عشرون إلزاما لمنكري السنة النبوية

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

عشرون إلزاما لمنكري السنة النبوية

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: عشرون إلزاما لمنكري السنة النبوية

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,476
    آخر نشاط
    23-11-2015
    على الساعة
    06:28 PM

    افتراضي عشرون إلزاما لمنكري السنة النبوية .. الجزء الثاني

    الإلزام الحادي عشر :- أسئلة هامة لكل كافر بالسنة الجزء الخامس ..!!
    1- في النزول الأول لجبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم أي قبل نزول القرآن..كيف عرف النبي :
    أ- أن هذا الذي أتاه هو ملك مرسل من الله ؟
    ب- أنه صلى الله عليه وسلم قد اصطفاه ربه للرسالة ؟
    هذه المعلومات الأولية هي ضرورية ولا مفر منها..فعند نزول الوحي لا بد للرسول صلى الله عليه وسلم أن يعرف أن هذا الذي أتاه هو ملك من الله وأن الله اصطفاه رسولا وهذه المعلومات هي في حد ذاتها رسالة من الله .
    الإحتمالات المتوفرة أمام منكر السنة هي :
    أ- أن الله قد أوحى مباشرة لنبيه بتلكم المعلومات..فيكون النبي قد تلقى وحيا غير القرآن !
    ب- أن يخبر جبريل عليه السلام النبي أنه ملك من عند الله وأنه اصفاه رسولا..فيكون جبريل قد أخبر النبي بأخبار ومعلومات من الله ليست قرآنا !
    ج- وإما أن النبي التجأ إلى أصحاب الكتب الذين لديهم العلم ولديهم الآثار عن الأنبياء أي علم الرجال !..
    سؤالي لمنكري السنة هو: هل يوجد رابعا ؟..لأن الإحتمالات الثلاث المذكورة..أحلاها مر..فجميعها تهدم مذهب الأباطيل..!
    2- لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى اشد النهي عن الكذب عليه إذا لم يكن ثمة فائدة من سنته معاذ الله ؟
    3- لو كنت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فأخبرك بأن هذا الشيء حرام و أن فاعله سيدخل النار خالدا مخلدا ، هل ستأتي ذلك الشيء أم لا ؟؟
    4- كم عدد ركعات صلاة الظهر ، وما دليلك ؟
    5- هل الظهر مذكور يالقرآن كي تصليه هذا إذا كنت تصلي ؟
    6- هل محمد بن عبدالله رسول الله مع ذكر الدليل ؟
    ان كان اجابتك على ما سبق بالايجاب فنقول :
    أ- هل كونه رسولا وصفٌ دائمٌ لازمٌ لهُ ام لا مع ذكر الدليل ؟
    ب- ان كانت اجابتك بالسلب فنرجوا التفصيل بالآتي :
    ج- متى يكون رسولا ومتى يكون غير ذلك مع ذكر الدليل ؟
    د- وان كان غير ذلك فهل يُؤخذ قوله على انه حجة ام لا مع ذكر الدليل؟
    ه- هل كان الصحابة الذين شهدوا الوحي والنبوة يعلمون بهذا الأمر , ام انك علمتَ ما جهلوا واهتديتَ الى ما هم عنهُ ضلّوا مع ذكر الدليل ؟؟
    6- في حجية خبر الاحاد
    سؤالي مقصورٌ على عددٍ من الكلمات :
    أ- أكان النبي صلى الله عليه وسلم ( رجلاً واحداً ) أم كانَ ( عددا من الرجال ) ؟؟ .
    ب- إذا أرسل النبي صلى الله عليه وسلم رسولاً لدعوةِ الكفار إلي الدين (العقيدة) أكانَ يرسلُ ( واحداً ) أم ( مجموعة ) ؟؟ .




    الإلزام الثاني عشر :- أسئلة هامة لكل كافر بالسنة الجزء السادس ..!!
    هناك بعض الآيات التي تقرؤها في كتاب الله من مثل: "والنازعات غرقا..والناشطات نشطا".
    طبعا لو سألت منكر السنة عن معاني هذه الآيات سيبدأ لك بسرد أقوال أئمة التفسير والنقولات عن مجاهد وعطاء وعكرمة وابن عباس وابن مسعود وبعض الصحابة...الخ.
    السؤال: نعرف أسانيد وصول آيات القرآن لدينا وكلانا متفق على صحتها....فكيف عرفت بأن النقولات عن هؤلاء المفسرين صحيحة يا منكر السنة!!!!
    2- يحتجون بالقرآن فقط فمن أين يأتون بسباب النزول؟
    3- هل لك في النبي صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة أم لا؟ قلت من قبل أن القرآن يكفي ولا تحتاج إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم, وهذا يخرجك من الطائفة التي ترجوا الله واليوم الآخر.وهذا ليس كلامي بل آية صريحة يأمرك الله فيها أن تتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم وتتبعه, لكنك تخالف كلام الله و تقول القرآن يكفي.
    إن عدت عن عنادك وأطعت أمر الله المذكور في الآية .. يواجهك سؤال آخر:
    4- كيف تتأسى بالنبي دون أن تتبع سنته؟ قال تعالى لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً [الأحزاب : 21]ويبقى السؤال كيف تتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟
    5- هل فرض على المؤمن إتباع السنة التي لم ترد تفاصيلها في القرآن أم لا؟ هذا سؤال يشمل أيضاً من كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. أنت تتفادى السؤال لأنك لن تجرؤ على الإدعاء أن الصحابة لم يكونوا يتبعون النبي صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة .. ولذلك أدعيت أن السنة خاصة بـ(اصحاب النبي وأزواجه ومن حوله) حتى لا تلزم نفسك بشيء ! وهكذا أخرجت نفسك ممن قال الله فيهم وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 100]وأنت يا منكر السنة لا تتبع الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ في أي شيء ولا حتى في موقفهم من سنة نبيهم. هذه الآية دليل آخر على حجية السنة ولن تستطيع تأويلها حسب هواك.. لأنك إن إدعيت إتباعك للمهاجرين و الأنصار في بعض سيرتهم لن يصدقك احد لأنك أصلاً لا ترى نفسك ملزماً شرعاً بسيرة معلمهم صلى الله عليه وسلم.
    5- فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً [النساء : 65] بما أن الآية تنفي الإيمان عن من لا يحتكم إلى النبي صلى الله عليه وسلم والتسليم بحكمه.. وبما أن القضاء هو حكم تلفظ به النبي صلى الله عليه وسلم. . وبما أن المحتكم لا يرى نفسه ملزما بالسنة القولية.. وأكثر من ذلك يحرم إتخاذها مصدراً للتشريع!إذاً لا وربك لا يؤمن منكر السنة حتى يسلّم بكل ما قاله النبي.
    6- أطلب منك ان تتخيل نفسك في مدينة النبي بين الصحابة .. ثم أنظر هل ستكون من المنافقين أم لا..
    فإن صلى النبي لن تصلي مثله لأنك ترى أن القرآن يغنيك عن السنة.
    وإن علمك دعاء سترفضه بحجة عدم وجوده في القرآن.
    وإذا نهاك لن تنتهي وإذا أمرك لن تطيع
    إلا إذا ورد النهي أو الأمر في القرآن .. ألخ
    ولن تفرق عن أي منافق في عهد النبوة يرفض دعاء علمه النبي للصحابة, وحجته أنه لم يجد نص الدعاء في القران.
    ويرفض أية تفاصيل للصلاة لم ترد في القرآن.. ولن يؤذن مثل ما أمره النبي أن يؤذن بحجة عدم وجود نص الآذان في القرآن ..
    وسيرفض أي فعل قام به النبي في الحج لأنه لم يجده في القرآن, وقس على ذلك كل فعل أو قول فعله النبي و لم تجده في القران.
    ------ ما الفرق بين منكر السنة و بين المنافق الذي يرفض إتباع أي أمر سمعه من النبي بحجة عدم وروده في القران؟ -----




    الإلزام الثالث عشر :- أسئلة هامة لكل كافر بالسنة الجزء السابع ..!!
    لو تأملنا قصة أبا لهب في القرآن سنجد أن الله عز وجل قد ذكر العقاب دون ذكر الذنب..قال تعالى :تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
    الآية توعدت أبو لهب بعذاب نار جهنم دون أن يُذكر السبب لأن التفاصيل وكما هو معلوم مذكورة في السنة..إذن فبالضرورة منكرها قد نسب الظلم لله..تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا....
    حين يقال لمنكري السنة كيف عرفتم إن الصلاة صفتها كيت وكيت(وهذا دليل قاصم كاف) ,يقولون: هذا بالتواتر , ونقول لهم :وبتواتر أعظم نقل الأئمة خلفا عن سلف أن مصادر التشريع كتاب وسنة , وأي جاهل ينظر في التراث الإسلامي لا يجد عالما قط إلا وهو ينص على الكتاب والسنة وكذلك أمة الإسلام في كل العصور من لدن الصحابة وإلى يومنا فلماذا تقبلون تواترا وتعرضون عن تواتر؟

    هل:- أبو بكر الصديق ,عمر بن الخطاب ,عثمان بن عفان,علي بن أبي طالب, سعد بن أبي وقاص ,عبد الله بن مسعود ,أبي بن كعب ,أبو ذر الغفاري ,معاذ بن جبل ,أبو موسى الأشعري ,أبو الدرداء ,عبد الله بن سلام ,عائشة أم المؤمنين ,عمران بن حصين ,زيد بن ثابت ,أبو هريرة الحافظ ,عبد الله بن عمر,عبد الله بن عباس ,عبد الله بن عمرو بن العاص ,عقبة بن عامر ,جابر بن عبد الله ,أبو سعيد الخدري ,أنس بن مالك..إلخ ( انظر بقية أسماء الصحابة في الإصابة للحافظ ابن حجر وهم بالآلاف )
    وعامر بن عبد الله التميمي، عطاء بن أبي رباح، عروة بن الزبير، الربيع بن خثيم، إياس بن معاوية، الحسن البصري، شريح القاضي، رجاء بن حيوة، محمد بن سيرين، ربيعة الرأي، عامر الشعبي، سلمة بن دينار، سعيد بن المسيب، سعيد بن جبير، محمد الأزدي، صلة بن أشيم، محمد بن الحنفية، طاوس بن كيسان،، أيوب السختياني، عمر بن عبد العزيز، زين العابدين علي بن الحسين ،همام بن منبه,مجاهد بن جبر المكي, أبو بكر بن حزم,محمد بن شهاب الزهري , أبو مسلم الخولاني، سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب،نافع مولى ابن عمر , رفيع بن مهران الرياحي، النعمان أبو حنيفة، ، القاسم بن محمد بن أبي بكر سفيان الثوري ,سفيان بن عيينة ,حماد بن سلمة ,حماد بن زيد ،مالك بن أنس ,الليث بن سعد,الشافعي ,أحمد بن حنبل ,أبو حاتم الرازي ,أبو زرعة الرازي ,أبو عيسى الترمذي ,أبو داود السجستاني ,عبد الرزاق الصنعاني ,يعقوب بن سفيان الفسوي , محمد بن إسماعيل البخاري، مسلم بن الحجاج,أبو عبد الرحمن النسائي, الدارقطني,ابن خزيمة ..إلخ
    ( وانظر بقية أسماء التابعين وتابعيهم وتابعي تابعيهم في تذكرة الحفاظ مثلا للحافظ الذهبي وهم بالآلاف .)
    هل كل هذه الأسما أسماء وهمية فإن كانت حقيقية- وهو إجماع العقلاء( حتى المستشرقون الكفار لا يكذبون بوجود هؤلاء )- فقد تتابع هؤلاء على نقل السنة جيلا بعد جيل وتواصوا به كما نقلوا القران ..الصحابة فالتابعون فتابعوهم ..وهذه قرون مزكاة من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..فهل كل هؤلاء تواطؤوا على الباطل ؟ وبقيت الأمة ضالة حتى انبعث أشقياء معاصرون ليقولوا لا تأخذوا بالسنة..؟! كيف تطعنون في هؤلاء وهم نقلة القران..؟ ألا تعلمون أن الطعن في الناقل طعن في المنقول؟
    يقول الله جل ثناؤه إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ [المائدة : 44]
    يتطاول منكرو السنة على صاحبها صلى الله عليه وسلم فيزعمون رد حديث رسول الله بحجة واهية :وهي أنكم جعلتم الدين موكولا لحكم الرجال ,ونسي هؤلاء الأغرار أن حاصل كلامهم - لو فطنوا له- يعود بالطعن على الكتاب العزيز نفسه, ولكن من اخترع لهم هذه الأفكار إنما أراد الطعن في الدين جملة ..والآن مع السؤال :استحفظ الله الأحبار كتاب الله تعالى أي أوكل إليهم حفظه , ومعلوم أن الله جل وعز لا يأمر بما تكون مشقته شديدة فضلا عن أن يأمر بمستحيل
    1- فكيف ساغ أن يأمر الله جل ذكره بحفظ كتابه مُحِيلًا على أقوال الرجال ؟
    2- لماذا ذكر لنا في كتابه أن أحبار أهل الكتاب لم يحفظوا كتبهم ,ولم يذكر لنا أن أحبار الأمة المحمدية لم تحفظ السنة أيضا؟ بل على العكس أثنى على سلف هذه الأمة من الصحابة وأمر باتباعهم وجعل الهدى محصورا في سبيلهم ,ومما يشمله اتباعهم الرواية عن رسول الله كما رووا !؟




    الإلزام الرابع عشر :- أسئلة هامة لكل كافر بالسنة الجزء الثامن ..!!
    1- ما هو منهجكم أيها الكفار بالسنة النبوية؟
    ستردون " القرآن "
    فبأى فهم وبأى لغة وبأى قواعد تتعلمون ؟
    2- ماذا تقولون فى الأحكام التى ثبتت فى السنة ولم تثبت فى القرآن ؟
    3- كيف تضربون الأحايث التى ظاهرها التعارض ببعض ولا تطبقوا هذه القاعدة الباطلة مع كتاب الله ؟
    4- ماهى ردودكم على الآيات التى أوجبت علينا اتباع الرسول ؟
    5- هل كان رسول الله لا ينطق إلا بما فى القرآن ؟
    6- ما هى الضوابط و القواعد التى قعدوها لتفسير القرآن و استخراج الأحكام الشرعية؟
    7- منكرو السنة عادةً يميلوا لأفكار المعتزلة لأنهم أقرب الفرق اليهم، لكن طبعاً مع الفارق الكبير. فالمعتزلة كان لهم على الأقل مبدأ و منهج و قواعد قعدوها. فما هى قواعد منكرى السنة
    8- كيف نقيم الدلائل على خصائص هذا النبي العظيم وسيرته وهديه ومعجزاته , وأنتم تنكرون سنته ؟ وكيف يكون رسول الله آيات عند اهل الكتاب بما عندهم من نصوص , وسندهم إليها منقطع ,ثم لا يكون بالنسبة إلينا آيات وسندنا إليه متصل عليه الصلاة والسلام؟

    و أختم بكلام الشيخ أبواسحاق الحويني حفظه الله :
    نحن لنا مع أهل البدع جولات نردهم فيها إلى الحق الذي حادوا عنه بالحجج النيرات وواضح الدلالات ، فإن أبوا إلا المهارشة والمناقشة، والمواحشة والمفاحشة ، فليصبروا على حد الغلاصم وقطع الحلاقم، ونكز الأراقم، ونهش الضراغم ،والبلاء المتراكم المتلاطم ، ومتون الصوارم. فوالله ما بارز أهل الحق ِقًًََرنٌ إلا كسروا قرنه فقرع من ندمٍ سنه، ولا ناجزهم خصمٌ إلابشروه بسوء منقلبه، وسدوا عليه طريق مذهبه لمهربه، ولا فاصحهم أحد ولوكان مثل خطباء إياس إلا صفحوه وفضحوه، ولا كافحهم مقاتل ولو كان من بقية قوم عاد إلا كبوه على وجهه وبطحوه .
    هذا فعلهم مع الكماة الذين وردوا المنايا تبرعا، وشربوا كئوسها تطوعا ، والكفاة الذين استحقروا الأقران فلم يَهُلهُم أمر َمُخُوف ، وأنا أعلم أن الحق مرٌ تحملاً وأداءً ولكن الله -عز وجل- أوجب على أهل العلم لتبيننه للناس ولا تكتمونه ، وأمرهم كما قلت أن يصرحوا به ولا يجمجموا ، وجعل عاقبة ذلك رضاه فاللهم ارض عنا وأيدنا بنصرك الذى وعدت به من استقام على أمرك والله تعالى أسأل أن يهدى من ضل من أبناء المسلمين



    الإلزام الخامس عشر :- التدوين حجة لنا لا علينا
    هل التدوينُ هو العامل الأساسي لحفظ النصوص؟
    نعم!! هكذا يجيبنا بعض القوم من غير تفكرٍ دقيقٍ ونظرٍ عميقٍ في كتابِ الله وتاريخ الرسالات.
    ألم ينزل الله على إبراهيم صحفاً وأنزل على موسى الواحاً فيها كتابه، فأين صحف إبراهيم وأين توراة موسى صلوات الله وسلامه عليهم؟!!
    إنّ نزول التوراة في ألواح لا في صحف من أعظم أسباب الحفظ على منطقكم ولكن لمّا كان اليهود أهل تحريف وخيانة حرّفوها، فأرسل الله لهم رسله تترى تجدد لهم التوراة وأحكامها ما لم يرسله الى أمةٍ قطُّ ومع ذلك فأين هي التوراة؟!!
    ألا ترى يا أيها القارئ الكريم أنًّ الأمر يتعلق بحملة النصوص أكثر من تعلقه بالتدوين نفسه؟!!
    وهل ضلت يهود بسبب وجود نصٍ مدونٍ أم بسبب خيانتهم لهذا النصِّ وكفرهم به؟!!
    ثم ألم ينزل الله القرآن على صدر نبيه ولم ينزله في صحف؟!!
    ألم يحمله الرعيل الأول في صدروهم "بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ "(49) العنكبوت
    فكان حبُّ الصحابة لدينهم وحماستهم الشديدة لحفظه كما نزل هو الفارق الأعظم عن حال غيرهم من الأمم ، وهذا كله من قدر الله فهو الذي اختارهم لصحبة خاتم المرسلين وهو الذي استعملهم لحفظ دينه" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ". ولعل البعض يظنون أنَّ تحفيظ القرآن وتدريسه كان في الأجيال الأولى عن طريق المصحف المكتوب وهذا جهلٌ بواقع الصحابة والتابعين، فلم تكن هناك ثمة مطابع بل لمّا يخترع الورق بعد، فكان الاعتماد على الحافظة وومضت السنة على حفظه حتى بعد انتشار المصاحف بكثرة وهكذا وصلنا متواتراً عنهم ولله الحمد.
    ما أريد أن أصل إليه أن الجيل الأول وتلاميذهم في الجيل الثاني كانوا أشد الناس حرصاً على دين الله ، ولم يكن حرصهم هذا مخصوص بالقرآن فقط بل كانوا يحفظون الحديث كما يحفظون السورة من القرآن ، لذا خشي النبي من اختلاط القرآن بحديثه فأمر بكتابة القرآن دون الحديث ثم أجاز كتابة الحديث بعد ذلك كما هو معلوم. وكانوا رضي الله عنهم يراجعون مروياتهم ويدرسونها في حلق التحديث ، فمن زعم أن عدم التدوين في الجيل الأول هو سبب للظن بتحريف السنة فقد أبعد النجعة، فالقوم الذين حفظوا كتاب الله وأشار الله الى أمانة صدورهم" بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ" هم الذين رووا السنة وحفظوها، وما زال هذا الحبُّ والحماس في نفوس البعض وقد رأيت من يحفظ أحاديث البخاري عن ظهر قلب وسمعت عن حفظة الكتب الستة ، وهذا في عصرنا الذي لا يخفى على أحدٍ حال الأمة فيه!
    ومن العجيب أن بعض الأئمة أصحاب الحافظة العجيبة كانوا يأنفون من الكتابة ويأمرون طلبتهم بالحفظ المباشر عنهم ويروى ذلك عن الإمام الجليل محمد بن شهاب الزّهري رضي الله عنه. بل ذهب بعض الأئمة الى أنّ الرواية غير معتبرةٍ إذا كان المحدِّث يحدث من كتاب مرويّاته ولم يكن حافظاً لها!!(انظر مقدمة ابن الصلاح:119)
    ولا يعني كلامي النقصان من أهمية التدوين ولكن مرادي أن التدوين ليس العامل الرئيسي في حفظ النصوص وإنما العامل الأهم هو إخلاص حملة النصوص وتعلقهم بها وحماستهم في نشرها وتطبيقها كما أنزلت وقبل ذلك وبعده حفظ الله جل وعلا.

    ثم هل تأخر التدوين فعلاً؟
    المسألة فيها تفصيل:
    فأما تدوين الرواة لما يسمعون ممن يأخذون منه فهو متقدم جداً بل قد دون الصحابة عن نبيهم صلى الله عليه وسلم بعد إذنه لهم فكتب عبد الله بن عمرو بن العاص صحيفته الصادقة وكتب غيره وقد تقدم لك أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم أذن بذلك وكانت للتابعين صحف بمروياتهم يرجعون اليها وربما حدثوا منها وناولوها تلاميذهم وقد تعرض لهذا الموضوع أخونا أبو جهاد في سلسلته في الرد على صبحي منصور ، كما قد بين ذلك الدكتور عجاج الخطيب في كتابه الحافل " السنة قبل التدوين" فليراجع، ومع ذلك فإن ذلك الجيل فضل عموماً التحديث من حفظه وقد ذكرت لنا كتب التاريخ أعاجيب عن حافظتهم واختبار الناس لهم ولا زلنا الى اليوم نسمع الأعاجيب عن الحفاظ في موريتانيا الذين يحفظون متون الكتب العلمية الشرعية واللغوية سواءا كانت قرضاً أو نثراً.
    أمّا تدوين الكتب الكبيرة المشتهرة فليس بمتأخرٍ كثيراً كما توحي عبارت المدلِّسين المعاصرين بل بدأ منذ عهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وهذا هو جيل تابع التابعين ولا يعني ذلك أنّ كل التابعين أنقرضوا قبل هذا الجيل بل إنّ عمر بن عبد العزيز نفسه تابعيٌ رأى صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع منهم.
    فبدأت عملية التصنيف المنظمة منذ ذلك العهد خوفاً على السنة بسبب تغير الناس وضعف همتهم نسبةً الى من قبلهم، فصنف الزهري (تاريخ دمشق:334\55) و زيد بن زين العابدين بن الحسين رضي الله عنهم والشعبي رحمه الله وغيرهم ثم تتابع الناس وصنفت الكتب الجوامع ككتب أبن جَريج وأبن أبي ذئب والأوزاعي ومالك وسعيد بن أبي عروبة.




    الإلزام السادس عشر :- نُشهد الله أنَّا نُحب أبا هريرة في الله
    كان أبو هريرة رضي الله عنه كما يروي أبو اسحاق أنه كان وسيطا في دوس ... أي سيدا عظيما
    الصحابى الجليل أبو هريرة رضى الله عنه ... أمير المؤمنين في الحديث .. سيد الحُفاظ .. إمام الدنيـا .. مُفتي المدينة .. العَلم الثَبت الإمام
    أما عن جودة حفظه واتقانه: عن الأعرج قال: سمعت أبا هريرة يقول: إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والله المَوْعِد. كنت رجلا مسكينا أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطنى (أقنع بقوتى ولا أجمع مالا لذخيرة ولا غيرها). وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق (كناية عن التبايع) وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "من يبسط ثوبه لم ينسى شيئا سمعه منى" فبسطت ثوبى حتى قضى حديثه ثم ضممته إلىَّ فما نسيت شيئا سمعته منه [مسلم.. فضائل الصحابة 2492].
    ولذلك قال ابن عمرو له: يا أبا هريرة أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظنا لحديثه قال أبو عيسى هذا حديث حسن [تحفة الأحوذى 3845].
    أخرج بن أبى خيثمة من طريق سعيد بن أبى الحسن قال: لم يكن أحد من الصحابة أكثر حديثا من أبى هريرة.
    وفى كثرة علمه:عن أبى هريرة قال: ليس أحد أكثر حديثا عن رسول الله منى إلا عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب قال أبو عيسى (حديث حسن صحيح) [تحفة الأحوذى 3850].
    قال الربيع: قال الشافعى: أبو هريرة أحفظ مَن روى الحديث فى دهره.
    وكانت له الفتوى فى المدينة: عن زياد بن مينا قال: كان ابن عباس وابن عمر وأبو سعيد وأبو هريرة وجابر مع أشباه لهم يَفتُون بالمدينة ويحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من لَدُن تُوفى عثمان إلى أن توفوا. قال: وهؤلاء الخمسة إليهم الفتوى [سير أعلام النبلاء (2/607)].
    قيل لابن عمر: هل تنكر مما يحدث به أبو هريرة شيئا؟ فقال: لا ولكنه اجترأ وجَبُنَّا.
    فقهه فى إظهار بعض العلم وكتمان بعضه:أخرج البخارى من طريق سعيد المقبرى عن أبى هريرة قال: حفظت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم.
    عند أحمد من طريق يزيد بن الأصم عن أبى هريرة: وقيل له أكثرت فقال: لو حدثتكم بما سمعت لرميتمونى بالقَشع أى الجلود.
    وهذا الوعاء الذى كان لا يتظاهر به هو الفتن والملاحم وما وقع بين الناس من الحروب والقتال وما يقع التى لو أخبر بها قبل كونها لبادر كثير من الناس إلى تكذيبه ورَدُّوا ما أخبر به من الحق كما قال: لو أخبرتكم أنكم تقتلون إمامكم وتقتتلون فيما بينكم بالسيوف لما صدقتمونى [البداية والنهاية (م4 ج8 ص284)].
    وحمل العلماء الوعاء الذى لم يبثه على الأحاديث التى فيها تبيين أساس أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم وقد كان أبو هريرة يكن عن بعضه ولا يصرح به خوفا على نفسه منهم ... ويؤيد ذلك أن الأحاديث المكتومة لو كانت من الأحكام الشرعية ما وسعه كتمانها لما ذكره فى الحديث الأول من الآية الدالة على ذم كتم العلم (يقصد حديث: إن الناس يقولون: أكثر أبو هريرة ، ولولا آيتان فى كتاب الله ما حدَّثت حديثاً ثم يتلو "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" [البقرة : 159، 160] [البخارى 118].
    وقال غيره يحتمل أن يكون أراد مع المصنف المذكور ما يتعلق بأشراط الساعة وتغير الأحوال والملاحم فى آخر الزمان ، فينكر من لم يألفه ويعترض عليه من لا شعور له به [فتح البارى (1/261)].

    وفي عبادته وورعه:عن عباس والجُزَيرى سمعت أبا عثمان النَّهدى قال: تضيفت أبا هريرة سبعاً فكان هو و امرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثا: يصلى هذا ثم يوقظ هذا ويصلى هذا ثم يوقظ هذا. قلت: يا أبا هريرة كيف تصوم؟ قال: أصوم من أول الشهر ثلاثاً.
    وعن شرحبيل أن أبا هريرة كان يصوم الاثنين والخميس [سير أعلام النبلاء]
    عن كرمة قال: قال أبو هريرة إنى لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثنتى عشر ألف مرة وذلك على قدر دينى أو قدر دينه [حلية الأولياء (1/468)]
    عن سالم بن بشير أن أبا هريرة بكى فى سرضه فقيل ما يبكيك؟ قال ما أبكى على دنياكم هذه ولكن على بُعد سفرى وقلة زادى وأنى أمسيت فى صعود ومَهْبِطُه على جنة أو نار فلا أدرى أيهما يُؤخذ بى [سير (1/625)].
    حب أبى هريرة علامة إيمان:قال أبو هريرة: قلت يا رسول الله ادعُ الله أن تحببنى أنا وأمى إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "اللهم حبب عُبَيْدك هذا – يعنى أبا هريرة – وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين فما خُلق مؤمن يسمع بى ولا يرانى إلا أحبنى". [مسلم 2491]
    دعاء النبى (صلى الله عليه وسلم) له بالبركة فى طعامه:عن أبى هريرة قال: أتيت النبى (صلى الله عليه وسلم) بتمرات فقلت يا رسول الله ادعُ الله فيهن بالبركة فضمهن ثم دعا لى فيهن بالبركة فقال: خذهن واجعلهن فى مزوَدك (ما يجعل فيه الزاد من الجراب وغيره) هذا أوفى المزود كلما أردت أن تأخذ منه شيئا فأدخل فيه يدك فخذه ولا تنثره نثرا.
    فقد حملت من ذلك التمر كذا وكذا من وَسْق (ستون صاعا) فى سبيل الله فكنا نأكل منه ونُطْعِم وكان لا يفارق حِقْوى (قال الطيبى: الحقو: معقد الإزار وسمى الإزار به للمجاورة) حتى كان يوم قتل عثمان فإنه انقطع قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه [تحفة الأحوذى 3848].
    قالت له ابنته: يا أبت إن البنات يعيرننى يقلن: لم لا يحليك أبوك بالذهب؟ فقال: يا بنية قولى لهن: إن أبى يخشى على حرَّ اللهب [البداية والنهاية م4 ج8 ص284].
    قال أبو سليمان بن زَبْر فى تاريخه: عاش أبو هريرة ثمانية وسبعين سنة [الإصابة (6/282)].
    مسنده:(5374) حديثا. المتفق فى البخارى ومسلم منها (326) وانفرد البخارى (93) ومسلم (98) قال البخارى: روى عنه نحو الثمانمائة من أهل العلم وكان أحفظ من روى الحديث فى عصره.
    المصدر
    موقع الدكتور أحمد النقيب





    الإلزام السابع عشر :- أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم في تحفيظ الصحابة للأحاديث
    أولا:أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يكرر الحديث ولايسرده سردا مما يساعد على الحفظ والضبط
    والدليل على ذلك ما أخرجه الامام البخارى فى صحيحه حديث رقم 3303 حيث قال رحمه الله حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ الْبَّزَّارُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ عَدَّهُ الْعَادُّ لَأَحْصَاهُ
    وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ أَلَا يُعْجِبُكَ أَبُو فُلَانٍ جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِ حُجْرَتِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْمِعُنِي ذَلِكَ وَكُنْتُ أُسَبِّحُ فَقَامَ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ سُبْحَتِي وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ
    ولو ذهبنا نسوق الامثلة من كلام سيد الخلق صلى الله عليه وسلم على تكراره الحديث اكثر من مرة أو اثنين أو ثلاث لما اتسع المقام والوقت ونذكر على سبيل المثال الحديث المتفق عليه من حديث ابى بكرة رضى الله عنه قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلَاثًا قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ قَالَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ.
    وأيضا مثال على ذلك الحديث المتفق عليه ايضا من حديث عبد الله بن عمرو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلَاةُ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا
    ويلاحظ ان المقصود من تكرار الحديث هو التفهيم لاصحابه الكرام رضوان الله عليهم اجمعين وإعانتهم على حفظ الحديث و تعقله فإذا تحقق هذا المقصود من غير تكرار فلا بأس بعدم التكرار قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله فى كتابه الماتع جامع بيان العلم وفضله الجزء الاول صفحة 557 :- ( وذلك عندهم كان ليفهم عنه كل من جالسه من قريب او بعيد وهكذا يجب ان يكرر المحدث الحديث حتى يفقهم عنه واما اذا فهم عنه فلا وجه للتكرار.)
    وربما دعت الحاجة إلى تحفيظهم بعض النصوص المهمة فيكررها أكثر من ثلاث مرات حتى يطمئن الى حفظهم إياها كنصوص بعض الادعية والتشهد وصلاة الاستخارة ونحو ذلك ففى صحيح البخارى عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ...الخ
    وفى صحيح البخارى ايضا عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ كَمَا تُعَلَّمُ الْكِتَابَةُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْرِ
    وأحب ان انوه هنا بمناسبة هذا الحديث عن اقتداء الصحابة رضوان الله عليهم بنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم فى كل شئ حتى فى طريقة التعليم فهذا سعد بن ابى وقاص رضى الله عنه وارضاه كان يفعل نفس الشئ مع بنيه ففى صحيح البخارى عن عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيَّ قَالَ كَانَ سَعْدٌ يُعَلِّمُ بَنِيهِ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ كَمَا يُعَلِّمُ الْمُعَلِّمُ الْغِلْمَانَ الْكِتَابَةَ وَيَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْهُنَّ دُبُرَ الصَّلَاةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ
    وهذا المنهج التربوى الكريم الذي طبقه النبى الأمين ووعاه أصحابه المكرمين يبعث على الاطمئنان الى دقة ما نقلو عنه وتمام ضبطهم له ان شاء الله تعالى ولله الحمد والمنة .
    ثانيا :أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يتخول الصحابة بالموعظة وكان معتدلا معهم فى الحديث وكان يراعى عدم الاملال عليهم وكذلك اختيار الوقت المناسب للحديث فكان صلى الله عليه وسلم يختار اوقات النشاط الذهنى والاستعداد النفسي لدى اصحابه ومباعدته بين الموعظة واختها حتى تشتاق النفس وينشرح الصدر للتلقى مما كان لهذا كله الاثر البالغ فى حفظ الصحابة وتمام ضبطهم رضوان الله عليهم اجمعين
    والادلة على ذلك كثيرة ففى صحيح البخارى عن عبد الله بن مسعود قال كان النبى صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة فى الايام كراهة السامة علينا .
    ولاريب ان أن مثل هذا الاسلوب يراعى طاقات المتعلمين ويطارد الملل الذي قد يصيب بعضهم وتبقى النفوس فى حالة من الشوف والترقب والاذهان فى حالة من النشاط والتحفز فتجتهد فى الحفظ والضبط والوعى قال الجاحظ :- ( قليل الموعظة مع نشاط الموعوظ خير من كثير وافق من الاسماع نبوة ,ومن القلوب ملالة.)
    ثالثا ..ضرب الامثال ...فللمثل الأثر البالغ فى ايصال المعنى إلى العقل والقلب ,ذلك أنه يقدم المعنوى فى صورة حسية فيربطه بالواقع ويقربه الى الذهن في بلاغة تأخذ بمجامع القلوب وتستهوى العقول وبخاصة عقول البلغاء ولذلك استكثر القران من ضرب الامثال وذكر حكمة ذلك فى ايات كثيرة فقال تعالى((وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ))والنبى صلى الله عليه وسلم اكثر جدا من ضرب الامثال حتى قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه ((حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الف مثل ))اخرجه الرامهرمزى فى الامثال وسنده ضعيف
    وقد أُلفت كتب كثيرة فى الأمثال النبوية منها على سبيل المثال:امثال الحديث للقاضى ابى محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي المتوفى سنة 360
    والاحاديث التى فيها ضرب الامثال من النبى صلى الله عليه وسلم كثيرة جدا مثل حديث البخارى مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ....
    وما رواه البخارى من حديث ابى موسى ان النبى صلى الله عليه وسلم قال مثل ما بعثنى الله به من الهدى والعلم كمثل غيث...
    وهناك نوع اخر من ضرب الامثال ويسمى المثل السائر يتداوله الحكماء فى كلامهم مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم لايلدغ المؤمن من جحر مرتين.




    الإلزام الثامن عشر :- اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بتبليغ سنته إلى من بعده
    ومن ذلك مثلا
    أولا : طرح المسائل فمن المعلوم أن توجيه السؤال يفتح ذهن المسؤل ويركز على اهتمامه فى الإجابة ويحدث حالة من النشاط الذهنى الكامل ,ويحدث لونا من التواصل القوى بين السائل والمسؤل وقد استخدم النبى صلى الله عليه وسلم السؤال فى صور متعددة لتعليم الصحابة رضى الله عنهم مما كان له اكبر الاثر فى حسن فهمهم وتمام حفظهم
    أ_فاحيانا يوجه النبى صلى الله عليه وسلم السؤال لمجرد الاثارة والتشويق ولفت الانتباه من ذلك ما اخرجه الامام مسلم فى صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
    أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ
    ب- وأحيانا يسألهم النبى صلى الله عليه وسلم عما يعلم أنهم لاعلم لهم بهوانهم سيكلون علمه الى الله ورسوله وإنما يقصد إثارة انتباههم للموضوع ولفت انظارهم إليه من ذلك الحديث المتفق عليه من حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
    بَيْنَمَا أَنَا رَدِيفُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا آخِرَةُ الرَّحْلِ فَقَالَ يَا مُعَاذُ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ يَا مُعَاذُ قُلْتُ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ قُلْتُ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ قَالَ هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ قُلْتُ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ قَالَ هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوهُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ
    ج-وأحيانا يسالهم النبى صلى الله عليه وسلم عن شئ معلوم لديهم فيجيبون بما يعلمون فيلفت النبى صلى الله عليه وسلم أنظارهم إلى معنى غريب لم ينتبهو إليه
    من ذلك ما اخرجه مسلم فى صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ
    د-وأحيانا يسأل فيحسن أحد الصحابة الاجابة فيثنى عليه ,ويمدحه تشجيعا له وتحفيزا لغيره كما فعل مع ابى بن كعب حين استحسن إجابته وذلك فى الحديث الذي اخرجه مسلم عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ قَالَ قُلْتُ { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } قَالَ فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ
    ثانيا: القاء المعاني الغريبة المثيرة للاهتمام والداعية الى الاستفسار والسؤال
    وهذا لون رائع من ألوان التعليم يثيرفى النفس الرغبة القوية فى السؤال ويدفعها بقوة إلى التطلع للمعرفة واستشراف الجواب ومن ثم استيعابه وحفظه لما فيه من طرافة وغرابة من ذلك الحديث المتفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ
    ومن ذلك وهو مثال لطيف ما اخرجه مسلم فى صحيحه من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ فَقَالُوا مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ قَالَ أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ قَالُوا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لِأَنَّهُ أَسَكُّ فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ فَقَالَ فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ
    ثالثا : استخدام الوسائل التوضيحية فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يستخدم الوسائل التوضيحية لتقرير وتاكيد المعنى فى نفوس وعقول السامعين وشغل كل حواسهم بالموضوع وتركيز انتباههم فيه مما يساعد على تمام وعيه وحسن حفظه بكل ملابساته وهذه الوسائل كثيرة منها
    أ-التعبير بحركة اليد:كتشبيكه بين اصابعه الشريفة وذلك للتعبير عن الاخوة بين المؤمنين وكانهم مثثل الاصابع التى شبكت مع بعضها البعض فى الحديث الذي اخرجه البخارى من حديث أَبِي مُوسَى
    عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ
    ومن ذلك تمثيله للقرب بين بعثته وبين قيام الساعة بالقرب بين اصعيه السبابة والوسطى وذلك فى الحديث المتفق عليه من حديث سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بِإِصْبَعَيْهِ هَكَذَا بِالْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ بُعِثْتُ وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ
    ب_التعبيربالرسم فكان النبى صلى الله عليه وسلم يخط خطوطا على الارض توضيحية تلفت نظر الصحابة ثم يأخذ فى شرح مفردات ذلك التخطيط وبيان المقصود منه
    فمن ذلك ماأخرجه البخارى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ وَقَالَ هَذَا الْإِنْسَانُ وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ وَهَذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ الْأَعْرَاضُ فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا
    ومن ذلك رسمه صلى الله عليه وسلم صورة توضيحية للاسلام صراط الله المستقيم بالنسبة للسبل الاخرى وذلك فى الحديث الذي اخرجه البخارى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا ثُمَّ قَالَ هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ هَذِهِ سُبُلٌ قَالَ يَزِيدُ مُتَفَرِّقَةٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ { إِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ }
    ج-التعبير برفع الشئ وإظهاره موضع الحديث كما فعل صلى الله عليه وسلم عند الحديث عن لبس الحرير والذهب فعن عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ حَرِيرًا فَجَعَلَهُ فِي يَمِينِهِ وَأَخَذَ ذَهَبًا فَجَعَلَهُ فِي شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي أخرجه ابو داوود وهو حديث صحيح
    د-التعليم العملى بفعل الشئ امام الناس حتى يتعلمو من مشاهدتهم له فى فعله صلى الله عليه وسلم كما فعل عند تعليمهم طريقة الصلاة وذلك فى الحديث الذي اخرجه البخارى ومسلم وفيه عن سهل بن سعد قال ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَيْهَا وَكَبَّرَ وَهُوَ عَلَيْهَا ثُمَّ رَكَعَ وَهُوَ عَلَيْهَا ثُمَّ نَزَلَ الْقَهْقَرَى فَسَجَدَ فِي أَصْلِ الْمِنْبَرِ ثُمَّ عَادَ فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا وَلِتَعَلَّمُوا صَلَاتى
    رابعا: استعمال لطيف الخطاب ورقيق العبارات فان ذلك مما يؤلف القلوب ويستميلها الى الحق ويدفع المستمعين الى الوعى والحفظ ,كما فعل مع ربيبه عمر بن أبى سلمة حين أخذ فى تعليمه لآداب الاكل فعن عمر بن أبى سلمة رضى الله عنه قال :دخلت على النبى صلى الله عليه وسلم فقال اجلس يابنى وسمى الله وكل بيمينك وكل مما يليك
    كما كان النبى صلى الله عليه وسلم يمهد لكلامه وتوجيهه بعبارة لطيفة رقيقة وبخاصة اذا كان يعلمهم امر قد يستحيا من ذكره كما فعل مع الصحابة عند تعليمهم آداب الجلوس لقضاء الحاجةإذ قدم لذلك بانه مثل الوالدين للمؤمنين يعلمهم شفقة بهم
    ففى الحديث الذي اخرجه الامام ابو داود من حديث ابى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أنا لكم بمنزلة الوالد اعلمكم فإذا اتى احدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ولا يستطيب بيمينه
    وعن ابن عمر رضى الله عنهما ان عمر استاذن النبى صلى الله عليه وسلم فى العمرة فأذن له وقال لاتنسنا من دعائك يا اخي
    ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ يامعاذ والله انى لاحبك
    خامسا:التحذير من الكذب عليه صلى الله عليه وسلم وبيان العقوبة الشديدة فى ذلك مما دعا الصحابة الكرام الى الدقة فى سماع الاخبار عن سيد الاخيار بل ان هناك من الصحابة البررة من أحجم عن الحديث كلية خشية ان يقع فى وعيد الاحاديث الاتية
    عن رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَلِجْ النَّارَ ))متفق عليه
    عَنْ الْمُغِيرَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ نِيحَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ*متفق عليه
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ))متفق عليه

    ومما يلفت النظر ان اكثر الاحاديث طرقا هو حديث من كذب على متعمدا فالعلماء يمثلون له دائما بالحديث المتواتر لفظا وهذا يدفعك الى التأمل واستنتاج حفظ هذه السنة المطهرة اذ أن العشرات من الصحابة الافاضل رووا هذا الحديث




    التعديل الأخير تم بواسطة الشهاب الثاقب. ; 05-12-2014 الساعة 09:54 PM سبب آخر: إضافة رابط ذو صلة

عشرون إلزاما لمنكري السنة النبوية

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كتابة السنة النبوية في عهد النبي والصحابة وأثرها في حفظ السنة النبوية
    بواسطة فداء الرسول في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 22-07-2013, 12:55 AM
  2. أهمية النية في السنة النبوية
    بواسطة فداء الرسول في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-10-2012, 12:16 PM
  3. *(*) منابع السنة النبوية ...هاااااااام جدا جدا (*)*
    بواسطة نضال 3 في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 16-02-2010, 09:56 PM
  4. إصلاح ذات البين في السنة النبوية
    بواسطة الحاجه في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-11-2009, 02:00 AM
  5. صحيح السنة النبوية
    بواسطة قابضة على الجمر في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-05-2008, 09:56 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

عشرون إلزاما لمنكري السنة النبوية

عشرون إلزاما لمنكري السنة النبوية