شهادة الدكتور نبيل لوقا بباوي !






الدكتور نبيل لوقا بباوي , أستاذ القانون والإقتصاد بكلية الشرطة والحقوق , وعضو جمعية الإخاء الديني , شهد شهادة عظيمة على سماحة الإسلام , فرغم أنه مسيحي أرثوذكسي يعتز بمسيحيته إلا أنه صدع بالحقيقة ولم يخش عش الدبابير من المتعصبين المسيحيين !

وسنستعرض هذه الشهادة – فيما له علاقة ببحثنا – من خلال مؤلفه " انتشار الإسلام بحد السيف بين الحقيقة والإفتراء " الناشر : دار البباوي للنشر , الطبعة الثانية .

يقول الدكتور نبيل لوقا بباوي : ( كان الشعب المصري القبطي الأرثوذكسي يعاني من شدة الفقر والإضطهاد الديني في ظل سيطرة الإمبراطورية البيزنطية , فقد فرضت عليه الضرائب الباهظة , والحاصلات الزراعية في مصر تذهب إلى بيزنطة , وكان البيزنطيون يكرهون أهالي مصر لأنهم عنيدون في الدخول إلى المسيحية الكاثوليكية ورغبتهم في البقاء على مسيحيتهم الأرثوذكسية وقد سار عمرو بن العاص إلى مصر في جيش من أربعة آلاف مقاتل ) ( انتشار الإسلام بحد السيف بين الحقيقة والإفتراء ص 147 ) .

ويصف لنا الدكتور نبيل لوقا إضطهاد الكاثوليك للأرثوذكس فيقول : ( في عام 631م حاول هرقل إمبراطور الدولة البيزنطية أن يوحد العقيدة المسيحية مرة أخرى في جميع الولايات التابعة لإمبراطوريتة حسب المذهب الأريوسي ذي الطبيعتين للسيد المسيح , وأرسل حاكم جديد هو المقوقس الذي قام بإحراقهم أحياء - أي الأرثوذكس - وانتزاع أسنانهم , لدرجة أن شقيق الأنبا بنيامين بطريرك الأقباط الأرثوذكس في الإسكندرية قام الجنود الرومان بحرق أخيه متياس وأشعلوا فيه النار حيًا لرفضه الإعتراف بقرارات الإمبراطور هرقل الجديد , ويجمع جميع المؤرخين أن هذه الحماقات من جانب المقوقس جعلت الأقباط في مصر يكرهون حكم الدولة البيزنطية وكانوا يصلون أن ينجوا من شرور الجنود الرومان , ولشدة الإضطهاد من جنود الرومان هرب البطريرك الأنبا بنيامين وترك مدينة الإسكندرية وهرب للصعيد بعد أن رأى ما حدث لأخيه وللأقباط الأرثوذكس , وفي هذا الجو المأساوي الدموي حيث تذكر كتب التاريخ القبطي أن دماء الأقباط الأرثوذكس كانت تصل إلى ركب الخيول للجنود الرومان , وفي عام 639م أتى عمرو بن العاص بجيشه إلى مصر ومعه أربعة آلاف مقاتل , وفتح مصر في هذا الجو المأساوي الذي يعيش فيه الأقباط الأرثوذكس من ويلات القتل والعذاب على الجنود الرومان , وقد عقد الأمان مع المقوقس في نوفمبر 642م بدفع الجزية أو ضريبة الدفاع على أن تقوم القوات الإسلامية بحماية المسيحيين ويسمح لهم بمباشرة عقائدهم الدينية , وأصدر عمرو بن العاص بكتاب أمان للأنبا بنيامين بطريرك الأقباط الثامن والثلاثين الذي كان هاربًا في الصعيد بالعودة , وهذا نص عهد الأمان : " أينما كان بطريرك الأقباط بنيامين نعهده بالحماية والأمان وعهد الله على الأقليات .. البطرك هى هنا في أمان واطمئنان لتولي أمر ديانته ويرعى أهل ملته " . ودخل بنيامين الإسكندرية في إحتفال شعبي بعد أن ظل مختفيًا في الصحراء في الصعيد لمدة ثلاثة عشر عامًا ) ( المصدر السابق ص 157-158 ) .

ويتحفنا الدكتور نبيل لوقا قائلاً : ( لقد وصل تسامح عمرو بن العاص مع الجنود الرومان البيزنطيين وأعدائه أنه نص في عقد الأمان المبرم مع قيرس أو المقوقس كما يطلق عليه أهل مصر الذي أبرم في عام 642م أنه سمح للجيش البيزنطي بالإنسحاب من مصر وأن يحمل جنوده أمتعتهم وأموالهم وأن يتعهد المسلمون ألا يتعرضوا للكنائس الخاصة بهم , هل يوجد تسامح أكثر من ذلك ! أن تترك أعداءك يخرجون أمام عينيك بأمتعهتهم وأسلحتهم وأنت تعلم أنهم سوف ينظمون أنفسهم مرة أخرى لمقاتلتك وقتل الجيوش الإسلامية ! ولكنها تعاليم الإسلام عندما تبرم , عقد الإمان يجب الإلتزام به , وأن القتال ليس هدفًا لذاته بل هو خطوة للدفاع عن النفس ولتأمين الدولة الإسلامية الحديثة ) ( المصدر السابق ص 158- 159) .

لا عجب يا دكتور لوقا , فمن كان نهجه القرآن وسنة العدنان – صلى الله عليه وسلم – لا يُستغرب أن يصدر منه مثل ذلك !

ولا يزال الدكتور نبيل لوقا مستمرًا في تعجبه فيقول : ( إن أهم شيء في مباديء الشريعة الإسلامية التي تطبق على غير المسلمين بعد دخول عمرو بن العاص هو حرية العقيدة لغير المسلمين في مصر , تطبيقًا لمبدأ " لا إكراه في الدين " الوارد في القرآن الكريم , دستور المسلمين , وفوق ذلك غير المسلمين وفي مصر شرائع ملتهم في نطاق الأحوال الشخصية كالزواج والطلاق لأنها مسائل مرتبطة بالعقائد وشرائع الملة , خاصة أن الشريعة الإسلامية يحكمها مبدأ " واتركوهم لما يدينون " ) ( المصدر السابق ص 159 بنصه ) .

وماذا عن الجزية ؟! يقول الدكتور لوقا : ( بموجب عقد الأمان بين عمرو بن العاص والمقوقس , فرض على كل قبطي ديناران , ويعفى منها أكثر من 70% من الأقباط الأرثوذكس , حيث يعفى منها القصر والنساء والشيوخ والعجزة وأصحاب المرض والرهبان , وهذا مبلغ ضئيل جدًا إذا قارناه بالضرائب التي كان يحصل عليها الحاكم الروماني , وناهيك عن المجازر الجماعية التي كان ينصبها الجنود الرومان للأقباط الأرثوذكس ) ( المصدر السابق ص 60 ) .

وقبل اتهام النصارى للدكتور نبيل لوقا بباوي بالخيانة العظمى , والتحزب للإسلام والمسلمين من أجل أغراض دنيوية , نسألهم : لماذا لا تنظرون إلى التاريخ بعين الإنصاف والتجرد من الحزبية ؟!