الرد على الأطروحة الخامسه : يقولون أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان .... ؟؟ فمتى أصلح الإسلام في مكان ما ؟؟ وهو الذي قام علي الغزو والقتل والنهب والسبي كما في غزوة بني قريظة قديما .. ومصر اليوم خير مثال ... أولاً : متى أصلح الإسلام في مكان ما ؟؟؟؟؟ · حتى لا نطيل على القارئ فإننا ندعوه إلى مشاهدة هذا الفيلم الغربي الذي أثار ضجة في الغرب لأنه ينقض المقولة التي ادعت أن اختراعات الإغريق والرومان هي التي كان لها الفضل في التطور التقني الحديث .. بل وينتقد الفيلم من يسمي فترة الحضارة الإسلامية بأنها عصور مظلمة .. · لقد ابرز هذا الفيلم ما قدمته الحضارة الإسلامية من المخترعات التي كان لها الفضل فيما وصلت إليه التقنيات الحديثة التي انتقلت إلى أوروبا المظلمة من الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى حيث كان الإسلام في أوج مجده .. و لكنها سنة الله في خلقه دائما أن تتداول الريادة بين البشر جميعاً مصداقاً لقوله تعالى .." وتلك الأيام نداولها بين الناس" آل عمران 140 The Best in West About Islam... رابط فيلم أفضل ما صُنِع في الغرب عن الإسلام
ثانياً : هل الإسلام قام علي الغزو والقتل والنهب والسبي ؟؟؟؟ بالنسبة للغزو و القتل : · هناك فارق لغوى كبير ( تغافله السيد علماني ) بين لفظ " القتل " و بين لفظ " القتال " ... فالقتل يكون من طرف قوى لطرف اضعف منه ..... أما القتال فيكون بين طرفين على قدر كبير من المثلية أو التكافؤ ... ولذلك فنحن لا نقاتل الذبابة .. إنما نقتل الذبابة ... و لكننا نقاتل من يعتدي على بلادنا وأعراضنا مثلا ...
· و قتل النفس بغير الحق في الإسلام هو أمر منهي عنه تماما .... قال تعالى :
· المسلم يقاتل فقط لرد من يعتدي عليه و يريد قتله .. و لا يبدأ بالعدوان .... و الدليل على ذلك قوله تعالى ...
" وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَـعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190 .... أما موقفه مع من لم يعتدي عليه هو ..... " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الممتحنة 8 .. والقسط هو العدل أما البر فمعناه العميق لا يخفى على القارئ الذكي ....
· و هناك مواطن ثلاثة يجب على المسلم " القتال " فيها :
1. الحفاظ على الدم والمال والعرض .."وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ " الشورى 39 . 2. منع الفتنه ... فقد يتعرض المسلمون في بعض البلاد للترويع والأذى حتى يرتدوا عن دينهم فلا يجوز تركهم تحت وطأة عذاب المعتدى ولكن يجب قتال هذا المعتدى حتى يؤمن من شاء من المسلمين دون خوف" وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ " الأنفال 39 - 40 . 3. تامين الدعوة ... فمن واجب المسلمين أن يعرضوا على العالم كله ما عندهم من خير في رسالة السماء الخاتمة للأرض - وبما تتضمنه من خير للبشرية - عرضاً عادياً وبالموعظة الحسنة ... لا يقترن بذلك رغبة أو رهبه – أي رشوة أو تخويف – " ادْعُإِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْبِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِوَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" النحل 125.... فالكل له أن يعرض ما عنده ولكل فرد أن يختار ما يريده حيث .." لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ " البقرة 256..وأيضا .." فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " الكهف 29 .... هذا ولم يحملنا الله سبحانه و تعالى نتيجة هذه الدعوة هل اهتدى الناس أم لميهتدوا .... و لماذا ؟؟؟ لأنه ...
ولكن إذا عطلت إذاعتهم أو صودرت كتبهم أو حبس دعاتهم .... جاز لهم أن يقاتلوا جيوش الطغاة المعتدين ( وليس الشعوب) حتى يتموا ما عليهم من واجب ... أي جاز لهم أن يحطموا السياج الحديدي الذي يمنع وصول خير وعطاء السماء لأهل الأرض ( وليس للاستيلاء على منابع النفط مثلا أو نهب ثروات الشعوب ) .. هذا بالرغم من الضرر الذي سيلحق بالدعاة نتيجة ذلك .. حيث يمكن أن يكون الثمن حينئذ .. حياتهم ...
ومن هنا نخلص انه .. لا قتل ولا قتال في الإسلام لنعره جنسيه أو لأطماع شخصيه أو لفرض الإسلام على الناس بقوة السلاح فهذا مرفوض ..... ولماذا .... لأن الآيات التالية وحدها و ببساطة كافية شافية ناسفة لهذه الشبهة و داحضة لها :
و قد ورد في " تفسير المنتخب " لهذه الآية الكريمة .. " إنما عقاب الذين يحاربون الله ورسوله .. بخروجهم على نظام الحكم وأحكام الشرع .. ويفسدون في الأرض بقطع الطريق .. أو انتهاب ( أي نهب ) الأموال : أن يُقْتَلوا بمن قتلوا ... وأن يُصلبوا إذا قتلوا وغصبوا المال .. وأن تُقطَّع أيديهم وأرجلهم من خلاف إذا قطعوا الطريق وغصبوا المال ولم يقتلوا .. وأن يُنفوا من بلد إلى بلد .. وأن يُحبسوا إذا أخافوا فقط .. ذلك العقاب ذل لهم و إهانة في الدنيا .. ولهم في الآخرة عذاب عظيم وهو عذاب النار " ... انتهى تفسير المنتخب .. بمعنى أن الإسلام وضع للنهب حدا يسمى حد الحرابة .. على النحو المذكور ..
بالنسبة للسبي : ( لا يفوتكم الاطلاع على المزيد الممتع و المفصل عن هذا الموضوع في الرابط التالي )
§ كان الرقيق نظاماً وعرفاً يقوم عليه الاقتصاد منذ قرون عديدة في العالم كله ( الفرس / الرومان / الهند / الصين / أهل الكتاب .. ) وكانوا واقعاً غير مؤلم ولا مستغرب .. لا يأبه لهم أحد و لا يفكر فيهم مصلح .. بل وكانت الأرض تباع بفلاحيها .
§ فكان العبيد في الدولة الرومانية مثلا .. يقدم بعضهمفي حلبات المصارعة الرومانيةحتى يتسلى السادة بموتهم بين أنياب الوحوش ...بل و كان الرومان يدربون أبناءهم على السهام ويجعلون العبيد هم الهدف .
§ وقد ظل الأوربيون لعدة قرون يصطادون بوحشية البشر من أفريقيا ويسخرونهم كعبيد....... وتم خطف عشرات الملايين و هلاك مثلهم في أثناء الغارات التي كان يقوم بها قراصنتهم ...وأثناء نقلهم لأمريكا خلال رحلة شاقة ... كان يموت منهم ما يقرب من الثلث ... ويتم إلقاء الضعفاء والمرضى في المحيط حتى لا يستهلكوا نصيباً من الطعام !!!
§ ولا أحد منا يغفل عن ظلم واضطهاد العبيد السود مثلا في أمريكا وحتى عهد قريب جداً .. حتى أنهم كانوا يمنعون من دخول كنائس و محلات السادة البيض .
§ وطوال تاريخ الإنسانية - وحتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي - امتلأالعالم بالعبيد ، الذين كانوا يستعبدون لأتفه الأسباب ، كالعجز عن سداد دين أو خسارةمال في قمار..وحين قررتبريطانيا في العصر الحديث إلغاء الرق عام 1823م تم تحرير ما يربو على 800 ألفاً منرقيقها ....أسرى الحرب في التاريخ ، عبد الكريم فرحان، ص 41
لقد جاء الإسلام و وجد الرق وضع اجتماعى واقتصادى دولى ... فأتي بشريعة إيجابية لإنهاء و حل مشكلة الرق .. وكيف ؟؟
أولا : منابع الرق :
جاء الإسلام فوجد أن منابع الرق و السبي متعددة ... كما كان عليه الحال في الأمم و الشرائع السابقة .. فحرّمها الإسلام جميعها إلا منبعاً واحداً .. وهو أسر المحارب أو المحاربة من داخل ساحة القتال فقط دون سواهم وذلك أثناء حرب دفاعية مشروعة .. و شريطة ألا يكون هناك اتفاقاً أو معاهدة تلتزم فيها الأطراف المتحاربة على تبادل الأسرى.. عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل ... وذلك لردع المعتدى حتى يعلم أنه سيلحق بمحاربيه مثلما سيلحق بما في يده هو من اسري للمسلمين .. فلا يعقل بالطبع أن يصبح أسرى المسلمين لدى المعتدى رقيقاً بينما أسرى المعتدى لدى المسلمين أحراراً .. فترجح كفة المعسكرات المعتدية على المعسكر الإسلامي .. وتطمع أيضاً هذه المعسكرات في المهاجمة وهى آمنة مطمئنة من عواقب الهجوم .. بل وهى رابحة غانمة ... أما غير المعتدين المحاربين فلا سبي عليهم في الإسلام أصلاً ..
ثانياً : أسلوب معاملة الرق : ( مفصل ذلك في الرابط أعلاه )
وجد الإسلام أن الرق هو واقع مرير مليء بالاضطهاد والظلم يعامل فيه البشر على النحو الذي سبق وأن ذكرناه بعاليه .. فشرع الإسلام أسلوباً حضارياً وإنسانياً لمعاملة الرقيق ....
ثالثاً : مصارف الرق : ( مفصل ذلك في الرابط أعلاه )
كان للرق قبل الإسلام مصرفاً واحداً فقط وهو " إرادة السيد ".... فجاء الإسلام فعدد مصارف الرق وجعل منها :
· الإفراج عن الأسير بدون مقابل / أو بمقابل مادي .... أو بقيامه بأداء عمل كتعليم المسلمين القراءة والكتابة " فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً " محمد 4 · كفارات لذنوب / مصرف للزكاة / المكاتبة / .... · " ملك اليمين " وهي الأسيرة المحاربة في حرب مشروعة والتي كانت ضمن صفوف الجيش الآخر .. وليست المخطوفة شريطة ألا يكون هناك اتفاقاً أو معاهدة تلتزم فيها الأطراف المتحاربة على تبادل الأسرى ... فإذا كانت هناك معاهدة بذلك - كما هو الحال في عصرنا الحالي - فلا يجوز و لا يحل أخذ " الأسيرة المحاربة " كملك يمين ..
لقد جاء الإسلام إلى المنابع المتعددة للرق فضيقها فجعل لها منبعاً واحداً ... وجاء إلى المصرف الواحد فعدده ووسعه .. وباختصار فان الإسلام جاء ليشرع العتق ويعدد الوانه ويحدد الرق ويوحد منابعه ... وبذلك يكون الاسلام قد أيّد العتق ولم يؤيد الرق ... حتى يأتي يوما ينتهي فيه الرق تدريجيا دون إحداث هزة اجتماعية لا يمكن ضبطها ... نظرا لان الإسلام جاء وكان نظام الرق أمراً اجتماعياً و اقتصاديا بل وعرفاً دولياً وعالمياً .....
إن الإلغاء المفاجئ للرق آنذاك كان سيترتب عليه ضرراًبالغاً بالعبيد وبالسادة على السواء ... فأما العبيد فكانوا سيخسرون موارد رزقهم وكفالة مواليهم لهم ... وأما السادة فتحرير العبيد كان سيفقدهمأموالهم ... لان العبيد – آنذاك – كانوا عبارة عن مال قد لا يملك السيد غيره .. وهذا يذكرنا بثورة العبيد على الرئيس الأمريكي إبراهام لنكون حين أصدر أمرهبتحرير العبيد ، فثاروا عليه لمّا فقدوا الرعاية والغذاء والسكن فالمجتمع لم يكن مؤهلا حينئذ لمثل هذا التغير الاجتماعي الكبير ....
هذا .. وقد تنبأ القرآن - ضمن اعجازاته - بنهاية الرقيق في العالم .. و ذلك بفضل شرائعه التي لا تجد لها مثيلاً في الشرائع الأخرى .. وكيف كان ذلك كذلك .. ( مفصل ذلك في الرابط أعلاه )
يتبع بإذن اللـــــــــــــــه
التعديل الأخير تم بواسطة سيف الإسلام ; 08-10-2014 الساعة 11:56 AM
المفضلات