المبحث الخامس (5-3-4) العالم هنا بمعنى الأشرار ، وأتباع المسيح عليه الصلاة والسلام سيدينون أسباط بنى اسرائيل لأنهم من بنى اسرائيل

نقرأ من رسالة كورنثوس الأولى :-
6 :1 ايتجاسر منكم احد له دعوى على اخر ان يحاكم عند الظالمين و ليس عند القديسين
6 :2 الستم تعلمون ان القديسين سيدينون العالم فان كان العالم يدان بكم افانتم غير مستاهلين للمحاكم الصغرى

يقصد بادانة القديسين للعالم هي الادانة التي ستكون فى يوم القيامة وهى غير الادانة التي تحدث عنها فى الاصحاح الخامس
وهو هنا لا يريدهم أن يذهبوا للمحاكم عند الظالمين ، والمقصود محاكم الذين كفروا من بنى اسرائيل بالمسيح عليه الصلاة والسلام (والذين سبق وأن طلب منهم أن لا يخالطوهم كما أوضحت فى المبحث الرابع )


1-كان لليهود فى الشتات محاكمهم الخاصة ولم يطبقوا القانون الروماني فى حالة اذا كان المتخاصمين يهود

وكان للقاضي حق الحبس والجلد (أعمال 9 :1 ، 9 :2 ، 22 :19 ، 26 :11 ) ، (كورنثوس الثانية 11 :24 )

فنقرأ من الموسوعة اليهودية :-

The Jewish communities possessed the privilege of settling their own legal affairs: they hadtheir own judges and their own code. This code—which was simply the Mosaic law, sedulously commented on by the Rabbis—was the sole study of the Jews and the Judaizers, to the exclusion of the Roman law



2- كاتب الرسالة طلب منهم فى الاصحاح الخامس ألا يخالطوا الذين من الداخل (أي من بنى اسرائيل ) ولكن يتعاملوا مع الذين من الخارج (الغرباء الأجانب)


شرحت فى المبحث السابق كيف طلب كاتب الرسالة من أتباعه فى الاصحاح الخامس أن يعاقبوا الذين من الداخل بعدم مخالطتهم وكان يقصد بنى اسرائيل وليس أتباع الكنيسة الذين أمنوا بالمسيح عليه الصلاة والسلام لأنه وصفهم بأنهم من عبيد الأوثان وكانوا أخوة فى نفس الوقت وهذا وصف بنى اسرائيل فى الشتات الذين ارتدوا وعبدوا الأوثان

وعدم مخالطتهم كان يعنى فى نفس الوقت عدم اللجوء الى قضاتهم ومحاكمهم فهم ظالمين (كورنثوس 6 :1)
وهو بالتأكيد لم يكن يقصد محاكم من هم من الخارج الذين قال أنه لا يدينهم لأن الله عز وجل هو من سيدينهم (كورنثوس 5 :12 ، 5: 13 )

فهو يريد أن يحتكموا بينهم أي بين الذين أمنوا بالمسيح عليه الصلاة والسلام من بنى اسرائيل فالقديسين فى الآخرة سيدينون الأشرار (أي أسباط بنى اسرائيل) فبالأولى تكون محاكمهم بينهم وليس عند هؤلاء الظالمين الذين رفضوا المسيح عليه الصلاة والسلام من بنى اسرائيل والذين سيدينهم فى الآخرة
والدليل أنه يقصد محاكم بنى اسرائيل وليس الغرباء هو :-


أ- كلمة (العالم) تأتى هنا بمعنى الأشرار


والدليل على ذلك من Thayer's Greek Lexicon
الكلمة اليونانية المستخدمة فى هذا النص هي :- توافق لغوى 2889
نقرأ فى الفقرة 6
فنجد من تعريفات الكلمة أنه يتم استخدامها بمعنى الفجار
ومن ضمن النصوص التي تم تفسير كلمة (العالم) على أنها الفجار كان (كورنثوس الأولى 6 :2 )
فنقرأ :-
"the ungodly multitude; the whole mass of men alienated from God, and therefore hostile to the cause of Christ" (cf. Winer's Grammar, 26): John 7:7; John 14:27 (); ; 1 Corinthians 1:21; 1 Corinthians 6:2;



ب- الاثنى عشر تلميذ سيدينون أسباط بنى اسرائيل فقط أي سيدينون أشرار بنى اسرائيل الذين لم يتبعوا المسيح عليه الصلاة والسلام


والدليل نقرأه :-
إنجيل متى
19: 28 :-
فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي، فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا(( تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ.))
وأيضا :-
إنجيل لوقا 22: 30:-
لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي، وَتَجْلِسُوا عَلَى كَرَاسِيَّ (( تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ»))


ج- وعلى هذا يكون معنى القديسين يدينون العالم أي من أمنوا بالمسيح عليه الصلاة والسلام يدينون أسباط بنى اسرائيل الأشرار :-


القديسين :- من آمن بالمسيح عليه الصلاة والسلام

العالم :- الأشرار من بنى اسرائيل الذين رفضوا المسيح عليه الصلاة والسلام (طبقا لانجيل متى ولوقا)


أي أن المقصود من النص فى رسالة كورنثوس الأولى هو أن القديسين من أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام يدينون أشرار أسباط بنى اسرائيل الذين كفروا به ورفضوا اتباعه
فبالأولى لهم أن لا يلجأوا الى محاكمهم وقضاتهم فهم ظالمين ، كما أنه يجب معاقبتهم بعدم الاختلاط بهم