بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
طبعاً لم يصلى أو يسجد أو يطوف الرسول لصنم قط
و كانت الأصنام عنهم بعيده عند الطواف أو الصلاة و الدليل أنّ الرسول كان لايقترب منها فى الجاهلية و كان ينهى عن القرب منها قبل الفتح و التمكين
كما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يشرب خمرًا قطُّ ، ولم يسجد لصنم قطُّ ؛ فعن عليٍّ رضى الله عنه قال: قيل للنبي صلى الله عليه و سلم: هل عبدتَ وثنًا قطُّ؟ قال: "لا". قالوا: فهل شربتَ خمرًا قطُّ؟ قال: "لا، وَمَا زِلْتُ أَعْرِفُ أَنَّ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ كُفْرٌ، وَمَا كُنْتُ أَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ" .
الصالحي: سبل الهدى والرشاد 2/149، والمتقي الهندي: كنز العمال (35439)، والشوكاني: فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير 4/546.
وتروي أُمُّ أيمن -رضي الله عنها- حاضنة الرسول صلى الله عليه و سلم عن عدم سجوده صلى الله عليه و سلم لصنم قطُّ فتقول: كان بُوَانة صنمًا تحضره قريش يومًا في السنة، فكان أبو طالب يحضره مع قومه، وكان يكلِّم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يحضر ذلك معه فيأبى، حتى رأيتُ أبا طالب غضب عليه، ورأيتُ عمَّاته غضبن عليه، وقُلْنَ: يا محمد، ما تريد أن تحضر لقومك عيدًا، ولا تُكَثِّر لهم جمعًا؟! فلم يزالوا به حتى ذهب، فغاب ما شاء الله، ثم رجع مرعوبًا فَزِعًا، فقالت عمَّاته: ما دهاك؟ قال: "إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ بِي لَمَمٌ". فقلن: ما كان الله يبتليك بالشيطان وفيك من خصال الخير ما فيك، فما الذي رأيتَ؟ قال: "إِنِّي كُلَّمَا دَنَوْتُ مِنْ صَنَمٍ مِنْهَا تَمَثَّلَ لِي رَجُلٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ يَصِيحُ بِي: وَرَاءَكَ يَا مُحَمَّدُ، لا تَمَسَّهُ". قالت: فما عاد إلى عيد لهم .
ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/158، والصالحي: سبل الهدى والرشاد 2/149، وابن سيد الناس: عيون الأثر 1/66.
خَرجتُ معَ رسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - وَهوَ مُردفي في يومٍ حارٍّ من أيَّامِ مَكَّةَ، ومعَنا شاه قد ذبَحناها وأصلَحناها، فجَعلَناها في سُفرةٍ، فلَقيَهُ زيدُ بنُ عمرو بنِ نُفَيْلٍ، فحيَّا كلُّ واحدٍ مِنهُما صاحبَهُ بتَحيَّةِ الجاهليَّةِ، فَقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ يا زَيدُ، يَعني ابنَ عمرٍو، ما لي أرى قومَكَ قد شَنَّفَوا لَكَ، قالَ: واللَّهِ يا محمَّدُ إنَّ ذلِكَ لغيرِ تِرةٍ لي فيهم، ولَكِن خَرجتُ أطلُبُ هذا الدِّينَ حتَّى أقدُمَ علَى أحبارِ خيبرَ فوجدتُهُم يَعبُدونَ اللَّهَ، ويُشرِكونَ بِهِ، فقُلتُ: ما هذا بالدِّينِ الَّذي أبتَغي، فخَرجتُ حتَّى أقدَمَ على أحبارِ الشَّامِ، فوجدتُهُم يعبدونَ اللَّهَ ويشرِكونَ بِهِ، فقُلتُ ما هذا الدِّينُ الَّذي أبتغي فقالَ الرجلُ منهم: إنَّكَ لتسألُ عن دينٍ ما نعلمُ أحدًا يعبدُ اللَّهَ بِهِ إلَّا شيخٌ بالجزيرةِ، فخرجتُ حتَّى أقدَمَ عليهِ فلمَّا رآني، قالَ: إنَّ جميعَ من رأيتَ في ضلالٍ، فمن أينَ أنتَ ؟، فقُلتُ: أَنا من أَهْلِ بيتِ اللَّهِ، من أَهْلِ الشَّوكِ والقَرَظِ، قالَ: إنَّ الَّذي تطلبُ قد ظَهْرَ ببلادِكَ، قد بعثَ نبيُّ قد طلعَ نجمُهُ، فلَو أُحسُّ بشيءٍ يا محمَّدُ، فقرَّبَ إليهِ السُّفرَةَ فقالَ: ما هذا ؟، قالَ: شاةٌ ذبَحناها لنُصُبٍ من هذِهِ الأنصابِ، فقالَ: ما كُنتُ لأكل شيئًا ذبحَ لغَيرِ اللَّهِ وتفرَّقا قالَ زيدُ بنُ حارثةَ: فأتى النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ البيتَ وأَنا معَهُ، فَطافَ بِهِ وَكانَ عندَ البيتِ صنَمانِ، أحدُهُما من نُحاسِ، يقالُ لأحدِهِما: يِسافٌ، وللآخرِ نائلةٌ، وَكانَ المشرِكونَ إذا طافوا تمسَّحوا بِهِما، فقالَ: النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ لا تَمسَحْهما فإنَّهما رِجسٌ، قالَ: فقلتُ في نفسي لَأمَسحُهُما حتَّى أنظرَ ما يقولُ: فمَسحتُهُا، فقالَ: يا زيدُ ألم تُنهَ ؟، قالَ: وأُنْزِلَ على النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ، وماتَ زيدُ بنُ عمرٍو، فقالَ: النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ يبعثُ أمَّةً واحدة
الراوي: زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 362 خلاصة حكم المحدث: حسن
انطلقتُ أنا والنبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حتى أتينا الكعبةَ فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : اجلس وصعد على منكبي فذهبتُ لأنهضَ بهِ فرأى مِنِّي ضعفًا فنزل وجلس لي نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقال : اصعد على منكبي قال : فصعدتُ على منكبيهِ قال : فنهض بي قال : فإنَّهُ يُخَيَّلُ لي أني لو شئتُ لنلتُ أُفُقَ السماءِ حتى صعدتُ على البيتِ وعليهِ تمثالُ صُفْرٍ أو نحاسٍ فجعلتُ أُزاولُهُ عن يمينِهِ وعن شمالِهِ وبين يديهِ ومن خلفِهِ حتى إذا استمكنتُ منهُ قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : اقذف بهِ فقذفتُ بهِ فتكسَّرَ كما تتكسَّرُ القواريرُ ثم نزلتُ فانطلقتُ أنا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نستبقُ حتى توارينا بالبيوتِ خشيةَ أن يلقانا أحدٌ من الناسِ
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 2/58 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
المفضلات