الأخ الشهاب الثاقب
أنا من أهل السنة كما قلت.
قد لا أذكر آية أو حديث، ولكن أُعْمِل عقلي، فإنْ ناقضت أية، أو حديثًا، فأرجو تنبيهي، فقد أكون مخطئًا.
العلم الأزلي بشأن الله ليس غيبًا، فالغيب يصح على المخلوق، والمُحْدَثات تَحْدُث بعلم الله الأزلي، فكتب الله على المخلوقات غير الحرة كل سلوكها، ولكن بشأنْ الكائن الحر المُكَّلف، فقد كتب الله عليه كل شيء مما لا يمس بحريته.. ولكن بشأن التكليف، فالله جعله حرًا ولم يكتب عليه شيء، ولكنه يُقدره على الفعل، فقد قَدَّر الله وقضى؛ بأنْ يكون الإنسان حرًا، وهذا القضاء والقدر قد كتبه الله على الإنسان قبل أنْ يخلق الإنسان؛ وإلَّا فلا يُعْقَل أنْ يكون الإنسان حرًا دون أنْ يُقَدِّر الله ويقضي له ذلك، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة.
ولكن هل قَدَّر الله وقضى كل سلوك الإنسان الحر؟
إنْ قلنا: "نعم"؛ فلماذا نصف الإنسان بإنَّه حر؟!.. كأنَّنا نقول: الإنسان حر، ولكن يلزم عن القضاء والقدر الذي يشمل كل سلوكه؛ أنْ لا يكون حرًا؛ وبهذا لا يكون له من الحرية غير اللفظ، وهل وضع اللفظ لذاته، أم للمعنى؟!
إنْ قلنا: "لا، بل قَدَّر الله وقضى له الحرية"؛ نكون قد انتصرنا لحرية الإنسان، والانتصار لحرية الإنسان هو عقيدة أهل السنة والجماعة.
الحديث ذو معنيان:
الأول: وهو الذي يختاره بعض الناس، وهم يخالفون عقيدة أهل السنة والجماعة، لعدم اعمال عقولهم، وهو أنَّ الكتابة حدثت قبل الخلق حتى على سلوك الإنسان المُحَاسَب الإنسان عليه.
الثاني: وهو الذي يختاره العقلاء، وهم أهل السنة والجماعة، وهو أنَّ القلم مخلوق؛ فيكون معنى "كل" ليس للاستغراق، بل لجنس المخلوقات غير الحرة التي بعده.. ولكن بما أنَّ "السور الكلي (كل)"، ليس للاستغراق، بدلال أنَّ القلم نفسه؛ غير مشمول بـ"كل"؛ فما الداعي لأنْ نقول:"سلوك الإنسان مشمول"؟!، فنكون مثل الذين اختاروا المعنى الأول، وهو مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة.
وبهذا لا يبقى إلَّا أنْ نختار، أنْ سلوك الإنسان غير مشمول بحكم "كل".
المفضلات