نعم وبكل تأكيد
هناك مانع عقلي يمنعني من الإيمان بكل ذلك وسأبينه لك
بداية
من أنا حتى يقتل الإله نفسه من أجلي ؟
أو
من أنا حتى يقتل الإله إبنه الوحيد من أجلي ؟
وما الفائدة أن يقتل الإله نفسه من أجلي ولا أعترف له أنا بذلك الجميل ؟
أليس هذا دليل على سوء التقدير وعلى الفشل الذريع لخطة الصلب والفداء ؟
ولست أنا الوحيد الذي يرى فشل الخطة وإنما هناك المليارات من البشر ترى فشلها
وهناك المليارات أيضا لم يسمعوا أن الإله صلب وقتل ومات من أجلهم
كذلك فإنني لم أستشر ولم أوافق على قتل الإله لنفسه من أجلي
ولو استشارني لما وافقت على قتل إبنه البار الوحيد من أجلي
فهذا ظلم للوليد المسكين أترفع أن أشارك فيها
ثم
إذا ما تم غفران خطاياي وخطايا غيري بقتل الإله على الصليب أو قتل إبنه فقد انتهى الأمر
وغفرت الخطايا لأن القتل والموت والصلب قد تم كما يقولون
وبذلك تكون خطاياي قد انتهت شئت أنا أم أبيت وكذلك غيرية شاؤوا أم أبوا
فبعد الصلب والقتل والموت يجب أن تكون الجحيم قد أغلقت كما أغلق اللمبوس
أضرب مثالا
أليست الأمطار رحمة من عند الله ينزلها حتى لا يهلك الناس والدواب ؟
فعندما تتنزل تلك الرحمة نجدها تعم البلاد ويستفيد منها المؤمن والكافر
يستفيد منها المزارعون أصحاب الأراضي الذين يستغيثن بالله ويدعوه ليل نهار أن ينزل الأمطار لترتوي مزارعهم
وتعم كذلك من يرى أن الأمطار تعطل عمله وتقلل دخله كأصحاب الملاهي والمنتزهات
ولذلك ترى بعضهم يسب المطر ويكفر بالذي أرسله
وبالرغم من ذلك يعم المطر على الجميع
كذلك الصلب والفداء كان عاما كما يزعمون
فإن كان كذلك فقد استفاد منه الجميع بلا استثناء
ثم تخيل معي أيها الأخ الكريم
لو أن مزارعا إستغاث بالله في سنوات القحط والجفاف قديما ولكن الأمطار لم تنزل
فهلك حرثه وهلكت أبقاره وأغنامه وجميع ماشيته وبعد ذلك هلك هو وأسرته
أتظن أن ذلك المزارع يستفيد من غزارة أمطار هذا الأيام وثلوجها ؟
بالطبع ستضحك وستقول لا يستفيد
ولكن
هذا هو حال من مات من البشر قبل الصلب والفداء
فما هو ذنب أولئك البشر الذين كان مصيرهم الجحيم وبحيرة النار والكبريت ؟
هل ذنبهم أنهم عاشوا وماتوا قبل عملية الفداء والصلب ؟
هل هم الذين إختاروا أن يعيشوا في تلك الحقبة من الزمن ؟
وهل كان لنا نحن الخيار ؟
لذلك أقول
الإله الذي خلق هذا الكون بسماءه وأرضه وما فيهما من خلقه لابد أن يكون
حكيما عظيما كبيرا قويا قادرا عليما لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء وعادلا أيضا
وإن من أبسط أنواع الحكمة والعدل أن يعاقب الله المذنب على ذنبه أو أن يعفو عنه
فليس من الحكمة أن يترك المذنب ويعاقب البار بدلا منه
فعندما أخطأ آدم عليه السلام
كان باستطاعة الله أن يعاقبه أو أن يعفو عنه بل كان باستطاعته أن يمنعه من الوقوع في الخطأ
ولو فعل ذلك لوفر على نفسه الكثير من الخوف والهروب والآلام والإستهزاء والصفع والبصق والشوك
والبكاء والتعرية وآلام الصلب وسيلان الدم والماء والطعن بالحربة والموت والأكفان والقبر والحنوط
والهروب من القبر دون أن يراه أحد قبل أن يكمل ثلاثة أيام وثلاث ليالي
وكذلك تقتضي الحكمة أن لا يترك تلك الأجيال من الناس تمضي إلى الجحيم دون خطيئة اقترفوها
وإنما بسبب خطيئة إقترفها الأب الأول الذي تفصلهم عنه القرون الطوال
فذلك الأب البعيد البعيد البعيد عنهم جدا جدا جدا لم يكونوا يعرفوه ولم يكونوا حاضرين عندما أخطأ
ولم يشاهدوه وهو يخطأ ولم يشاركوه في خطئه ولم يستشيرهم هو عندما أخطأ
فلا يعقل أن يعاقبوا هم وهو يفلت من العقاب
ولكن إن كانت خطيئة آدم عليه السلام لا تغتفر إلا بصلب الإله وقتله كما تزعم المسيحية
فإن الحكمة تستدعي أن يصلب الإله ويقتل بعد خطيئة آدم عليه السلام مباشرة
حتى يستفيد الجميع من الصلب والفداء وتغفر خطايا الجميع
إلا إذا كان الإله حاطط عينه على العذراء وينتظرها حتى يلدها أبويها
أو
أن يكون الإله خائفا من الشيطان أن يفسد عليه تلك الخطة كما زعم شنودة
فانتظر حتى ينشغل الشيطان ويتناسى الأمر
فمثل هذه الأمور لا تليق بعظمة وقدرة وحكمة الإله
فسبحان الله وتعالى عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين
المفضلات