الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة اجتماعية

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة اجتماعية

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 11 إلى 17 من 17

الموضوع: الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة اجتماعية

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 10: جاء في سورة النور 33" وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ " ... وقد نقل الناقد عن تفسير البيضاوي سبب نزول هذه الآية وتفسيرها ... وخلاصته أنه كان لعبد الله بن أُبى بن سلول ست جواري من الإماء ... وكان يكرههن على الزنى ويطالبهن بدفع ضريبة مالية مقابل ذلك ... فشكا بعضهن الأمر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فأنزل الله الآية لذم عبد الله بن أُبى بن سلول ومنعه من فعله ... والناقد يسأل: أليس الأولى أن يأمر الفتيات أن يشهرن الطاعة لله والعصيان على البشر فلا يقبلن ارتكاب المنكر ؟؟؟ وكان الأولى بدل أن يقول إن الله غفور رحيم أن يقول إن الله شديد العقاب إلا على من تاب !!!


    §
    سنذهب أولاً لعدة تفاسير لفهم هذه الآية

    التفسير الميسر:
    ولا يجوز لكم إكراه جواريكم على الزنى طلبًا للمال ... وكيف يقع منكم ذلك وهن يُرِدْن العفة وأنتم تأبونها ؟؟؟ وفي هذا غاية التشنيع لفعلهم القبيح ...
    ومن يكرههنَّ على الزنى فإن الله تعالى من بعد إكراههن غفور لهن رحيم بهن ... والإثم على مَن أكْرههن.

    أيسر التفاسير:
    {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا} أي لأجل مال قليل يعرض لكم ويزول عنكم بسرعة ... وقوله: {ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم} أي لهن رحيم بهن ... لأن المكره لا إثم عليه فيما يقول ولا فيما يفعل.

    § مما ورد فإنه لا يجوز إكراه الجواري على الزنى أصلاً ... ولا يجوز ارسالهن الى الزنى ... حتى لو لم تكن مكرهات ... فالموافقة على زناهن حرام ... وارسالهن للزنى حرام ... واكراههن على الزنى حرام ... والشرط في قوله
    " إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا " ليس قيداً للنهى ... لأن النهى عن زناهن عام ... سواء أردن تحصناً أم لا ... لكن هذا الشرط ذكر لبيان وشرح ما حدث ووقع بالفعل ... حيث نزلت الآية في إماء تعففن وأردن التحصن (التحصن = التصون والتعفف من الزنا) ... فالزنا في كافة الأحوال والظروف حرام شرعاً ... قال تعالى " وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا "الإسراء 32

    §
    أما اقتراح الناقد ورغبته في أن تأمر الآية الفتيات بإشهار الطاعة لله والعصيان على البشر فلا يقبلن ارتكاب المنكر ؟؟؟ فهذا اقتراح سطحي بالطبع ... لأن هؤلاء كن آنذاك تحت سطوة مالكهن وفى حيازته ... والمالك الذي يجبر امرأة على الزنا ليتربح من ورائها هو شخص ظالم وخسيس لا يؤمن شره وبطشه على من كن تحت سطوته وحيازته ... والعقاب كل العقاب على من يكرههنَّ على الزنى ... والله سبحانه وتعالى من بعد إكراههن غفور لهن رحيم بهن ... والإثم على مَن أكْرههن.

    § ولكن يجب الا نغفل أنه بالرغم من المناخ الذي كانت هؤلاء الفتيات (الجواري) يعشن فيه ... إلا أن بعضهن شكين الأمر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فأنزل الله الآية لذم عبد الله بن أُبى بن سلول ومنعه من فعله ... كما ورد ذلك في التفسير الذي استشهد الناقد به ... الأمر الذي يدل على طاعتهن لله بالرغم مما كان يمارس عليهن من اكراه وذل ... ولكن في نفس الوقت يجب ألا نغفل عن أن كل البشر لا يمتلكون نفس القدرة على عصيان الظالم الذى يمكنه أن يبطش أو يفتك بهم ... ومن هنا كانت رحمة الله بهؤلاء الضعفاء الذى خلقهم في كونه غفور ورحيم بهن إذا اجبرن واكرهن على المعصية ... والإثم كل الإثم على مَن أكْرههن ... لأن المكره لا إثم عليه فيما يقول ولا فيما يفعل.

    أما اقتراح الناقد ورغبته في:أن الأولى بدل أن تقول الآية " إن الله غفور رحيم " أن تقول " إن الله شديد العقاب إلا على من تاب " ... فإن الأنسب بالطبع هو ختم الآية بالترغيب بمغفرة الله ورحمته ... فقد يزنين هؤلاء مكرهات نافرات فتدعوهن الآية الى التوبة والاستغفار فالله غفور رحيم سيغفر لهن ويرحمهن ... أما الذي يكرههن فإن الله سيحاسبه على ذلك ويعذبه ... فالمقام هنا مقام مواساة ورأفة وعطف على هؤلاء المكرهات المظلومات المقهورات وتبشيرهن بمغفرة الله ورحمته ... وليس مقام ذكر عقاب والتنبيه عليهن بأن ... " الله شديد العقاب إلا على من تاب " ...

    والله أعلم وأعظم
    يتبع بإذن الله وفضله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 11: جاء في سورة النور 4 ..." وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " ... والسيد الناقد يسأل كيف يتسنّى لأربعة أن يكونوا شهود الحادثة فيها دائماً كتمان وسرية ؟؟؟ وكيف يُحكم بالجلد ثمانين جلدة على ثلاثة شهود ولو رأوا بأعينهم ارتكاب الحادث وشهدوا عنه لأن ليس معهم شاهد رابع ؟؟؟ إن المطالبة بأربعة شهود أمر أقرب إلى المستحيل وتعجيز وتعطيل للشهادة بهدف تبرئة المذنب.

    § سنذهب أولاً الى تفسير المنتخب لنقف على تفسير الآية المذكورة ... " والذين يتهمون العفيفات النزيهات بالزنا ... ثم لم يأتوا بأربعة شهود يثبتون صدق الاتهام ... فعاقبوهم بالضرب ثمانين جلدة وبعدم قبول شهادتهم على أي شيء كان مدى الحياة ... ".

    §
    السيد الناقد من حرصه على ضرورة تطبيق حد الزنا (الذي يمكن أن يكون برجم الزاني والزانية حتى الموت) يطلب الاكتفاء بثلاثة شهود أو اقل على واقعة الزنا بدلاً من أربعة شهود ... حتى لا تعطل الشهادة ويطبق حد الزنا على الزناة ... لأن غير ذلك يهدف لتبرئة المذنب ... وتعطيل حد الزنا !!!

    § والواضح أن سيادته لم يقرأ كتابه المقدس اطلاقاً ... ولكنه قرأ فقط كتاب لا يؤمن سيادته به بهدف تجريحه !!! ولماذا ؟؟؟ لأنه ورد في إنجيل يوحنا قصة المرأة الزانية ... حيث قدّم الكتبة والفريسيون للسيد المسيح امرأة أمسكت في زنا وقالوا له أن هذه المرأة أمسكت وهي تزني وأن موسى أوصانا في الناموس أن مثل هذه ترجم فماذا تقول أنت ... فقال لهم:
    " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ " ... فانصرفوا ... فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: " وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ ... اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا ".يوحنا 8 / 1 – 11 ... إذن هنا عقوبة الزنا = معافاة !!!

    §
    وإذا اطلعنا على قصة المرأة الزانية هذه في تفسير القس أنطونيوس فكري نجد ما نصه الآتي:

    1.
    المسيح وضع قانون أن من هو بلا خطية فهو الذي يدين، وهو وحده الذي بلا خطية لذلك فهو وحده الذي يدين، وحين أدان فهو أدان الخطية في جسده.
    2.
    المسيح القدوس أتي ليحمل خطايانا ويحرقها في جسده ... فهو لم يتسامح مع الزنا بل هو حمل الخطية وأدانها بجسده (رو3:8).
    3.
    حدث في القرون الأولى أن بعض النساخ لم يكتبوا هذه الآيات (القصة) لأنهم ظنوها تشجع على الخطية ... ولكن هذه القصة موجودة في معظم النسخ وبالذات في النسخ القديمة جدًا ...

    § وهذه القصة تتعارض مع ما ورد في
    متى 5 / 27 – 30 " فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ " ... فهذا النص يقرر عقوبة الالقاء في جهنم لمن يزني ولو بعينه ... بينما في قصة المرأة الزانية فقد عفا المسيح عنها وبالتالي ستدخل الجنة رغم زناها بجسدها " وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ " يوحنا 8 / 1 – 11

    §
    وإذا كان السيد المسيح ... " لم يتسامح مع الزنا بل هو حمل الخطية وأدانها بجسده " ... وأنه ..." أتي ليحمل خطايانا ويحرقها في جسده (على الصليب) " ... (حسب ما ورد في تفسير انطونيوس فكرى لقصة المرأة الزانية) ... فنحن نتساءل عن الحكمة في أن يتجسد الله رب العالمين خالق السماوات والأرض وما بينهما ويُهان ويُضرب ... بل ويُبصق عليه ثم يُصلب (كما يؤمن بذلك النصارى) عوضاً عمن قتل أو زنا أو سرق أو أجرم في حق البشرية ... ثم يُعفى بعد ذلك عن المجرم بل ويكافأ بالجنة ونعيمها ؟؟؟؟ وإذا كانت الإجابة بان الحكمة في ذلك أن الله يحبنا ... نقول فهل من العدل ان يتساوى الجاني مع المجني عليه ... والظالم مع المظلوم ... والمعتدى مع المعتدى عليه ... ولماذا لا تطبق القاعدة العادلة ... " فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ... وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ "الزلزلة 6 -7

    § لقد حرص واشترط القرآن الكريم قبل تطبيق حد الزنا الذي يمكن أن يترتب عليه ازهاق للأرواح وتعريض بسمعة وأعراض أناس أبرياء وعائلاتهم وذويهم ... ضرورة ثبوت ذلك بأربعة شهود يثبتون صدق الاتهام ... وفى هذا الحق والصواب كله ... لأنه فضلاً عن توخى الحذر في تطبيق الحد حينئذ على من يستحق فقط ... فقد اغلق القرآن الكريم بذلك الطريق على الحديث في اعراض الناس ... وقذف الناس بالزنى ... وذلك باشتراط تقديم الذى يخوض في اعراض الناس أربعة شهود شاهدوا ارتكاب الفاحشة بعيونهم ... فان لم يتم ذلك أقيم على المتكلمين في اعراض الناس حد القذف ... فيجلد كل واحد منهم ثمانين جلدة ... وكما يقول الحكماء: لأن يكون هناك تسع وتسعون مجرماً خارج اسوار السجن ارحم من وجود بريئاً واحداً داخله ... هذا ومن نجا من عقاب قاضى محكمة الأرض في الدنيا ... فلن ينجو من عقاب قاضى محكمة السماء في الآخرة بالطبع ...

    §
    وإذا كان من المتعذر رؤية أربعة شهود اثناء واقعة الزنا ... لكن بالطبع لابد قبل تطبيق عقوبة ذلك من شهود وبينة ... لأن القرآن الكريم لا يهدف اقامة حد الزنى على الزانيين ... بل يهدف الى تطهير المجتمع الإسلامي من فاحشة الزنا ... ومحاربتها ومطاردتها وابعادها عن تفكير ومشاعر الراغبين فيها ... بحيث يضطر المجرمان المتفقان على الزنا الى الاختفاء عن عيون الناس وارتكاب الفاحشة في غرف مغلقة محكمة الأبواب ... وليس في الطرقات العامة كما يحدث في الغرب ...

    § إن العجب كل العجب في امر الناقد ... فبالرغم مما ذكرنا من أن عقوبة الزنا في إنجيله = معافاة !!!
    " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ ... وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ ... اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا "يوحنا 8 / 1 – 11 ... فإن السيد الناقد يعيب على القرآن الكريم توخى الحذر التام قبل السماح بإزهاق أي روح ... أو تلويث الأعراض ... فاشترط لذلك وجود أربعة شهود لعدم التلاعب ... الأمر الذي اعتبره الناقد تشديداً للشهادة بهدف تبرئة الزناة ... ولو تساهلت الآية في اثبات الزنى لجعلها الناقد قاسية شديدة على الزناة !!! فمهما قال القرآن ... فهو عنده على اية وضع معيب ... ولا حول ولا قوة الا بالله !!!


    والله أعلم وأعظم
    يتبع بإذن الله وفضله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 12: جاء في سورة النور 2 " الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " ... والناقد يسأل لماذا يجلد الزاني علناً ... أليس الأجدر أن يُعالج أمثال هؤلاء المذنبين بروح الوداعة والشفقة ؟؟؟ والمسيحية لا تأمر بجلد المخطئ ... بل بفرزه من الجماعة تخجيلا له ... ثم قبوله والترحيب به إذا ندم وأعلن توبته ... (1كورنثوس 5: 1-13 & 2 كورنثوس 2: 5-11).


    § عجباً لأمر السيد الناقد !!! فسيادته في السؤال السابق كان يطلب الاكتفاء بثلاثة شهود أو اقل على واقعة الزنا حتى يطبق حد الزنا على الزناة دون تأخير ... وذلك بدلاً من أربعة شهود (كما نص القرآن) ... ثم في هذا السؤال فسيادته يناقض نفسه تماماً لأنه يعترض على حد الزنى وجلد الزاني أساساً ... إذن فسيادته مرة يريد سرعة تطبيق حد الزنى ... ومرة أخرى يريد عدم تطبيق حد الزنى !!! المهم عند سيادته في النهاية هو التجريح في القرآن الكريم !!!

    §
    والواضح أن سيادته لم يقرأ كتابه المقدس اطلاقاً ... ولكنه قرأ فقط كتاب لا يؤمن سيادته به بهدف تجريحه !!! ولماذا ؟؟؟ لأنه ورد في سفر التثنية 13/6-11:
    " وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرًّا أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ، أَوْ صَاحِبُكَ الَّذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلاَ آبَاؤُكَ " ... إذن فما المطلوب منا حينئذ ؟؟؟" تَرْجُمُهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ، لأَنَّهُ الْتَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ " ... وما الهدف من وراء قتله رجماً بالحجارة وعلانية بالطبع ؟؟؟" فَيَسْمَعُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيَخَافُونَ، وَلاَ يَعُودُونَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هذَا الأَمْرِ الشِّرِّيرِ فِي وَسَطِكَ. "

    § فماذا ورد في تفسير القمص تادرس يعقوب ملطى لذلك ؟؟؟ يقول القمص: مع أن الغواية تتم سرًا لكن العقوبة تتم علنًا ... ولماذا العلانية يا سيادة القمص ؟؟؟ يقول التفسير: حتى يكون عبرة لمن يظن أنَّه يخدع غيره في الخفاء ... يجب أن يكون العقاب علنًا ... حتى يخاف الباقون ولا يخطئون ... كما توضِّح ضرورة التشدُّد في هذا التدبير الجديد الذي فيه يسكنون الأرض
    (أع 5: 11). " انتهى تفسير القمص تادرس يعقوب ملطى ...

    §
    ليس هذا فحسب بل ورد في سفر اللاويين 21/9 ... " وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا ... بِالنَّارِ تُحْرَقُ " ... أي أن الموت حرقاً هو عقوبة الزنى كما ورد بنص الكتاب المقدس ... وبالطبع هذا الحرق لا يمكن أن يكون سراً !!!

    § إن علانية العقوبة تردع من يفكر في أن يقدم على ارتكاب جريمة الزنى خشية الفضيحة العلنية والعقوبة المرئية فيحسب لذلك كل حساب ... فبعض الذين لا يخافون من حساب الله وعقابه في الآخرة ... قد يخافون من الفضيحة لهم ولعائلاتهم في الدنيا ... فيتوقفون عن ارتكاب فاحشة الزنى التي يمكن أن يترتب عليها فضيحة علنية ... وقديماً قال الحكماء: من أَمِنَ العقوبة اساء الادب ...

    §
    لقد حرص واشترط القرآن الكريم قبل تطبيق عقوبة الجلد على الزناة الذي يمكن أن يترتب عليه التعريض بسمعة وأعراض أناس أبرياء وعائلاتهم وذويهم ... ضرورة ثبوت ذلك بأربعة شهود يثبتون صدق الاتهام ... وفى هذا الحق والصواب كله ... لأنه فضلاً عن توخى الحذر في تطبيق الحد حينئذ على من يستحق فقط ... فقد اغلق القرآن الكريم بذلك الطريق على الحديث في اعراض الناس ... وقذف الناس بالزنى ... وذلك باشتراط تقديم من يخوض في أعراض الناس أربعة شهود شاهدوا ارتكاب الفاحشة بعيونهم ... فان لم يتم ذلك أقيم على المتكلمين في اعراض الناس حد القذف ... فيجلد كل واحد منهم ثمانين جلدة ... وكما يقول الحكماء: لأن يكون هناك تسع وتسعون مجرماً خارج اسوار السجن ارحم من وجود بريئاً واحداً داخله ... هذا ومن نجا من عقاب قاضى محكمة الأرض في الدنيا ... فلن ينجو من عقاب قاضى محكمة السماء في الآخرة بالطبع ...

    § وإذا كانت المسيحية كما قال الناقد لا تأمر بجلد المخطئ ... بل بفرزه من الجماعة تخجيلا له ... ثم قبوله والترحيب به إذا ندم وأعلن توبته ... فبدورنا نطلب تفسير سيادته لتعارض ما قاله مع النصوص الآتية الواردة في كتابه المقدس:

    §
    رجم الزوجة غير العذراء (علانية بالطبع) كما ورد في سفر التثنية 13-21

    «إِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَحِينَ دَخَلَ عَلَيْهَا أَبْغَضَهَا ... وَنَسَبَ إِلَيْهَا أَسْبَابَ كَلاَمٍ، وَأَشَاعَ عَنْهَا اسْمًا رَدِيًّا، وَقَالَ: هذِهِ الْمَرْأَةُ اتَّخَذْتُهَا وَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهَا لَمْ أَجِدْ لَهَا عُذْرَةً (أي لم يجدها عذراء) ... يَأْخُذُ الْفَتَاةَ أَبُوهَا وَأُمُّهَا وَيُخْرِجَانِ عَلاَمَةَ عُذْرَتِهَا إِلَى شُيُوخِ الْمَدِينَةِ إِلَى الْبَابِ ... وَيَقُولُ أَبُو الْفَتَاةِ لِلشُّيُوخِ: أَعْطَيْتُ هذَا الرَّجُلَ ابْنَتِي زَوْجَةً فَأَبْغَضَهَا ... وَهَا هُوَ قَدْ جَعَلَ أَسْبَابَ كَلاَمٍ قَائِلاً: لَمْ أَجِدْ لِبِنْتِكَ عُذْرَةً ... وَهذِهِ عَلاَمَةُ عُذْرَةِ ابْنَتِي ... وَيَبْسُطَانِ الثَّوْبَ أَمَامَ شُيُوخِ الْمَدِينَةِ ... فَيَأْخُذُ شُيُوخُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ الرَّجُلَ وَيُؤَدِّبُونَهُ ... وَيُغْرِمُونَهُ بِمِئَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ، وَيُعْطُونَهَا لأَبِي الْفَتَاةِ، لأَنَّهُ أَشَاعَ اسْمًا رَدِيًّا عَنْ عَذْرَاءَ مِنْ إِسْرَائِيلَ. فَتَكُونُ لَهُ زَوْجَةً. لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُلَّ أَيَّامِهِ ... «وَلكِنْ إِنْ كَانَ هذَا الأَمْرُ صَحِيحًا، لَمْ تُوجَدْ عُذْرَةٌ لِلْفَتَاةِ ... يُخْرِجُونَ الْفَتَاةَ إِلَى بَابِ بَيْتِ أَبِيهَا، وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ، لأَنَّهَا عَمِلَتْ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِزِنَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا ... فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ. "

    §
    رجم الزانية والزاني (علانية بالطبع) في سفر التثنية 22/ 22-24:
    «إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ مُضْطَجِعًا مَعَ امْرَأَةٍ زَوْجَةِ بَعْل (أي متزوجة) يُقْتَلُ الاثْنَانِ: الرَّجُلُ الْمُضْطَجِعُ مَعَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ ... فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ ... إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُل ... فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي الْمَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا ... فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى بَابِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا ... الْفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لَمْ تَصْرُخْ فِي الْمَدِينَةِ ... وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ امْرَأَةَ صَاحِبِهِ ... فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ."

    واللــــه أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللـــه وفضله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 13: جاء في سورة النساء 15 " وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا " ... والناقد يسأل هل يُصلح الحبس المؤبد في مثل هذه الحالة المذنب ؟؟؟ كيف يحبسون فتاةً في السادسة عشرة من عمرها مثلاً إذا قُدِّر لها أن تعيش ثمانين سنة ؟؟؟ الأصلح أن تُعطى الخاطئة فرصة للتوبة والحياة المقدسة الجديدة.
    ثم أضاف سيادته: ويقول علماء المسلمين إن هذه الآية منسوخة بحدّ الجَلد للزانية غير المحصَنة
    (سورة النور 2) ... وبحدّ الرجم للزانية المحصنة ... ولو أن آية الرجم نُسخت تلاوةً (الإتقان للسيوطي -باب الناسخ والمنسوخ) ... ويقول القرآن إن حدّ الإماء نصف حد الحرائر (سورة النساء 25) ...ولكننا لا نعلم ما هو نصف الرجم !!!
    §
    نذهب أولاً الى تفسير الجلالين للآية 15 في سورة النساء:

    {والاتي يَأْتِينَ الفاحشة } الزنا { مِن نّسَائِكُمْ فاستشهدوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنْكُمْ } أي من رجالكم المسلمين { فَإِن شَهِدُواْ } عليهنّ بها { فَأَمْسِكُوهُنَّ } احبسوهنّ { في البيوت } وامنعوهنّ من مخالطة الناس ... { حتى يَتَوَفَّاهُنَّ الموت } أي ملائكته { أَوْ } إلى أن { يَجْعَلَ الله لَهُنَّ سَبِيلاً } طريقاً إلى الخروج منها ... أُمِرُوا بذلك أوّل الإسلام ثم جعل لهنّ سبيلاً بجلد البكر مائة وتغريبها عاماً ... ورجم المحصنة ... وفي الحديث لما بيَّن الحدّ قال « خذوا عني ، خذوا عني ، قد جعل الله لهنّ سبيلاً » رواه مسلم ... انتهى تفسير الجلالين

    §
    أي أن الحكم بحبس الزانية كان حكماً مؤقتاً وليس حكماً مؤبداً كما ادعى السيد الناقد ... وقد دل على ذلك ما ورد في نص نفس الآية ... وهي عبارة " أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا " النساء 15 ... أي أن الله سيأتي بحكم آخر ينسخ هذا الحكم ... وبالفعل جاء هذا الحكم الناسخ لذلك الحبس في سورة النور في الآية رقم 2 ... " الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " ... كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " خُذوا عني . خُذوا عني ... قد جَعَل الله لهنّ سبيلا (وهو ما وعدت به آية سورة النساء 15) ... البكْر بالبِكْر جَلْدُ مائة ونَفْيُ سَنَة ... والثّيّبُ بالثّيّبِ ... جَلْدُ مائة والرّجْم " صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 1690 ... إذن حد الزنا أصبح مئة جلدة للبكر... والرجم حتى الموت للمتزوجة ... بدلاً من الحبس في البيوت ...

    § هذا ولم تسجل الروايات الصحيحة حادثة واحدة حُكِمَ فيها على امرأة زانية بالحبس في البيت حتى الموت ... ولم تمت زانية واحدة وهي محبوسة في بيتها ... لأنه لم تثبُت حالة زنى واحدة خلال هذه الفترة وحتى نسخ حكم الحبس في البيوت ...

    §
    أما ما اقترحه الناقد من أن الأصلح أن تُعطى الخاطئة فرصة للتوبة والحياة المقدسة الجديدة ... فهنا سؤالاً يطرح نفسه وهو وهل من الأصلح أيضاً إعطاء السارق أو القاتل أو المعتدى على ممتلكات أو اعراض الغير أو ... فرصة للتوبة والحياة المقدسة الجديدة ... ولا ندرى لماذا يتباكى ويتعاطف الناقد مع الزناة ويطلب اعفائهم من العقوبة في الوقت الذى حذر فيه السيد المسيح من مجرد النظر لامرأة بشهوة ... فقد ورد في متى 5 / 27 – 30" فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ ... لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ " ... أي تدمير الإنسان لعينه أفضل من مجرد نظرة لامرأة ... وهذا ما فعله القديس سمعان الخراز بنفسه كما سيأتي ...

    § إن العقوبات عموماً تردع من يفكر في ارتكاب أي جريمة كانت ... ومنها جريمة الزنى التي تُهتك فيها أعراض الناس ... وبذلك يَحْسب كل من سيقدم على الجريمة ألف حساب اولاً ... فبعض الذين لا يخافون من حساب الله وعقابه في الآخرة ... قد يخافون من العقاب في الدنيا ... فيتوقفون عن ارتكاب فاحشة الزنى حيث سيترتب عليها عقاب صارم ... وقديماً قال الحكماء: من أَمِنَ العقوبة اساء الادب ...

    §
    لكن في الوقت نفسه حرص واشترط القرآن الكريم قبل تطبيق العقوبة على الزناة ضرورة ثبوت ذلك بأربعة شهود يثبتون صدق الاتهام ... وفى هذا الحق والصواب كله ... لأنه فضلاً عن توخى الحذر في تطبيق الحد حينئذ على من يستحق فقط ... فقد اغلق القرآن الكريم بذلك الطريق على الحديث في اعراض الناس ... وقذف الناس بالزنى ... وذلك باشتراط تقديم المتحدث أربعة شهود شاهدوا ارتكاب الفاحشة بعيونهم ... فان لم يتم ذلك أقيم على المتكلمين في اعراض الناس حد القذف ... فيجلد كل واحد منهم ثمانين جلدة ... وكما يقول الحكماء: لأن يكون هناك تسع وتسعون مجرماً خارج اسوار السجن ارحم من وجود بريئاً واحداً داخله ... هذا ومن نجا من عقاب قاضى محكمة الأرض في الدنيا ... فلن ينجو من عقاب قاضى محكمة السماء في الآخرة بالطبع ...

    § هذا وقد قال الناقد كيف أن حدّ الزنا للإماء (أي للجواري المتزوجات) = نصف حد الحرائر المتزوجات (أي نصف رجم) كما ورد في
    سورة النساء 25:" فَإِذَا أُحْصِنَّ (أي فإذا تزوجت الجارية) فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ (أي فإن زنت الجارية بعد زواجها) فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ (المحصنة هنا = الحرة غير المتزوجة ... لأن الآية في بدايتها تقول : وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ (يتزوج) الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ ... فالمحصنات هنا أتت بمعنى الحرائر ولسن المتزوجات ... لأنه لا يجوز الزواج أصلاً من متزوجة) مِنَ الْعَذَابِ " ...

    §
    لقد أهدي السيد الناقد دون أن يدري للقارئ الذكي وللمتذوق لحلاوة ودقة القرآن الكريم نقداً يبرهن على أن مهما حاول أي بشر الطعن فيه فإن نقده سيرتد اليه هو ... ورحم الله من قال: كناطح يوماً صخرة ليوهنها ... فبقت على حالها وأدمى قرنه الوَعِلُ ... وكيف ؟؟؟ إن المدقق لكلمتي: " مِنَ الْعَذَابِ " سيفهم الحل عندما يقرأ تفسير الشعراوي لهذه الآية حيث ورد:

    " يقول الحق:
    {فعليهن نصف ما على المحصنات} لو أن الحكم على إطلاقه لما قال الحق: {من العذاب} ... فكأن الذي عليها فيه النصف هو العذاب ... وما هو العذاب ؟؟؟ العذاب هو إيلام من يتألم ... والرجم ليس فيه عذاب لأنه عملية إنهاء حياة ... والآية تبين المناصفة فيما يكون عذابا ... أما ما لا يكون عذابا فهو لا ينصف والحكم غير متعلق به ... فالعذاب إنما يأتي لمن يتألم ... والألم فرع الحياة ... والرجم مزيل للحياة ... إذن فالرجم لا يعتبر من العذاب ... والدليل على أن العذاب مقابل للموت أن الحق سبحانه وتعالى حينما حكى عن سيدنا سليمان وتفقده الطير قال: {مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه}النمل: 20 -21 ... فالذبح وإزهاق الحياة مقابل للعذاب ... فقوله: {نصف ما على المحصنات} فالمتكلم فيه الآن العذاب وليس الرجم ... وليس إزهاق الحياة وبهذا يسقط الاستدلال " ... انتهى تفسير الشعراوي

    § إذن حد الزنا للجارية المتزوجة = نصف حد العذاب للحرة غير المتزوجة (أي نصف المئة جلدة) أي = خمسين جلدة.

    §
    إن السيد الناقد يؤمن بالطبع بقصة صانع الأحذية القديس سمعان الخراز الذي جاءت إليه امرأة لتصلح حِذائها ... وكانت هذه المرأة جميلة الصورة ... فبينما هي تخلع حِذائها ... انكشف ساقاها ... فنظرت عيناه إليهما بشهوة ... ففي الحال ضرب المِخراز في إحدى عينيه فأفرغها ... تنفيذًا لوصية الرب: " فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ ... لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ "متى 5 / 27 – 30

    § ولذلك كانت ببركة إيمان هذا القديس الذي نفذ وصية الرب ودمّر عينه ... الفضل الكبير في المعجزة التي يؤمن بها نصارى مصر وهي رفع ونقل جبل المقطم من مكانه القديم الى مكانه الحالي !!! حيث قال السيد المسيح كما ورد في
    انجيل متى 17/20 " فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. " ...

    ارجع الى القصة في موقع الأنبا تكلا
    http://st-takla.org/Saints/Saint-Simon_.html


    §
    وفى هذا المقام نسأل الله أن يكون من بيننا من يؤهله إيمانه أن يرفع وينقل حبة رمل من مكانها ... وليس جبلاً !!!


    واللــــه أعلم وأعظم
    يتبع بإذن الله وفضله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 14: جاء في سورة النحل 126 ..." وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ " ... قال البيضاوي: قيل إن النبي لما رأى حمزة وقد مثل به قال: والله لئن أظفرني الله بهم لأمثلن بسبعين مكانك ... فنزلت فكفّر عن يمينه ... وفيه دليل على أن للمقتص أن يماثل الجاني وليس أن يجاوزه ...
    والناقد يسأل: هل الأخذ بالثأر يهذّب النفس ويحفظ الأمن ؟؟؟ إننا نعاني من عادة الأخذ بالثأر ويلات مرَّة ... قال المسيح
    إن الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون
    (متى 26: 52) ... وما أبعد الفرق بين قول محمد والله لئن ظفرت بهم لأمثلن بسبعين مكانك وبين قول المسيح إن أخطأ إليك أخوك سبعين مرة سبع مرات فاغفر له (متى 18: 21 -22 ولوقا 17: 4) !!!

    § لقد كان البيضاوي أميناً في ذكره ما نسب للنبي بعاليه من حديث حكم عليه المحدثون بأنه ضعيف ... لكن الأمر لم ينتهي عند ذلك ... وكيف ؟؟؟ إذا رجعنا الى تفسير الطنطاوي لهذه الآية نجده يكمل ما انتهى عنده قول البيضاوي بعاليه ... يقول تفسير الطنطاوي: قال الإِمام ابن كثير ما ملخصه: " روى الحافظ البزار عن أبى هريرةة -رضى الله عنه -أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة بن عبد المطلب حين استشهد ... فنظر الى منظر لم ينظر أوجع للقلب منه ... وقد مثل المشركون به .... فقال صلى الله عليه وسلم: رحمة الله عليك ... لقد كنت وصولا للرحم ... فعولا للخيرات ... والله لولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من بطون السباع ... أما والله لأمثلن بسبعين منهم مكانك ... فنزلت هذه الآية ... فكفر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه " ...
    ثم قال ابن كثير بعد روايته لهذا الحديث: وهذا إسناد فيه ضعف لأن أحد رواته وهو " صالح بن بشير المري " ضعيف عند الأئمة ... وقال البخاري هو منكر الحديث. انتهى تفسير الطنطاوي.

    §
    إذن فأمانة المفسرين جعلتهم يذكرون ما قيل في هذا الصدد حتى ولو كان ضعيفاً ... لكن لا يصح لأحد التأسيس والبناء على ما هو ضعيف أو منكر للطعن في الإسلام ... وعليه فكل النتائج التي بناها الناقد على ذلك مردودة عليه ولا يلتفت اليها ... وإننا في هذا المقام لسنا بحاجة لتذكرتنا من الناقد بمدى سماحة ورحمة السيد المسيح عليه السلام الذي يُكن له المسلمون ولأمه مريم كل الاحترام والتقدير فقد زكاه الله في سورة مريم 21 ..." وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا " ... كما جعل القرآن أمه سيدة نساء العالمين ... " يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ " آل عمران 42

    § إن الذى صح في هذه الحادثة هو ما رواه أبي بن كعب في صحيح الترمذي:
    " لمَّا كانَ يومُ أحدٍ ... أصيبَ منَ الأنصارِ أربعةٌ وستُّونَ رجلاً ... ومنَ المُهاجرينَ ستَّةٌ فيهم حمزةُ ... فمثَّلوا بِهم ... فقالتِ الأنصارُ لئن أصبنا منْهم يومًا مثلَ هذا لنربينَّ عليْهِم ... قالَ فلمَّا كانَ يومُ فتحِ مَكَّةَ فأنزلَ اللَّهُ تعالى " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ" ... فقالَ رجلٌ لاَ قريشَ بعدَ اليومِ ... فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم كفُّوا عنِ القومِ إلاَّ أربعةً " المحدث : الألباني الصفحة أوو الرقم: 3129 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح الإسناد

    §
    ولكن ... ما حقيقة ما فعله الرسول بعد أن أظفره الله بقريش يوم فتح مكة ... ؟؟؟ وهل مثّل بسبعين رجلاً منهم كما ذكر الناقد ؟؟؟ الإجابة لا بالطبع ... بل لقد نال أهلُ مكة عفوًا عامًّا رغم أنواع الأذى التي ألحقوها بالرسول محمدٍ ودعوته ... هذا مع قدرة الجيش الإسلامي على إبادتهم آنذاك ... ولقد كان من نتائج فتح مكة اعتناقُ كثيرٍ من أهلها دينَ الإسلام ... ومنهم سيد قريشوكنانةأبو سفيان بن حرب وزوجتُه هند بنت عتبة التي أكلت من كبد عم الرسول حمزة بعد مقتله والتي عفا الرسول عنها ... وأيضاً وحشى بن حرب قاتل حمزة والذى عفا الرسول عنه ... وقد ترتب على هذا العفو العام حفظ الأنفس من القتل أو السبي ... وإبقاء الأموال المنقولة والأراضي بيد أصحابها، وعدم فرض الخراج عليها ... ولقد كان من أثر عفو الرسولِ محمد الشامل عن أهل مكة، والعفو عن بعض من أَهدر دماءَهم، أن دخل أهلُ مكة رجالاً ونساءً وأحرارًا وموالي في الإسلام طواعيةً واختيارًا ... وبدخول مكة تحت راية الإسلام دخل الناس في الإسلام أفواجاً ... ومنذ ذلك الوقت وحتى تاريخه حج ويحج وسيحج الملايين والملايين من المسلمين كل عام من مشارق الأرض ومغاربها في مكة ... بل ويتوجه مليارات ومليارات من البشر لمكة المكرمة في صلاتهم خمس مرات كل يوم ...

    § إن السيد الناقد يعلم هذا كله قطعاً ... لكنه يتعمد الا يذكره ... ويذكر بدلاً منه الكلام الضعيف والمردود عليه ... وذلك ليذم النبي صلى الله عليه وسلم وينتقصه !!! ولا حول ولا قوة الا بالله ...

    §
    إن العقاب بالمثل ورد الاعتداء ... ليس من باب الأخذ بالثأر ... لأن الأخذ بالثأر عادة عشائرية ... والعقاب بالمثل مبدأ إسلامي ... وهناك فرق شاسع بين الأمرين ... ولو أن الناس لم يقاوموا الشر والباطل والعدوان لطغى الفساد وانتشر الظلم ... ولو أن القاتل أو المجرم أو المعتدى لم يجد القصاص العادل منه (بواسطة الدولة وليس الأفراد بالطبع) ... بل وأدرنا له خدنا الأيسر بعد أن لطمنا على الأيمن ... ثم بعد خدنا الأيسر أدرنا له ... ثم بعد ... وهكذا ... إذن فما الذي يردعه عن أن يكرر ويكرر ذلكك ... بل ويعيث في الأرض فساداً !!! ولـو أن كل دولة لم تتحصن بالشرطة والقضاء لما استتب أمنها الداخلي ... وبجيش يدافع عن حدودها لغزاها كل طامع ...

    § أما القصاص من المعتدى فهو الذي يحفظ الأمن ويهذّب ويقيد النفس المعتدية ... وهو يتمشى مع مبادئ العدل والمساواة بالطبع ... هذا مع مراعاة أن من يتولى القصاص هو ولي الأمر (القاضي وأجهزة الدولة) ... ولا يكون إلا بإذن منه ... ويوجه إلى المعتدى دون غيره ... ولا يحكم به إلا بناء على دليل يقيني من القاضي .... بالإضافة إلى تنفيذه بمعرفة الدولة.

    §
    وحتى نفهم مضمون آية سورة النحل 126 التي أشار اليها الناقد ... يجب أن نقرأها مع ما قبلها وما بعدها من آيات فيتسق السياق كله:


    " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127)"

    ثم نذهب لتفسير الظلال لنفهم الموضوع بتسلسل الأحداث:

    §
    على هذه الأسس يرسى القرآن الكريم قواعد الدعوة ومبادئها ... ويرسم المنهج للرسول الكريم وللدعاة من بعده بدينه القويم ... إن الدعوة دعوة إلى سبيل الله ... لا لشخص الداعي ولا لقومه ... فليس للداعي من دعوته إلا أنه يؤدي واجبه لله ... لا فضل له يتحدث به ... لا على الدعوة ولا على من يهتدون به ... وأجره بعد ذلك على الله.

    § والدعوة بالحكمة، والنظر في أحوال المخاطبين وظروفهم، والقدر الذي يبينه لهم في كل مرة حتى لا يثقل عليهم ولا يشق بالتكاليف قبل استعداد النفوس لها، والطريقة التي يخاطبهم بها، والتنويع في هذه الطريقة حسب مقتضياتها ... فلا تستبد به الحماسة والاندفاع والغيرة فيتجاوز الحكمة في هذا كله وفي سواه ...

    §
    وبالموعظة الحسنة التي تدخل إلى القلوب برفق، وتتعمق المشاعر بلطف، لا بالزجر والتأنيب في غير موجب، ولا بفضح الأخطاء التي قد تقع عن جهل أو حسن نيةة ... فإن الرفق في الموعظة كثيراً ما يهدي القلوب الشاردة، ويؤلف القلوب النافرة، ويأتي بخير من الزجر والتأنيب والتوبيخ.

    § وبالجدل بالتي هي أحسن ... بلا تحامل على المخالف ولا تقبيح ... حتى يطمئن إلى الداعي ويشعر أن ليس هدفه هو الغلبة في الجدل، ولكن الإقناع والوصول إلىى الحق ... فالنفس البشرية لها كبرياؤها وعنادها، وهي لا تنزل عن الرأي الذي تدافع عنه إلا بالرفق، حتى لا تشعر بالهزيمة.

    §
    هذا هو منهج الدعوة ودستورها ما دام الأمر في دائرة الدعوة باللسان والجدل بالحجة ... فأما إذا وقع الاعتداء على أهل الدعوة فإن الموقف يتغير، فالاعتداء عملل مادي يُدفع بمثله إعزازاً لكرامة الحق، ودفعاً لغلبة الباطل، على ألا يتجاوز الرد على الاعتداء حدوده إلى التمثيل والتفظيع، فالإسلام دين العدل والاعتدال، ودين السلمم والمسالمة، إنما يدفع عن نفسه وأهله البغي ولا يبغي {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} ... وليس ذلك بعيداً عن دستور الدعوة فهو جزء منه ... فالدفع عن الدعوة في حدود القصد والعدل يحفظ لها كرامتها وعزتها ، فلا تهون في نفوس الناس ... والدعوة المهينة لا يعتنقها أحد ، ولا يثق أنها دعوة الله ... فالله لا يترك دعوته مهينة لا تدفع عن نفسها ، والمؤمنون بالله لا يقبلون الضيم وهم دعاة لله والعزة لله جميعاً ... ثم إنهم أمناء على إقامة الحق في هذه الأرض وتحقيق العدل بين الناس ، وقيادة البشرية إلى الطريق القويم ، فكيف ينهضون بهذا كله وهم يُعَاقَبون فلا يُعَاقِبون ، ويُعتدى عليهم فلا يردون !!!

    §
    ومع تقرير قاعدة القصاص بالمثل ... فإن القرآن الكريم يدعو إلى العفو والصبر، حين يكون المسلمون قادرين على دفع الشر ووقف العدوان، في الحالات التي قد يكون العفو فيها والصبر أعمق أثراً وأكثر فائدة للدعوة ... فأشخاصهم لا وزن لها إذا كانت مصلحة الدعوة تؤثر العفو والصبر ... فأما إذا كان العفو والصبر يهينان دعوة الله ويرخصانها، فالقاعدة الأولى هي الأولى ...

    § ولأن الصبر يحتاج إلى مقاومة للانفعال، وضبط للعواطف، وكبت للفطرة، فإن القرآن يصله بالله ويزين عقباه:
    {ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ... واصبر وما صبرك إلا بالله} ... فهو الذي يعين على الصبر وضبط النفس، والاتجاه إليه هو الذي يطامن من الرغبة الفطرية في رد الاعتداء بمثله والقصاص له بقدره. انتهى تفسير الظلال

    ثم نذهب لتفسير الشعراوي لنتذوق حلاوة ودقة ولغة القرآن الكريم:

    §
    {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به}النحل 126... والمتأمل للأسلوب القرآني في هذه الآية يلحظ فيها دعوة إلى التحنن على الخصم والرأفة به ... فالمتحدث هو الله سبحانه، فكل حرف له معنى، فلا تأخذ الكلام على إجماله، ولكن تأمل فيه وسوف تجد من وراء الحرف مرادا وأن له مطلوبا ... لماذا قال الحق سبحانه: (وإن) ... ولم يستخدم (وإذا) مثلا ؟؟؟

    §
    (إن) عاقبتم: كأن المعنى: كان يُحب ألا تُعَاقِبوا ... أما (إذا) فتفيد التحقيق والتأكيد (أي بضرورة قيام المسلمون بمعاقبة من عاقبهم) والله يريد أن يحنن القلوب،، ويضع رد العقوبة بمثلها في أضيق نطاق، فهذه رحمة حتى من الأعداء، هذه الرحمة تحببهم في الإسلام، وتدعوهم إليه، وبها يتحول هؤلاء الأعداء إلى جنود في صفوف الدعوة إلى الله. انتهى تفسير الشعراوي

    ·
    وأخيرا نطلب من السيد الناقد تفسير النصوص الآتية الواردة في الكتاب المقدس وبأسلوب يتفق مع ألفاظها:

    §
    سفر العدد 31 / 1- 11" وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً : « اِنْتَقِمْ نَقْمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ، ثُمَّ تُضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ » ... فَكَلَّمَ مُوسَى الشَّعْبِ قَائِلاً : « جَرِّدُواا مِنْكُمْ رِجَالاً لِلْجُنْدِ ... فَيَكُونُوا عَلَى مِدْيَانَ ... لِيَجْعَلُوا نَقْمَةَ الرَّبِّ عَلَى مِدْيَانَ ... فَتَجَنَّدُوا عَلَى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ ... وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ ... وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاَهُمْ:: أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابعَ ... خَمْسَةَ مُلُوكِ مِدْيَانَ ... وَبَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ ... قَتَلُوهُ بِالسَّيْفِ ... وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالَهُمْ ... وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ .... وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُلَّ أَمْلاَكِهِمْ ... وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ ... وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ ... وَأَخَذُوا كُلَّ الْغَنِيمَةِ وَكُلَّ النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ " ...

    §
    تكوين 4 / 15:فقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «لِذلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ ... فَسَبْعَةَ أَضْعَافٍ يُنْتَقَمُ مِنْهُ» ...

    واللــــه أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللــــه وفضله





    التعديل الأخير تم بواسطة سيف الإسلام ; 04-04-2017 الساعة 04:41 PM
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي


    الرد على السؤال رقم 15: جاء في سورة الأنفال 60 ... " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ "
    وأَخَذَ الناقد من تفسير البيضاوي بعضَ ما قالَه في تفسيرِ الآية ... وهي تأمرُ المسلمينَ بإِعدادِ كلّ ما استطاعوا إعدادَه من قوةٍ وسلاحٍ لمواجهةِ أَعداءِ اللهِ وأَعدائِهم ... ومنْعِ عدوانِهم.

    والناقد يسأل: كيف يأمر القرآن بحمل السلاح والاستعداد للغزو والفتح في سبيل الدين ... فتُزهَق أرواح البشر وتُنهَب الأموال في سبيل الدين وقهر الناس على قبوله ؟؟؟ إن السيف هو حجَّة الذي لا يحتمل المناظرة !!!

    يجب أن نقرأ الآية التي ذكرها الناقد ولكن بعد وصلها مع الآية التي بعدها حتى يكتمل السياق ... ونقرأ أيضاً ما ورد في تفسير الشعراوي بخصوص ذلك ...

    § " فالقصد إذن من إعداد هذه القوة هو إرهاب العدو حتى لا يطمع فيكم ... لأن مجرد الإعداد للقوة ... هو أمر يسبب رهبا للعدو ... ولهذا تقام العروض العسكرية ليرى الخصم مدى قوة الدولة ... وحين تبين لخصمك القوة التي تملكها لا يجترئ عليك ... ويتحقق بهذا ما نسميه بلغة العصر «التوازن السلمي» ... والذي يحفظ العالم الآن بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ... هو التوازن السلمي بين مجموعات من الدول ... بالإضافة إلى العامل الاقتصادي المُكْلف للحرب ... فالقوة الآن لا تقتصر على السلاح فقط ... ولكن تعتمد القوة على عناصر كثيرة منها الاقتصاد والإعلام وغيرهما ... وصار الخوف من رد الفعل أحد الأسباب القوية المانعة للحرب ... وكل دولة تخشى مما تخفيه أو تظهره الدولة الأخرى ... وهكذا صار إعداد الدول للحرب ... يمنع قيام الحرب فعلياً ...

    §
    على أن الحق سبحانه وتعالى يريدنا أن نأخذ طريق العدل وليس طريق الافتراء ... لذلك ينهانا الله عز وجل أن نتخذ من استعدادنا للحرب ذريعة للاعتداء على خلق الله ... فما دام لدينا استطاعة وأعددنا قوتنا وأسلحتنا فليس معنى ذلك أن نصاب بالغرور ونجترئ على خلق الله ... ولهذا فإن الله عز وجل ينبهنا (في الآية التي بعدها أي رقم 61) إلى ذلك بقوله: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ...}.

    § أي أن الله لم يطالبنا بأن نكون أقوياء لنفتري على غيرنا ... فهو لا يريد منا إعداد القوة للاعتداء والعدوان ... وإنما يريد القوة لمنع الحرب ليسود السلام ويعم الكون ... لـذلك ينهانا سبحانه وتعالى أن يكون استعدادنا للقتال وسيلة للاعتداء على الناس والافتراء عليهم ... ولهذا فإن طلب الخصم السّلْمَ والسلام صار لزاما علينا أن نسالمهم ... وإياك أن تقول: إن هذه خديعة وإنهم يريدون أن يخدعونا ... لأنك لا تحقق شيئا بقوتك ... ولكن بالتوكل على الله عز وجل والتأكد أنه معك ... والله عز وجل يريد الكون متساندا لا متعاندا ... وهو سبحانه وتعالى يطلب منك القوة لترهب الخصوم ... لا لتظلمهم بها فتقاتلهم دون سبب.

    ولنلحظ أن قول الحق تبارك وتعالى:
    {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم}الأنفال 61 ... هذا القول إنما جاء بعد قوله تعالى ... {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}الأنفال 60 ... وهي آية تحض على الاستعداد للقتال بإعداد العدة له.

    §
    ويريد الحق تبارك وتعالى أن ينبهنا إلى قوة المؤمنين واستعدادهم الحربي يجب ألا يكونا أداة للطغيان ... ولا للقتال لمجرد القتال ... ولذلك ينبهنا سبحانه وتعالى إلى أنهم لو مالوا إلى السلم فلا تخالفهم وتصر على الحرب ... لأن الدين يريد سلام المجتمع ... والإسلام لا ينتشر بالقوة وإنما ينتشر بالإقناع والحكمة ... فلا ضرورة للحرب في نشر الإسلام ... لأنه هو دين الحق الذي يقنع الناس بقوة حجته ويجذب قلوبهم بسماحته ... وكل ذلك لشحن مدى قوة الإيمان ... لنكون على أهبة الاستعداد لملاقاة الكافرين ... ولكن دون أن تبطرنا القوة أو تدعونا إلى مجاوزة الحد ... فإن مالوا إلى السلم علينا أن نميل إلى السلم ... لأن الله سبحانه وتعالى يريد سلامة المجتمع الإنساني " ... انتهى تفسير الشعراوي.

    § إن من العجيب أن الناقد بكلامه هذا يريد أَنْ يُوَجِّهَ المسلمين إِلى عدم حَمْلِ السِّلاحِ لقتالِ المعتدين والمحاربين، الطّامعين في بلادِ المسلمين وأَموالِهم ... ويُريدُ سيادته أَنْ يُواجِهَ المسلمونَ العُدوان بالاستسلام والخضوع ... والحربَ بالسَّلام ... وإِذا ما قاتَلَهم أَعداؤُهم كَفّوا أَيديهم عنهم !!! وعلى القرآنِ أَنْ يَكونَ كتابَ محبة ... يأمُرُ المسلمين بفتْحِ قُلوبِهم وأَيدِيهم وتقديم ارواحهم وممتلكاتهم وبلادهم وهم خاضعين للمعتدين عليهم !!! وهذا ينكره بالطبع أي عاقل ولا يتفق مع المنطق !!! إِنَّ أَيةَ أُمةٍ مهما كان دينُها تَقفُ أَمامَ أعدائِها الطامعين فيها، والمحاربينَ لها ... لَأَنَّ الدفاعَ عن النفسِ والمالِ والأَرض، وصَدَّ عُدوانِ المعتدين، فطرةٌ إِنسانية، فَطَرَ اللهُ الناسَ عليها، ولا تبديلَ لهذه الفطرة.

    §
    إن المدقق في الفاظ الآية سيجد أن إعداد القوة بهدف " تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " الأنفال 60 ... هو " لتخيفوا بهذا الإعداد والرباط عدو اللَّه وعدوكم من الكفار المتربصين بكم الدوائر " تفسير المنتخب ... وأيضاً: " وهذا ما يعرف بالسلم المسلح ... وهو أن الأمة إذا كانت مسلحة قادرة على القتال يرهبها أعداؤها فلا يحاربونها ... وإن رأوها لا عدة لها ولا عتاد ولا قدرة على رد أعدائها أغراهم ذلك بقتالهم فقاتلوها " أيسر التفاسير ...

    § وفضلاً عما ذكرنا فإن الآية لم تقل
    " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تعتدون بها أو تقتلون بها عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " ... والآية لم تقل: " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بها الناس أو المسالمين أو ... " بل قالت: " تُرْهِبُونَ بها عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " الأنفال 60 ...

    §
    ولكن هل يسمح الإسلام بأن تتحول مرحلة الاعداد بالقوة الى مرحلة بدء المسلمين الحرب والعدوان على غيرهم ؟؟؟ وهل الحرب في الإسلام هي دائماً حرباً دفاعية ؟؟؟ الإجابة تجدها في قوله تعالى ... " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190 ... إن الأصل في علاقة المسلمين مع غيرهم طبقا لما ورد في شريعتهم هو السلام والموادعة ... وكيف ؟؟؟ يقول الله عز وجل " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الممتحنة 8

    § وبالفعل السيف هو حجَّة الذي لا يحتمل المناظرة ... والسيف قد يفتح بلداً ولكنه لا يفتح قلباً ... والمسلمون مأمورون بالدعوةِ إِلى اللهِ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة ... قال تعالى
    " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "النحل 125 ... فهذا هو الأَصلُ في الدعوةِ إلى الله.

    §
    ولو كان القرآن كما ادعى الناقد أمر بحمل السلاح والاستعداد للغزو والفتح في سبيل الدين لقهر الناس على قبول الإسلام ... لما رأينا اليوم ما يزيد عن مليار ونصف مسلم في مشارق الأرض ومغاربها أي حوالي ربع سكان كوكب الأرض ... لأن لا سيف حالياً يجبرهم ويقهرهم على البقاء على إسلامهم !!! فكان من المنطق أن يترك هؤلاء جميعاً الإسلام ويعودوا إلى ما كان عليه آباؤهم (قبل إسلامهم بالسيف لو صح ذلك !!!) أو حتى يتحولوا إلى ديانة أخرى ... الأمر الذي لم يحدث ولم نسمع عنه إطلاقاً ...

    § ولكننا نجد العكس تماماً ... نرى المشرق والمغرب يتحدون على مدار العصور على محاربة الإسلام (وعلى سبيل المثال لا
    الحصر الحروب الصليبية الأولى / والثانية في عهد جورج بوش ...) لإخراج المسلمين من إسلامهم ... وبالرغم من ذلك نجد أن الإسلام باق وشامخ ... بل هو الآن أسرع الديانات انتشارا حالياً في البلاد الصليبية أي في أوربا وأمريكا ... وذلك بالطبع دون الحاجة الى أي سيف ولا مدفع ... ادخل الرابط :


    §
    ولا ندرى كيف يعيب الناقد على القرآن الكريم دعوة المسلمين لإعداد القوة اللازمة لردع من يطمع فيهم من الأعداء ... وفى الوقت نفسه يأمرهم بعدم الاعتداء على أحد ... ويغفل سيادته عن قراءة أوامر الرب لموسى عليه السلام التي وردت في سفر التثنية 13: 15-16 بقتل وحرق كل ما في المدينة حتى البهائم التي لا ذنب لها في شيء !!! حيث يقول النص: " فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف ... وتحرقها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف ... تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة ... وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك ... فتكون تلا إلى الابد لا تبنى بعد. "

    والله تعالى أعظم وأعلم
    يتبع بإذن اللــــه وفضله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي


    الرد على السؤال رقم 15:جاء في سورة الأنفال 60 ... " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ "
    وأَخَذَ الناقد من تفسير البيضاوي بعضَ ما قالَه في تفسيرِ الآية ... وهي تأمرُ المسلمينَ بإِعدادِ كلّ ما استطاعوا إعدادَه من قوةٍ وسلاحٍ لمواجهةِ أَعداءِ اللهِ وأَعدائِهم ... ومنْعِ عدوانِهم.

    والناقد يسأل: كيف يأمر القرآن بحمل السلاح والاستعداد للغزو والفتح في سبيل الدين ... فتُزهَق أرواح البشر وتُنهَب الأموال في سبيل الدين وقهر الناس على قبوله ؟؟؟ إن السيف هو حجَّة الذي لا يحتمل المناظرة !!!

    يجب أن نقرأ الآية التي ذكرها الناقد ولكن بعد وصلها مع الآية التي بعدها حتى يكتمل السياق ... ونقرأ أيضاً ما ورد في تفسير الشعراوي بخصوص ذلك ...

    § " فالقصد إذن من إعداد هذه القوة هو إرهاب العدو حتى لا يطمع فيكم ... لأن مجرد الإعداد للقوة ... هو أمر يسبب رهبا للعدو ... ولهذا تقام العروض العسكرية ليرى الخصم مدى قوة الدولة ... وحين تبين لخصمك القوة التي تملكها لا يجترئ عليك ... ويتحقق بهذا ما نسميه بلغة العصر «التوازن السلمي» ... والذي يحفظ العالم الآن بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ... هو التوازن السلمي بين مجموعات من الدول ... بالإضافة إلى العامل الاقتصادي المُكْلف للحرب ... فالقوة الآن لا تقتصر على السلاح فقط ... ولكن تعتمد القوة على عناصر كثيرة منها الاقتصاد والإعلام وغيرهما ... وصار الخوف من رد الفعل أحد الأسباب القوية المانعة للحرب ... وكل دولة تخشى مما تخفيه أو تظهره الدولة الأخرى ... وهكذا صار إعداد الدول للحرب ... يمنع قيام الحرب فعلياً ...

    §
    على أن الحق سبحانه وتعالى يريدنا أن نأخذ طريق العدل وليس طريق الافتراء ... لذلك ينهانا الله عز وجل أن نتخذ من استعدادنا للحرب ذريعة للاعتداء على خلق الله ... فما دام لدينا استطاعة وأعددنا قوتنا وأسلحتنا فليس معنى ذلك أن نصاب بالغرور ونجترئ على خلق الله ... ولهذا فإن الله عز وجل ينبهنا (في الآية التي بعدها أي رقم 61) إلى ذلك بقوله: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ...}.

    § أي أن الله لم يطالبنا بأن نكون أقوياء لنفتري على غيرنا ... فهو لا يريد منا إعداد القوة للاعتداء والعدوان ... وإنما يريد القوة لمنع الحرب ليسود السلام ويعم الكون ... لـذلك ينهانا سبحانه وتعالى أن يكون استعدادنا للقتال وسيلة للاعتداء على الناس والافتراء عليهم ... ولهذا فإن طلب الخصم السّلْمَ والسلام صار لزاما علينا أن نسالمهم ... وإياك أن تقول: إن هذه خديعة وإنهم يريدون أن يخدعونا ... لأنك لا تحقق شيئا بقوتك ... ولكن بالتوكل على الله عز وجل والتأكد أنه معك ... والله عز وجل يريد الكون متساندا لا متعاندا ... وهو سبحانه وتعالى يطلب منك القوة لترهب الخصوم ... لا لتظلمهم بها فتقاتلهم دون سبب.

    ولنلحظ أن قول الحق تبارك وتعالى:
    {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم}الأنفال 61 ... هذا القول إنما جاء بعد قوله تعالى ... {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}الأنفال 60 ... وهي آية تحض على الاستعداد للقتال بإعداد العدة له.

    §
    ويريد الحق تبارك وتعالى أن ينبهنا إلى قوة المؤمنين واستعدادهم الحربي يجب ألا يكونا أداة للطغيان ... ولا للقتال لمجرد القتال ... ولذلك ينبهنا سبحانه وتعالى إلى أنهم لو مالوا إلى السلم فلا تخالفهم وتصر على الحرب ... لأن الدين يريد سلام المجتمع ... والإسلام لا ينتشر بالقوة وإنما ينتشر بالإقناع والحكمة ... فلا ضرورة للحرب في نشر الإسلام ... لأنه هو دين الحق الذي يقنع الناس بقوة حجته ويجذب قلوبهم بسماحته ... وكل ذلك لشحن مدى قوة الإيمان ... لنكون على أهبة الاستعداد لملاقاة الكافرين ... ولكن دون أن تبطرنا القوة أو تدعونا إلى مجاوزة الحد ... فإن مالوا إلى السلم علينا أن نميل إلى السلم ... لأن الله سبحانه وتعالى يريد سلامة المجتمع الإنساني " ... انتهى تفسير الشعراوي.

    § إن من العجيب أن الناقد بكلامه هذا يريد أَنْ يُوَجِّهَ المسلمين إِلى عدم حَمْلِ السِّلاحِ لقتالِ المعتدين والمحاربين، الطّامعين في بلادِ المسلمين وأَموالِهم ... ويُريدُ سيادته أَنْ يُواجِهَ المسلمونَ العُدوان بالاستسلام والخضوع ... والحربَ بالسَّلام ... وإِذا ما قاتَلَهم أَعداؤُهم كَفّوا أَيديهم عنهم !!! وعلى القرآنِ أَنْ يَكونَ كتابَ محبة ... يأمُرُ المسلمين بفتْحِ قُلوبِهم وأَيدِيهم وتقديم ارواحهم وممتلكاتهم وبلادهم وهم خاضعين للمعتدين عليهم !!! وهذا ينكره بالطبع أي عاقل ولا يتفق مع المنطق !!! إِنَّ أَيةَ أُمةٍ مهما كان دينُها تَقفُ أَمامَ أعدائِها الطامعين فيها، والمحاربينَ لها ... لَأَنَّ الدفاعَ عن النفسِ والمالِ والأَرض، وصَدَّ عُدوانِ المعتدين، فطرةٌ إِنسانية، فَطَرَ اللهُ الناسَ عليها، ولا تبديلَ لهذه الفطرة.

    §
    إن المدقق في الفاظ الآية سيجد أن إعداد القوة بهدف " تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " الأنفال 60 ... هو " لتخيفوا بهذا الإعداد والرباط عدو اللَّه وعدوكم من الكفار المتربصين بكم الدوائر " تفسير المنتخب ... وأيضاً: " وهذا ما يعرف بالسلم المسلح ... وهو أن الأمة إذا كانت مسلحة قادرة على القتال يرهبها أعداؤها فلا يحاربونها ... وإن رأوها لا عدة لها ولا عتاد ولا قدرة على رد أعدائها أغراهم ذلك بقتالهم فقاتلوها " أيسر التفاسير ...

    § وفضلاً عما ذكرنا فإن الآية لم تقل
    " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تعتدون بها أو تقتلون بها عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " ... والآية لم تقل: " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بها الناس أو المسالمين أو ... " بل قالت: " تُرْهِبُونَ بها عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " الأنفال 60 ...

    §
    ولكن هل يسمح الإسلام بأن تتحول مرحلة الاعداد بالقوة الى مرحلة بدء المسلمين الحرب والعدوان على غيرهم ؟؟؟ وهل الحرب في الإسلام هي دائماً حرباً دفاعية ؟؟؟ الإجابة تجدها في قوله تعالى ... " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190 ... إن الأصل في علاقة المسلمين مع غيرهم طبقا لما ورد في شريعتهم هو السلام والموادعة ... وكيف ؟؟؟ يقول الله عز وجل " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الممتحنة 8

    § وبالفعل السيف هو حجَّة الذي لا يحتمل المناظرة ... والسيف قد يفتح بلداً ولكنه لا يفتح قلباً ... والمسلمون مأمورون بالدعوةِ إِلى اللهِ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة ... قال تعالى
    " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "النحل 125 ... فهذا هو الأَصلُ في الدعوةِ إلى الله.

    §
    ولو كان القرآن كما ادعى الناقد أمر بحمل السلاح والاستعداد للغزو والفتح في سبيل الدين لقهر الناس على قبول الإسلام ... لما رأينا اليوم ما يزيد عن مليار ونصف مسلم في مشارق الأرض ومغاربها أي حوالي ربع سكان كوكب الأرض ... لأن لا سيف حالياً يجبرهم ويقهرهم على البقاء على إسلامهم !!! فكان من المنطق أن يترك هؤلاء جميعاً الإسلام ويعودوا إلى ما كان عليه آباؤهم (قبل إسلامهم بالسيف لو صح ذلك !!!) أو حتى يتحولوا إلى ديانة أخرى ... الأمر الذي لم يحدث ولم نسمع عنه إطلاقاً ...

    § ولكننا نجد العكس تماماً ... نرى المشرق والمغرب يتحدون على مدار العصور على محاربة الإسلام (وعلى سبيل المثال لا
    الحصر الحروب الصليبية الأولى / والثانية في عهد جورج بوش ...) لإخراج المسلمين من إسلامهم ... وبالرغم من ذلك نجد أن الإسلام باق وشامخ ... بل هو الآن أسرع الديانات انتشارا حالياً في البلاد الصليبية أي في أوربا وأمريكا ... وذلك بالطبع دون الحاجة الى أي سيف ولا مدفع ... ادخل الرابط :


    §
    ولا ندرى كيف يعيب الناقد على القرآن الكريم دعوة المسلمين لإعداد القوة اللازمة لردع من يطمع فيهم من الأعداء ... وفى الوقت نفسه يأمرهم بعدم الاعتداء على أحد ... ويغفل سيادته عن قراءة أوامر الرب لموسى عليه السلام التي وردت في سفر التثنية 13: 15-16 بقتل وحرق كل ما في المدينة حتى البهائم التي لا ذنب لها في شيء !!! حيث يقول النص: " فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف ... وتحرقها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف ... تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة ... وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك ... فتكون تلا إلى الابد لا تبنى بعد. "

    والله تعالى أعظم وأعلم
    يتبع بإذن اللــــه وفضله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي


    الرد على السؤال رقم 15:جاء في سورة الأنفال 60 ... " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ "
    وأَخَذَ الناقد من تفسير البيضاوي بعضَ ما قالَه في تفسيرِ الآية ... وهي تأمرُ المسلمينَ بإِعدادِ كلّ ما استطاعوا إعدادَه من قوةٍ وسلاحٍ لمواجهةِ أَعداءِ اللهِ وأَعدائِهم ... ومنْعِ عدوانِهم.

    والناقد يسأل: كيف يأمر القرآن بحمل السلاح والاستعداد للغزو والفتح في سبيل الدين ... فتُزهَق أرواح البشر وتُنهَب الأموال في سبيل الدين وقهر الناس على قبوله ؟؟؟ إن السيف هو حجَّة الذي لا يحتمل المناظرة !!!

    يجب أن نقرأ الآية التي ذكرها الناقد ولكن بعد وصلها مع الآية التي بعدها حتى يكتمل السياق ... ونقرأ أيضاً ما ورد في تفسير الشعراوي بخصوص ذلك ...

    § " فالقصد إذن من إعداد هذه القوة هو إرهاب العدو حتى لا يطمع فيكم ... لأن مجرد الإعداد للقوة ... هو أمر يسبب رهبا للعدو ... ولهذا تقام العروض العسكرية ليرى الخصم مدى قوة الدولة ... وحين تبين لخصمك القوة التي تملكها لا يجترئ عليك ... ويتحقق بهذا ما نسميه بلغة العصر «التوازن السلمي» ... والذي يحفظ العالم الآن بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ... هو التوازن السلمي بين مجموعات من الدول ... بالإضافة إلى العامل الاقتصادي المُكْلف للحرب ... فالقوة الآن لا تقتصر على السلاح فقط ... ولكن تعتمد القوة على عناصر كثيرة منها الاقتصاد والإعلام وغيرهما ... وصار الخوف من رد الفعل أحد الأسباب القوية المانعة للحرب ... وكل دولة تخشى مما تخفيه أو تظهره الدولة الأخرى ... وهكذا صار إعداد الدول للحرب ... يمنع قيام الحرب فعلياً ...

    §
    على أن الحق سبحانه وتعالى يريدنا أن نأخذ طريق العدل وليس طريق الافتراء ... لذلك ينهانا الله عز وجل أن نتخذ من استعدادنا للحرب ذريعة للاعتداء على خلق الله ... فما دام لدينا استطاعة وأعددنا قوتنا وأسلحتنا فليس معنى ذلك أن نصاب بالغرور ونجترئ على خلق الله ... ولهذا فإن الله عز وجل ينبهنا (في الآية التي بعدها أي رقم 61) إلى ذلك بقوله: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ...}.

    § أي أن الله لم يطالبنا بأن نكون أقوياء لنفتري على غيرنا ... فهو لا يريد منا إعداد القوة للاعتداء والعدوان ... وإنما يريد القوة لمنع الحرب ليسود السلام ويعم الكون ... لـذلك ينهانا سبحانه وتعالى أن يكون استعدادنا للقتال وسيلة للاعتداء على الناس والافتراء عليهم ... ولهذا فإن طلب الخصم السّلْمَ والسلام صار لزاما علينا أن نسالمهم ... وإياك أن تقول: إن هذه خديعة وإنهم يريدون أن يخدعونا ... لأنك لا تحقق شيئا بقوتك ... ولكن بالتوكل على الله عز وجل والتأكد أنه معك ... والله عز وجل يريد الكون متساندا لا متعاندا ... وهو سبحانه وتعالى يطلب منك القوة لترهب الخصوم ... لا لتظلمهم بها فتقاتلهم دون سبب.

    ولنلحظ أن قول الحق تبارك وتعالى:
    {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم}الأنفال 61 ... هذا القول إنما جاء بعد قوله تعالى ... {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}الأنفال 60 ... وهي آية تحض على الاستعداد للقتال بإعداد العدة له.

    §
    ويريد الحق تبارك وتعالى أن ينبهنا إلى قوة المؤمنين واستعدادهم الحربي يجب ألا يكونا أداة للطغيان ... ولا للقتال لمجرد القتال ... ولذلك ينبهنا سبحانه وتعالى إلى أنهم لو مالوا إلى السلم فلا تخالفهم وتصر على الحرب ... لأن الدين يريد سلام المجتمع ... والإسلام لا ينتشر بالقوة وإنما ينتشر بالإقناع والحكمة ... فلا ضرورة للحرب في نشر الإسلام ... لأنه هو دين الحق الذي يقنع الناس بقوة حجته ويجذب قلوبهم بسماحته ... وكل ذلك لشحن مدى قوة الإيمان ... لنكون على أهبة الاستعداد لملاقاة الكافرين ... ولكن دون أن تبطرنا القوة أو تدعونا إلى مجاوزة الحد ... فإن مالوا إلى السلم علينا أن نميل إلى السلم ... لأن الله سبحانه وتعالى يريد سلامة المجتمع الإنساني " ... انتهى تفسير الشعراوي.

    § إن من العجيب أن الناقد بكلامه هذا يريد أَنْ يُوَجِّهَ المسلمين إِلى عدم حَمْلِ السِّلاحِ لقتالِ المعتدين والمحاربين، الطّامعين في بلادِ المسلمين وأَموالِهم ... ويُريدُ سيادته أَنْ يُواجِهَ المسلمونَ العُدوان بالاستسلام والخضوع ... والحربَ بالسَّلام ... وإِذا ما قاتَلَهم أَعداؤُهم كَفّوا أَيديهم عنهم !!! وعلى القرآنِ أَنْ يَكونَ كتابَ محبة ... يأمُرُ المسلمين بفتْحِ قُلوبِهم وأَيدِيهم وتقديم ارواحهم وممتلكاتهم وبلادهم وهم خاضعين للمعتدين عليهم !!! وهذا ينكره بالطبع أي عاقل ولا يتفق مع المنطق !!! إِنَّ أَيةَ أُمةٍ مهما كان دينُها تَقفُ أَمامَ أعدائِها الطامعين فيها، والمحاربينَ لها ... لَأَنَّ الدفاعَ عن النفسِ والمالِ والأَرض، وصَدَّ عُدوانِ المعتدين، فطرةٌ إِنسانية، فَطَرَ اللهُ الناسَ عليها، ولا تبديلَ لهذه الفطرة.

    §
    إن المدقق في الفاظ الآية سيجد أن إعداد القوة بهدف " تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " الأنفال 60 ... هو " لتخيفوا بهذا الإعداد والرباط عدو اللَّه وعدوكم من الكفار المتربصين بكم الدوائر " تفسير المنتخب ... وأيضاً: " وهذا ما يعرف بالسلم المسلح ... وهو أن الأمة إذا كانت مسلحة قادرة على القتال يرهبها أعداؤها فلا يحاربونها ... وإن رأوها لا عدة لها ولا عتاد ولا قدرة على رد أعدائها أغراهم ذلك بقتالهم فقاتلوها " أيسر التفاسير ...

    § وفضلاً عما ذكرنا فإن الآية لم تقل
    " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تعتدون بها أو تقتلون بها عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " ... والآية لم تقل: " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بها الناس أو المسالمين أو ... " بل قالت: " تُرْهِبُونَ بها عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " الأنفال 60 ...

    §
    ولكن هل يسمح الإسلام بأن تتحول مرحلة الاعداد بالقوة الى مرحلة بدء المسلمين الحرب والعدوان على غيرهم ؟؟؟ وهل الحرب في الإسلام هي دائماً حرباً دفاعية ؟؟؟ الإجابة تجدها في قوله تعالى ... " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190 ... إن الأصل في علاقة المسلمين مع غيرهم طبقا لما ورد في شريعتهم هو السلام والموادعة ... وكيف ؟؟؟ يقول الله عز وجل " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الممتحنة 8

    § وبالفعل السيف هو حجَّة الذي لا يحتمل المناظرة ... والسيف قد يفتح بلداً ولكنه لا يفتح قلباً ... والمسلمون مأمورون بالدعوةِ إِلى اللهِ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة ... قال تعالى
    " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "النحل 125 ... فهذا هو الأَصلُ في الدعوةِ إلى الله.

    §
    ولو كان القرآن كما ادعى الناقد أمر بحمل السلاح والاستعداد للغزو والفتح في سبيل الدين لقهر الناس على قبول الإسلام ... لما رأينا اليوم ما يزيد عن مليار ونصف مسلم في مشارق الأرض ومغاربها أي حوالي ربع سكان كوكب الأرض ... لأن لا سيف حالياً يجبرهم ويقهرهم على البقاء على إسلامهم !!! فكان من المنطق أن يترك هؤلاء جميعاً الإسلام ويعودوا إلى ما كان عليه آباؤهم (قبل إسلامهم بالسيف لو صح ذلك !!!) أو حتى يتحولوا إلى ديانة أخرى ... الأمر الذي لم يحدث ولم نسمع عنه إطلاقاً ...

    § ولكننا نجد العكس تماماً ... نرى المشرق والمغرب يتحدون على مدار العصور على محاربة الإسلام (وعلى سبيل المثال لا
    الحصر الحروب الصليبية الأولى / والثانية في عهد جورج بوش ...) لإخراج المسلمين من إسلامهم ... وبالرغم من ذلك نجد أن الإسلام باق وشامخ ... بل هو الآن أسرع الديانات انتشارا حالياً في البلاد الصليبية أي في أوربا وأمريكا ... وذلك بالطبع دون الحاجة الى أي سيف ولا مدفع ... ادخل الرابط :


    §
    ولا ندرى كيف يعيب الناقد على القرآن الكريم دعوة المسلمين لإعداد القوة اللازمة لردع من يطمع فيهم من الأعداء ... وفى الوقت نفسه يأمرهم بعدم الاعتداء على أحد ... ويغفل سيادته عن قراءة أوامر الرب لموسى عليه السلام التي وردت في سفر التثنية 13: 15-16 بقتل وحرق كل ما في المدينة حتى البهائم التي لا ذنب لها في شيء !!! حيث يقول النص: " فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف ... وتحرقها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف ... تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة ... وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك ... فتكون تلا إلى الابد لا تبنى بعد. "

    والله تعالى أعظم وأعلم
    يتبع بإذن اللــــه وفضله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي


    الرد على السؤال رقم 15:جاء في سورة الأنفال 60 ... " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ "
    وأَخَذَ الناقد من تفسير البيضاوي بعضَ ما قالَه في تفسيرِ الآية ... وهي تأمرُ المسلمينَ بإِعدادِ كلّ ما استطاعوا إعدادَه من قوةٍ وسلاحٍ لمواجهةِ أَعداءِ اللهِ وأَعدائِهم ... ومنْعِ عدوانِهم.

    والناقد يسأل: كيف يأمر القرآن بحمل السلاح والاستعداد للغزو والفتح في سبيل الدين ... فتُزهَق أرواح البشر وتُنهَب الأموال في سبيل الدين وقهر الناس على قبوله ؟؟؟ إن السيف هو حجَّة الذي لا يحتمل المناظرة !!!

    يجب أن نقرأ الآية التي ذكرها الناقد ولكن بعد وصلها مع الآية التي بعدها حتى يكتمل السياق ... ونقرأ أيضاً ما ورد في تفسير الشعراوي بخصوص ذلك ...

    § " فالقصد إذن من إعداد هذه القوة هو إرهاب العدو حتى لا يطمع فيكم ... لأن مجرد الإعداد للقوة ... هو أمر يسبب رهبا للعدو ... ولهذا تقام العروض العسكرية ليرى الخصم مدى قوة الدولة ... وحين تبين لخصمك القوة التي تملكها لا يجترئ عليك ... ويتحقق بهذا ما نسميه بلغة العصر «التوازن السلمي» ... والذي يحفظ العالم الآن بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ... هو التوازن السلمي بين مجموعات من الدول ... بالإضافة إلى العامل الاقتصادي المُكْلف للحرب ... فالقوة الآن لا تقتصر على السلاح فقط ... ولكن تعتمد القوة على عناصر كثيرة منها الاقتصاد والإعلام وغيرهما ... وصار الخوف من رد الفعل أحد الأسباب القوية المانعة للحرب ... وكل دولة تخشى مما تخفيه أو تظهره الدولة الأخرى ... وهكذا صار إعداد الدول للحرب ... يمنع قيام الحرب فعلياً ...

    §
    على أن الحق سبحانه وتعالى يريدنا أن نأخذ طريق العدل وليس طريق الافتراء ... لذلك ينهانا الله عز وجل أن نتخذ من استعدادنا للحرب ذريعة للاعتداء على خلق الله ... فما دام لدينا استطاعة وأعددنا قوتنا وأسلحتنا فليس معنى ذلك أن نصاب بالغرور ونجترئ على خلق الله ... ولهذا فإن الله عز وجل ينبهنا (في الآية التي بعدها أي رقم 61) إلى ذلك بقوله: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ...}.

    § أي أن الله لم يطالبنا بأن نكون أقوياء لنفتري على غيرنا ... فهو لا يريد منا إعداد القوة للاعتداء والعدوان ... وإنما يريد القوة لمنع الحرب ليسود السلام ويعم الكون ... لـذلك ينهانا سبحانه وتعالى أن يكون استعدادنا للقتال وسيلة للاعتداء على الناس والافتراء عليهم ... ولهذا فإن طلب الخصم السّلْمَ والسلام صار لزاما علينا أن نسالمهم ... وإياك أن تقول: إن هذه خديعة وإنهم يريدون أن يخدعونا ... لأنك لا تحقق شيئا بقوتك ... ولكن بالتوكل على الله عز وجل والتأكد أنه معك ... والله عز وجل يريد الكون متساندا لا متعاندا ... وهو سبحانه وتعالى يطلب منك القوة لترهب الخصوم ... لا لتظلمهم بها فتقاتلهم دون سبب.

    ولنلحظ أن قول الحق تبارك وتعالى:
    {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم}الأنفال 61 ... هذا القول إنما جاء بعد قوله تعالى ... {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}الأنفال 60 ... وهي آية تحض على الاستعداد للقتال بإعداد العدة له.

    §
    ويريد الحق تبارك وتعالى أن ينبهنا إلى قوة المؤمنين واستعدادهم الحربي يجب ألا يكونا أداة للطغيان ... ولا للقتال لمجرد القتال ... ولذلك ينبهنا سبحانه وتعالى إلى أنهم لو مالوا إلى السلم فلا تخالفهم وتصر على الحرب ... لأن الدين يريد سلام المجتمع ... والإسلام لا ينتشر بالقوة وإنما ينتشر بالإقناع والحكمة ... فلا ضرورة للحرب في نشر الإسلام ... لأنه هو دين الحق الذي يقنع الناس بقوة حجته ويجذب قلوبهم بسماحته ... وكل ذلك لشحن مدى قوة الإيمان ... لنكون على أهبة الاستعداد لملاقاة الكافرين ... ولكن دون أن تبطرنا القوة أو تدعونا إلى مجاوزة الحد ... فإن مالوا إلى السلم علينا أن نميل إلى السلم ... لأن الله سبحانه وتعالى يريد سلامة المجتمع الإنساني " ... انتهى تفسير الشعراوي.

    § إن من العجيب أن الناقد بكلامه هذا يريد أَنْ يُوَجِّهَ المسلمين إِلى عدم حَمْلِ السِّلاحِ لقتالِ المعتدين والمحاربين، الطّامعين في بلادِ المسلمين وأَموالِهم ... ويُريدُ سيادته أَنْ يُواجِهَ المسلمونَ العُدوان بالاستسلام والخضوع ... والحربَ بالسَّلام ... وإِذا ما قاتَلَهم أَعداؤُهم كَفّوا أَيديهم عنهم !!! وعلى القرآنِ أَنْ يَكونَ كتابَ محبة ... يأمُرُ المسلمين بفتْحِ قُلوبِهم وأَيدِيهم وتقديم ارواحهم وممتلكاتهم وبلادهم وهم خاضعين للمعتدين عليهم !!! وهذا ينكره بالطبع أي عاقل ولا يتفق مع المنطق !!! إِنَّ أَيةَ أُمةٍ مهما كان دينُها تَقفُ أَمامَ أعدائِها الطامعين فيها، والمحاربينَ لها ... لَأَنَّ الدفاعَ عن النفسِ والمالِ والأَرض، وصَدَّ عُدوانِ المعتدين، فطرةٌ إِنسانية، فَطَرَ اللهُ الناسَ عليها، ولا تبديلَ لهذه الفطرة.

    §
    إن المدقق في الفاظ الآية سيجد أن إعداد القوة بهدف " تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " الأنفال 60 ... هو " لتخيفوا بهذا الإعداد والرباط عدو اللَّه وعدوكم من الكفار المتربصين بكم الدوائر " تفسير المنتخب ... وأيضاً: " وهذا ما يعرف بالسلم المسلح ... وهو أن الأمة إذا كانت مسلحة قادرة على القتال يرهبها أعداؤها فلا يحاربونها ... وإن رأوها لا عدة لها ولا عتاد ولا قدرة على رد أعدائها أغراهم ذلك بقتالهم فقاتلوها " أيسر التفاسير ...

    § وفضلاً عما ذكرنا فإن الآية لم تقل
    " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تعتدون بها أو تقتلون بها عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " ... والآية لم تقل: " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بها الناس أو المسالمين أو ... " بل قالت: " تُرْهِبُونَ بها عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " الأنفال 60 ...

    §
    ولكن هل يسمح الإسلام بأن تتحول مرحلة الاعداد بالقوة الى مرحلة بدء المسلمين الحرب والعدوان على غيرهم ؟؟؟ وهل الحرب في الإسلام هي دائماً حرباً دفاعية ؟؟؟ الإجابة تجدها في قوله تعالى ... " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190 ... إن الأصل في علاقة المسلمين مع غيرهم طبقا لما ورد في شريعتهم هو السلام والموادعة ... وكيف ؟؟؟ يقول الله عز وجل " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الممتحنة 8

    § وبالفعل السيف هو حجَّة الذي لا يحتمل المناظرة ... والسيف قد يفتح بلداً ولكنه لا يفتح قلباً ... والمسلمون مأمورون بالدعوةِ إِلى اللهِ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة ... قال تعالى
    " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "النحل 125 ... فهذا هو الأَصلُ في الدعوةِ إلى الله.

    §
    ولو كان القرآن كما ادعى الناقد أمر بحمل السلاح والاستعداد للغزو والفتح في سبيل الدين لقهر الناس على قبول الإسلام ... لما رأينا اليوم ما يزيد عن مليار ونصف مسلم في مشارق الأرض ومغاربها أي حوالي ربع سكان كوكب الأرض ... لأن لا سيف حالياً يجبرهم ويقهرهم على البقاء على إسلامهم !!! فكان من المنطق أن يترك هؤلاء جميعاً الإسلام ويعودوا إلى ما كان عليه آباؤهم (قبل إسلامهم بالسيف لو صح ذلك !!!) أو حتى يتحولوا إلى ديانة أخرى ... الأمر الذي لم يحدث ولم نسمع عنه إطلاقاً ...

    § ولكننا نجد العكس تماماً ... نرى المشرق والمغرب يتحدون على مدار العصور على محاربة الإسلام (وعلى سبيل المثال لا
    الحصر الحروب الصليبية الأولى / والثانية في عهد جورج بوش ...) لإخراج المسلمين من إسلامهم ... وبالرغم من ذلك نجد أن الإسلام باق وشامخ ... بل هو الآن أسرع الديانات انتشارا حالياً في البلاد الصليبية أي في أوربا وأمريكا ... وذلك بالطبع دون الحاجة الى أي سيف ولا مدفع ... ادخل الرابط :


    §
    ولا ندرى كيف يعيب الناقد على القرآن الكريم دعوة المسلمين لإعداد القوة اللازمة لردع من يطمع فيهم من الأعداء ... وفى الوقت نفسه يأمرهم بعدم الاعتداء على أحد ... ويغفل سيادته عن قراءة أوامر الرب لموسى عليه السلام التي وردت في سفر التثنية 13: 15-16 بقتل وحرق كل ما في المدينة حتى البهائم التي لا ذنب لها في شيء !!! حيث يقول النص: " فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف ... وتحرقها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف ... تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة ... وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك ... فتكون تلا إلى الابد لا تبنى بعد. "

    والله تعالى أعظم وأعلم
    يتبع بإذن اللــــه وفضله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي


    الرد على السؤال رقم 15:جاء في سورة الأنفال 60 ... " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ "
    وأَخَذَ الناقد من تفسير البيضاوي بعضَ ما قالَه في تفسيرِ الآية ... وهي تأمرُ المسلمينَ بإِعدادِ كلّ ما استطاعوا إعدادَه من قوةٍ وسلاحٍ لمواجهةِ أَعداءِ اللهِ وأَعدائِهم ... ومنْعِ عدوانِهم.

    والناقد يسأل: كيف يأمر القرآن بحمل السلاح والاستعداد للغزو والفتح في سبيل الدين ... فتُزهَق أرواح البشر وتُنهَب الأموال في سبيل الدين وقهر الناس على قبوله ؟؟؟ إن السيف هو حجَّة الذي لا يحتمل المناظرة !!!

    يجب أن نقرأ الآية التي ذكرها الناقد ولكن بعد وصلها مع الآية التي بعدها حتى يكتمل السياق ... ونقرأ أيضاً ما ورد في تفسير الشعراوي بخصوص ذلك ...

    § " فالقصد إذن من إعداد هذه القوة هو إرهاب العدو حتى لا يطمع فيكم ... لأن مجرد الإعداد للقوة ... هو أمر يسبب رهبا للعدو ... ولهذا تقام العروض العسكرية ليرى الخصم مدى قوة الدولة ... وحين تبين لخصمك القوة التي تملكها لا يجترئ عليك ... ويتحقق بهذا ما نسميه بلغة العصر «التوازن السلمي» ... والذي يحفظ العالم الآن بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ... هو التوازن السلمي بين مجموعات من الدول ... بالإضافة إلى العامل الاقتصادي المُكْلف للحرب ... فالقوة الآن لا تقتصر على السلاح فقط ... ولكن تعتمد القوة على عناصر كثيرة منها الاقتصاد والإعلام وغيرهما ... وصار الخوف من رد الفعل أحد الأسباب القوية المانعة للحرب ... وكل دولة تخشى مما تخفيه أو تظهره الدولة الأخرى ... وهكذا صار إعداد الدول للحرب ... يمنع قيام الحرب فعلياً ...

    §
    على أن الحق سبحانه وتعالى يريدنا أن نأخذ طريق العدل وليس طريق الافتراء ... لذلك ينهانا الله عز وجل أن نتخذ من استعدادنا للحرب ذريعة للاعتداء على خلق الله ... فما دام لدينا استطاعة وأعددنا قوتنا وأسلحتنا فليس معنى ذلك أن نصاب بالغرور ونجترئ على خلق الله ... ولهذا فإن الله عز وجل ينبهنا (في الآية التي بعدها أي رقم 61) إلى ذلك بقوله: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ...}.

    § أي أن الله لم يطالبنا بأن نكون أقوياء لنفتري على غيرنا ... فهو لا يريد منا إعداد القوة للاعتداء والعدوان ... وإنما يريد القوة لمنع الحرب ليسود السلام ويعم الكون ... لـذلك ينهانا سبحانه وتعالى أن يكون استعدادنا للقتال وسيلة للاعتداء على الناس والافتراء عليهم ... ولهذا فإن طلب الخصم السّلْمَ والسلام صار لزاما علينا أن نسالمهم ... وإياك أن تقول: إن هذه خديعة وإنهم يريدون أن يخدعونا ... لأنك لا تحقق شيئا بقوتك ... ولكن بالتوكل على الله عز وجل والتأكد أنه معك ... والله عز وجل يريد الكون متساندا لا متعاندا ... وهو سبحانه وتعالى يطلب منك القوة لترهب الخصوم ... لا لتظلمهم بها فتقاتلهم دون سبب.

    ولنلحظ أن قول الحق تبارك وتعالى:
    {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم}الأنفال 61 ... هذا القول إنما جاء بعد قوله تعالى ... {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}الأنفال 60 ... وهي آية تحض على الاستعداد للقتال بإعداد العدة له.

    §
    ويريد الحق تبارك وتعالى أن ينبهنا إلى قوة المؤمنين واستعدادهم الحربي يجب ألا يكونا أداة للطغيان ... ولا للقتال لمجرد القتال ... ولذلك ينبهنا سبحانه وتعالى إلى أنهم لو مالوا إلى السلم فلا تخالفهم وتصر على الحرب ... لأن الدين يريد سلام المجتمع ... والإسلام لا ينتشر بالقوة وإنما ينتشر بالإقناع والحكمة ... فلا ضرورة للحرب في نشر الإسلام ... لأنه هو دين الحق الذي يقنع الناس بقوة حجته ويجذب قلوبهم بسماحته ... وكل ذلك لشحن مدى قوة الإيمان ... لنكون على أهبة الاستعداد لملاقاة الكافرين ... ولكن دون أن تبطرنا القوة أو تدعونا إلى مجاوزة الحد ... فإن مالوا إلى السلم علينا أن نميل إلى السلم ... لأن الله سبحانه وتعالى يريد سلامة المجتمع الإنساني " ... انتهى تفسير الشعراوي.

    § إن من العجيب أن الناقد بكلامه هذا يريد أَنْ يُوَجِّهَ المسلمين إِلى عدم حَمْلِ السِّلاحِ لقتالِ المعتدين والمحاربين، الطّامعين في بلادِ المسلمين وأَموالِهم ... ويُريدُ سيادته أَنْ يُواجِهَ المسلمونَ العُدوان بالاستسلام والخضوع ... والحربَ بالسَّلام ... وإِذا ما قاتَلَهم أَعداؤُهم كَفّوا أَيديهم عنهم !!! وعلى القرآنِ أَنْ يَكونَ كتابَ محبة ... يأمُرُ المسلمين بفتْحِ قُلوبِهم وأَيدِيهم وتقديم ارواحهم وممتلكاتهم وبلادهم وهم خاضعين للمعتدين عليهم !!! وهذا ينكره بالطبع أي عاقل ولا يتفق مع المنطق !!! إِنَّ أَيةَ أُمةٍ مهما كان دينُها تَقفُ أَمامَ أعدائِها الطامعين فيها، والمحاربينَ لها ... لَأَنَّ الدفاعَ عن النفسِ والمالِ والأَرض، وصَدَّ عُدوانِ المعتدين، فطرةٌ إِنسانية، فَطَرَ اللهُ الناسَ عليها، ولا تبديلَ لهذه الفطرة.

    §
    إن المدقق في الفاظ الآية سيجد أن إعداد القوة بهدف " تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " الأنفال 60 ... هو " لتخيفوا بهذا الإعداد والرباط عدو اللَّه وعدوكم من الكفار المتربصين بكم الدوائر " تفسير المنتخب ... وأيضاً: " وهذا ما يعرف بالسلم المسلح ... وهو أن الأمة إذا كانت مسلحة قادرة على القتال يرهبها أعداؤها فلا يحاربونها ... وإن رأوها لا عدة لها ولا عتاد ولا قدرة على رد أعدائها أغراهم ذلك بقتالهم فقاتلوها " أيسر التفاسير ...

    § وفضلاً عما ذكرنا فإن الآية لم تقل
    " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تعتدون بها أو تقتلون بها عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " ... والآية لم تقل: " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بها الناس أو المسالمين أو ... " بل قالت: " تُرْهِبُونَ بها عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " الأنفال 60 ...

    §
    ولكن هل يسمح الإسلام بأن تتحول مرحلة الاعداد بالقوة الى مرحلة بدء المسلمين الحرب والعدوان على غيرهم ؟؟؟ وهل الحرب في الإسلام هي دائماً حرباً دفاعية ؟؟؟ الإجابة تجدها في قوله تعالى ... " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190 ... إن الأصل في علاقة المسلمين مع غيرهم طبقا لما ورد في شريعتهم هو السلام والموادعة ... وكيف ؟؟؟ يقول الله عز وجل " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الممتحنة 8

    § وبالفعل السيف هو حجَّة الذي لا يحتمل المناظرة ... والسيف قد يفتح بلداً ولكنه لا يفتح قلباً ... والمسلمون مأمورون بالدعوةِ إِلى اللهِ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة ... قال تعالى
    " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "النحل 125 ... فهذا هو الأَصلُ في الدعوةِ إلى الله.

    §
    ولو كان القرآن كما ادعى الناقد أمر بحمل السلاح والاستعداد للغزو والفتح في سبيل الدين لقهر الناس على قبول الإسلام ... لما رأينا اليوم ما يزيد عن مليار ونصف مسلم في مشارق الأرض ومغاربها أي حوالي ربع سكان كوكب الأرض ... لأن لا سيف حالياً يجبرهم ويقهرهم على البقاء على إسلامهم !!! فكان من المنطق أن يترك هؤلاء جميعاً الإسلام ويعودوا إلى ما كان عليه آباؤهم (قبل إسلامهم بالسيف لو صح ذلك !!!) أو حتى يتحولوا إلى ديانة أخرى ... الأمر الذي لم يحدث ولم نسمع عنه إطلاقاً ...

    § ولكننا نجد العكس تماماً ... نرى المشرق والمغرب يتحدون على مدار العصور على محاربة الإسلام (وعلى سبيل المثال لا
    الحصر الحروب الصليبية الأولى / والثانية في عهد جورج بوش ...) لإخراج المسلمين من إسلامهم ... وبالرغم من ذلك نجد أن الإسلام باق وشامخ ... بل هو الآن أسرع الديانات انتشارا حالياً في البلاد الصليبية أي في أوربا وأمريكا ... وذلك بالطبع دون الحاجة الى أي سيف ولا مدفع ... ادخل الرابط :


    §
    ولا ندرى كيف يعيب الناقد على القرآن الكريم دعوة المسلمين لإعداد القوة اللازمة لردع من يطمع فيهم من الأعداء ... وفى الوقت نفسه يأمرهم بعدم الاعتداء على أحد ... ويغفل سيادته عن قراءة أوامر الرب لموسى عليه السلام التي وردت في سفر التثنية 13: 15-16 بقتل وحرق كل ما في المدينة حتى البهائم التي لا ذنب لها في شيء !!! حيث يقول النص: " فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف ... وتحرقها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف ... تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة ... وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك ... فتكون تلا إلى الابد لا تبنى بعد. "

    والله تعالى أعظم وأعلم
    يتبع بإذن اللــــه وفضله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة اجتماعية

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على انتقادات في القرآن الكريم بعنوان أسئلة تشريعية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 24-05-2017, 11:39 AM
  2. الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة جغرافية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 03-02-2017, 09:38 PM
  3. الرد على تدليس بعنوان .. مغالطات منطقية في القرآن الكريم ( 1 / 2 )
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 10-01-2015, 10:48 AM
  4. الرد على شبهة ( توهم خطأ قوله تعالى: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ التكوير: 1 )
    بواسطة شعشاعي في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-04-2012, 03:26 PM
  5. نصرانى مخدوع توهم انه اكتشف اخطاء املائية بالقرأن الكريم
    بواسطة mostafa581 في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 04-11-2010, 02:23 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة اجتماعية

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة اجتماعية