباً في بعض الأحيان ورائعاً في أحيان أخرى من العقائد والأديان المختلفة التي كانت سائدة ومنتشرة في الإمبراطورية الرومانية في الفترة من 300 سنة ق.م وحتى القرن الرابع بعد الميلاد.
    فالمسيحية الغنوصية تتفق مع الأديان التوحيدية في وجود إله مطلق "يلدابوث" Yaldaboath، ولكنها لا تخلو من كيانات إلهية متعددة، بعضها يتصارع مع البعض الآخر، بل وبعضها مريض نفسياً، وهذه الأفكار تبدو مقتبسة من العقائد الإغريقية.
    الإله المطلق في الغنوصية يختلف كثيراً عن الإله المطلق في الذي نعرفه في الإسلام والمسيحية واليهودية، فهو لا يكترث كثيراً أو قليلاً بالإنسان وشئونه، وقد قام هذا الإله المطلق "يلدابوث" الذي يلقب أحياناً بالإله الحق بخلق مجموعة من الكيانات الإلهية الأخرى تعرف باسم "آيونات" Aeons.
    احدى هذه الآيونات هي صوفيا Sophia العذراء، وهي ترمز إلى الحكمة وإلى السماوات أيضاً، وصوفيا من أهم شخصيات المذاهب الغنوصية بصفة عامة، التي أنجبت بدورها إلها مشوهاً أقل شأناً يعرف باسم ديميرج Demiurge و هي كلمة يونانية تعني "الصانع الماهر" Public craftsman ، وهذا الديميرج هو خالق أو صانع هذا العالم الذي نعيش فيه، وهو إله العهد القديم، وينظر إليه العرفانيون الغنوصيون على أنه شرير ، ممتلئ بالحسد والبغض والكراهية والقسوة.
    وقد وضع ديميرج الإنسان في هذا السجن الرهيب المسمى بالعالم، رغبة منه في إظهار تفوقه على بقية الآيونات الإلهية حيث أنه يظن أن الأقوى والأقدر والأعظم، وقضبان هذا السجن هي عبارة عن القوانين الفيزيقية و القوانين الأخلاقية التي يطلق عليها الغنوصيون الكود الموسوي (الوصايا العشر).
    وجدير بالذكر أن كل عمليات الخلق أو الميلاد (كمولد ديميرج من صوفيا) التي تمت في عالم الآيونات، يتم تصويرها كإنقسمات كونية، كظهور النور ثم الظلال نتيجة لوجود جسم ما .. وهو موضوع يطول شرحه، ربما نعود إليه في موضوع آخر حول الغنوصية.
    الآيونات الإلهية في المذاهب الغنوصية لا تقتصر على صوفيا وديميرج، فالمسيح Christ هو أحد الآيونات الإلهية، ويرى بعض الباحثون أن المسيح هو الصورة الذكورية من صوفيا الأنثى، أو أنهما توأمين، وهو أمر جدير بالإهتمام والدراسة، حيث أن الغنوصية تعلي من شأن المرأة بصورة غير مسبوقة في العقائد الإبراهيمية، كما توجد آيونات إلهية أخرى بعضها لم يهتم بعالمنا إطلاقاً كما يفعل يلدابوث، وحتى الآن لم أقف على عدد الكيانات الإلهية "الآيونات" عند الغنوصيين.
    يفرق الغنوصيون بين المسيح وبين يسوع، فيسوع هو شخص عادي جداً، أما المسيح فهو آيون إلهي، والحقيقة أنه يبدو للباحث أن طبيعة المسيح ويسوع كانت محل جدل طويل بين الغنوصيين أنفسهم، ولا نعرف على وجه التحديد هل حسموا أمورهم فعلاً بشأن يسوع والمسيح أم لا.
    إلا أنه من الواضح أن يسوع لم يكن يلعب دور المخلص Savior كما تصوره العقائد المسيحية الشائعة، ولكنه كان كاشفاً أو موضحاً لأن طريق الخلاص يكمن في المعرفة (الغنوصية تعني العرفان أو المعرفة) وفي معرفة الذات على وجه التحديد، وسبب تأخر وصول المسيح إلى الأرض هو أن صوفيا كانت منفية بصورة أو بأخرى في بعد كوني مختلف ولم تتخلص من منفاها إلا في هذه الفترة .. وهذه أيضاً قصة أخرى يطول شرحها.
    قصة خلق آدم يبدو أنها تحمل أبعاداً رمزية واضحة، فأدم عندهم يبدو وكأنه كناية للجنس البشري وليس شخصاً محدداً ، والحية التي حثت آدم وحواء على الأكل من شجرة المعرفة يعتبرها الغنوصيون رمزاً للخير وأنها بحثها الإنسان على الأكل من شجرة المعرفة، لم تكن تفعل أكثر مما جاء المسيح ليفعله ، لتحرير الإنسان من أسر العالم المادي الذي وضعه الإله ديميرج.
    ويبدو أن الحية قد تكون هي صوفيا أو المسيح وربما تكون أحد الآيونات الإلهية الأخرى.
    ويرى بعض الباحثون أن بعض الجماعات الغنوصية كانت تعتبر المسيح هو "فيض إلهي" أرسله يلدابوث لتخليص العالم من ظلم ديميرج ، والذين يرون ذلك يحتجون بأن المسيح يجب أن يكون صادراً عن قوة أكبر من قوة ديميرج.
    وهنا يجب أن أشير إلى أن الجماعات الغنوصية التي إنتشرت في أرجاء الإمبراطورية الرومانية حتى تم القضاء عليها تماماً في القرن الخامس، كانت متعددة ومختلفة في الكثير من العقائد، إلا أنها كانت تتميز بالتسامح فيما بينها وبين العقائد الأخرى وتميزت هذه الجماعات أيضاً بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة، فكثير من تلاميذ المسيح المقربين كانوا نساءً، ومنهم مريم المجدلية التي كان يسوع المسيح يقبلها في فمها كثيراً أمام بقية التلاميذ الذين شعروا بالغيرة منها كما جاء في إنجيل فيليب من مكتبة نجع حمادي، وقد أخبرهم يسوع المسيح بأن مريم المجدلية هي أحبهم إلى قلبه.
    بطبيعة الحال .. لا يمكن شرح الغنوصية المسيحية في هذه العجالة .. ولعل هذا السبب تحديداً هو الذي جعلني أبتعد عن هذا الموضوع طوال هذه الفترة، فقد كنت أبحث عن أفضل وسيلة لتقديم نبذة سريعة وافية وغير مجحفة للغنوصية ، وهو ما لا أظن أنني فعلته.
    إلا أنه يكفيني حالياً أن أشير إلى أن الغنوصية المسيحية قد حملت في عقائدها خليطاً فريداً من العقائد اليهودية والرومانية والإغريقية والفارسية والمصرية .. وعقائد أخرى متعددة .. فكيف تحقق ذلك الخلط الفريد وأين؟!

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    300
    آخر نشاط
    03-10-2012
    على الساعة
    04:11 PM

    افتراضي

    (11) الخاتمة
    تعرضنا في هذا الموضوع لصورة مختصرة مما كان يعتمل في المناخ الثقافي والفكري والديني من إضطراب وغليان قبل ظهور المسيحية بقرون ثلاثة وحتى القرن الثالث أو الرابع الميلادي، إعتماداً على إكتشافين أثريين في غاية الأهمية، هما مخطوطات قمران التي وضحت لنا صورة قريبة من فكر يهودي "منشق" على الفكر الرسمي للمؤسسات اليهودية الرسمية في هذا العهد (الصدوقيين) وللمؤسسات اليهودية التي إستمرت بعد ذلك (الأحبار الفريسيين).
    والإكتشاف الآخر هو مكتبة نجع حمادي القبطية، الذي منح الباحثين صورة قريبة وغير مسبوقة عن العقائد والأفكار الغنوصية التي ظهرت للوجود قبل التأريخ الميلادي بأكثر من قرن من الزمان، وإستمرت في الوجود بل والإزدهار حتى قضت عليها الكنيسة الرومانية في القرنين الرابع و الخامس الميلاديين (وهي الفترة التي قام فيها الرهبان البخوميين بحفظ وإخفاء كتبهم في مكتبة نجع حمادي).
    ورأينا كيف أن لكثير من العقائد والممارسات المسيحية بل والأسماء أيضاً بما في ذلك إسم يسوع ذاته، أصول منقولة عن اليهودية و الوثنية الهيللينية وأن هذا المزج بين تلك الثقافات المختلفة قد حدث في مصر وفي مدينة الإسكندرية على وجه التحديد، وبسبب جامعتها ومكتبتها الشهيرة.
    وعرفنا أن فترة ظهور المسيحية كانت فترة إضطراب وغليان سياسي وديني، وكانت الآمال المشحانية وتوقع ظهور "المخلص" يسيطران على العقول والأفئدة، ليس لدى اليهود فحسب، بل لدى جميع الطوائف والعقائد والأديان تقريباً .. باختصار كان الجميع يبحث عن الخلاص، كل بطريقته.
    وعندما ينتظر الناس شيء ما، قد يسعى البعض لتحقيق هذا الشيء المنتظر، تماماً كما يسعى البعض لتمهيد الطريق لمجيء المسيح الثاني، أو لتمهيد الطريق لقدوم المهدي المنتظر .. إلخ.
    ويبدو أن هذا هو ما حدث، فبولس الرسول، هو صاحب الفضل الأول باتفاق معظم الباحثين في نشر المسيحية ونشر تعاليمها، بولس ذلك الرجل اليهودي الذي كان ينتمي للفريسيين ويضطهد المسيحيين تحول بين يوم وليلة إلى صاحب الفضل في نشر المسيحية.
    وقد قضى بولس بعد تجربة التحول الفريدة التي مر بها في طريقه إلى دمشق، ثلاثة سنوات في العربية (التي أظن أنها كانت في سيناء، فبولس كان يعتبر أن جبل موسى في العربية أيضاً) والثلاثة سنوات هذه هي الفترة التي تتطلبها جماعة اليسوعيين لقبول الأعضاء الجدد بينها، وليحصلوا بذلك على العضوية الكاملة وعلى أسرار الجماعة، كما أن كثيراً من الجماعات الغنوصية كانت تطبق نفس هذه الفترة على الأعضاء الجدد .. فهل قضى بولس سنواته الثلاثة في العربية مع أحد الجماعات اليسوعية أو الغنوصية؟
    وبعد أن عاد بولس إلى طرسوس قضى ثماني سنوات لا يعرف عنها التاريخ شيئاً قبل أن يتوجه إليه برنابا طالباً مساعدته في الخدمة والتبشير في أنطاكية
    فما الذي تعلمه بولس في هذه السنوات الثلاثة في العربية، وهل تأثر "بولس الجديد" بالأفكار الهيللينية في طرسوس بعدما "ولد من جديد".
    ففكرة أن الله قد مات من أجل أتباعه وقيامته من قبره بعد ذلك كانت منتشرة في طرسوس كما في سائر المدن اليونانية نتيجة للفلسفة الرواقية كما يقول ول ديورانت في قصته للحضارة.
    أظن أن بولس (شاؤول) اليهودي المتعصب، كان قد تغير فعلاً أثناء رحلته إلى دمشق (كانت دمشق على وجه الخصوص تمتلئ باليسوعيين وكانوا يعتبرونها مركزهم أو مركز العهد الجديد كما كانوا يطلقون على جماعتهم .. رغم أن البعض يرى أن "دمشق" قد تكون مجرد رمزاً) وأنه قد سعى لتجسيد كل هذه الأفكار التي كانت تعج بها المنطقة، وأنه لم يتخلى قط عن يهوديته، بل عمل على مزجها بالعقائد الأخرى المنتشرة في الإمبراطورية الرومانية .. وأظن أنه قد نجح.

    تعقيب : لمزيد من القراءة انصح بقراءه كتابي مخطوطات البحر الميت و الترجمة السبيعينة ، و ايضا الأخ علي له شرح كامل لتأثير بولس في المسيحيه في قسم حقائق حول التوحيد و التثليث
    http://www.ebnmaryam.com/vb/forumdisplay.php?f=37

    ارجو من الله ان يوفقنا و اياكم لما هو خير و يرضاه
    واسف مرة اخري للإطالة

قراءة في الكتب المحرمة - 2

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. برنامج Adobe Reader 9.2.0 برنامج ادوبى العملاق فى قراءة جميع الكتب الالكترونية اخر اص
    بواسطة سعود العتيبي في المنتدى منتديات الحاسب الألى وشبكة الإنترنت
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-10-2009, 10:04 AM
  2. حكم قراءة القرآن على الأموات
    بواسطة دفاع في المنتدى الفقه وأصوله
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 19-06-2009, 03:01 AM
  3. قراءة مبتدء للأنجيل
    بواسطة talal_gw في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-08-2006, 04:32 AM
  4. برنامج صغير نافع جدا لتسهيل قراءة الكتب وتصفحها على الشاشة
    بواسطة عبد الله المصرى في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-08-2005, 07:03 PM
  5. قراءة في الكتب المحرمة
    بواسطة wela في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 05-07-2005, 12:17 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

قراءة في الكتب المحرمة - 2

قراءة في الكتب المحرمة - 2