أرجو من أعضاء الملتقى الرد على هذه الشبهة في القرآن الكريم

(أن اليهودَ جاؤوا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فذكروا له أن رجلًا منهم وامرأةً زَنَيَا ، فقال لهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ما تجدون في التوراةِ في شأنِ الرَّجْمِ؟ فقالوا : نفضَحُهم ويُجْلَدُون . فقال عبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ : كذَبْتُم ، إن فيها الرَّجْمَ ، فأتَوْا بالتوراةِ فنشروها . فوضعَ أحدُهم يدَه على آيةِ الرَّجْمِ ، فقرأَ ما قبلَها وما بعدَها ، فقال له عبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ : ارفعْ يدَك . فرفعَ يدَه فإذا فيها آيةُ الرَّجْمِ ،فقالوا : صدقَ يا محمدُ ، فيها آيةُ الرَّجْمِ ، فأمرَ بهما رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فرُجِمَا . قال عبدُ اللهِ : فرأيتُ الرجلَ يَجْنَأُ على المرأةِ يَقيها الحجارةَ .)

القول في تأويل قوله ( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين ( 43 ) ) قال أبو جعفر : يعني تعالى ذكره : وكيف يحكمك هؤلاء اليهود ، يا محمد ، بينهم ، فيرضون بك حكما بينهم"وعندهم التوراة " التي أنزلتها على موسى ، التي يقرون بها أنها حق ، وأنها كتابي الذي أنزلته إلى نبيي ، وأن ما فيه من حكم فمن حكمي ، يعلمون ذلك لا يتناكرونه ، ولا يتدافعونه ، ويعلمون أن حكمي فيها على الزاني المحصن الرجم ، وهم مع علمهم بذلك"يتولون " ، يقول : يتركون الحكم به ، بعد العلم بحكمي فيه ، جراءة علي وعصيانا لي .
وهذا ، وإن كان من الله تعالى ذكره خطابا لنبيه صلى الله عليه وسلم ، فإنه تقريع منه لليهود الذين نزلت فيهم هذه الآية . يقول لهم تعالى ذكره :
كيف تقرون ، أيها اليهود ، بحكم نبيي محمد صلى الله عليه وسلم ، مع جحودكم نبوته وتكذيبكم إياه ، وأنتم تتركون حكمي الذي تقرون به أنه حق عليكم واجب ، جاءكم به موسى من عند الله؟ يقول : فإذ كنتم تتركون حكمي الذي جاءكم به موسى الذي تقرون بنبوته في كتابي ، فأنتم بترك حكمي الذي يخبركم به نبيي محمد أنه حكمي - أحرى ، مع جحودكم نبوته

ثم قال تعالى ذكره مخبرا عن حال هؤلاء اليهود الذين وصف صفتهم في هذه الآية عنده ، وحال نظرائهم من الجائرين عن حكمه ، الزائلين عن محجة الحق"وما أولئك بالمؤمنين " ، يقول : ليس من فعل هذا الفعل - أي : من تولى عن حكم الله الذي حكم به في كتابه الذي أنزله على نبيه في خلقه بالذي صدق الله ورسوله فأقر بتوحيده ونبوة نبيه صلى الله عليه وسلم ، لأن ذلك ليس من فعل أهل الإيمان .(تفسير الطبري)