4-الراجح فى وفاته.
هذه الاخيرة يختلف فيها رأى كاتب هذه السطور مع الغالبية من الباحثين، فورقة رحمه الله تعالى تأخر موته وشهد جهرية الدعوة وعذاب المؤمنين،وقد جاءت مرويات فى كتب السيرة بهذا،وليس من العقل أن تكون مكذوبة والذين كذبوا بتأخر وفاة ورقة لأنهم اسائوا فهم عبارة فى حديث بدء الوحى فى الصحيحين"لم ينشب ورقة أن توفى"معناها:أن علة عدم تعلق ورقة بشئ مما اخبر بحدوثه هو وفاته ولاتعنى أنه مات الأن،وأيضا من سوء الفهم لحديث الصحيحين أنهم تصوروا أن فتور الوحى الذى أزعم أنه كان متقدما على وفاة ورقة تصوروا أن الفتور بمعنى الانقطاع ولكن روايات السيرة التى رواها ابن هشام واليعقوبى وغيرهم تعطى معنى اخر للفتور غير الانقطاع فقد كان القرأن الكريم منقطعا ولكن جبريل عليه السلام كان حاضرا مع النبى صلى الله عليه وسلم فى بعض الاحيان، ويقوى هذه الروايات الإخبارية ما اخرجه الامام مسلم فى صحيحه عن ابن عباس رضى الله تعالى عنه وهذا الاثر له شاهد يقويه فى تاريخ الطبرى
أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة . يسمع الصوت ، ويرى الضوء ، سبع سنين ، ولا يرى شيئا . وثمان سنين يوحى إليه . وأقام بالمدينة عشرا .
وهذا الاثر السابق ظاهره أن فتور الوحى هو اشارة لكل المرحلة التى لم يقع فيها تنزيل، وما يدلك أكثر وأكثر على أن وفاة ورقة رحمه الله تعالى كانت بعد هذه الحقبة أن حديث بدء الوحى تحدث عن الحزن الشديد للنبى صلى الله عليه وسلم على فتور الوحى ولم يُعلق على وفاة ورقة واقول اخيرا إن شخصا مثل عروة رحمة الله تعالى عليه لم يكن لينقل كلاما مخالفا لما نقله فى الصحيحين وقد نقل عروة رواية تأخر ورقة فى الوفاة حتى ادرك بلالا وهو يُعذب وليس هذا هو الخبر الوحيد عن تأخر وفاته فهناك اخبار اخرى اخرجها البلاذدرى فى اشراف الانساب واحكام الاخبار غير احكام الشرائع،وهذا من احكام القصص،وعروة رحمه الله رب العالمين كان ثقة ولم يُعرف عنه النقل غير ثقة فالراجح تأخر وفاة ورقة رحمه الله رب العالمين.