5- اليهود يغضبوا ممن يعلمهم بخلاف الناموس ولن يغضبوا لتعليم الأمم بخلاف الناموس
لا يمكن أن يغضب اليهود لأن بولس يعلم الأمم ، فطالما أن هذه التعاليم بعيدة عنهم فالأمر لن يكون ذا أهمية بالنسبة لهم فالأمم أصلا وثنيين ، وخاصة وأنهم فى الشتات وليس لهم من الأمر شئ الا أنفسهم وجماعتهم فقط ، فهم فى الشتات لا يحكموا على الأمم
ولكن اليهود يغضبون عندما يجدوا بولس يعلم بنى اسرائيل ويدعوهم بخلاف الناموس
والدليل على ذلك :-
أ- كلام يعقوب لبولس فى سفر أعمال الرسل :-
21 :20 فلما سمعوا كانوا يمجدون الرب و قالوا له انت ترى ايها الاخ كم يوجد ربوة من اليهود الذين امنوا و هم جميعا غيورون للناموس
21 :21 و قد اخبروا عنك (( انك تعلم جميع اليهود الذين بين الامم الارتداد عن موسى قائلا ان لا يختنوا اولادهم و لا يسلكوا حسب العوائد ))
ب - بولس يقول أنه موضوع فى سلاسل من أجل رجاء اسرائيل :-
نعرف من سفر أعمال الرسل أن بولس عندما كان فى أورشليم وبالتحديد فى الهيكل أمسك به بعض اليهود بسبب تعاليمه ضد الناموس
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
21 :28 صارخين يا ايها الرجال الاسرائيليون اعينوا (( هذا هو الرجل الذي يعلم الجميع في كل مكان ضدا للشعب و الناموس و هذا الموضع )) حتى ادخل يونانيين ايضا الى الهيكل و دنس هذا الموضع المقدس
ثم جاء الرومان وحبسوه وكانت هناك شكوى من اليهود ضده ، ثم طلب أن يتم محاكمته فى روما لأنه روماني ، وفى روما أخبر اليهود هناك بأنه موضوع فى هذه السلاسل من أجل رجاء اسرائيل
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
28 :20 فلهذا السبب طلبتكم لاراكم و اكلمكم (( لاني من اجل رجاء اسرائيل موثق بهذه السلسلة ))
أن سبب وضعه فى سلاسل من أجل رجاء اسرائيل أي بسبب تعاليمه الى بنى اسرائيل حتى يخلصوا (طبقا لفهمه)
وهذا يعنى أن اليهود غضبوا من تعاليمه ضد الناموس الى بنى اسرائيل وليس الى الأمم
فلم يكن يشغل فكر اليهود بأي طريقة يؤمن الأمم ، وكان اليونانيين من أتباع بولس هم فى الأصل من بنى اسرائيل المتأغرقين
للمزيد راجع الفصل الثالث - الباب الثاني فى هذا الرابط :-
ج - غضب اليهود حتى أنهم قدموا شكوى ضد بولس الى غاليون الوالي، لأن بولس يعلم بخلاف الناموس فكان غضبهم من أجل اليهود :-
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
18 :12 و لما كان غاليون يتولى اخائية قام اليهود بنفس واحدة على بولس و اتوا به الى كرسي الولاية
18 :13 قائلين ان هذا يستميل الناس ان يعبدوا الله بخلاف الناموس
لا يمكن أن يقصدوا بالناس الأمم وانما يقصدون أهلهم وبنى جنسهم أي بنى اسرائيل ، فهم لن يشتكوا الحاكم من أجل الأمم
والذى يؤكد ذلك :-
هو رد غاليون عليهم ، حيث يقول :-
18 :14 و اذ كان بولس مزمعا ان يفتح فاه (( قال غاليون لليهود لو كان ظلما او خبثا رديا ايها اليهود لكنت بالحق قد احتملتكم ))
18 :15 (( و لكن اذا كان مسئلة عن كلمة و اسماء و ناموسكم فتبصرون انتم لاني لست اشاء ان اكون قاضيا لهذه الامور))
يقول((ناموسكم ))
وأن هذه الأمور تخصهم وأن يحكموا هم وأنه ليس له شأن بمشاكلهم ودينهم
اذا الأمر كله متعلق ببنى اسرائيل وليس بالأمم
وأيضا عندما نقرأ :-
18 :17 فاخذ جميع اليونانيين سوستانيس رئيس المجمع و ضربوه قدام الكرسي و لم يهم غاليون شيء من ذلك
اليونانيين هنا المقصود بهم الاسرائيليين المتأثرين بالثقافة اليونانية فهم من اتبعوا أفكار بولس
وعندما ضربوا رئيس المجمع ولم يهتم غاليون لأن الأمر خاص ببنى اسرائيل (سواء يهود أو يونانيين)
مما يعنى أن بولس طوال السنة والستة أشهر كان يبشر بين بنى اسرائيل وليس الوثنيين
مما يعنى أن جملة (لي شعبا كثيرا فى المدينة) فى العدد 10
كان المقصود منها هم بنى اسرائيل أيضا
المفضلات