شهادة ساويرس بن المقفع !
لقد أكد الدكتور نبيل لوقا بباوي ترحيب الأقباط بالفتح الإسلامي لمصر ناقلاً عن أعظم رجال النصارى في القرن العاشر , وهو ساويرس بن المقفع صاحب " تاريخ البطاركة " , ما يثبت أن النصارى رحبوا بالفتح الإسلامي لمصر , يقول الدكتور نبيل لوقا : ( ويذكر ساويرس – بن المقفع – في كتابه " سير الأباء البطاركة " وهو أحد الكتاب المسيحيين المعروفين : " أنه كان من نتائج عودة الأنبا بنيامين إلى كرسي البطريركية أن رجع كثير من المصريين إلى المذهب الأرثوذكسي بعد أن كانوا قد نبذوه نتيجة لإضطهاد هرقل قيصر الروم , وبعد أن تم لبنيامين لم شمل قومه من القبط , اتجه إلى بناء ما كان هرقل قد هدمه من الكنائس والأديرة , أي أن المذهب الأرثوذكسي بدأ يستعيد مكانته في ظل الحكم العربي ولا عجب إذا عم السرور والفرح على أهل مصر جميعًا " ) ( انتشار الإسلام ص 162-163 ) .
ويقول الدكتور نبيل لوقا أيضًا : ( إن المسيحيين في مصر تلقوا أشكال العذاب بكل أنواعه على يد الدولة الرومانية ولم تضع الدولة البيزنطية أمامهم إلا خيارين , الخيار الأول هو عبادة الأوثان أي عبادة الإمبراطور , والخيار الثاني هو القتل , وبعد أن أصبحت الديانة المسيحية هى الديانة الرسمية للدولة البيزنطية وضعوا المسيحيين في مصر أمام خيارين اثنين , الخيار الأول القتل , والخيار الثاني هو ترك عقائدهم الأرثوذكسية في الديانة المسيحية , واتباع العقائد الكاثوليكية التي يرفضونها واستشهدوا في كل العصور من أجل عقائدهم الأرثوذكسية , لذلك حينما أتى عمرو بن العاص وعرض تخليصهم من عذابهم على أن يدفعوا الجزية أو ضريبة الدفاع مقابل الدفاع عنهم وتخليصهم من ظلمة الدولة الرومانية على أن يباشروا عقائدهم الدينية بحرية تامة حسب معتقداتهم الدينية في طبيعة السيد المسيح رحبوا بذلك ) ( انتشار الإسلام ص 159 ) .
وعن مساعدة الأقباط الأرثوذكس للمسلمين كدليل على رغبتهم في هزيمة الكاثوليك , فهذا ما أكده الكاثوليك أنفسهم كما ذكرنا , وفي هذا يقول الدكتور نبيل لوقا بباوي : ( بعد ذلك الإستعراض التاريخي من واقع أمهات الكتب المسيحية لا يستطيع أحد أن يؤيد ما يقوله المستشرقون بأن الإسلام انتشر بحد السيف في مصر بل بالحقيقة أن أهل البلاد من الأقباط الأرثوذكس في مصر كانت لديهم رغبة قوية في هزيمة الجيوش البيزنطية الرومانية , لذلك قام الأقباط الأرثوذكس بإرشاد قوات عمرو بن العاص في كل تجولاتها في مصر لتخلصهم من حمامات الدم والمقابر الجماعية التي كان ينصبها الجنود الرومان للأقباط الأرثوذكس في مصر والشام ) ( المصدر السابق ص 158 ) .
وأنقل هذا النص ، ليس من كتاب ألفريد بتلر ، إنما أنقله على لسان الراهب أنطونيوس الأنطوني في كتابه " وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها " نقلاً عن ألفريد بتلر ، ليستشهد به – أي الراهب أنطونيوس - على أن الله سبحانه وتعالى شاء لنصارى مصر ، أن يكون إنقاذهم من الفناء والهلاك والعدم ، على يد الصحابي الجليل عمرو بن العاص ، فيقول الراهب (ص64) : ( إن بنيامين سَعِدَ كثيرًا بعمرو ، كما رحب عمرو ببنيامين ، وطلب عمرو بن العاص من بنيامين أن يدعو له حتى يمضي ليحرر أرض ليبيا هي الأخرى من ظلم الرومان الصليبيين ، فدعا له البابا بنيامين ، وقال له كلامًا طيبًا أعجبه والحاضرين ، ثم انصرف مكرمًًا مبجلاً ) .
ويستطرد أنطونيوس قائلاً (ص65) : ( كل ذلك حدا بالمؤرخ بتلر أن يقول : "ولقد كان لعودة بنيامين أثر عظيم في حل عقدة مذهب القبط وتفريج كربهم ، إن لم تكن عودته قد تداركت تلك الملة (الأرثوذكسية) قبل الضياع والهلاك" ) .
فدع عنك أيها القاريء النصراني المنصف حقد المستشرقين , ومن ردد أقوالهم من المتعصبين , فهم لا يريدون إلا الفتنة , وقد كانوا دائمًا قارعي طبول الحروب الصليبية على العالم الإسلامي حتى يومنا هذا , فهم كتبوا مؤلفاتهم وقلوبهم المريضة ونفوسهم الحاقدة تدفعهم لمزيد من الكراهية بإسم الصليب , وبإسم الإضطهاد المزعوم , لكن الله أنطقهم بالحق , ويأبى الله إلا أن يذل من عصاه !
المفضلات