الرد على السؤال رقم 14: جاء في سورة التوبة 58-60 " وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ... وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ... إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ "
قال البيضاوي:
{وَمِنْهُمْ مَّن يَلْمِزُكَ} يعيبك ... {فِي الصدقات} أي في قسمتها ... {فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} قيل إنها نزلت في ابن ذي الخويصرة رأس الخوارج ... كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم غنائم حنين فاستعطف قلوب أهل مكة بتوفير الغنائم عليهم فقال: اعدل يا رسول الله فقال: " ويلك إن لم أعدلْ فمن يعدل "
{والمؤلفة قُلُوبُهُمْ} قوم أسلموا ونيتهم ضعيفة فيه ... فسيتألف قلوبهم ... أو أشراف قد يترتب بإعطائهم ومراعاتهم إسلام نظرائهم ... وقد أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن والأقرع بن حابس والعباس بن مرداس لذلك ... وقيل أشراف يستألفون على أن يسلموا ... فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطيهم من خمس الخمس الذي كان خاص ماله ... وقد عد منهم من يؤلف قلبه بشيء منها على قتال الكفار ومانعي الزكاة ... وقيل كان سهم المؤلفة لتكثير سواد الإسلام فلما أعزه الله وأكثر أهله سقط ... { وَفِى سَبِيلِ الله } وللصرف في الجهاد بالإِنفاق على المتطوعة وابتياع الكراع والسلاح ... وقيل وفي بناء القناطر والمصانع ...
وقد ذكر سيادته سوء استخدام الاسلام للزكاة ولماذا ؟؟؟ لأنه معلوم أن الزكاة هي أحد أركان الدين الإسلامي الخمسة التي هي الصلاة والزكاة والصوم والحج والشهادتين ... وهي من صميم الدين الإسلامي ... ولكنها ليست مخصصة للفقراء والمساكين ... ويُصرف منها في أغراض إسلامية بحتة ... وصُرف منها للمؤلفة قلوبهم ولو كانوا أغنياء لاستمالتهم لقبول الإسلام ... وتُصرف في شراء الأسلحة وتجهيز الجند لقتال الكفَّار والجهاد في سبيل الإسلام.
وللمسيحيين كتابهم المقدس الذي يقضي بتقديم العشور للصرف على الفقراء وتعمير الكنائس وإعالة رجال الدين، ونشر الكتاب المقدس ومبادئ المسيحية ... ويحرم الكتاب المقدس الدعوة للدين باستخدام المال للاستمالة أو السيف للإرهاب ... فأتباع الدين المسيحي قدموا دعوته بالمحبة والشجاعة والتضحية على مثال المسيح.


§ إن الانتقاد غير العادل هو مجاملة مبطنة ... وكيف ؟؟؟ لقد قال السيد الناقد " ومعلوم أن الزكاة هي أحد أركان الدين الإسلامي الخمسة ... وهي ليست مخصصة للفقراء والمساكين ... " !!!! هذا مع العلم أن الآية الكريمة التي أوردها سيادته حتى يطعن ما جاء فيها قد حددت مصارف الزكاة فجعلتها ثمانية مصارف ... ونصت وكما لا يخفى على القارئ حتى السطحي أن من ضمن هذه المصارف ... بل وفي أولها الفقراء والمساكين ...
" إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ ... وَالْمَسَاكِينِ ... وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا ... وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ... وَفِي الرِّقَابِ ... وَالْغَارِمِينَ ... وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ... وَابْنِ السَّبِيلِ "التوبة 60 ... فلا أدرى هل غفل سيادته عن قراءة ذلك دون قصد ... أم أن في نية سيادته هدفاً آخر ؟؟؟؟

§
كما قال سيادته أن الزكاة في الاسلام " يُصرف منها في أغراض إسلامية بحتة ... " ... ولذلك سنطلع القارئ الكريم دون أن نملى عليه أي رأى ... تفسير مصارف الزكاة الثمانية التي وردت في تلك الآية وكما ورد في تفسير " أيسر التفاسير ":
" بمناسبة لمز المنافقين الرسول صلى الله عليه وسلم والطعن في قسمته الصدقات ... بين الله تعالى في هذه الآية الكريمة أهل الصدقات المختصين بها ... والمراد بالصدقات ... الزكوات وصدقة التطوع وهي محصورة في الأصناف الثمانية:


1.
{للفقراء}: جمع فقير وهو من ليس له ما يكفيه من القوت ولا يسأل الناس.
2.
{والمساكين}:جمع مسكين وهو فقير ليس له ما يكفيه ويسأل الناس ويذل نفسه بالسؤال.
3.
{والعاملين عليها}: أي على جمعها وجبايتها وهم الموظفون لها.
4.
{والمؤلفة قلوبهم}:هم أناس يرجى إسلامهم أو بقاؤهم عليه إن كانوا قد أسلموا وهم ذوو شأن وخطر ينفع الله بهم إن أسلموا وحسن إسلامهم.
5. {وفي الرقاب}: أي في فك الرقاب أي تحريرها من الرق، فيعطى المكاتبون ما يسدون به نجوم أو أقساط كتابتهم.
6.
{الغارمين}:جمع غارم وهو من ترتبت عليه ديون بسبب ما أنفقه في طاعة الله تعالى على نفسه وعائلته، ولم يكن لديه مال لا نقد ولا عرض يسدد به ديونه.
7.
{وفي سبيل الله}: أي الجهاد لإِعداد العدة وتزويد المجاهدين بما يلزمهم من نفقة.
8.
{وابن سبيل الله}: أي المسافر المنقطع عن بلاده ولو كان غنياً ببلاده.

§ أما بخصوص المصرف الرابع للزكاة وهو ...
{والمؤلفة قلوبهم}: فقد ذكر البيضاوي وكما ذكر الناقد ثلاثة أصناف من الناس يُعطون من الزكاة في هذا المصرف:

1. قـوم دخلوا في الإسلام ولكن نيتهم في الإسلام ضعيفة فهؤلاء يعطون من الـزكاة لتتألف قلوبهم ويتقوى إيمانهم ويثبتوا على الإسلام ...
2. أشراف في أقوامهم ... يعطون من الزكاة أملا في إسلامهم وإسلام أتباعهم -علما بأن الإسلام ليس بحاجة إلى أحـــد لكنه حريص على هداية كل أحد ...
3. أشراف ... لقوتهم يرجى منهم المساعدة في قتال الكافرين لدفع شرّهم عن المسلمين وأيضا مانعي الزكاة ...

§
هذا وذكر البيضاوي بعد ذلك أن هؤلاء أعطوا من الزكاة لما كان المسلمون قلائل وكان الإسلام ضعيفا .... فلما اعز الله الإسلام والمسلمين ولم يعودوا يحتاجون إلى تأليف قلوب الناس ... سقط سهم المؤلفة قلوبهم من الزكاة ...

§ إن إعطاء الإسلام فئة
" المؤلفة قلوبهم " نصيبا من الزكاة ليس فيه سوء استخدام الاسلام للزكاة ولماذا ؟؟؟

قال الشعراوي في تفسيره ..
." لقد كان المسلمون في الزمن الأول للإسلام ضعافاً لا يقدرون على حماية أنفسهم ... ولذلك كانوا في موقف يفرض عليهم أن يستميلوا البعض (رجاء هدايتهم) ... أو على الأقل أن يكفوا آذاهم عن المسلمين ... وعندما أعز الله دولة المسلمين بالقوة والعزة والمكانة ... منع الخليفة عمر بن الخطاب إعطاء المؤلفة قلوبهم نصيباً من الزكاة ... لأنه لم يجد أن قوة الإسلام حينئذ تحتاج أحداً غير صحيحي الإيمان ... لذلك لم يدخلهم عمر بن الخطاب في فئات الزكاة ... وقول الحق سبحانه: " وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ " ... يثير سؤالاً: هل يُؤلَّف القلب ؟؟؟ نقول: نعم، فالإحسان يؤلف قلب الإنسان السَّوي ... وكذلك يؤلف جوارح الإنسان غير السوي ... فلا يعتدي على من أحسن إليه باللسان أو باليد. " انتهى تفسير الشعراوي

§
إن هذا العطاء المبذول الذي شرعه الله وكما هو واضح كان لتأليف القلوب و الترغيب للإقبال على الإسلام ... و لم يكن يتضمن أي مصلحة شخصية تعود على هؤلاء المسلمين الأوائل الضعفاء (الذين اقتطعوا ذلك من أموالهم) ... ولكن كان بهدف تمكنهم من تبليغ رسالة السماء الأخيرة لأهل الأرض ... والتي من ضمنها إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ... " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ " الفاتحة 5 وأيضا لنشر دين الرحمة ... " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ " الأنبياء 107 ... وأيضا لإتمام مكارم الأخلاق " إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ " الألباني 45 ... هذا إلى آخر ما تضمنته رسالة السماء الخاتمة لأهل الأرض ...

§ إن إعطاء المال لتأليف القلوب لا يتضمن أي سوء استخدام للزكاة ... ولماذا ... لأن ما يدفع من مال لا يحقق أي مصلحة شخصية دنيوية لأي أحد ... إنما المصلحة تكون في ترغيب الناس لما فيه مصلحتهم هم ... وهي عبادة الله عز وجل وحده واتباع آخر رسالة للسماء لأهل الأرض ...
قال صلى الله عليه وسلم ... " تهادُوا تحابُّوا " الألباني 3004

§
لقد اعتاد الإنسان أن يصغي بقلبه وجوارحه لمن يكرمه دون أن ينتظر منه منفعة دنيوية ... فكان ذلك فرصة حتى يصغي غير المسلم للإسلام فيهديه الله إلى طريقه المستقيم ... وذلك بعد أن يلمس صفاء الإسلام ونقاءه، ورحمته وإحسانه، وبذل أهله أموالهم (تقرباً إلى الله) لإخوانهم ... وتوادهم وتعاطفهم ... ويدرك أن ديناً يصنع بأهله ذلك هو دين رباني إلهي لا يـقارن بمذاهب الناس وأهوائهم ...

§ لقد جعل الله تعالى للمؤلفة
قلوبهم سهمًا في الزكاة ... قال تعالى ... " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُم "التوبة 60 ... وهذا السهم يأخذه الحاكم ويعطيه لمن يرى أنه قريب من الإسلام ، وقد أعطى صلى الله عليه وسلمالمؤلفة قلوبهم أموالاً وقد أدى ذلك إلى إسلام قبائل بأكملها لهذا الأمر ... فأصبح المسلمون اليوم أحفاداً لهؤلاء.

§
إن هذا العطاء دليل علي نبوة النبي محمد صلي الله عليه وسلم ... ولماذا ... لأنه لو كان باحثًا عن مال لما أعطي المؤلفة قلوبهم من المال ليؤلف قلوبهم، ولكنه أعطي من مال لو أراد لكان له خالصًا ... فهل هذه حاله باحث عن ثروة !!!!!

§ وهل دين يقاتل غنيا لمنعه الزكاة يغري فقيرا لاعتناقه !!! فهلا ترك القتال لإغراء الناس بالدخول فيه !!! وهل دين يجعل من مصارف الزكاة إعتاق الرقاب للعبيد الضعفاء الذين لا يملكون موردا للحرية ... يخطط ليغري الأغنياء بالمال !!!

§
إن أسس انتشار الإسلام متوافرة فيه عن حب وقناعة ... وهذا يرجع إلى متانة أصوله التي تخاطب العقل ... ولذلك فالسؤال المطروح الآن: كيف انتشر الإسلام في جنوب شرق آسيا وبلاد الهند ؟؟؟ هل كـان بالإغراء بالمال ... أم كان بالمعاملة الحسنة وحسن مقاصد الإسلام ؟؟؟؟؟ وهل دفع المسلمون مالا للذين يؤمنون به حالياً ليلا ونهارا في أوربا وأمريكا لتأليف قلوبهم ... أم أن الإسلام هو أسرع الديانات انتشارا في العالم حالياً وكما يوضح هذا الرابط:

موقف المسيحية من الإغراء بالمال

§
إذا كان الناقد قد انتقد المسلمين عندما كانوا مستضعفين ... وفي موقف فرض عليهم أن يستميلوا البعض (رجاء هدايتهم) ... أو على الأقل أن يكفوا آذاهم عنهم ... فأعطوا المؤلفة قلوبهم نصيباً من الزكاة ... إذن فما موقف الناقد العادل من المنظمات التنصيرية العالمية (المدعومة من الدول العظمى) في بلاد المسلمين وفى غير بلاد المسلمين و التي تستخدم المال بشتى صوره (علاج -طعام – سفر – زواج – عمل ...) كسبيل لإقناع الناس بالنصرانية ... وذلك بعد أن فشلت في إقناع ذوي العقول بالحجة والإقناع !!!

§
ولكن من ناحية أخرى دعنا ننظر كيف اضطر يسوع لدفع رشوة لليهود حتى يتركوه ...
" ولما جاءوا إلى كفر ناحوم ... تقدم الذين يأخذون الدرهمين إلى بطرس ... وقالوا أما يوفي معلمكم (أي المسيح) الدرهمين ... قال بلى ... فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلا: ماذا تظن يا سمعان ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية امن بنيهم أم من الأجانب ... قال له بطرس: من الأجانب ... قال له يسوع: فإذا البنون أحرار ... ولكن لئلا نعثرهم ... اذهب إلى البحر والق صنارة ... والسمكة التي تطلع أولا خذها ... ومتى فتحت فاها تجد أستارا فخذه وأعطهم عني وعنك " ... متى 17: 24 -27
هذا وقد ورد في تفسير تادرس يعقوب لذلك ... " خضع السيّد المسيح مع تلاميذه لإيفاء الجباية أو الجزية ... ليؤكّد مبدأ هامًا في حياتنا الإيمانيّة: أن انتماءنا السماوي يهبنا طاعة وخضوعًا لملوك العالم أو الرؤساء ... ثم أضاف ... يُعلن القدّيس كيرلّس الكبير على تصرُّف السيّد المسيح هنا بقوله: إذ صار الابن الوحيد كلمة الله مثلْنا ... وحمل قياس الطبيعة البشريّة انحنى لنير العبوديّة ... فدفع بإرادته لجامع الجزية اليهودي الدرهمين حسب ناموس موسى ...


§
أما بخصوص اعتراض السيد الناقد في صرف جزءاً من الزكاة في ... " شراء الأسلحة وتجهيز الجند لقتال الكفَّار والجهاد في سبيل الإسلام " ... فإننا لن نمل من تكرار أن الله اوجب على المسلمين مقاومة المعتدين الطامعين فيهم وقتالهم لإيقاف ودفع عدوانهم وابطال مكائدهم ومخططاتهم ضدهم ووعدهم على ذلك جزيل الأجر والثواب ... كما نهاهم تماماً عن البدء في العدوان على أي أحد ... وما دليل ذلك ؟؟؟ قال تعالى ... " وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190 ...

§
وبالطبع فإن أي صاحب عقل أو منطق لا يحتاج إلا أن يسجد لله احتراما وتعظيماً لما في النص المذكور من عظمة التشريع ... ولماذا ؟؟؟ لأن الناس إن لم يقاوموا العدوان والشر لطغى الفساد وانتشر الظلم ... ولو أن المعتدى لم يجد من يقاومه ويصد عدوانه ... ولكن يكتفى بأن يدير خده الأيسر للمعتدى بعد أن يلطمه على خده الأيمن ... ثم بعد خده الأيسر يدر له ... ثم بعد ... وهكذا ... إذن فما الذي يردع المعتدى عن أن يكرر ويكرر ذلك بل ويعيث في الأرض فساداً !!! ولو أن كل دولة لم تتحصن بجيش يدافع عن حدودها لغزاها كل طامع ...

§ وإنه لمن المعلوم ان مقاومة الأعداء المعتدين الطامعين وقتالهم لإيقاف ودفع عدوانهم يتطلب بالطبع شراء الأسلحة وتجهيز الجند لذلك ... وهذا الأمر يحتاج بالطبع الى أموال تنفق عليه ... ولذلك جعل الله من أسهم الزكاة الثمانية سهماً كموارد للدولة للإنفاق على الدفاع عن الدولة ... والله سبحانه عليم حكيم في تشريعه ...

السؤال رقم 14 للسيد الناقد:

لا يوجد اطلاقا في الكتاب المقدس أي نص قال فيه السيد المسيح صراحة " انا الله فأعبدونى " ولكن يستنتج النصارى ذلك من عدة نصوص ... ومن اقوى النصوص التي يعتمدون عليها في ذلك هي النص الوارد في يوحنا 1/1 ... " فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ " ... وهذا النص حسب نسخة الملك جيمس:
“In the beginning was the Word, and the Word was with God, and the Word was God “
ولكن هناك سؤالاً يطرح نفسه ... من هو الله في هذا النص هل هو الآب أم الكلمة (أي السيد المسيح الابن) أم الروح القدس ... أم الثالوث (أي الآب والسيد المسيح الابن والروح القدس معاً كإله واحد) ؟؟؟

الاحتمال الأول:الله هو الآب ... وعليه يكون النص هكذا ...
فِي الْبَدْءِ كَانَ السيد المسيح ... وَالسيد المسيح كَانَ عِنْدَ الآب ... وَكَانَ السيد المسيح الآب ... فهل يستقيم المعنى ؟؟؟؟

الاحتمال الثاني: الله هو السيد المسيح ... وعليه يكون النص هكذا ...
فِي الْبَدْءِ كَانَ السيد المسيح ... وَالسيد المسيح كَانَ عِنْدَ السيد المسيح ... وَكَانَ السيد المسيح السيد المسيح ... فهل يستقيم المعنى ؟؟؟؟
الاحتمال الثالث:الله هو الروح القدس ... وعليه يكون النص هكذا ...
فِي الْبَدْءِ كَانَ السيد المسيح ... والسيد المسيح كَانَ عِنْدَ الروح القدس ... وَكَانَ السيد المسيح الروح القدس ...فهل يستقيم المعنى ؟؟؟؟
الاحتمال الرابع:الله هو الثالوث (الآب والسيد المسيح الابن والروح القدس إله واحد) ... وعليه يكون النص هكذا ...
فِي الْبَدْءِ كَانَ السيد المسيح ... والسيد المسيح كَانَ عِنْدَ الثالوث ... وَكَانَ السيد المسيح الثالوث ... فهل يستقيم المعنى ؟؟؟

ولكن قد يقول قائل أن هناك احتمالاً أخيراً وهو أن يكون السيد المسيح الكلمة هو الله ... لأن النص يقول
" وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ " ... وعليه يكون النص هكذا:
فِي الْبَدْءِ كَانَ الله ... والله كَانَ عِنْدَ الله ... وَكَانَ الله الله ... فهل يستقيم المعنى ؟؟؟

ونترك الاختيار والحكم للقارئ


والله أعظم وأعلم
يتبع بإذن اللـــه وفضله