تأديب الصبيان المقاومين
بارك الله فيكم يا اختي الفاضلة علي هذا الطرح الرائع
والعجيب فيما نقرأه ونتأمله في كل من العهد القديم والجديد
نجد ان لكل عهد معبود غير الاخر ....فقد تحول المعبود من الشراسة والعنفوان والتقتيل والذبح والتاديب 360 درجة الي المحبة والوداعة والرقة
رغم قوله :
(لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ)
(ملاخي 3: 6)
واضافة الي ما سبق طرحه من هذه التناقضات في معبودهم حسب كتابهم والذي لم يقدر الله حق قدره....نجد مثلا ان مجرد صبية صغار لم تنضج عقولهم بمجرد ان سخروا من اليشع
بكلمة يا أقرع فقد ابادهم الله وقتل منهم 42
(ثُمَّ صَعِدَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى بَيْتِ إِيلَ. وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ: «اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ!)
(الملوك الثاني 2: 23)
فما كان من اليشع الا ان:
( فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ، فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَدًا.)
(الملوك الثاني 2: 24)
في تفسيره يقول القمص تادرس يعقوب:
بعد أن تمتع اليشع النبي بقوة الله الفائقة التي تجلت في أول عمل له بعد صعود سيده، حيث ضرب نهر الأردن بردائه، وحول المياه الجدبة إلى مياه عذبة بالملح الذي في الصحن الجديد خرج صبيان المدينة، غالبا ما كانوا شبابا، يسخرون منه.
لم يكن الأمر تسليه يمارسها بعض الأطفال أو الصبيان، وإنما كان ذلك خطة قد أعدها عدو الخير إبليس خلال كهنة البعل والعاملين لحساب الوثنية.
يبدو أن عددهم كان كبيرا، إذ قيل " كان من بينهم 42 من الصبيان". خرجوا بخطة واضحة يسخرون بكلمات لها معناها.
بقولهم " اصعد يا اقرع " مكررين ذلك واضح أنهم يسخرون مما أعلنه للشعب عن صعود معلمه إيليا. وكأنهم يقولون: "إن كان إيليا ذو الشعر الطويل قد صعد في مركبة نارية إلى السماء، فما الذي يمنع من صعودك يا أيها الأقرع؟"
لم تكن السخرية موجهة ضده شخصيا، وإنما كانت ضد رسالته النبوية والعمل الإلهي خلاله وخلال معلمه إيليا.
لقد لعنهم بالرب، إي لعنهم بذاك الذين يقاومونه ويسيئون إليه.
لم يطلب النقمة لنفسه، ولم يسأل شيئًا لتأديبهم لكن الله هو الذي أرسل الدبتين من الوعر فافترستهم.
انتهي
ارايتم التدليس في التفسير حيث ان الفقرة تقول(صبيان صغار) وهو يقول (غالبا ما كانو شبابا)..............حيث يؤكد علي انهم شباب بقوله:
( لم يكن هؤلاء أطفالًا صغارًا بل شبابًا، غالبًا ما كانوا من مركز ديني وثني مقام للحق الإلهي ومقام للإيمان باللَّه. كانت سخريتهم هادفة نحو تحطيم الإيمان باللَّه الحيّ، وربما كانوا يجتذبون أعدادا كبيرة من الشباب حولهم.)
المصدر
اما القس انطونيوس فكري
فقد وصف اليشع بانه من الانبياء الجبابرة فيقول:
( ونرى أن الله سمح بوجود أنبياء جبابرة مثل إيليا وأليشع وكثرة من مدارس الأنبياء وهم بالمئات وكثير من المعجزات، بل وضربات تأديب. )
انتهي
المصدر
ومن هنا فلنا وقفة في كل من الفقرة المذكورة وتفاسيرها
فهل كلمة مثل هذه تخرج من افواه صبية صغار لا تتعدي اعمارهم 12 عاما حيث لم يكتمل لديهم النضج العقلي ولا يعوا ما الفرق بين الاحترام والسخرية والله الرؤف الرحيم اعلم بهم يستحقون هذا العقاب و هذه الابادة الجماعية انه الفرق بين هؤلاء الجبابرة من الانبياء كما يزعم القس انطونيوس فكري وبين من بعث رحمة للعالمين محمد بن عبداللهوالذي ناله من الاذي والسخرية ما يدمي القلوب وتفيض منه الدمع بالعيون وما حدث له علي ايدي صبية الطائف فما منه الا ان قال ردا علي ملك الجبال والذي جاء ليطبق عليهم الاخشبين (عسى الله أن يُخرج من أصلابهم من يعبد الله )
فصدق من سمّاك رؤوف رحيم
فالحمد لله علي نعمة الاسلام
دمتم بخير
مع اطيب تحياتي
(نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ )
ق (45)
المفضلات