موضوع رائع
يستحق البحث وإعمال العقل
لقد
صدع المسيحيون رؤوسنا وهم يقولون
أن إلههم يسوع الذي هو ( بكر كل خليقة ) أراد أن يفتدي خطيئة آدم بدمه
لأن خطيئة آدم غير محدودة ولا يستطيعالله أن يغفرها إلا بذبيحة غير محدودة
فوضع الله لمغفرة تلك الخطيئة خطةً ونزل من علياءه لتنفيذها
فبدأت الخطة
بتجسد الإله في رحم العذراء لتلده بعد أن تهب له الناست أو أن يأخذ هو ناسوته منها
فتم ذلك
فحبلت به 9 اشهر ثم ولدته فتنجست بمولده 40 يوما وختنته في اليوم الثامن وسمته يسوع أو غير ذلك وأرضعته وأطعمته وسقته ونظفته من خثائه وهربت به برفقة زوجها ولما ضاع منها بحثت عنه
أي
أنها عاملته كما تعامل الأمهات أولادهن
فبداية الخطة تكللت بالنجاح
واستمر يسوع في تنفيذ الخطة المرسومة بحذر
خوفا من أن يفسدها الشيطان
بعد ذلك
ننتقل إلى المشاهد الأخيرة من الخطة وهي التي أشارت إليها الأخت الفاضلة
وردة الإيمان
فمن المفترض أن يكون يسوع عالما بالخطة مسبقا
وعالما بما يحف تلك الخطة من مخاطر وصعابات وآلام وهلاك على الصليب
فإن كان يسوع علما بكل ذلك وقبلها واستعد لها ووافق على تنفيذها طواعية
وقد استكمل إجراءات المرحلة الأولى من الخطة بنجاح
فقد نجح في التجسد
ونجى من الموت على يد هيرودس وإنه من بعده
وخدع اليهود حيث عاش بينهم ثلاثة وثلاثين سنة وهم يظنون أنه أبن النجار يوسف
ثم
جائت ساعة الحسم
أي
الفصل الأخير من خطة الصلب والفداء
وبدل أن نرى يسوع فرحا مبتهجا بقدوم تلك الساعة التي ينتظرها
نراه حزينا باكيا خائفا ومن جزعه لا يقوى على الوقوف ومحتاجا إلى من يقويه
والسؤال الذي يطرح نفسه
إن كانت خطة الصلب والفداء لم تفرض عليه جبرا وقسرا
وأنه كان هو صاحب الخطة والراغب في تنفيذها والمستعد لها
فلماذا إذن هذا التأفف والصراخ والبكاء والخوف ومحاولة الهرب ؟
والتي تعني محاولة عدم إتمام الخطة ؟
ولا أدل على ذلك مِما استشهدت به الأخت الفاضلة وردة الإيمان
حيث استشهدت بهذا النص من إنجيل لوقا
اقتباس
[40 ولمَّا وصَلَ إلى المكانِ قالَ لهُم: ((صَلُّوا لِئَلاَّ تَقَعُوا في التَّجرِبَةِ)).
41 واَبتعَدَ عَنهُم مَسافةَ رَميةِ حجَرٍ وركَعَ وصَلَّى،
42 فقالَ: (( يا أبتاه ، إنْ شِئْتَ ، فأَبْعِدْ عنِّي هذِهِ الكأسَ! ولكِنْ لِتكُنْ إرادتُكَ لا إرادتي )).
43 وظهَرَ لَه مَلاكٌ مِنَ السَّماءِ يقوِّيهِ.
44 ووقَعَ في ضِيقٍ ، فأجهَدَ نَفسَهُ في الصَّلاةِ، وكانَ عَرَقُهُ مِثلَ قَطَراتِ دَمِ تتَساقَطُ على الأرض.]
انجيل لوقا ( 22 : 40 – 44 )
سؤال طرحته الأخت الفاضلة في بداية الموضوع
اقتباس
لماذا حزن المسيح قبل الصلب واراد ان يهرب منه ....الم يرسل لذلك ؟؟؟
أستطيع الآن أن أجيب على ذلك السؤال بما يلي :
البشير لوقا أصدق من المسيحيين
فقد
أوضح لوقا بما لا يدع مجالا للشك أن يسوع لم يكن راضيا ولم يكن موافقا
ولذلك طلب يسوع من الله القادر أن يبعد عنه كأس الموت والقتل
ولو كان يسوع راضيا بذلك وسعيدا بالصلب ما طلب يسوع من الله أن يبعد عنه كأسها
أي
أن خطة الصلب والفداء التي يتحدثون عنها لم تكن بإرادة يسوع ولم يكن يعلم عنها شيئا
وبالفعل
لو كان يسوع عالما بتلك الخطة لذكرها
فيسوع لم يذكر تلك الخطة ولم يتكلم عنها
فلم يقل مثلا :
جئت من أجل خطيئة آدم
أو
جئت أفتديكم من الخطيئة الأصلية
أو
سيسيل دمي على الصليب من أجل مغفرة خطاياكم
أو
لم أستطع أن أغفر خطيئة آدم بغير فداء يكون بحجم الخطيئة وأنا هو ذلك الفداء وذلك الخروف
ثم
إن يسوع يعلم أن الأبناء لا يرثون خطيئة آبائهم
ولذلك لم يقول يسوع لتلاميذه أنتم ورثتم خطيئة أبيكم آدم كما يدعي المسيحيون
ما لكم أنتم تضربون هذا المثل قائلين : الآباء أكلوا الحصرم وأسنان الأبناء ضرست؟
المفضلات