الرد على تدليس بعنوان مقارنة بين المسيح و محمد عليهم السلام

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

الرد على تدليس بعنوان مقارنة بين المسيح و محمد عليهم السلام

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى ... 2 3
النتائج 21 إلى 27 من 27

الموضوع: الرد على تدليس بعنوان مقارنة بين المسيح و محمد عليهم السلام

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي




    الرد على التدليس رقم 20: ورد في رسالة يوحنا الرسول الاولى 1:2 -2 " يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا ... وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ... يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ ... وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا ... لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا. " ... بينما ورد في سورة التوبة 80 " اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ "

    § كما تعودنا في غالبية ما يثار على الإسلام من شبهات .... اقتطاع نص من سياقه ومناسبته ثم التهليل باكتشاف خطأ حتى نوهم القارئ السطحي بذلك فتتزعزع عقيدته.

    §
    إن الآية الكريمة التي استدل بها المدلس " اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ ... " هي الآية رقم 80 من سورة التوبة ... والذي يقرأ سورة التوبة بدءاً من الآية رقم 42 وحتى الآية رقم 87يجد أن هذه الآيات تتحدث عن المنافقين الذين كانوا مندسين في داخل المجتمع الإسلامي بالمدينة آنذاك ... والذين أظهروا الإيمان تقية وطمعاً، وأبطنوا الكفر الصراح ... هذا وقد كان الناس ثلاث أصناف: مؤمن، وكافر مظهر للكفر، ومنافق مظهر للإسلام مبطن للكفر، وكان في المنافقين من يعلمه الناس بعلامات ودلالات، بل من لا يشكون في نفاقه، كابن اُبي وأمثاله.

    §
    وقد تضمنت هذه الآيات وصفاً لحقيقة وتصرفات هؤلاء المنافقين والتي منها إشاعة الاضطراب والفتنة وتدبير المكايد والمكر السيء والاذى للرسول واصحابه والمجتمع ... وعدم الوفاء بما عاهدوا الله عليه بعد ان اعطاهم الله من فضله ... فتمكن بذلك النفاق في قلوبهم إلى أن يموتوا ويلقوا اللَّه.

    §
    ولذلك فماذا نتوقع ان يُقدم لهؤلاء (أو لمن سيأتي بمثل أعمالهم لاحقاً في أي مجتمع) ... هل تقدم لهم الجوائز التقديرية والأنواط ؟؟؟؟ الإجابة لا بالطبع ... ولكن هؤلاء سيقدم لهم ما جاء في الآية رقم 80 من سورة التوبة والتي تتضمن بأن هؤلاء المنافقين ليسوا أهلا لاستغفار النبي لهم ... بمعنى أن سواء أن أكثر النبي لهؤلاء من استغفار أو لم يستغفر لهم، فلن يعفو اللَّه عنهم ... ولماذا ... لأنه لا أمل في العفو والمغفرة مع الكفر والإصرار عليه وما يصاحب ذلك أيضا من أعمال تضر بالمجتمع وأفراده كما اوضحنا ... " ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ " التوبة 80... وهذا بالطبع نتيجة منطقية وعقلية.

    § إن استغفار النبي (المستجاب) للمنافقين مع اصرارهم على القبح والمعصية والاذى لو حدث فإنه كان سيغريهم بالطبع - هم وأمثالهم - على الاستمرار في الذنوب والمعاصي وأذى الغير ما دام هناك السبيل المتوفر الذي يمحو ويزيل بل ويغفر ذلك.

    §
    ولكن هل هذا هو الحال مع الكافة وفى كل الأحوال ... الإجابة لا بالطبع ... اذن فماذا ... اذهب الى سورة النساء الآية 64" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا " ... وما معنى هذا كما جاء في تفسير المنتخب ... أي وما أرسلنا من رسول إلا كان الشأن في رسالته أن يطاع ، وأن تكون طاعته بإذن من الله ، وأن من ينافق أو يكذب أو يخالفه يكن ظالماً لنفسه ، ولو أن هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم رجعوا إلى الهدى فجاءوك وطلبوا المغفرة من الله على ما قدَّموا ، ورجوت المغفرة لهم بمقتضى رسالتك وما رأيت من تغير حالهم ، لوجدوا الله سبحانه وتعالى - كثير القبول للتوبة رحيماً بعباده.

    § ولو كان القرآن الكريم كلام محمد صلى الله عليه وسلم ما وجدنا تلك الآية الكريمة التي استدل بها المدلس للطعن في الإسلام ... ولماذا ؟؟؟ لأن هذه الآية تبرهن على أنه صلى الله عليه وسلم يتصرف في إطار يُحدد له من الله وليس طبقاً لما يحدده هو ... وأنه لو كان صلى الله عليه وسلم يدعى النبوة لادعى أيضاً قدرته على مغفرة الذنوب والمعاصي من الله مهما كانت ... بل وتربّح من وراء هذا عن طريق اصدار
    "صكوك غفران" على نحو مشابه مثلاً لما مارسته الكنيسة الكاثوليكية في أوربا لعدة قرون فكان ذلك من ضمن أسباب انشقاقها وظهور الكنيسة البروتستانتية.

    §
    ولكننا في هذا المقام نود أن نقف أمام النص الذي كتبه لوقا في إنجيله 23/ 34 بأن السيد المسيح عليه السلام نادى أباه وهو على الصليب وقال ... " فَقَالَ يَسُوعُ: يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ ... ".

    § بموجب هذا النص فقد دعا يسوع الله ليغفر للذين ضربوه وبصقوا عليه وكفروا به وعذبوه ثم صلبوه حسب قول النصارى ...
    ولذلك فإن الغفران واقع واقع لهؤلاء ولا محالة سواء كان:

    §
    يسوع هو الله أي دعا يسوع نفسه بنفسه ؟!! فالمغفرة تمت ووقعت ولا محالة.
    § يسوع رسول الله ... فهو بالطبع يلزم أن يكون مستجاب الدعوة عند الله ... فالمغفرة تمت ولا محالة أيضاً.
    §
    فإذا كانت المغفرة وقعت ولا محالة للذين كفروا به وعذبوه وصلبوه كقول النصارى ... فبالمثل لا يلزم الأيمان بيسوع ولا بتعاليمه ... بل وسيغفر الله بالطبع لكافة البشر (طائعهم وعاصيهم) أسوة بهذا الأمر انطلاقا من مبدأ المساواة وعدالة الله ... بل وهناك أيضاً من سيكونون ارفع درجة من هؤلاء لأنهم لم يقوموا بتعذيب وصلب يسوع.
    § أما نحن المسلمون فقد آمنا بالله ... وربحنا محمد رسول الله ... ولم نخسر أخيه السيد المسيح رسول الله الذي نؤمن به وبتعاليمه الواردة في
    إنجيل المسيح نفسه ولم نعذبه أو نصلبه ... بل نوقره ونحترمه هو وأمه مريم سيدة نساء العالمين.

    §
    إن العبارة التي استرشد بها المدلس ..." وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ ... يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ "رسالة يوحنا الاولى 1:2 -2 ... وأيضاً عبارة " فَقَالَ يَسُوعُ: يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ ... " لوقا 23/ 34 ... يبرهنان على أن يسوع المسيح هو كيان آخر منفصل غير كيان الآب ... والذي يؤكد ذلك أيضا قول السيد المسيح عن نفسه في انجيل يوحنا الاصحاح رقم 5 الأعداد:

    30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.
    31إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقًّا.
    32الَّذِي يَشْهَدُ لِي (أي للمسيح) هُوَ آخَرُ... (وحسب ترجمة KJV ... There is another that beareth witness of me) ...وَأَنَا أَعْلَمُ
    أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يشهدها لي هي حق.

    وحسب تفسير انطونيوس فكرى
    للعدد (30): " أنا لا أقدر أن افعل من نفسي شيئًا ..." ... فالآب يريد والابن ينفذ ويعلن لنا أي يستعلن إرادة الآب.

    وتفسيره أيضاً
    للعدد (32):"الذي يشهد لي هو آخر وأنا اعلم إن شهادته التي يشهدها لي هي حق." ....
    آخر= هو الآب لأن الفعل يشهد أتى في زمان المضارع الدائم، وهذا لا يستقيم في حالة أي إنسان، لأن أي إنسان تكون شهادته مؤقتة أما شهادة الآب فدائمة وصادقة.

    §
    وبالتالي فان ما ورد ليبرهن تماما على أن كيان السيد المسيح عليه السلام هو كيان منفصل تماما عن كيان الله (الآب) ... وأن كينونته هي مثل ما نطق به فمه الشريف وهو في المهد حيث قال " قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا " مريم 30

    § وما يعيبه المدلس من النهى عن الاستغفار للمنافقين المصرين على القبح والمعصية واذى الغير لردعهم وامثالهم كما ورد في سورة التوبة ... يجده سيادته في كتابه المقدس ... حيث يأمر الرب أرميا عليه السلام بمثل ذلك ... وكيف ؟؟؟

    " وَأَنْتَ فَلاَ تُصَلِّ لأَجْلِ هذَا الشَّعْبِ وَلاَ تَرْفَعْ لأَجْلِهِمْ دُعَاءً وَلاَ صَلاَةً، وَلاَ تُلِحَّ عَلَيَّ لأَنِّي لاَ أَسْمَعُك. " ارميا 7 / 16

    وجاء في تفسير انطونيوس فكرى لهذا العدد: كان أرميا نبيًا مصليًا عن شعبه ... وكان لهذا الشعب أمل في شفاعته سابقًا ولكن ابتداء من آية (16) فقد الشعب هذا الرجاء ... وعجيب هو إرمياء في محبته فبالرغم من كل أذيتهم لهُ كان دائم الصلاة لأجلهم ... وهذه خطورة من يصلى ويتشفع بالقديسين وهو باقٍ في خطيته لا يريد أن يتوب ... والسبب في هذا قساوة قلوبهم فأصبحت صلاة النبي بلا فائدة لهم.

    §
    وجاء ذلك أيضا في ارميا 11 / 11 -14

    11لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا جَالِبٌ عَلَيْهِمْ شَرًّا لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهُ، وَيَصْرُخُونَ إِلَيَّ فَلاَ أَسْمَعُ لَهُمْ.
    12فَيَنْطَلِقُ مُدُنُ يَهُوذَا وَسُكَّانُ أُورُشَلِيمَ وَيَصْرُخُونَ إِلَى الآلِهَةِ الَّتِي يُبَخِّرُونَ لَهَا، فَلَنْ تُخَلِّصَهُمْ فِي وَقْتِ بَلِيَّتِهِمْ.
    13لأَنَّهُ بِعَدَدِ مُدُنِكَ صَارَتْ آلِهَتُكَ يَا يَهُوذَا، وَبِعَدَدِ شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ وَضَعْتُمْ مَذَابحَ لِلْخِزْيِ، مَذَابحَ لِلتَّبْخِيرِ لِلْبَعْلِ.
    14وَأَنْتَ فَلاَ تُصَلِّ لأَجْلِ هذَا الشَّعْبِ، وَلاَ تَرْفَعْ لأَجْلِهِمْ دُعَاءً وَلاَ صَلاَةً، لأَنِّي لاَ أَسْمَعُ فِي وَقْتِ صُرَاخِهِمْ إِلَيَّ مِنْ قِبَلِ بَلِيَّتِهِمْ.

    وجاء في تفسير انطونيوس فكرى لهذه الأعداد:

    في
    (11) الشر الذي يجلبه الله عليهم هو نتيجة طبيعية لخطيتهم وحين يطلبون الله لن يستجب لهم، فهم لا يصرخون في توبة، بل لمجرد الخروج من الضيقة فقط. في (12) نعرف لماذا لم يستجيب لهم الله فمازالت أوثانهم في قلبهم وها هم يلجأون إليها. وأوثانهم متعددة (13) لذلك في (14) يحرمهم الله من صلوات النبي وشفاعته، وهذا تهديد مخيف لمن يفهم أن صلاة القديسين أصبحت مرفوضة بالنسبة لهُ.


    يتبـع بإذن اللـــــــه وفضله


    التعديل الأخير تم بواسطة سيف الإسلام ; 25-10-2015 الساعة 11:06 PM
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي




    الرد على التدليس رقم 21
    : الكتاب المقدس يخبرنا بالعدل في يوم الحساب
    " كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَابًا للهِ. " رو 14 / 12 & " لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا " 2 كو 5 / 10 ... بينما النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏" يَجيءُ النَّاسُ يومَ القيامةِ، ناسٌ من المسلمين، بذنوبٍ أمثالِ الجبالِ ... فيغفرُها اللهُ لهم ... ويضعُها على اليهودِ والنَّصارَى ... فيما أحسبُ أنا ... قال أبو روحٍ: لا أدري ممَّن الشَّكُّ. "


    سيتم الرد على هذا التدليس في خمس محاور

    المحور الأول: القواعد العامة للإسلام والنصوص القرآنية تنفى الظلم تماما:

    § قال تعالى ...
    " قُلْ أَغَيْرَ الله أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " الأنعام 164 .... فما تفسير ذلك كما ورد في تفسير ابن كثير:

    وقوله:
    {وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ... إخبار عن الواقع يوم القيامة في جزاء الله تعالى وحكمه وعدله، أن النفوس إنما تجازى بأعمالها إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، وأنه لا يحمل من خطيئة أحد على أحد. وهذا من عدله تعالى، كما قال: {وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} فاطر 18... وقوله تعالى {فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا} طه 112 ... قال علماء التفسير فلا يظلم بأن يحمل عليه سيئات غيره، ولا يهضم بأن ينقص من حسناته.

    § وقال تعالى
    " وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ " الأنبياء 47 ... وتفسير ذلك كما ورد في تفسير المنتخب ... ونضع الموازين التي تقيم العدل يوم القيامة، فلا تُظَلَم نفس بنقص شيء من حسناتها أو زيادة شيء في سيئاتها، ولو كان وزن حبة صغيرة أتينا بها وحاسبنا عليها، وكفى أن نكون الحاسبين فلا تظلم نفس شيئاً.

    المحور الثاني: الحديث ضعفه بعض أهل العلم:


    § وعلى الرغم من أن هذا الحديث رواه الأمام مسلم إلا أنه من الأحاديث القليلة التي
    خالف بعض أهل العلم الأمام مسلم في تصحيحه له ... فقد
    ضعف هذا الحديث البيهقي (شعب الإيمان: 1/288 خلاصة حكم المحدث: شك فيه راويه ... [وفيه] شداد أبو طلحة تكلم أهل العلم بالحديث فيه) ... وضعفه الألباني أيضاً في السلسلة الضعيفة (الرقم: 5399 خلاصة حكم المحدث: شاذ & رقم 1316 خلاصة حكم المحدث: منكر بهذا اللفظ).

    المحور الثالث: راوي الحديث يشك فيه:
    § يتضح هذا من الجزئية التي وردت في نهاية الحديث نفسه... {فيما أحسبُ أنا ... قال أبو روحٍ: لا أدري ممَّن الشَّكُّ} ... والتي توضح أن أحد الرواة
    غير متأكد من الرواية لكن غير معروف من أي راوي وقع الشك بالتحديد؟؟ ... وبالتالي إذا كان راوي الحديث قد شك فيه كما ذكر ... فإنه لا يحتج بهذا الحديث مع الشك ولكونه يخالف ظاهر القرآن الكريم " وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " الأنعام 164 ... لكن إن صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ذلك فهو لا يقول إلا الحق ... ولذلك يجب حمل الحديث على ما يوافق الأدلة الأخرى في ضوء القواعد العامة للإسلام والنصوص القرآنية التي تنفى الظلم تماما .... كما سيأتي شرحه.


    المحور الرابع: تفسير الحديث على فرض صحته مع تطبيق القواعد العامة للإسلام التي تنفى الظلم تماما:

    § إن نص الحديث
    " يَجيءُ النَّاسُ يومَ القيامةِ، ناسٌ من المسلمين، بذنوبٍ أمثالِ الجبالِ ... فيغفرُها اللهُ لهم... " ... يدل على أن هناك مجموعة من المسلمين فقط وليس كلهم ... سيغفر الله لهم ذنوبهم ... ثم ماذا ... سيضع الله هذه الذنوب على اليهود والنصارى ... ولكن لماذا يضعها الله العادل الحكيم عليهم ؟؟؟؟

    § لقد شرع الإسلام قاعدة هامة حذرت من الظلم وعواقبه ... وما هي هذه القاعدة ؟؟؟؟
    إنها القاعدة التي حددها هذا الحديث:

    " أتَدرونَ ما المُفلِسُ؟ إنَّ المُفلسَ من أُمَّتي مَن يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ، وزكاةٍ، ويأتي وقد شتَم هذا، وقذَفَ هذا، وأكلَ مالَ هذا، وسفكَ دمَ هذا، وضربَ هذا، فيُعْطَى هذا من حَسناتِه، وهذا من حسناتِه، فإن فَنِيَتْ حَسناتُه قبلَ أن يُقضَى ما عليهِ، أُخِذَ من خطاياهم، فطُرِحَتْ عليهِ، ثمَّ طُرِحَ في النَّارِ." الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 87 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    §
    إن هذه القاعدة تسمى قاعدة الظالم والمظلوم ... حيث يأخذ المظلوم من حسنات من ظلمه ... فإن فنيت حسنات الظالم ... وضعت سيئات المظلوم على من ظلمه على النحو الموضح بالحديث.

    § وهذا الأمر يلمسه الجميع ... فما سفك دماء المسلمين وما تعرضوا له من ظلم وتشريد وتعذيب واحتلال لوطنهم على أيدي اليهود وما ساندهم من نصارى في فلسطين منا ببعيد.

    §
    وليس ببعيد منا أيضا ما تعرض له المسلمون من ظلم في الحملة الصليبية الأولى والثانية (بقيادة جورج بوش) والبوسنة والاستعمار الغربي الصليبي لبلاد المسلمين على مدار عدة عقود ... الى آخر ما قاساه المسلمون من ظلم مشابه منهم ... إن هذا يجعلنا ندرك أن ما قاله الرسول قد وقع بالفعل بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.

    المحور الخامس: نظرة في إنجيل لوقا إصحاح 11:

    49لِذلِكَ أَيْضًا قَالَتْ حِكْمَةُ اللهِ: إِنِّي أُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ وَرُسُلاً، فَيَقْتُلُونَ مِنْهُمْ وَيَطْرُدُونَ.
    50 لِكَيْ يُطْلَبَ مِنْ هذَا الْجِيلِ دَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ الْمُهْرَقُ مُنْذُ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ.
    51 مِنْ دَمِ هَابِيلَ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا الَّذِي أُهْلِكَ بَيْنَ الْمَذْبَحِ وَالْبَيْتِ. نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُطْلَبُ مِنْ هذَا الْجِيلِ!
    §
    وهذا يعنى أن جيل اليهود الذى عاصر السيد المسيح عليه السلام سيحمل ذنوب قتل جميع الأنبياء منذ بداية البشرية بالرغم من أنهم لم يقتلوهم ... و المدلس بالطبع لا يعترض على هذا بل ولا يرى فيه ظلما !!!

    § وقد ورد في تفسير القس أنطونيوس فكري أنه ما كان يطلب من جيل اليهود المعاصر السيد المسيح عليه السلام دم جميع
    " الأَنْبِيَاءِ الْمُهْرَقُ مُنْذُ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ " لو كانوا تابوا أو آمنوا بالمسيح، ولكن هذا الجيل أكمل خطية الآباء بصلبهم للمسيح.

    §
    ولذلك لا ندرى لماذا يعترض المدلس على تحميل من ظلم من اليهود والنصارى ذنوباً بسبب ظلمهم المباشر للمسلمين ... في نفس الوقت الذي لا يعترض فيه سيادته على تحميل جيل اليهود المعاصر للسيد المسيح عليه السلام ذنوب قتل انبياء ورسل لم يروهم ... بل ومنذ انشاء العالم.


    يتبـع بإذن اللـــــــه وفضله






    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي

    الرد على التدليس رقم 22: ورد في انجيل متى 5 / 27 – 30 " قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ ... وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ ... فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ ... وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ." ... بينما قال محمد صلى الله عليه وسلم " ما مِن عبدٍ قال: لا إلهَ إلا اللهُ، ثم ماتَ على ذلك إلا دخَلَ الجنةَ ... قلتُ: وإن زنى وإن سَرَقَ؟ قال: وإن زنى وإن سَرَقَ ... قلتُ: وإن زنى وإن سَرَقَ؟ قال: وإن زنى وإن سَرَقَ ... قلتُ: وإن زنى وإن سَرَقَ؟ قال: وإن زنى وإن سَرَقَ على رَغْمِ أنفِ أبي ذرٍّ. "


    § إن السيد المدلس يريد أن يوهم القارئ الساذج (أو ربما الأقل من ذلك) أن الزنى والسرقة في المسيحية هما جرمان خطيران يجب على الانسان أن يفقأ أو يقطع من جسده الجزء الذي يمكن أن يتسبب في هذه الجرائم (إذا تطلب الأمر ذلك) بدلا من الوقوع فيهما وبالتالي يُلقى جَسده كله في جهنم ... بينما الزنى والسرقة في الإسلام هما من الأمور التي يمكن التغاضي عنها بل وأن مرتكب هذه الجرائم مبشر بالجنة ونعيمها أيضاً استناداً على الحديث الشريف الذي أورده سيادته !!

    §
    إن من البديهي أن هذا الحديث لا يُفهم منه بالطبع ما يحلل السرقة والزنى اطلاقا لأن امرهم معروف ومقطوع بالحرمة ... بل وجعل الله لهذه الجرائم حدوداً دنيوية يعلمها الجميع وتطبق بعد حكم القاضي بذلك ... فبالنسبة للسرقة قال تعالى .... " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ الله وَالله عَزِيزٌ حَكِيمٌ " المائدة 38 ... أما الزنى فقد نهى الله عن مجرد القرب منه قال تعالى ... " وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا " الإسراء 32 ... وجعل حدا يطبق على من يزنى اذا لم يكن متزوجا وهو ... " الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ الله إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " النور 2 ... اما اذا زنى المتزوج فانه يرجم حتى الموت فقد قال صلى الله عليه وسلم " لا يَحِلُّ دَمُ امرئٍ مسلمٍ إلا بإحدى ثلاثٍ ... فذكَر منهم : الثيِّبَ (المتزوج) الزانيَ " المحدث: البيهقي - المصدر: السنن الصغير للبيهقي - الصفحة أو الرقم: 3/293
    هذا فضلا عن تحذيره صلى الله عليه وسلم بأن " العينانِ تَزْنيانِ واليدانِ تَزنِيانِ والرِّجْلانِ تَزنِيانِ والفَرجُ يَزْنِي " المحدث:
    السيوطي -المصدر: الجامع الصغير -الصفحة أو الرقم: 5751

    § ولولا ان امر الزنى والسرقة كبير لما ضرب بهما الرسول مثلا في هذا الحديث للأمور الكبيرة ... حيث أنه وضح ان أصحاب الكبائر لا يقطع لهم بالنار الى الأبد ... وانهم ان دخلوها اخرجوا منها بعد ذلك وختم لهم بالخلود في الجنة شريطة أن يكون الموت على التوحيد وعدم الشرك بالله بالطبع ... وأيضا ألا يكون هناك أي استحلال لهذه الجرائم لأن من يستحل ذلك يكون قد خرج عن دائرة أهل الإيمان لأن حقيقة الموحد هو أنه غير مستحل لشيء من محارم الله عز وجل.

    §
    قال تعالي في سورة الفرقان 68 – 70 ..." وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ... يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ... إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا " ... أي ولكن مَن تاب من هذه الذنوب ، وصدق في إيمانه ، وأَتبعَ ذلك بالطاعات والأعمال الصالحة ، فهؤلاء يُغفر لهم رحمة منه ، بل ويجعل لهم مكان السيئات السالفة حسنات يثيبهم عليها أجزل الثواب ، وأن الله من شأنه الرحمة والغفران. تفسير المنتخب ...

    § وقال تعالى
    " إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِالله فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً " النساء 48 ...
    أي أن الله لا يغفر الإشراك به، ويعفو عمّا دون الإشراك من الذنوب لمن يشاء من عباده، ومن يشرك بالله فقد ارتكب - مفترياً على الله - ذنباً كبيراً لا يستحق معه الغفران ... تفسير المنتخب

    §
    فالمعني هنا هو عدم اخراج مرتكب تلك الكبائر من الملة بالكلية ... فمن يفعل ذلك من المسلمين الذين يشهدون بأن لا إله إلا الله فهو مسلم عاصي سيلقي جزاء هذا العصيان ... ولكن غاية الامر ان كل مسلم يؤمن بالله وبالرسول صلي الله عليه وسلم سيحاسب يوم القيامة وتقابل حسناته بسيئاته فان رجحت الاولى دخل الجنة وان رجحت الثانية دخل النار بمقدار تلك السيئات.

    § إن معاصي الإنسان المسلم وذنوبه تتنوع بين صغائر ملمات وكبائر مهلكات ... فالصغائر تكفرها الطاعات والعبادات، والأعمال الصالحة وملازمة الاستغفار، كما جاءت بذلك الأخبار والروايات ... قال تعالى
    " إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ " هود ١١٤

    § أما الكبائر فتكفرها التوبة، وإقامة الحدود، ولا تخرج صاحبها من الملة ما دام لديه أصل الإيمان (ومات عليه) وهو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، إقرارا باللسان وتصديقا بالجنان ... فأصحاب الكبائر بتوحيدهم مستحقون الجنة، وبمعاصيهم وكبائرهم يعذبون في النار ما شاء الله أن يعذبوا ثم يدخلون الجنة ... وإن شاء الله غفر لهم ابتداء ورحمهم من عذاب النار.

    § قال لنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونحن في مجلسٍ:
    ( تُبايِعوني على أن لا تُشرِكوا باللهِ شيئًا، ولا تَسرِقوا، ولا تَزنوا، ولا تقتُلوا أولادَكم، ولا تأتوا ببُهتانٍ تفتَرونَه بينَ أيديكم وأرجُلِكم، ولا تَعصوا في معروفٍ، فمَن وفَّى منكم فأجرُه على اللهِ، ومَن أصاب من ذلك شيئًا فعوقِبَ في الدنيا فهو كفَّارةٌ له، ومن أصاب من ذلك شيئًا فستره اللهُ، فأمرُه إلى اللهِ: إن شاء عاقَبَه وإن شاء عفا عنه ) ... فبايَعناه على ذلك ... الراوي:عبادة بن الصامت المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7213 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

    § فهذا الحديث مع الحديث الذي نتناوله دليل على أن أصحاب الذنوب والعصاة أمرهم في الآخرة مردود إلى الله إن شاء عفا عنهم، وإن شاء عذبهم على قدر ذنوبهم، إلا أنهم لا يخلدون في النار بهذه الكبائر التي فعلوها.

    § ولكن العجيب في الأمر أن ما ذكره المدلس من أن ...
    " كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ " ... وأنه " فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ " فإننا لا ندرى كيف نسب سفر صموئيل الثاني (2:11 –27) الى نبي الله داوود عليه السلام والذى بلغ رسالة السماء للأرض أنه زنى بامرأة جاره فحملت منه " وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ ... وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدًّا ... فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: "أَلَيْسَتْ هذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟؟؟؟ ... فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا ... فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ، فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ "

    §
    فلما حملت امرأة جاره (مدام بَثْشَبَعَ) منه سفاحاً دبر داود مؤامرة ليواري فعلته فقتل زوجها (أُورِيَّا الْحِثِّيِّ) ثم " ضَمَّهَا " (أي مدام بَثْشَبَعَ التي زنى معها !!!) إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ ابْنًا ... وَأَمَّا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ (أي الزنا بحليلة جاره والمؤامرات والقتل و ...الخ) فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ ".سفر صموئيل الثاني (2:11 –27)

    § إذن فمصير نبي الله داود بموجب النص الذي استرشد به المدلس أنه سُيلقى بجسده كله في جهنم ... هذا في الوقت الذي نزه فيه القرآن الكريم من اصطفاهم الله من البشر حتى يبلغوا رسالة السماء للأرض
    " اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ " الحج 75 ... بل وطهرهم وعصمهم بالطبع من الكبائر ونزههم عن المعاصي وذلك حتى يبلغوا بأمانة رسالة الله وينشروا تعاليمه بين البشر ويكونوا في نفس الوقت قدوة حسنة وصالحة لأتباعهم للاقتداء بهم كبشر مثلهم ويغلق أيضا الطريق تماما على من يمكنه التحجج بأفعال الأنبياء المشينة(حاشاهم) .. " وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ " ص 20

    § ومن ناحية أخرى ورد في
    إنجيل يوحنا قصة المرأة الزانية حيث قدّم الكتبة والفريسيون للسيد المسيح امرأة أمسكت في زنا وقالوا له أن هذه المرأة أمسكت وهي تزني وأن موسى أوصانا في الناموس أن مثل هذه ترجم فماذا تقول أنت ... فقال لهم: " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ " ... فانصرفوا ... فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: " وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ ... اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا ". يوحنا 8 / 1 – 11




    §
    وإذا اطلعنا على قصة المرأة الزانية هذه في تفسير القس أنطونيوس فكري نجد ما نصه الآتي:

    1.
    المسيح وضع قانون أن من هو بلا خطية فهو الذي يدين، وهو وحده الذي بلا خطية لذلك فهو وحده الذي يدين، وحين أدان فهو أدان الخطية في جسده.
    2.
    المسيح القدوس أتي ليحمل خطايانا ويحرقها في جسده ... فهو لم يتسامح مع الزنا بل هو حمل الخطية وأدانها بجسده (رو3:8).
    3.
    حدث في القرون الأولى أن بعض النساخ لم يكتبوا هذه الآيات (القصة) لأنهم ظنوها تشجع على الخطية ... ولكن هذه القصة موجودة في معظم النسخ وبالذات في النسخ القديمة جدًا ...

    § ولكن هذه القصة تتعارض مع ما استشهد به المدلس
    " فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ ".متى 5 / 27 – 30 ... فهذا النص يقرر عقوبة الالقاء في جهنم لمن يزني ولو بعينه ... بينما في قصة المرأة الزانية فقد عفا المسيح عنها وبالتالي ستدخل الجنة رغم زناها بجسدها ..." وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ ... ". يوحنا 8 / 1 – 11.

    §
    وإذا كان السيد المسيح ... " لم يتسامح مع الزنا بل هو حمل الخطية وأدانها بجسده "وأنه ..." أتي ليحمل خطايانا ويحرقها في جسده (على الصليب) " ... (حسب ما ورد في تفسير انطونيوس فكرى لقصة المرأة الزانية) ... فنحن نتساءل عن الحكمة في أن يتجسد الله رب العالمين خالق السماوات والأرض وما بينهما ويُهان ويُضرب ويُبصق عليه ثم يُصلب (كما يؤمن بذلك النصارى) عوضاً عمن قتل أو زنى أو سرق أو أجرم في حق البشرية ... ثم يُعفى بعد ذلك عن المجرم بل ويكافأ بالجنة ونعيمها ؟؟؟؟ وإذا كانت الإجابة بان الحكمة في ذلك أن الله يحبنا ... نقول فهل من العدل ان يتساوى الجاني مع المجني عليه ... والظالم مع المظلوم ... والمعتدى مع المعتدى عليه ... ولماذا لا تطبق القاعدة العادلة ..." فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ... وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ " الزلزلة 6 -7




    يتبـع بإذن اللـــــــه وفضله






    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي


    الرد على التدليس رقم 23: السيد المسيح ينهى عن الحلفان " أَيْضًا سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَحْنَثْ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. ... وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ، لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللهِ، وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ، وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ ... وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ ... بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ." متى 5 / 33 – 37 ... بينما ورد في سورة التين 3 " وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ".


    إن من العجيب أن يعاب على القرآن الكريم وجود الحلف فيه ... والحلف موجود في الكتاب المقدس بعهديه !!!! فلا ندرى كيف يكون من الشرير ؟؟؟ ولذلك يجب أن نستعرض أولاً موضوع الحلف في الكتاب المقدس (بعهديه القديم والجديد) ثم في الإسلام:

    §
    أولاً: القسم في العهد القديم قبل ميلاد المسيح ... الرب نفسه حلف ... والأنبياء حلفوا ... والناس أمروا بالحلف ...

    * وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: "
    اذْهَبِ اصْعَدْ مِنْ هُنَا أَنْتَ وَالشَّعْبُ الَّذِي أَصْعَدْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ قَائِلاً لِنَسْلِكَ أُعْطِيهَا ". سفر الخروج 33 / 1

    *
    ثُمَّ قَالَ لِيَ الرَّبُّ: قُمِ اذْهَبْ لِلارْتِحَالِ أَمَامَ الشَّعْبِ، فَيَدْخُلُوا وَيَمْتَلِكُوا الأَرْضَ الَّتِي حَلَفْتُ لآبَائِهِمْ أَنْ أُعْطِيَهُمْ.سفر التثنية 10 / 11

    *
    " إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَآلِهَةُ نَاحُورَ، آلِهَةُ أَبِيهِمَا، يَقْضُونَ بَيْنَنَا ... وَحَلَفَ يَعْقُوبُ بِهَيْبَةِ أَبِيهِ إِسْحَاقَ. " التكوين 31 / 53

    *
    " فَحَلَفَ مُوسَى فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَائِلاً: إِنَّ الأَرْضَ الَّتِي وَطِئَتْهَا رِجْلُكَ لَكَ تَكُونُ نَصِيبًا وَلأَوْلاَدِكَ إِلَى الأَبَدِ " يشوع 14 / 9

    *
    " الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي، وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ، وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ ". سفر التثنية 6 / 13

    *
    وَيَسْتَحْلِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ وَيَقُولُ لَهَا: " إِنْ كَانَ لَمْ يَضْطَجعْ مَعَكِ رَجُلٌ ... وَإِنْ كُنْتِ لَمْ تَزِيغِي إِلَى نَجَاسَةٍ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ فَكُونِي بَرِيئَةً مِنْ مَاءِ اللَّعْنَةِ هذَا الْمُرِّ "سفر العدد 5 / 19.

    *
    " الَّذِينَ حَلَفَ الرَّبُّ لَهُمْ أَنَّهُ لاَ يُرِيهِمِ الأَرْضَ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ لآبَائِهِمْ أَنْ يُعْطِيَنَا إِيَّاهَا "يشوع 5/ 6

    *
    " حَلَفَ الرَّبُّ بِيَمِينِهِ وَبِذِرَاعِ عِزَّتِهِ قَائِلاً: «إِنِّي لاَ أَدْفَعُ بَعْدُ قَمْحَكِ مَأْكَلاً لأَعْدَائِكِ، " إشعياء 62 / 8

    *
    " أقسم الرب ولن يندم ... أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق ". مز 110 / 4 .... وقد ورد في تفسير أنطونيوس فكري لهذا النص .... " والله أقسم ... أي ليظهر للبشر اهتمامه وجديته في أمر الخلاص ... فالقسم هو الطريقة التي يفهمها البشر لإظهار الجدية " .... جاء في (عب 16:6) ..." فَإِنَّ النَّاسَ يُقْسِمُونَ بِالأَعْظَمِ ... وَنِهَايَةُ كُلِّ مُشَاجَرَةٍ عِنْدَهُمْ لأَجْلِ التَّثْبِيتِ هِيَ الْقَسَمُ ".

    *
    " ونادي مَلاَكُ الرَّبِّ إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ ... وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ ... يَقُولُ الرَّبُّ "التكوين 22 / 15 -16

    * ولقد استوقفني عدد يقسم فيه الله بفخر (مجد) يعقوب وذلك في
    سفر عاموس الإصحاح 8 العدد 7 ...... " قَدْ أَقْسَمَ الرَّبُّ بِفَخْرِ يَعْقُوبَ " ... أي أن الله في الكتاب المقدس اقسم بمجد إنسان.

    § ثانياً: القسم والحلف في العهد الجديد بعد ميلاد المسيح ...

    *
    " أَيْضًا سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَحْنَثْ ... بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ " متى 5 / 33 أقسامك جمع قسَم ... أي أوف لله حلفانك

    * و قد ورد في
    إنجيل متى 5 / 18 أيضا " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ - مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ " .... وفي هذا تعهد واضح من السيد المسيح بأنه لن ينقض أو يلغى أي منهج أو شريعة سابقه أو أفعال للأنبياء من قبله ... وبالتالي فان الواجب أن يسرى بالطبع على أتباع العهد الجديد في موضوع الحلف ما كان سارياً على أتباع العهد القديم.

    * إلا أنه قد ورد في
    إنجيل متى 5 / 34 – 37 عكس ذلك الواجب تماما ... وكيف ذلك ... لقد ألغى السيد المسيح الحلف تماماً !! فقال ... " وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ، لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللهِ، وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ ... بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ. " .. وبالتالي لا ندرى لماذا نقض والغي السيد المسيح الحلف ... ومهما كان التبرير هنا ... فأننا نشير إلى أن الله ذاته ... والأنبياء أيضا قد حلفوا في العهد القديم كما ذكرنا !!!!

    * هذا ولقد كان السيد المسيح يحلف أيضا !!!... وكيف ذلك ... لقد كان يؤكد معظم كلامه بالقسم
    " الحق الحق أقول لكم " ؟؟؟؟ والحق هو الله سبحانه وتعالى وليس غيره ...

    * هذا وقد طبق بطرس تلميذ السيد المسيح شريعة العهد القديم وحلف بالفعل ... ولم يلتزم بنهى المسيح عن الحلف كما ورد في
    متى 26 / 74 .... " فَابْتَدَأَ (أي بطرس) حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ (أي لا يعرف السيد المسيح) !!وللوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ " .... وحقيقة الأمر لم يكن بطرس صادقاَ في حلفه !!! ... لأنه بالطبع يعرف المسيح .... لأنه تلميذه !!!! ولـكن مصلحته الشخصية وقت الحلف دعته إلى الحنث في القسم.

    * وفى
    رؤية يوحنا اللاهوتي 10 / 5 – 6 " والملاك الذي رايته واقفا على البحر وعلى الأرض رفع يده إلى السماء ... واقسم بالحي إلى ابد الآبدين ... الذي خلق السماء وما فيها والأرض وما فيها والبحر وما فيه أن لا يكون زمان بعد ... "

    و قد ورد في تفسير أنطونيوس فكري لذلك أن ملاك معناها رسول أو مرسل ... ولطالما أطلق الكتاب المقدس على المسيح " ملاك العهد " ... ورفع يده = هي صورة القسم ... وفي هذا إشارة لخطورة ما يعلنه وهو نهاية الأيام ... ونهاية الشر ... ونهاية الصراع بين الكنيسة وقوى الشر.

    أما تفسير تادرس يعقوب ملطى لذلك فهو... رفع يده إلى السماء ... ورفْعْ اليد هو ... تأكيد للمؤمنين عن خطورة ما يعلنه موجهًا أنظارهم إلى السماء مصدر التعزية ... وماذا أعلن ؟؟؟ إنه يعلن بقسم " أن لا يكون زمان بعد " ... أيّ قد انتهي وقت الضيقة العظمى ... وقت ضد المسيح ... هذا القسم يكشف لنا مدى المرارة التي يعانيها المؤمنون ...

    * من ذلك نخلص ... أن المسيح نفسه هنا حلف " بالحي إلى ابد الآبدين ... الذي خلق السماء وما فيها والأرض وما فيها والبحر وما فيه " !!!!!!!!!


    §
    ثالثا: القسم والحلف في الإسلام ....

    * الإسلام دين يحاكى الواقع العملي والفعلي ... وغير منعزل عن العالم ... ويخاطب البشر جميعا باختلاف أجناسهم وطبائعهم وعقائدهم في الكون كله والواقع الفعلي حديثا يشهد على ذلك ... ولماذا ... فالقسم لا يمكن إلغاءه أو الامتناع عنه حالياً في كل بقاع الأرض ... في المحاكم ... و في مواقف عديدة ... كتخليص المرء نفسه أو غيره من الهلاك أو للإصلاح بين متخاصمين ... أو لإزالة حقد أو لدفع شر أو ما يماثل ذلك ... و أيضــا حين تولى المناصب و المهام وبغير القسم لا يُسمح بالعمل وممارسة المهن الهامة والحساسة ... هذا ورؤساء الدول يقسمون اليمين أمام شعوبهم ... وهكذا ...

    * ولذلك سمح الإسلام بالحلف ولكن بضوابط ... وكيف يكون ذلك:

    · لا يجوز الحلف بغير الله تعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
    ( مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِالله أَوْ لِيَصْمُتْ ) الراوي:عبد الله بن عمر المحدث : البخاري – المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم : 2679 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

    · المشروع للمؤمن أن يقلل من الأيمان (أي القسم والحلف) ولو كان صادقاً ... لقول الله عز وجل
    " وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ " المائدة 89 ... أي وصونوا أيْمانَكم فلا تضعوها في غير موضعها ....

    · وأيضا قال تعالى ...
    "وَلَا تَجْعَلُوا الله عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَالله سَمِيعٌ عَلِيمٌ " البقرة 224 ... أي لا تجعلوا اسم الله معرَّضاً لكثرة الحلف به، لأن ذلك ينافي تعظيم اسم الله .... وأن الامتناع عن كثرة الحلف باسم الله يؤدى إلى البر والتقوى والقدرة على الإصلاح بين الناس .... إذ يكون الممتنع جليل القدر في أعين الناس موثوقاً به بينهم فيقبل قوله، والله سميع لأقوالكم وأيمانكم، عليم بنياتكم .... (تفسير المنتخب)

    · وإذا كان الإسلام قد سمح بالحلف عند الضرورة كما وضحنا فقد حرّم بالطبع الحلف الكاذب أو نقضه قال تعالى
    " وَأَوْفُوا بِعَهْدِ الله إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا " النحل 91 ... والأيمان: جمع يمين ... وتطلق بمعنى الحلف والقسم .... والنقض في اللغة: فسخ ما رُكّبْ (أي لا تحنثوا في القسم بعدما أكَّدتموه) ...... وهذا تأكيد للأمر بالوفاء، وتحذير من الخيانة والغدر .... (تفسير سيد طنطاوي)

    · هذا وقد ذم الله الحلاف (أي كثير الحلف بالباطل) بقوله
    " وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ " القلم 10 .... والمعنى أي لا تطع - أيها الرسول - كلَّ إنسانٍ كثير الحلف كذاب حقير ..

    ·
    جاء أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ، ما الكبائرُ؟ قال: (الإشراكُ باللهِ) .... قال: ثم ماذا؟ قال: ثم عقوقُ الوالدَينِ ... قال: ثم ماذا؟ قال: اليمينُ (أي الحلف) الغموسُ ... قلتُ: وما اليمينُ الغموسُ؟ قال: (الذي يقتطعُ مالَ امرئٍ مسلمٍ، هو فيها كاذبٌ) .... الراوي:عبد الله بن عمرو المحدث : البخاري – المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم :6920 خلاصة حكم المحدث : صحيح

    ولكن ما هو الهاجس الذي دفع المدلس ليطرح هذا التدليس بان القرآن الكريم قد تضمن قسم الله ببعض مخلوقاته:

    · إن الله في مخيلة المدلس إنسان مثلنا يأكل ويشرب ويمشي ويكلم الناس ... وبالتالي يمكن أن يتطرق الشك إلى حديثه ... ولذلك فانه يحتاج لتأكيده بالحلف ... أما المسلمون فان الأمر عندهم مختلف ... ولماذا ... لأن الله عز وجل في معتقدهم هو بخلاف ما ذكر تماما .... فالله سبحانه ...
    " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " الشورى 11 ... أما حديثه سبحانه وتعالى فمعتقدهم هو ... " وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ الله حَدِيثًا " النساء 87

    · وعندما يقسم الله ببعض مخلوقاته في القرآن فانه يريد أن يلفت أنظارنا إليها لنلاحظ عظمتها وفائدتها لنا ... وكونها آيات داله على وحدانية الله وعظمته وقوته ورحمته ... وعندما نتذكرها نذكر خالقها العظيم ونشكره على تسخيرها لنا ... فعند قسمه
    " وهذا البلد الأمين " ... أي مكة المعظمة مهبط الوحي والتي يشهد بعظمتها مَن زارها والتي بها الحرم الشريف ... الآمن مَنْ دخلها.

    فضلا على ذلك فقد جاء القسم في القرآن الكريم لأغراض منها:

    ·
    لقد نزل القرآن بلغة العرب ... وعلى طريقتهم وأسلوبهم ... وقد لجأ القرآن إلى القسم جريا على عادة العرب في توكيد الكلام والأخبار وإبراز معانيه ... فجاء القسم بالطريقة المألوفة لديهم لتستقر في النفس ... ويتزعزع فيها ما يخالفها ... وإذا كـان القسم لا ينجح أحيانا في حمل المخاطب على التصديق ... فإنه كثيرا ما يوهن في النفس الفكرة المخالفة ... ويدفع إلى الشك فيها ... ويبعث المرء على التفكير الجاد والقوي فيما ورد القسم من أجله ... هذا وقد بلغ من شأن القسم عند العرب ... أنهم كانوا يحترزون كل الاحتراز من الأيمان الكاذبة ... ويعتقدون أنها شؤم على صاحبها ... تخرب الديار وتدعها خالية من كل خير لما فيها من الغدر والخيانة ... ومن أجل هذا كانت اليمين عندهم قاطعة في إثبات الحقوق ... أسلوب القسم الظاهر في القرآن الكريم وأغراضه بلاغته د. سامي عطا حسن جامعة آل البيت المملكة الأردنية الهاشمية المفرق .

    · لقد جاء القسم ليراعي أيضا اختلاف الاستعداد النفسي لدى البشر في تقبلها للحق وانقيادها لنوره وتوكيدا للمعاني ... فالقسم في الخطاب من أساليب التأكيد التي يتخللها البرهان المفحم ... وجذب المُعَارِض إلى الاعتراف بما يجحد ...




    يتبـع بإذن اللـــــــه وفضله

    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي




    الرد على التدليس رقم 24
    : رسالة السيد المسيح عليه السلام تنهى عن الشتيمة وغيرها
    " أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ ... وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ. " 1 كو 6 / 9 -10 ... بينما كان محمد صلى الله عليه وسلم يسب ويلعن ... روت عائشة ... " دخل على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رجُلانِ ... فكلَّماه بشيءٍ لا أدري ما هو ... فأغضباه ... فلعنَهما وسبَّهما ... فلما خرجا قلتُ: يا رسولَ اللهِ! من أصاب من الخيرِ شيئًا ما أصابه هذانِ ... قال " وما ذاك " قالت قلتُ: لعنْتَهما وسبَبْتَهما ... قال " أو ما علمتَ ما شارطتُ عليه ربِّي؟ قلتُ: اللهمَّ! إنما أنا بشرٌ... فأيُّ المسلمين لعنْتُه أو سبَبْتُه فاجعلْه له زكاةً وأجرًا ".

    § إذا كانت رسالة السيد المسيح عليه السلام تنهى عن " الشتيمة " فهذا أمر يحترمه المسلمون بالطبع ... كما أن رسالة أخيه محمد صلى الله عليه وسلم تنهى عن ذلك أيضاً قال تعالى ...
    " لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ " النساء 148

    §
    الا اننا بعد اطلعنا على الكتاب المقدس وجدنا أن به بعض النصوص التي بها " شتيمة " ... ولكننا ارجعنا ذلك الى الطبيعة البشرية الغير معصومة بالطبع من ان يصدر منها مثل ذلك ... ومن هذه النصوص نذكر منها ما يلي:

    قَالَ يسوع للفريسيين:
    " يا أولاد الأفاعي كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار فانه من فضلة القلب يتكلم الفم "متى 12 -34

    " فَالْتَفَتَ (أي السيد المسيح) وَأَبْصَرَ تَلاَمِيذَهُ، فَانْتَهَرَ بُطْرُسَ قَائِلاً: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا ِللهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ»". مرقص 8 – 33

    وفي متى 15:" ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. 22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً:"ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا". 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ:"اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!" 24فَأَجَابَ وَقَالَ:"لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ". 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً:"يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!" 26فَأَجَابَ وَقَالَ:"لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب". 27فَقَالَتْ:"نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!"

    قال السيد المسيح: لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ متى 7/ 6

    سأله فريسي أن يتغذى عنده ... فدخل يسوع واتكأ ... وأما الفريسي فلما رأى ذلك تعجب أنه لم يغتسل أولاً قبل الغداء ... فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ:"أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ ... وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافًا وَخُبْثًا ... يَا أَغْبِيَاءُ، أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟ .... فَأجَابَ وَاحِدٌ مِنَ النَّامُوسِيِّينَ وَقالَ لَهُ: "يَامُعَلِّمُ، حِينَ تَقُولُ هذَا تَشْتُمُنَا نَحْنُ أَيْضًا! ... فَقَالَ:"وَوَيْلٌ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ "لوقا 11 / 39 -46
    فَقَالَ (أي السيد المسيح) لَهُمَا: أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ! لوقا 24 / 25

    قال السيد المسيح
    " أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟ "متى 23: 17

    " هؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ". رؤيا يوحنا 17 – 14

    " فَحَمِيَ غَضَبُ شَاوُلَ عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: "يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ ... أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَ ابْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ؟ " صموئيل الأول 20 -30

    " لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِالتَّحْقِيقِ أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ هكَذَا يَجِيءُ ". رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي 5 – 2

    " لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ! " كورنثوس الأولى 1 -25

    " فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا:" الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا بَابُ الْخِرَافِ. جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ، وَلكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ." يوحنا 10 – 2

    " فَقَالَ أَبِيشَايُ ابْنُ صَرُويَةَ؟ لِلْمَلِكِ: "لِمَاذَا يَسُبُّ هذَا الْكَلْبُ الْمَيْتُ سَيِّدِي الْمَلِكَ؟ دَعْنِي أَعْبُرْ فَأَقْطَعَ رَأْسَهُ". 10فَقَالَ الْمَلِكُ: "مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ! دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ (أو اشتم داود ... كما فى ترجمة كتاب الحياة). وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هكَذَا؟ "صموئيل الثاني 16-9

    والآن نأتي للرد على ما أثير على الحديث ... روت عائشة ... " دخل على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رجُلانِ ... فكلَّماه بشيءٍ لا أدري ما هو ... فأغضباه ... فلعنَهما وسبَّهما ... فلما خرجا قلتُ: يا رسولَ اللهِ! من أصاب من الخيرِ شيئًا ما أصابه هذانِ ... قال " وما ذاك " قالت قلتُ: لعنْتَهما وسبَبْتَهما ... قال " أو ما علمتَ ما شارطتُ عليه ربِّي؟ قلتُ: اللهمَّ! إنما أنا بشرٌ ... فأيُّ المسلمين لعنْتُه أو سبَبْتُه فاجعلْه له زكاةً وأجرًا ".

    §
    لم تذكر عائشة أي اسم للرجلين اللذين دخلا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ... كما أقرت بأن ما تكلما به ليس معلوما لديها ... " فكلَّماه بشيءٍ لا أدري ما هو ... ".

    § أقرت عائشة رضى الله عنها في الحديث أن ما تكلم به الرجلان أغضب الرسول صلى الله عليه وسلم ...
    " فأغضباه .... ".

    § والغضب نوعان ...
    غضب مذموم وهو غضب للدنيا ويتسبب فيه الشيطان ... أما الغضب الآخر فهو غضب محمود وهو غضب لله سبحانه وتعالى إذا انتهكت محارمه، فنبينا -صلى الله عليه وسلم -ما كان يغضب لنفسه، وما كان ينتصر لها، بل كان غضبه لله وحينما تنتهك حرماته.

    §
    إن راوي هذا الحديث هي عائشة رضي الله عنها وقد شهدت بنفسها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ظلم أو غلظ على أي من المؤمنين بغيرِ حقٍ قط ... فلقد روت عائشةَ عَن خُلُقِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّمَ فقالَت " لم يَكُن فاحشًا ولا متفحِّشًا ولا سخَّابًا في الأسواقِ، ولا يُجزئُ بالسَّيِّئةِ السَّيِّئةَ، ولَكِن يَعفو ويَصفحُ "... المحدث: الوادعي -المصدر: الصحيح المسند -الصفحة أو الرقم: 1592

    §
    وروت عائشة ... " ما ضرب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شيئًا قطُّ بيدِه ... ولا امرأةً ... ولا خادمًا ... إلا أن يجاهدَ في سبيلِ اللهِ ... وما نِيلَ منهُ شيٌء قطُّ فينتقمُ من صاحبِه ... إلا أن يُنتهك شيٌء من محارمِ اللهِ ... فينتقمُ للهِ عزَّ وجلَّ ". المحدث: مسلم -المصدر: صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 2328

    § وروت عائشة أيضاً ...
    " ما خُيِّرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بينَ أمرينِ إلا أخَذَ أيسَرَهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعدَ الناسِ منه، وما انتقمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لنفْسِه إلا أن تُنتَهكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنتَقِمَ للهِ بها ". المصدر: صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 3560

    § هذا ولم ينقل عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنه كان يسب ويلعن المؤمنين أبدًا، بل كان صلى الله عليه وسلم أطيب الناس وأرأف الناسِ حتى قال سبحانه وتعالى عنه
    " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ "التوبة 128 ... وقال تعالى أيضا للرسول ..." فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ "آل عمران 158

    وقد أجمعت كتبُ السيرةِ على أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان أعظم الناس خلقاً فما كان باللعان ولا بالفاحش ولا بالبذيء ... وقد ثبت ذلك عند البخاري في صحيحه فقد روى أنس بن مالك فقال" لم يكن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَبَّابًا، ولا فَحَّاشًا، ولا لَعَّانًا، كان يقولُ لأحَدِنا عندَ المَعْتِبَةِ: (ما لهُ تَرِبَ جَبِينُهُ) ". صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6031 ... " ما له تَرِبَ جبينه " ... قال الخطابي: يحتمل أن يكون المعنى خر لوجهه فأصاب التراب جبينه، وهي كلمة كانت تقولها العرب § وجرت على ألسنتهم، وهو كقولهم رغم أنفه، وهي كلمات كانت تجري على اللسان ولا يراد حقيقتها ... أي لوصل الكلام بلا نية.

    § إن رحمته صلى الله عليه وسلم لم تكن مقتصرة على المسلمين، بل نالت رحمته وشفقته صلى الله عليه وسلم كثيرا من المشركين والمنافقين فَعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
    (قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً) رواه مسلم (2599) ... ولو رحنا نعدد صورا من تجليات قوله صلى الله عليه وسلم (إِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً) وتطبيقات ذلك لما وسعت الأوراق الكثيرة جزءا يسيرا مما ثبت في السنة الصحيحة من ذلك.


    §
    ومنطقياً لو كان الرسول بغير هذه الصفات والاخلاقيات الراقية لما امتد نطاق دعوته ليشمل كافة بقاع الأرض حالياً ... ولما اتبع دينه الذي جاء به ما يقرب من ربع سكانها وذلك بعد حوالي أربعة عشر قرنا من بعثته صلى الله عليه وسلم.

    § ولذلك فمن الظلم البيّن أن ينسب وصف ما لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بناءً على موقفٍ واحدٍ نادر وفريد بل وله تفسيره الصحيح وذلك من بين كافة المواقف التي تمتلئ بها الكتب والتي تشمل جميع أقواله وأفعاله وأحواله ... فالوصف لا يلحق بالموصوف إلا بأن يكون عادة متأصلة فيه اشتهر بها وهذا لم يكن أبداً ... بل إن أم المؤمنين عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تروى لنا في هذا الحديث الذي نتناوله فزعها وتعجبها لما قاله الرجلين فأغضبا به رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة.

    §
    إن اللعن والسب هما من امور التوبيخ الذي قد يكون جائزًا كعقوبة لفظية على من يستحق ذلك لارتكابه بعض الأفعال مثل الظلم والكذب ... وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غضب لأمر فيه انتهاك لشرع الله بالطبع ... فكان عليه بالضرورة أن يوقع عقوبة شرعية تتناسب مع حجم الجريمة على الرجلين الذين ارتكبا هذا الأمر ... والتي كان يمكن أن تكون عقوبة بدنية كالجلد أو الحبس أو القتل إذا استحقا ذلك ... أو يستخدم عقوبة لفظية كالذي أختارها للتوبيخ على سبيل التأديب ... وهذه العقوبة هي التي سماها الحديث اللعن والشتم.

    § واللعن في اللغة طبقاً لما ورد في " لسان العرب " هو الإِبْعادُ والطَّرْد من الخير، وقيل: الطَّرْد والإِبعادُ من الله ... وكل من لعنه الله فقد أَبعده عن رحمته واستحق العذابَ فصار هالكاً.

    §
    والظالمون لعنهم رب العزة بصفتهم دون أسمائهم في أكثر من آية منها قوله تعالى " فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ " الأعراف 44 ... أي إن الحرمان أو الطرد من رحمة اللَّه جزاء الظالمين لأنفسهم بالكفر والضلال ... تفسير المنتخب

    § هذا فضلاً عن الآيات التي تلعن الكاذبين وتلعن بعض عصاة المؤمنين كالذين يرمون المحصنات (أي العفيفات) الغافلات (أي اللواتي لم يقع في قلوبهن فعل الفاحشة) المؤمنات وغيرهم ... كقوله تعالى
    " إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ " النور 23 ... أي يُبعدهم الله عن رحمته في الدنيا والآخرة ... تفسير المنتخب ... وقوله سبحانه " وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ " النور 7

    §
    وجاءت السنة المطهرة، وعلى لسان صاحبها المعصوم صلى الله عليه وسلم، تلعن من لعنهم الله في كتابه، ومنهم عصاة المؤمنين بصفتهم دون تعيين أشخاصهم، حيث جاء لعن رسول الله للسارق ولمن لعن والديه، ومن غير منار الأرض (أي حدودها) ولشارب الخمر والراشي والمرتشي ومن مثل بالحيوان وغيرهم ممن هو مشهور في الأحاديث الصحيحة.

    §
    فهذه الآيات والأحاديث تبين في صراحة ووضوح جواز لعن من لعنهم الله في كتابه، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة الموحى بها من الله بصفتهم دون تحديد أشخاصهم، وهذا الجواز في حق الأنبياء وأممهم على السواء، فهو من اللعن المباح لمن جاء بمثل هذه الأفعال المشينة ... ولذلك فلا يوجد في ذلك ما يشوه سيرة الرسول العطرة، ولا ما يطعن في عصمته في سلوكه وهديه وخلقه.

    § إن الألفاظ تخرج من الفم متناسبة بالطبع مع مكانة قائلها ... فألفاظ السب لا تخرج من الرسول صلى الله عليه وسلم إلا مخرج التأديب كقوله لمعاذ صلى الله عليه وسلم :
    (ثكلتك أمك يا معاذ) ... أي فقدتك أمك ... فليس المقصود هنا حقيقة الدعاء عليه بالموت على ظاهره ولا يراد وقوعه بل هو تأديب وتنبيه من الغفلة وتعجيب وتعظيم للأمر. تحفة الأحوذي شرح الترمذي ... وكقوله: (ما لهُ تَرِبَ جَبِينُهُ) أي خر لوجهه فأصاب التراب جبينه، وهي كلمة كانت تقولها العرب وجرت على ألسنتهم كقولهم رغم أنفه ... فكلها كلمات كانت تجري على السنة العرب من غير قصد واعتادوا عليها ولا يراد حقيقتها ... ولكنها لوصل الكلام والتأكيد على العتب بلا نية وقوع ذلك ... هذا وكثيراً ما ترد للعرب ألفاظاً ظاهرها الذم وإنما يريدون بها المدح ... كقولهم " لا أب لك " أي جِدَّ فِي هَذَا الْأَمْر وَشَمِّرْ وَتَأَهَّبْ تَأَهُّب مَنْ لَيْسَ لَهُ مُعَاوِن ... شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 268)

    §
    لقد قالت عائشة فقلت: (يا رسول الله! من أصاب من الخير شيئاً ما أصابه هؤلاء)، أي: كل إنسان قد يصاب بشيء من الخير إلا هؤلاء فإنهم لم يخرجوا بخير أبداً ... فقال صلى الله عليه وسلم: (وما ذاك؟ قالت: قلت: لعنتهما وسببتهما) ...

    § ولكن ما الذي دعا الرسول لفعل ذلك ...
    إن الذي دعاه إلى هذا الإغلاظ في القول منه صلى الله عليه وسلم ما نقله المفسرون والشراح أن هاذين الرجلين هما اللذين أفسدا على المسلمين عين الماء في تبوك وكانا من المنافقين، وكان ما وقع منهما على وجه القصد والعمد لأذية المسلمين وقطع الماء عنهم، فعاقبهما النبي صلى الله عليه وسلم بأقل ما يمكن أن يعاقب به الحاكم من التعزير بالقول والإغلاظ في الكلام ... ويقول ابن حزم رحمه الله: " فهذان استحقا السب من النبي صلى الله عليه وسلم لخلافهما نهيه في مس الماء " ... انتهى. " الإحكام في أصول الأحكام " (3/282) ... والسب ههنا إنما هو التقريع والإغلاظ في القول والمعاتبة، أو الدعاء عليهما بما تدعو به العرب عند الغضب، كقولهم: أخزاك الله، وقاتلك الله، ونحو ذلك.

    §
    وبالرغم مما ذكرناه من كون الرحمة والشفقة هي الهدي الغالب عليه صلى الله عليه وسلم فانه يلزم أن يقع منه عليه الصلاة والسلام نزر يسير من الغلظة في بعض المواقف التي تقتضي ذلك لحِكَمِ منها:

    1- أنه كان عليه الصلاة والسلام ولي أمر المسلمين، والولي يحتاج إلى شيء من الشدة في بعض المواقف، كي يستقيم حال الناس، وتعتدل أمورهم، ولا يغرهم حلم الوالي، ويكون ذلك بقدر الموقف وحسبه وإلا أفسد الحلم حياة الناس، وسادت الفوضى بينهم ... وهذا هو ما استنبطه القاضي عياض رحمه الله قال:
    " فيه تأديب الحاكم باللسان، والسب غير المقزع نفسه " انتهى ... إكمال المعلم " (7/242) ...

    2-
    ولعل من أعظم الحكم أيضا هو تحقيق مقام القوة الكاملة الذي نصبه الله عز وجل في هذا الرسول الكريم، وذلك في قوله سبحانه وتعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب 21 ... والشدة وإغلاظ القول إذا وقع موقعه الصحيح من الضرورات التي يلجأ إليها القادة والرعاة في هذه الأمة، وقدوتهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالإصلاح لا يكون إلا باجتماع جناحي الترغيب والترهيب، والخوف والرجاء ... ولذلك نجد في السنة النبوية صورا من الشدة التي تعامل بها النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المواقف التي تقتضي ذلك ... ومحل الشاهد هو قول عائشة رضي الله عنها: (وما انتقمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لنفْسِه إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا). المصدر: صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 3560

    3-
    النبي صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا لا يعلم ما في صدور الناس ولذلك فعندما يعاقب يقضي بالأدلة الظاهرة والأمارات الشرعية .... فهو يقضي على المذنب لأنه مستحق العقوبة في الظاهر ... أما في الباطن فالأمر إلى الله، والرسول مأمور بالحكم بالظاهر والله يتولى السرائر ... قال صلى الله عليه وسلم ... (إنما أنا بشرٌ، وإنكم تختصمونَ إليَّ، فلعلَّ بعضَكم أنْ يكونَ ألحنَ بحجَّتِه من بعضٍ ( أي أحسن في عرض قضيته من أخيه ) فأقضِيَ له على نحوِ ما أسمعُ منه، فمَن قضيتُ له بشيءٍ من حقِّ أخيه، فلا يأخذَنَّ منه شيئًا، فإنما أقطعُ له قطعةً من النار) المصدر: صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 6967

    4- ولكن من باب التحلل من حقوق العباد وكمال الشفقة على من دعي عليه الرسول بمثل ما سبق ... ولأن رسول الله بشر فقد أخذ عهدًا على الله أن يجعل سبه ولعنه لغير المستحق زكاة وأجراً لمن لعن أو سب ... بل وأن يجعل هذا في ميزان حسنات من سبه، وأن تكون زكاة له، وكفارة لذنبه: قال
    " أو ما علمتَ ما شارطتُ عليه ربِّي؟ قلتُ: اللهمَّ! إنما أنا بشرٌ ... فأيُّ المسلمين لعنْتُه أو سبَبْتُه فاجعلْه له زكاةً وأجرًا " ... ولا يتصور أن من يعاهد ربه على مثل ذلك أن تكون لحالة الخطأ المتعمد من قبل شخصه الكريم حاشاه ... إذ لو كان قد أذى أحد الناس بغير حق أو انتقاماً للنفس لكان الموضع موضع توبة واستغفار لا موضع مشارطة وعشم ورجاء.

    5-
    وفضلا على ذلك قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري: (تَعالَوا بايعوني علَى أنْ لا تُشرِكوا باللَّهِ شيئًا، ولا تَسرِقوا ، ولا تَزْنوا ، ولا تَقتُلوا أولادَكُم ، ولا تأتُوا بِبُهتانٍ تَفتَرونَهُ بين أيديكُم وأرْجُلِكُم ، ولا تَعصوني في مَعروفٍ ، فمن وفَى منكُم فأجرُهُ على اللَّهِ ، ومن أصابَ من ذلكَ شيئًا فَعوقِبَ بهِ في الدُّنيا فهُو لَه كَفَّارَةٌ ، ومن أصابَ من ذلك شيئًا فسَتَرَهُ اللَّهُ فأمْرُهُ إلى اللَّهِ ، إنْ شاءَ عاقَبَهُ ، وإنْ شاءَ عفا عنه)صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3892 ... فجعل صلى الله عليه وسلم العقوبة القولية أو البدنية على من فعل الذنب كفارة له .... وهو من تمام رحمة الإسلام بالمذنب.

    6-
    يقول العلماء رحمهم الله تعالى: إن النبي صلى الله عليه وسلم غضب لله مما فعله الرجلان ولم يكن غضبه لنفسه كما اوضحنا ... وكان بالإمكان أن يسكت بدلاً من أن يلعن ... ولكنه هنا كأنه خير بين أمرين لا ثالث لهما ... إما أن يزجر هؤلاء ويعاقبهم ... أو يتركهم لله الذي سيعاقبهم عقاباً شديداً بنار جهنم ... أو يعاقبهم النبي بهذا الكلام الذي قاله صلى الله عليه وسلم ... فمن رحمته صلى الله عليه وسلم أن اختار الأهون ... وهو أنه يعاقبهما على النحو الذى شارط ربه عليه إن كانا لا يستحقان ذلك فيكون كأنه يدعو لهما صلى الله عليه وسلم ... لعل الله أن يتوب عليهم ولا يؤخرهما لعقوبة رب العالمين، فهذه رحمته.

    § هذا والتوبيخ والتأديب هو امر معتبر في الكتاب المقدس أيضاً
    " إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ ... فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ" سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 19... وفى تفسير انطونيوس فكرى لما ورد في متى 7 / 1 – 5 " لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا " ... لا تدينوا = السيد المسيح لا يمنع الإدانة منعًا مطلقًا وإلاّ سقط العدل وامتنع الناس عن التعليم، ولا يوجد بهذا المفهوم سلطان للقضاة، ولا يصير هناك حق لأب يعلم ابنه ويوبخه حين يخطئ، ولا من مدرس يوبخ تلميذه، ولأنقضي سلطان الكنيسة في توبيخ الخطاة وإدانتهم (اكو 3:5+12) ... بل أن الرب أعطى للكنيسة هذا السلطان (متى 18:18) ... بل أن الله يقول " ويلٌ للقائلين للشر خيرًا وللخير شرًا " (أش 20:5) . وبولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس " وبخ انتهر عظ ..." (2تى2:4 +1تى 20:5) ... والمعمدان وَبَّخ الفريسيين " فَلَمَّا رَأَى كَثِيرِينَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ يَأْتُونَ إِلَى مَعْمُودِيَّتِهِ، قَالَ لَهُمْ:" يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي، مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَب الآتِي " متى 7:3


    الخلاصة

    ·
    أجمعت كتبُ السيرةِ على أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان أعظم الناس خلقاً فما كان باللعان ولا بالفاحش ولا بالبذيء ... والذي جاء في هذا الحديث عبارة عن عقوبة قولية أوقعها رسول الله صلى الله عليه وسلم كولي أمر المسلمين عند اللزوم على من استحقا ذلك على سبيل التوبيخ للتأديبٍ ... هذا ومن باب التحلل من حقوق العباد وكمال الشفقة والرحمة أن الرسول كان إذا أوقع تلك العقوبةً على مذنبٍ سأل الله تعالى أن يجعل تلك العقوبة زكاةً ومغفرةً وكفارة للمذنب فقال:
    " أو ما علمتَ ما شارطتُ عليه ربِّي؟ قلتُ: اللهمَّ! إنما أنا بشرٌ ... فأيُّ المسلمين لعنْتُه أو سبَبْتُه فاجعلْه له زكاةً وأجرًا ".

    · والتوبيخ للتأديب امر معتبر كما ورد في الكتاب المقدس الذي تضمن أيضا نصوصاً بها " شتيمة " كما اوردنا ذلك ...



    والله أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللــــــــــــــه وفضله




    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي





    الرد على التدليس رقم 25: رسالة السيد المسيح عليه السلام تعلم أن عقوبة المنتحر والقاتل ومن يسبى النساء ويأسر الرجال ويغزو البلاد هي جهنم " فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! " متى 26 / 52 ... وقال أيضاً " إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَجْمَعُ سَبْيًا، فَإِلَى السَّبْيِ يَذْهَبُ ... وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَقْتُلُ بِالسَّيْفِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُقْتَلَ بِالسَّيْفِ." سفر الرؤيا 13 / 10 ... بينما رسالة محمد صلى الله عليه وسلم تعلم المسلمين أن من يقتل نفسه ( المجاهدين) والقتلة ومن يأخذ النساء سبايا ويأسر الرجال نهايتهم الجنة ... جاء في سورة النساء 84 " فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ " وجاء أيضا في نفس السورة آية رقم 74 " فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا " ...... وجاء في سورة البقرة آية رقم 190 " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ " ... وقد أخذ محمد صلى الله عليه وسلم سبايا وقتل العشرات من الرجال والنساء ... هذا وقتل محمد صلى الله عليه وسلم كنانة بن الربيع (زوج صفية بنت حيي وأبوها وعمها وكل قومها وأخذ الكنز والغنائم وأسر صفية وأخذها لنفسه. http://sirah.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=259

    سيتم الرد على ما ورد على ثلاثة محاور:

    المحور الأول: الادعاء بأن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم تعلم المسلمين أن من يقتل نفسه (المجاهدين) والقتلة ومن يأخذ النساء سبايا ويأسر الرجال نهايتهم الجنة:

    § لقد نهى الله عز وجل المسلم عن قتل النفس بصفة عامة، ويستوي في ذلك أن يقتل الانسان نفسه ( ينتحر) أو غيره من النفوس التي حرم الله قتلها إلا بالحق مهما كانت الظروف والدوافع، وذلك لأن فيها إزهاقًا لنفس أمر الله تعالى بحفظها ونهى عن قتلها، قال الله تعالى: " وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ... وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا " النساء 29- 30

    § وقتل النفس عموماً بغير الحق: هو أمر منهي عنه في الإسلام تماماً ... ولماذا ...

    قال تعالى " وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " الأنعام 151

    " مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا " المائدة 32

    § وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من تردّى من جبلٍ فقتل نفسَه، فهو في نارِ جهنمَ يتردّى فيه خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تحسي سمًا فقتل نفسَه، فسمُّه في يدِه يتحساه في نارِ جهنمَ خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسَه بحديدةٍ، فحديدتُه في يدِه يجأُ بها في بطنِه في نارِ جهنمَ خالدًا مخلدًا فيها أبدًا ... صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 5778

    § ولكن كان يجب على " المدلس " أن يفطن الى الفارق اللغوي بين لفظ" القتل " وبين لفظ " القتال " ... فالقتل يكون من طرف قوى لطرف أضعف منه ومقدور عليه ... أما القتال فيكون بين طرفين على قدر كبير من المثلية أو التكافؤ ... ولذلك فنحن لا نقاتل الذبابة... إنما نقتل الذبابة ... ولكننا نقاتل من يعتدي على بلادنا وأعراضنا مثلا ... ولو تنبه سيادته الى الآيات التي استدل بها لطعن الإسلام ... سيجدها كلها تستخدم لفظ القتال وليس القتل ... " فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " ... " فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " ... " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ".

    § والقتال في الإسلام شرع ليكون قتالاً دفاعياً فقط وفي كل المواقف وليست هجومياً أو عدوانياً لقوله تعالى " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190 ... إذن وما هو موقفنا مع من لم يعتدي علينا ... وما علاقتنا به ... إنه " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الممتحنة 8 ... والقسط هو العدل ... أما البر ... فمعناه العميق لا يخفى على القارئ الذكي ...

    § ولذلك فمن البديهي أن من يُقْتل أثناء قتاله وجهاده وهو في موقف دفاعي عن ماله او نفسه أو عرضه أو وطنه أو ما شابه ذلك فهو في سبيل الله ... " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ " آل عمران 169
    § ومن البديهي أيضا أنه أثناء هذا القتال الدفاعي المشروع أن يقع في أسر المسلمين من داخل ساحة القتال وليس من خارجها مقاتلين ومحاربين من الطرف الآخر المعتدى (رجالاً ونساء) ... فهؤلاء سيصبحون بالطبع أسرى في حوزة المسلمين ... هذا ويَحْرُم في الإسلام مقاتلة غير المقاتلين بالطبع كما هو مفهوم من الآية التي ذكرناها، وأيضاً ملاحقة الفارين والهاربين لإبادتهم، ويَحْرُم أيضاً التعرض لوسائل الحياة بالتدمير كالزروع والحيوانات، أو أخذ العدو على غرة كما تفعل الدول التي تدعي الحضارة والمدنية في العصر الحديث.

    § ولا يستبعد أحد أن تكون المرأة محاربة .... فحديثاً نرى مجندات في الجيش الإسرائيلي / مجندات التعذيب في أبو غريب وجوانتانامو ... هذا وقد كانت المرأة المسلمة تخرج مع الجيوش المسلمة أيضاً للتمريض.

    § والأسير: هو من كان حريصاً على أن يقتلك في الحرب ولكن تم أخذه بعد أن أصبح مقدوراً عليه ... والذي قدر على أخذه كان قادرا على قتله بالطبع ... والناس يقدّمون الأسر على القتل، ويطلبون من المنتصر أن يبقيهم أحياء ... ولذلك لا منطق للمقارنة بين أسره وعتقه ... ولكن المقارنة تكون بين أسره وقتله ... والأسر بالطبع خير من القتل وبذلك حُقن دم المعتدى من المسلم ... فلا يُقتل إنساناً إلا مضطرا ...

    § اذن فما هو مصير هؤلاء الأسرى من المقاتلين المحاربين من الطرف المعتدى (رجالاً ونساء) ... إن مصيرهم هو ..." فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا " محمد 4 ... أي فإما أن تمنوا بعد انتهاء المعركة مناً بإطلاق أسرى خصومكم دون عوض، وإمَّا أن تقبلوا أن يفتدوا بالمال أو بالأسرى من المسلمين ... ولكن لم تذكر الآية الكريمة استرقاق الأسرى ... ولكن ذكرت " حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا " ... بمعنى وحتى نعرف كيف سيعامل خصومنا من اُسر عندهم من المسلمين ... لان استرقاق الأسرى كان هو المبدأ السائد في هذا الوقت ... فليس من المعقول أن يطلق المسلمون ما تحت أيديهم من أسرى أعدائهم المعتدين ثم يمسك عدوهم المعتدى أسيرهم منهم ليباع ويسترق ويسبى ... وهذا ما انتهت إليه دول العالم المتقدم مؤخرا وهو مبدأ " المعاملة بالمثل " ...

    § وقد " منّ " المسلمون ... أي أطلقوا سراح أهل مكة بعد عودتهم اليها وتفوقهم على المعتدين عليهم دون مقابل ... " معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم! قال: فإني أقول لكم ما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء. " فقه السيرة الصفحة أو الرقم: 382 ... " والمنّ " مبدأ لا تعرفه البشرية حتى حديثا ...

    § إن ما ذكرناه هو أمر منطقي بالطبع لردع المعتدى حتى يعلم أنه سيلحق بمحاربيه مثلما سيلحق بما في يده هو من أسرى للمسلمين ... فلا يعقل بالطبع أن يصبح أسرى المسلمين لدى من اعتدى عليهم رقيقاً وسباياً بينما أسرى المعتدين لدى المسلمين أحراراً ... فيكون ذلك سلاحاً في يد المعسكر المعتدى يتفوق به على المسلمين فترجح كفة المعسكرات المعتدية على المعسكر الإسلامي ... بل وتطمع أيضاً هذه المعسكرات في المهاجمة وهي آمنة مطمئنة من عواقب الهجوم ... بل وهي رابحة غانمة ... فلو عرفت أمريكا أن اليابان تمتلك رادعا نوويا لما فكرت في إلقاء قنابلها الذرية فوق هيروشيما و ناجازاكى.



    لمزيد من التفصيل في هذا الموضوع ادخل للرابط: https://www.ebnmaryam.com/vb/t191763.html


    المحور الثاني: الرد على شبهة أخذ محمد صلى الله عليه وسلم سبايا وقتل العشرات من الرجال والنساء

    § لقد أوضحنا تماماً الفارق بين القتل والقتال ... وأن القتال في الإسلام شرع ليكون قتالاً دفاعياً فقط وفي كل المواقف وليست هجومياً أو عدوانياً لقوله تعالى " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190 ... أما موقفه مع من لم يعتدي علي المسلمين وعلاقته به هو ..." لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الممتحنة 8

    § كما أوضحنا منهج الإسلام في التعامل مع الأسرى (رجالاً ونساء) فلا داعي للتكرار ... هذا والمسلمون (ورسولهم أحدهم) يكرهون القتال بالطبع ... " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ " البقرة 216 ... وبالتالي لا يلجأون اليه إلا مضطرين للدفاع وليس للهجوم ... قال صلى الله عليه وسلم ... " يا أيها الناسُ! لا تتمنوا لقاءَ العدوِّ واسألوا اللهَ العافيةَ ... فإذا لقيتُمُوهم فاصبروا. " صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 1742

    § وكان له صلى الله عليه وسلم منهج راقي في كافة الأمور حتى في قتاله الدفاعي هذا فقد قال ... " انطلقوا بسمِ اللَّهِ وباللَّهِ وعلى ملِّةِ رسولِ اللهِ ... لا تقتلوا شيخًا فانيًا ولا طفلًا صغيرًا ولا امرأةً ولا تغلُّوا وضمُّوا غنائمَكم وأصلحوا وأحسنوا فإنَّ اللَّهَ يحبُّ المحسنينَ " ابن حجر العسقلاني -المصدر: تخريج مشكاة المصابيح -الصفحة أو الرقم: 4/60

    § وكان صلى الله عليه وسلم متواجداً دائما في ساحة القتال الدفاعي في صفوف المدافعين جنباً الى جنب ... ولم يكن متخفياً في برج عاجي بعيداً عن ساحة المعركة ليجنب نفسه شرف الدفاع الفعلي وما يمكن أن يترتب عليه ... وقد روى أنس بن مالك ..." أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كُسِرَتْ رَباعيتُه يومَ أُحُدٍ ... وشُجَّ في رأسِه ... فجعل يسلُتُ الدمَ عنه ... " صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 1791

    § وبعد أن أوضحنا الأمر تماماً فأننا نطلب من " المدلس " أن يشرح لنا النصوص الآتية التي تتعلق بما نسبه الكتاب المقدس بأمر الرب لنبيه موسى عليه السلام بالقتل جماعي وسبى للنساء والأطفال والتسخير والاستعباد:

    سفر التثنية 20: 10 – 16 ... الرب يأمر نبيه موسى قائلاً: .... " حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ ... فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ ... وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ ... بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا ... فَحَاصِرْهَا ... وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ ... فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ ... وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ ... كُلُّ غَنِيمَتِهَا ... فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ ... وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ ... هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا - وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ".

    سفر صموئيل الثاني 8: 1 – 2 (ترجمة كتاب الحياة) " وبعد ذلك حارب داود الفلسطينيين وأخضعهم واستولى على عاصمتهم جت ... وقهر أيضا الموآبيين وجعلهم يرقدون على الأرض في صفوف متراصة ... وقاسهم بالحبل ... فكان يقتل صفين ويستبقي صفا ... فأصبح الموآبيون عبيدا لداود يدفعون له الجزية. "

    " وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ ... وَهكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ. " سفر الأيام الأولى 20/3-5 ... أي أن داود ينشر بالمناشير شعوبا كاملة – أطفالا ونساء وشيوخا ورجالا.

    § إن القارئ الذكي سيفطن للفارق بين منهج الإسلام الراقي في القتال الدفاعي الذي وضحناه ... وبين ما نسبه الكتاب المقدس لأنبياء الله موسى وداود عليهما السلام.

    § هذا ويؤمن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم بأن الله قد أحسن بالطبع اختيار من بين البشر من هم جديرون بنقل رسالة السماء إلى الأرض وهم الأنبياء المعصومين من الكبائر (مثل التي نسبها إليهم الكتاب المقدس بعاليه) والمنزهين أيضاً عن المعاصي ليكونوا سفراء للسماء صالحين وموقرين ... وبذلك أيضاً أصبح هؤلاء الأنبياء قدوة عملية حسنة لسائر البشر وتم إغلاق الطريق تماماً على من قد يتحجج بأفعالهم المشينة إن وجدت (حاشاهم) ... قال تعالى ..." اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ " الحج 75



    المحور الثالث: الرد على شبهة قتل محمد صلى الله عليه وسلم كنانة بن الربيع (زوج صفية بنت حيي) وأبوها وعمها وكل قومها وأخذ الكنز والغنائم وأسر صفية وأخذها لنفسه. http://sirah.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=259


    § قبل أن نرد على شبهة اتهام المدلس لمحمد صلى الله عليه وسلم بما ذكره نود أن نهمس في أذن المدلس بما نسبه الكتاب المقدس لنبي الله داود عليه السلام:

    1. يقتل 200 من الفلسطينيين ويقطع غلفهم (اعضائهم الذكرية) ليقدمهم مهرا لعروسه الانسة ميكال بنت الملك شاول !!!!

    "فَقَالَ شَاوُلُ: "هكَذَا تَقُولُونَ لِدَاوُدَ: لَيْسَتْ مَسَرَّةُ الْمَلِكِ بِالْمَهْرِ، بَلْ بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلانْتِقَامِ مِنْ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ". وَكَانَ شَاوُلُ يَتَفَكَّرُ أَنْ يُوقِعَ دَاوُدَ بِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ ... فَأَخْبَرَ عَبِيدُهُ دَاوُدَ بِهذَا الْكَلاَمِ، فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيْ دَاوُدَ أَنْ يُصَاهِرَ الْمَلِكَ ... وَلَمْ تَكْمُلِ الأَيَّامُ حَتَّى قَامَ دَاوُدُ وَذَهَبَ هُوَ وَرِجَالُهُ وَقَتَلَ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مِئَتَيْ رَجُل، وَأَتَى دَاوُدُ بِغُلَفِهِمْ فَأَكْمَلُوهَا لِلْمَلِكِ لِمُصَاهَرَةِ الْمَلِكِ ... فَأَعْطَاهُ شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةً. " سفر صموئيل الأول 18/25 – 29

    2. يزني بامرأة جاره فتحمل منه ... فيدبر مؤامرة ويقتل زوجها ثم يتزوجها هو:


    كان داود عليه السلام يتلصص على زوجة جارة وهي تستحم فاشتهاها فأخذها وزني بها فحبلت منه ...
    " وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ ... وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدًّا ... فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ، فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا ... ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا ... وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ ... فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: "إِنِّي حُبْلَى" ... فدبر داود مؤامرة فقتل زوجها المسكين ثم تزوجها داود لاحقاً ... " وَلَمَّا مَضَتِ الْمَنَاحَةُ أَرْسَلَ دَاوُدُ وَضَمَّهَا إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ ابْنًا " سفر صموئيل الثاني 11/2-27

    والآن نأتي للرد على الشبهة:

    § لقد حرض يهود بني النضير القبائل العربية على غزو المسلمين بالمدينة المنورة، فاستجاب لهم من العرب: قبيلة قريش وحلفاؤها: كنانة (الأحابيش)، وقبيلة غطفان (فزارةوبنو مرةوأشجع) وحلفاؤها بنو أسدوسليم وغيرُها، وقد سُمُّوا بالأحزاب، ثم انضم إليهم يهودُ بني قريظة الذين كان بينهم وبين المسلمين عهدٌ وميثاقٌ فنقضوه (انظر غزوة الخندق في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 3/ 229) ... هذا وقد حاصر هؤلاء المسلمين في المدينة المنورة لمدة ثلاثة أسابيع في معركة الخندق، وأدى هذا الحصار بالطبع إلى تعرّض المسلمين للأذى والمشقة والجوع وفقد الارواح.

    § بعد أن نقض يهودُ بني قريظة العهد مع المسلمين في معركة الخندق عاقبهم رسول الله بإجلائهم خارج المدينة فاتجه أغلبهم إلى خيبر ... وأصبحت خيبر المكان الرئيسي لانطلاق المكائد والشر على المسلمين وإقامة الأحلاف العسكرية مع أعداء الإسلام وأيضاً وكرًا للتآمر والدس، ومركزا للاستفزازات العسكرية والتحرشات وإثارة الحروب بالمسلمين (بتصرف، الرحيق المختوم: الشيخ صفي الرحمن المباركفوري ص 364، مكتبة دار السلام الرياض ط: بدون 1414 هـ 1993م.)

    § إن أهل خيبر هم الذين أثاروا بني قريظة على الغدر والخيانة، وكانوا يتصلون بالمنافقين ـ الطابور الخامس في المجتمع الإسلامي ـ وبغطفان وأعراب البادية ـ الجناح الثالث من الأحزاب ـ بل وكانوا هم أنفسهم يتهيأون للقتال، فأصبح المسلمين بذلك في محن متواصلة، هذا فضلاً على أنهم وضعوا خطة لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم ... الرحيق المختوم

    § وكان يهود خَيْبَر أيضاً مساندين ليهود "غطفان" على رسول الله ... هذا وقد قصدت "غطفان" خَيْبَر ليساندوا اليهود فيها وعقدوا حلفاً لتكوين جبهة موحدة ضد المسلمين ... ابن الأثير وغيره

    § إن كل ما ذكرناه دفع المسلمين للخوف بالطبع على أهليهم وأموالهم ... هذا ولم يكن بين رسول الله وبين يهود خيبرٍ عهد ... ولذلك فما العمل حتى يتم الأمن والسلام، ويسود الهدوء في المنطقة، ويفرغ المسلمون من الصراع الدامي المتواصل ... والمؤامرات المستمرة عليهم وما يترتب على ذلك من ضرر يلحق بأرواح وممتلكات واموال المسلمين.

    ولذلك لم يكن هناك أمام المسلمين آنذاك إلا بديلين لا ثالث لهما:

    § البديل الأول: أن يذهب المسلمون وهم أذلة الى يهود خيبر حاملين باقات الورود طالبين الرضا والبركة منهم ... بل ويقدموا لهم ما يشاء اليهود أن يطلبوه من المسلمين من نفوس تذبح أو أعراض تنتهك أو أموال تسلب.

    § البديل الثاني: أن يضطر المسلمون وهم أعزة (مهما كلفهم ذلك من ضحايا) برد العدوان لإيقافه ومقاومة الباطل والخيانة والقضاء على وكر الفساد والمؤامرات والخطر بخيبر ... هذا مع ضرورة تجريدها من السلاح والأموال التي تمكن هذا الشعب المعاند الخبيث من تأليب العرب الوثنيين مرة أخرى ضد المسلمين ... بل ويعيدوا مرات ومرات قصة الأحزاب الذين اعتدوا على المسلمين بالمدينة والحقوا باهلها الاذى والضرر ...

    § لقد أختار المسلمون بالطبع البديل الثاني الذي يتفق مع عين الصواب وتستجيب له الطبائع السليمة ... ولا يعارضه من له أدني قدر من الموضوعية أو الكرامة.

    § وحاصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل خيبر في حصونهم المنيعة حتى وصل الى حصنيهم الوطيح والسلالم ... فلما أيقن اليهود بالهلكة ، سألوه أن يسيرهم وأن يحقن لهم دماءهم ففعل ... السِّيرَةُ النَّبَوِيَّةُ لِابْنِ هِشَامٍ

    § واقترح اليهود أن يظلوا في الأرض، فيقوموا بزراعتها، ويكون للمسلمين نصف الثمر، فقَبِل النبي ذلك ... روى عبد الله بن عمر ... " أعطى النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خيبرَ اليهودَ: أن يعملوها ويزرعُوها، ولهم شَطرُ ما يخرجُ منها " المصدر: صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 4248

    § لقد كان في مقدور النبي صلّى اللّه عليه بالطبع، وكأيّ قائد آخر منتصر، أن يريق دمائهم جميعاً، أو أن يجليهم برمتهم من أراضيهم، أو يجبرهم على اعتناق الاسلام، ولكنّه لم يفعل مثل هذا العمل قط، بل تركهم أحراراً في معتقداتهم وممارسة شعائرهم، وأن يعملوا بأعمالهم كما كانوا في الزراعة، هذا بالرغم من كل ما ارتكبوه في حق المسلمين من ظلم وجناية وتأليب للعرب الوثنيين ضدهم واشعال حروب عدوانية على المسلمين ... ولكن كل ما هنالك أنه لم يدع لديهم فرصة للتآمر ضد المسلمين الآمنين مرة أخرى.

    § مما تقدم وكما اتضح ... فانه بالرغم مما الحقه اليهود بالمسلمين من ضرر كما ذكرنا ... لم تكن المعركة معهم في خيبر (كمنهج الإسلام) الا لرد وإيقاف عدوانهم على المسلمين... وبالتالي لم تكن معركة لإبادة اليهود أو للتطهير العرقي لهم كما حدث في أوربا مثلا في تسعينات القرن الماضي في مذابح البوسنة والهرسك من الصليبيين (والمسيح منهم براء بالطبع فليس ذلك منهجه) والتي راح ضحيتها عشرات الألاف من المدنيين المسلمين ونزح أيضاً الملايين منهم من المنطقة ... هذا بخلاف الاعتداء الجنسي وهتك الأعراض لألاف من المسلمات.

    § ومن البديهي أنه أثناء أي معركة أن يكون هناك قتلى وأسرى من الجانبين ... فهذه طبيعة الحروب دائما ... ولذلك أمر الله المسلمين ألا يكونوا هم الطرف المعتدى أبداً ... قال تعالى " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190 ... أما ما أثاره المدلس من شبهة أن محمد صلى الله عليه وسلم هو الذى قتل كنانة بن الربيع (زوج صفية بنت حيي) وأبوها وعمها وكل قومها وأخذ الكنز بدون وجه حق ... فإنه يطلب من المدلس وضع النصوص التي استند عليها من القرآن الكريم أو من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تثبت ذلك ... اما بخلاف ذلك فليس من أحد إلا ويؤخذ من قوله ويترك من قوله إلا النبي صلى الله عليه وسلم .... والبينة على من ادعى.

    § أما ما أثاره المدلس من أن النبي صلى الله عليه وسلم أسر صفية وأخذها لنفسه فإننا نطلب منه أولاً أن يطلع على ما ورد في الكتاب المقدس سفر العدد 31 / 1-11 حيث سيجد واضحا قضية اسر النساء واتخاذهم سبايا واخذ الغنائم بأمر الرب:

    " وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: «اِنْتَقِمْ نَقْمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ، ثُمَّ تُضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ» ... فَكَلَّمَ مُوسَى الشَّعْبِ قَائِلاً: «جَرِّدُوا مِنْكُمْ رِجَالاً لِلْجُنْدِ ... فَيَكُونُوا عَلَى مِدْيَانَ ... لِيَجْعَلُوا نَقْمَةَ الرَّبِّ عَلَى مِدْيَانَ ... فَتَجَنَّدُوا عَلَى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ ... وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ ... وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاَهُمْ ... وَبَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِالسَّيْفِ ... وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالَهُمْ ... وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ ... وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُلَّ أَمْلاَكِهِمْ ... وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ ... وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ ... وَأَخَذُوا كُلَّ الْغَنِيمَةِ وَكُلَّ النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ " ...
    وطبقاً لما ورد في تفسير "انطونيوس فكرى" لذلك ... " كان المفروض أن يقتلوا النساء اللواتي كُنَّ سببًا في سقوطهم وكان المسموح لليهود أن يكون لهم جواري وكان يمكن لهم أن يتزوجوا منهم." ... وأيضاً ورد ... " والمعركة لم تكن معركة بسيطة فالعذارى المسبيبات كن 32000 " ... وأيضاً ورد ... " وأعثروا الشعب فهلك منهم 24000 نفس." ... وكل ذلك كان بأوامر الرب كما ورد.

    § وورد أيضاً في سفر التثنية / 10 – 14 -21 ... " إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ، وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْيًا، وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلَةَ الصُّورَةِ، وَالْتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لَكَ زَوْجَةً، فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلَى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا، وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْرًا مِنَ الزَّمَانِ، ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ تَدْخُلُ عَلَيْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا، فَتَكُونُ لَكَ زَوْجَةً ... وَإِنْ لَمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا ... لاَ تَبِعْهَا بَيْعًا بِفِضَّةٍ، وَلاَ تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْلَلْتَهَا."

    § لقد كانت صفية من ضمن الأسرى في حرب المسلمين الدفاعية تلك ... وكانت سيِّدةً في قومها ... وهي من نسل هارون بن عمران عليه السلام، وعمها هو موسى بن عمران عليه السلام ... وهي ابنة أحد الزعماء المشهورين حيي بن أخطب، زعيم بني النضير، كما أنها زوجة أحد الزعماء المشهورين أيضًا وهو كنانة بن أبي الحُقَيْق.

    § ووقعت صفية في سهم أحد المسلمين يسمى "دحية" ... فقال أهل الرأي والمشورة: صفية بنت حيي سيد قريظة والنضير ما تصلح إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك تكريم لها ولمكانتها ... فمن يستطيع أن يتعامل معها كتعامل النبي صلى الله عليه وسلم لاسيما بعد أن كانت في عز ورفاهية ورفعة ... فعرضوا الأمر على الرسول الكريم ... فدعاها وخيرها بين أمرين إما أن يعتقها ويتزوجها عليه السلام فتكون زوجة له ... وإما أن يطلق سراحها فتلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجة له، وذلك لما رأت من جلالة قدره وعظمته وحسن معاملته، وقد أسلمت وأسلم بإسلامها عدد من الناس ... ويدل هذا على أن النبي علية الصلاة والسلام لم يتفقد السبي أساساً ولا اخذ ينتقي منه بل ولم يكن يعرف بوجودها أصلا في السبي لولا تدخل الصحابة ... روى أنس بن مالك " وجمع السبي فجاءه "دحية" ... فقال يا رسول الله ... أعطني جارية من السبي ... فقال اذهب فخذ جارية فأخذ صفية بنت حيي ... فجاء رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله أعطيت " دحية " ... صفية بنت حيي سيد قريظة والنضير ما تصلح إلا لك ... قال ادعوه بها ... قال فجاء بها ... فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم قال خذ جارية من السبي غيرها ... قال وأعتقها وتزوجها " ... صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1365

    § وروى أنس بن مالك أيضا " واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي واتخذها لنفسه ... وخيرها بين أن يعتقها فتكون زوجته أو تلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته " المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 6/157 & صحيح ابن حبان - الصفحة أو الرقم: 4530

    § ولكن لنتوقف عند قضية هامة ... وهي لماذا أعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها وقد كان في إمكانه أن يبقيها جارية ... أليس تصرف النبي دليل على تكريمه لها ... وبحسب المؤرخين فإن هدف الرسول صلى الله عليه وسلم من زواجها (مع علمه الأكيد بخلائق اليهود التي لا يؤتمنون معها على شيء) كان لإعزازها وإكرامها ورفع مكانتها، إلى جانب تعويضها خيراً ممن فقدت من أهلها وقومها ... وأيضاً تشريع للمسلمين للتسامح مع أصحاب الديانات الأخرى ... وبمشروعية الزواج من نساء أهل الكتاب ... ويضاف إلى ذلك إيجاد رابطة المصاهرة بينه وبين اليهود لعله يخفّف عداءهم، ويمهد لقبولهم دعوة الحق التي جاء بها ...

    § لقد تركت أخلاق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وتعامله الانساني الرفيع مع "صفية" أثراً حسناً في نفسها، فقد صارت فيما بعد من أزواج النبي صلّى اللّه عليه وسلم الوفيّات المخلصات ... وقد حولها الله إنسانة أخرى فأسلمت وحسن إسلامها، وأخلصت للنبي صلى الله عليه وسلم إخلاصا شديدا يليق بوضعها الجديد أماً للمسلمين ... " وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ " الأحزاب 6

    § ولذلك حزنت عند وفاته وبكت لأنها كانت شديدة الحب لرسول الله ... عن زيد بن أسلم قال: اجتمع نساءالنبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه، واجتمع إليه نساؤه، فقالت صفية بنت حيي: " إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي " ... المحدث: ابن حجر العسقلاني -المصدر: الإصابة -الصفحة أو الرقم: 4/347

    § لقد عاشت صفية بعد رحيل الرسول على منهاجه وسُنَّته، وظلَّت متمسِّكة بهديه حتى لَقِيَتْ ربَّها بعد أربعين سنة من وفاته تقريبا ... ودفنت مع أمهات المؤمنين بالبقيع بالمدينة المنورة ... وقد كان لها أروع المواقف في وقوفها مع ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان في وجه الفتنة التي لقيها المسلمون آنذاك ... فقد حاصروا بيته ومنعوا عنه الماء والطعام في تلك الآونة ... فوقفت معه في محنته وعبَّرَتْ عن عدم رضاها لما حدث مع عثمان، ووضعت أم المؤمنين صفية عليها السلام خشبا من منزلها إلى منزل عثمان رضي الله عنه تستخدمه معبرا تنقل عليه الماء و الطعام اليه ... وموقفها هذا يُشير إلى صدق إسلامها والولاء لعثمان ورغبتها في رَأْب الصدع الذي حدث بين المسلمين، وكراهتها لشقِّ عصا الطاعة على عثمان الذي اختاره الناس أميرًا للمؤمنين ...




    والله أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللــــــــــــــه وفضله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على التدليس رقم 26: رسالة السيد المسيح رسالة سلام ... "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ. " متى 5 / 9 ... بينما رسالة محمد صلى الله عليه وسلم رسالة قتال " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ " الأنفال 65

    · إذا كانت رسالة السيد المسيح عليه السلام هي السلام فرسالة أخيه محمد صلى الله عليه وسلم هي السلام أيضاً وليس القتال ... فالقتال في الإسلام في كل الأحوال هو قتال دفاعي وليس هجومي ... فالإسلام يرفع السيف أمام السيف المرفوع عليه فقط ... وكان عليه الصلاة والسلام يقاتل من قاتله ويكف عمن كف عنه طبقا لما جاء في منهجه وشريعته ...." وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ "البقرة 190 ... إذن وما هو الموقف مع من لم يعتدي علينا وما علاقتنا به ... إنه " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الممتحنة 8 ... والقسط هو العدل ... أما البر ... فمعناه العميق لا يخفى على القارئ الذكي ...

    · والسلام في الإسلام هو اسم من أسماء الله " هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ " الحشر 23 ... وقال تعالى " وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ " يونس 25 ... أي والله يدعو عباده بالإيمان والعمل الصالح إلى الجنة دار الأمن والاطمئنان ... تفسير المنتخب ... وقال تعالى " يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ "المائدة 16... أي يهدى الله بهذا الكتاب إلى سبيل النجاة من اتجه إلى مرضاته ... تفسير المنتخب

    · وقبل الرد على ما أثاره المدلس سنذكر كامل الآية التي اقتطع المدلس جزءاً منها ...
    " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا " الأنفال 65

    ثم نذهب إلى معاجم اللغة ... لسان العرب مثلاً ... باب (ح) مادة " حرض " ... لنفهم لغوياً معنى كلمة " حَرِّضِ "
    التَّحْرِيض: التَّحْضِيض .... قال الجوهري: التَّحْرِيضُ على القتال أي الحَثُّ والإِحْماءُ عليه .... قال اللّه تعالى
    " يا أَيها النبيُّ حَرِّضِ المؤمنين على القِتال " .... قال الزجاج: تأْويله ... حُثَّهم على القتال ... قال: وتأْويل التَّحْرِيض في اللغة أَن تحُثَّ الإِنسان حَثّاً يعلم معه أَنه حارِضٌ إِنْ تَخَلَّف عنه ... قال: والحارِضُ الذي قد قارب الهلاك. ... انتهى ما ورد في المعجم.
    وبأسلوب مبسط ... أُحرِض أحدهم على المذاكرة لأنه إن لم يُذاكر سيرسب ... ومن المعنى السابق يتبين أن " المُحرَض " هو فرد موشك على الهلاك إن لم يفعل ما يُحث عليه.
    ومثال ذلك أيضاً ... قول الحق تبارك وتعالى على لسان إخوة يوسف لأبيهم
    " قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ " يوسف 85 .... أي لئن لم تخفف عن نفسك لتزيدن ذكرى يوسف آلامك وأوجاعك، إلى أن يذيبك الغم فتشرف على الموت، أو تصبح في عداد الميتين ... تفسير المنتخب


    · وبعد أن عرفنا المفهوم اللغوي لكلمة " حَرِّضِ " نذهب إلى تفسير الشعراوي لهذه الآية ...

    ومعنى الآية الكريمة: اطلب منهم يا محمد أن يزيلوا قربهم من الهلاك بالقتال ... أي أن الله سبحانه وتعالى يطلب من رسوله صلى الله عليه وسلم تحريض المؤمنين على الجهاد ... وكأنه يقول له: ادع قومك إلى أن يبعدوا الدنو من الهلاك عن أنفسهم لأنهم إن لم يجاهدوا لتغلب عليهم أهل الكفر ... فأهل الكفر يعيشون في الأرض بمنهج السيطرة والغلبة والجبروت ... وحين يجاهدهم المؤمنون إنما ليوقفوهم عند حدهم ... ولذلك قال تعالى " يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال " انتهى تفسير الشعراوي

    · وفضلا عما ذكرناه بعاليه ... فانه مما يُعطى دليلاً أيضاً على أن المقصود في الآية الكريمة بأن هناك ما يوشك المؤمنين على الهلاك على يده إن لم يُقاتلوا وأن هناك اعتداء وشيك من عدو على المسلمين (وليس العكس) هو قول الله تعالى في نفس هذه الآية " إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ".

    · إذًن هي حالة قتال بين فريقين ... فريق قليل العدد صابر يدافع من اعتدى عليه من الفريق كثير العدد المعتدى (حالة غزوة بدر) ... وليس من العقل أو المنطق أن يعتدى القلة على الكثرة بالطبع ...

    · إن كلمة " صَابِرُونَ " في هذه الآية ... لها دليل عظيم لكل صاحب عقل ... ولماذا ... لأنها تدل على أن القوة القتالية التي يتحقق بها ولها النصر ... لا بد أن تكون قوة صابرة قوية في إيمانها غير معتدية قادرة على تحمل شدة القتال وعنفه. ولذلك سقطت شبهة المدلس باستدلاله بهذه الآية الكريمة بأن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم رسالة قتال.

    · وختاماً فلا عاقل ينكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين قد مكثوا في مكة 13 عاما يدعون كفارها بالحسنى .... ولا عاقل ينكر أيضا ما لاقاه المسلمون في مكة من الويلات والعذاب والأذى من قبل كفار قريش .... قتلوا وحوصروا ونكلوا وعذبوا وطردوا من مكة بعد أن اخذ الكفار كل ما كان المسلمون يملكونه ... وكانت من نتائج تصرفات كفار قريش ليس فقط منع الدعوة من الوصول إلى كافة الناس في الجزيرة العربية ... بل محاولة يائسة من المشركين للقضاء على الدعوة الإسلامية في مهدها ... مما اضطر بالمسلمين أن يدافعوا عن انفسهم بشتى الوسائل ... ولهذا نزلت هذه الآية الجلية و فيها أمر من الله عز وجل ... لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ......أن يحرض المؤمنين على القتال ضد كفار قريش الذين بدأوا بالعدوان على المسلمين ... و ذلك للدفاع عن انفسهم ومعتقدهم ... لأنهم إن لم يجاهدوا لتغلب عليهم أهل الكفر وسحقوهم.

    خاتمة

    · لقد لمس القارئ الذكي بالطبع مدى التجني على الإسلام الذي ورد في هذه المقارنة بالإضافة إلى أنها تناولت فرعيات العقيدة ولم تتعرض إلى صلب وأساس كل عقيدة .... الأمر الذي يدفعنا إلى الرجاء من قارئنا الذكي ضرورة أن يطلع على جدول مقارنة بين بعض مما ورد في كل من الكتاب المقدس والقرآن الكريم بموضوعية وحيادية وذلك فيما يتعلق بصلب وأساس هذه العقائد وليس القشور والفرعيات التي اثارها المدلس ...

    https://www.ebnmaryam.com/vb/t188865.html يرجى الاطلاع على رابط ... مقارنة بين الإسلام والمسيحية



    · وإننا نشكر المدلس على تناوله لما أسماه " مقارنة بين السيد المسيح ومحمد صلى الله عليه وسلم " ... لأنه ظناً منه أنه سيثير التراب على السماء ... إنما في حقيقة الأمر أثاره على نفسه وأنقلب السحر على الساحر كما تبين من الردود المفحمة أعلاه ..." وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ " الأنبياء 70

    · والآن أصبح أمام الناقد أن يختار:

    إما التزام الصمت حفاظاً على عقيدته وعلى تماسك شعوب بلادنا ... " لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ " الكافرون 6

    أو أن يعاود التدليس على الإسلام، وحينئذ سنضطر للرد على ما يثيره على نحو مماثل ..." وأن عدتم عدنا " الاسراء 8 ...

    هذا وقد لمس الجميع من خلال هذه الردود مدى عظمة الإسلام وأنه رسالة السماء الأخيرة للأرض ولا شك ... وأنه لو كان غير ذلك لما وجدنا في بنيانه اليوم تلك الردود المفحمة ومنذ أربعة عشر قرناً ... وهي ردود لا نجد مثلها عند الآخر.



    والله أعلم وأعظم

    تــــــم بحمد اللــــــــــــــه وفضله




    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى ... 2 3

الرد على تدليس بعنوان مقارنة بين المسيح و محمد عليهم السلام

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على سلسلة تدليس بعنوان : (مغامرات محمد الشخصيه)
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 60
    آخر مشاركة: 19-08-2015, 11:51 PM
  2. الرد على سلسلة تدليس بعنوان : ( مقارنة بين الإسلام و المسيحية )
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 51
    آخر مشاركة: 10-02-2015, 10:31 AM
  3. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-06-2014, 12:53 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-05-2014, 10:06 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-05-2014, 05:29 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد على تدليس بعنوان مقارنة بين المسيح و محمد عليهم السلام

الرد على تدليس بعنوان مقارنة بين المسيح و محمد عليهم السلام