تاريخ النصرانية الاسود الذي تحاول الكنيسة اخفاءه

سنواصل بمشيئة الله تعالى في هذا المقال سرد الفظائع التي ارتكبتها الكنيسة باسم النصرانية ونشر كلمة الرب. وسنعرف لماذا اتجه الغرب الى العلمانية ورفضوا النصرانية بعد قرون من المعاناة من حكم الكنيسة. وللاسف تم تعميم هذه النظرة على الاسلام ويصروا على فصل الاسلام كدين عن الدولة. وهؤلاء لا يعرفوا العدل والرخاء التي نعمت به الدول تحت الحكم الاسلامي.
اود ان اذكر القارئ بقراءة الجزء الاول ان لم يكن قد قرأه بالفعل. وما زال السؤال مطروحا: ما هي الوسيلة المفضلة للقتل لدى النصارى في حروبهم عبر التاريخ وحتى الآن حيث ان السيف لم يكن يكفي لاشباع وحشيتهم؟

الحروب الدينية
القرن الخامس عشر: الحروب الصليبية ضد هوسيتس وقد قتل فيها الآلاف.

في عام 1538 اعلن البابا بولس الثالث حربا صليبية ضد انجلترا المرتدة واعلن ان كل الانجليز رقيق وعبيد ملك للكنيسة (و لحسن الحظ لم تتم الحرب فعليا بسبب ضعف البابا).

في عام 1568 امرت محاكم التفتيش الاسبانية بابادة 3 ملايين من المتمردين الهولنديين وكانت هولندا تحت الحكم الاسباني وبالفعل تم قتل الآلاف.

في عام 1572 تم قتل حوالى 20 الف بروتستانتي في فرنسا حتى القرن السابع عشر باوامر من البابا بيوس الخامس عشر وقد تمكن 200 الف من الفرار من القتل.

القرن السابع عشر: ذبح الكاثوليك الزعيم البروتستانتي جاسبار دي كوليجني. وبعد قتله قاموا بالتمثيل بجثته: قطعوا رأسه ويديه واعضاءه التناسلية… ثم القوا به الى النهر… ولكن، قرروا انه لا يستحق ان يكون غذاء للسمك ولذلك انتشلوه ثانية وسحلوا ما تبقى منه… وتركوه في الخلاء لتنهشه الطيور الكاسرة والحيوانات المتوحشة.

القرن السابع عشر: نهب الكاثوليك وسطوا على مدينة ماجدبرج بالمانيا و قتلوا 30 الف بروتستانتي تقريبا. وقد ذكر الشاعر فريدريش شيلر “في كنيسة واحدة تم العثور على خمسين امرأة مفصولة الرأس بينما اطفالهن ما زالوا يرضعون منهن“.

القرن السابع عشر قامت حرب بين الكاثوليك والبروتستانت استمرت ثلاثون عاما و قتل خلالها 40% من السكان على الاقل معظمهم في المانيا.


اليهود
في القرنين الرابع والخامس احرق المسيحيون معابد اليهود و قتلوا منهم اعداد لا تحصى.

في منتصف القرن الرابع تم تدمير اول معبد يهودي بامر الاسقف ينوكنتيوس بدرتونا في شمال ايطاليا.

احرق معبد يهودي كان بالقرب من نهر الفرات بامر الاسقف كالينيكون في سنة 388.

في عام 694 اتخذ مجلس توليدو قرارا باستعباد اليهود ومصادرة ممتلكاتهم و اجبارهم على تنصير اطفالهم وتعميدهم بالقوة.

امر اسقف ليموج بفرنسا في عام 1010 بقتل او نفي اليهود الذين لا يعتنقون المسيحية.

الحملة الصليبية الأولى عام 1096: تم ذبح الآلاف من اليهود قدر عددهم الاجمالي 12 الف يهودي في انحاء متفرقة من اوروبا خاصة المانيا.

الحملة الصليبية الثانية عام 1147: تم قتل المئات من اليهود في انحاء متفرقة من فرنسا.

الحملة الصليبية الثالثة عام 1189: تم نهب وتدمير ممتلكات اليهود بانجلترا.

مدينة فولدا بالمانيا عام 1235: قتل 34 يهودي (رجال ونساء).

بين عامي 1257 و1267 تم ابادة اليهود في لندن وكمبريدج واماكن اخرى كثيرة في انجلترا.

في بوهيميا ببولندا عام 1290: قتل 10 آلاف يهودي.

عام 1337 بدأت حالة هوس بقتل اليهود في مدينة ديجندورف بالمانيا ثم امتدت الى 51 مدينة في بافاريا والنمسا وبولندا.

عام 1348 احرق جميع يهود بازل بسويسرا وستراسبورج بفرنسا (الاجمالي الفين يهودي).

عام 1349 قتل جميع اليهود فى اكثر من 350 مدينة المانية معظمهم احرقوا احياء (في هذا العام فقط قتل من اليهود أكثر مما قتل من النصارى في مائتي عام من الاضطهاد الروماني للنصارى).

عام 1389 ذبح 3 آلاف يهودي في مدينة براغ.

عام 1391 تم قتل يهود اشبيلية بقيادة المطران مارتينيز (4 آلاف قتلوا وتم بيع 25 الف كعبيد). وكان تحديد اليهودي سهل جدا لانهم ارغموا على ارتداء علامة ذات الوان مميزة تسمى “شارة العار” وكان يجبر اي يهودي فوق العاشرة على ارتدائها.

عام 1492: العام الذي بدأ فيه كولومبوس رحلته لغزو العالم الجديد تم فيه نفي أكثر من 150 الف يهودي من اسبانيا ومات الكثير منهم في الطريق اثناء الرحلة.

عام 1648 مذابح تشميلنيتسكي في بولندا: في هذه المجازر قتل حوالي 200 الف يهودي.


ابادة الشعوب والسكان الاصليين
بدأ كولومبوس (و كان تاجر للعبيد ثم لقب بالصليبي المقدس بعد ذلك) بغزو العالم الجديد. وكالعادة اتخذت حجة نشر النصرانية كذريعة لغزو العالم الجديد.

في غضون ساعات من وصوله ودخوله لاول جزيرة وجدها مأهولة بالسكان في البحر الكاريبي، قام كولومبوس باحتجاز ستة اشخاص من السكان الاصليين ثم قال : “هؤلاء سيكونون خدم جيدين… ويمكن بسهولة ان نجعلهم نصارى لأنه يبدو لي انهم لا ينتمون الى اى دين” ثم اضاف “هؤلاء سيوفروا لنا عبيدا بأي عدد نريد”.

كان كولومبوس يقوم ببناء صليب على كل جزيرة تطأها اقدامه لاعلان ملكيتها للكاثوليك الاسبان متجاهلا السكان الاصليين. وفي حالة ما اذا رفض الهنود الحمر او تأخروا في الاستسلام، كان يتم ابلاغهم بالتالى: “نؤكد لكم ـ بمشيئة الرب ـ اننا سندخل وطنكم بالقوة وسنعلن عليكم الحرب… وسنفرض عليكم الطاعة والعبودية للكنيسة… وسنقوم باستخدام جميع طرق التعذيب التي في استطاعتنا لمن يعصى ويرفض الرب ويحاول مقاومته ومعارضته”

مات ثلثي السكان الاصليين نتيجة الاصابة بمرض الجدرى الذي نقله لهم المستعمرون وذلك قبل ان يبدأوا العنف ضدهم. وكانت هذه الوفيات مؤشر عظيم على “روعة وطيبة الرب” من وجهة نظر المسيحيين. وقد صرح حاكم مستعمرة ماساشوستس في 1634 “لقد قارب السكان الاصليون على الفناء وتقريبا ماتوا جميعا نتيجة لمرض الجدري وبذلك ازاح الرب كل العقبات امام الاستيلاء على الارض”.

كان سكان جزيرة هسبانيولا الاصليين مسالمين ويعيشون في سعادة على جزيرة غنية بمواردها الطبيعية وكانوا يعتبرونها جنة. وما ان دخلها كولومبوس، كان السكان يبكون حدادا على 50 الف قتيل قتلهم الغزاة.

الناجون من الهنود الحمر وقعوا كانوا ضحية الاغتصاب والقتل والاسترقاق والهجمات الاسبانية.

وقد قال احد شهود العيان “عدد من قتل من الهنود الحمر لا يحصى. لقد كانت جثث القتلى في كل مكان وكانت رائحة الجثث المنتنة فظيعة ومقززة وتملأ كل مكان”.

فر الزعيم الهندي الاحمر هاتوي مع قومه ولكن تم القبض عليه بعد ذلك و تم حرقه حيا. واثناء محاكمته تمهيدا لاعدامه حثه راهب فرنسيسكاني على قبول يسوع بقلبه حتى تذهب روحه إلى الملكوت او الجنة ولا تهبط الى الجحيم. فاجابه الزعيم هاتوي “اذا كان الملكوت هو المكان الذي يذهب له النصارى، فانا افضل الذهاب للجحيم”.

وصف شاهد عيان: “لقد وجد الاسبان متعة في ابتكار كل انواع البطش والتعذيب الغريبة. فقد نصبوا مشانق يكفي طولها ان تمس اصابع القدم الارض فقط فلا يموت المشنوق خنقا بل يعذب على المشنقة. وكانوا يعلقون على المشانق ثلاثة عشر شخصا في وقت واحد تكريما ليسوع المخلص وتلاميذه الاثني عشر… وبعد ذلك كانوا يلفون اجسادهم الممزقة بالتعذيب بالقش ثم يحرقونهم احياءا” واضاف شاهد العيان “كان الاسبان يقطعون ايدي البعض، والبعض الآخر كانت تقطع ارجلهم او افخاذههم، والبعض الآخر كانت تقطع رؤوسهم بضربة واحدة. كانوا كالجزارين الذين يقطعوا اللحم في الاسواق ولقد قتلوا بهذه الطريقة الوحشية 600 فرد. ولقد امر فاسكو ان تنهش الكلاب اربعين شخصا وتقطع اجسادهم اربا”.

كان عدد سكان الجزيرة حوالى ثمانية ملايين نسمة وقت وصول كولومبس في عام 1492. و تراجع عددهم بنسبة الثلث ثم النصف قبل نهاية عام 1496. وبمرور الوقت انقرض سكان الجزيرة الاصليين مما اضطر الاسبان الى جلب عبيد من جزر الكاريبي الاخرى التى واجهت نفس المصير. وبذلك تم تصفية الملايين من سكان جزر الكاريبي الاصليين في اقل من ربع قرن. اي انه في سنوات اقل بكثير من متوسط حياة عمر شخص عادي، تم القضاء نهائيا على ثقافة ملايين من البشر الذين انقرضوا بعد ان عاشوا لآلاف السنين على ارضهم.

بعد ذلك ركز الاسبان على المكسيك وامريكا الوسطى. وابتدأت عمليات الذبح والقتل بمدينة تينوشتيتلن (مكسيكو سيتي حاليا).

كورتيز بيزارو دى سوتو ومئات من الغزاة الاسبان اقتحموا ونهبوا ارض وحضارة امريكا الجنوبية والوسطى باسم المسيح (دي سوتو هو من استولى على فلوريدا).

بانتهاء القرن السادس عشر، هاجر 200 الف اسباني الى الامريكتين. وعندئذ كان قد بلغ اجمالي عدد الضحايا من السكان الاصليين 60 مليون قتيل.

http://www.youtube.com/watch?feature...&v=MczdjUQGRAs

بابا الفاتيكان يعترف بجرائم الكنيسة في امريكا الجنوبية