2- عدم التصريح في التوراة والإنجيل بأنهم مطابقين لشريعة إبراهيم -عليه السلام- قال الفخر : يعني ولم يُصرّح في أحد هذين الكتابين بأنه مطابقٌ لشريعة إبراهيم ، فذكر التوراة والإنجيل على هذا نشرٌ بعد اللف : لأنّ أهل الكتاب شَمِل الفريقين ، فذكر التوراة لإبطال قول اليهود ، وذكرَ الإنجيل لإبطاللِ قول النصارى ، وذكر التوراة والإنجيل هنا لقصد جمع الفريقين في التخطئة ، وإن كان المقصود بادىء ذي بدء هم النصارى الذين مَساقُ الكلام معهم .
الرد على دعواهم إن لن يكون مهتدي إلا من كان يهوديا أو نصرانيا؟
*( وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين )سورة البقرة
*فقوله - تعالى - : ( وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا ) بيان لعقيدة الفريقين في التفرق في الدين ، والضمير في ( وقالوا ) لأهل الكتاب و ( أو ) للتوزيع أو التنويع ، أي إن اليهود يدعون إلى اليهودية التي هم عليها ويحصرون الهداية فيها ، والنصارى يدعون إلى النصرانية التي هم عليها ويحصرون الهداية فيها - وهذا الأسلوب معهود في اللغة - ولو صدق أي واحد منهما لما كان إبراهيم مهتديا ؛ لأنه لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ، وكيف وهم متفقون على كونه إمام الهدى والمهتدين ؛ لذلك قال - تعالى - ملقنا لنبيه البرهان الأقوى في محاجتهم ( قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ) أي بل نتبع أو اتبعوا ملة إبراهيم الذي لا نزاع في هداه ولا في هديه ، فهي الملة الحنيفية القائمة على الجادة بلا انحراف ولا زيغ ، العريقة في التوحيد والإخلاص بلا وثنية ولا شرك . (تفسير المنار صـــ395.)
( هنا تجدر الاشارة ان الكتاب المقدس لم يذكر ان هناك دين يسمى الدين اليهودي ودين المسيحي ابدا)
قال تعالى:{ لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير } (آل عمران:28)
قال تعالى : { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون { (المجادلة:22) .
قال تعالى:{ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين }(الممتحنة:8 ).
المفضلات