
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Bazil
أشكركم على اتاحتكم الفرصة لى للتعبير عن وجهة نظر المسيحية فى ما يخص بتعدد الزوجات. أولاً، صحيح أن العهد القديم (التلمود) لم يأت به نص صريح يحرّم الزواج بأكثر من امرأة واحدة. و لهذا نجد أن هناك البعض من الأنبياء اليهود من كان له زوجة واحدة و العديد من السرايا. و مع ذلك نجد أن معظم دارسو اللاهوت اليهودى (الرابايات) قد استخلصوا من دراسة التلمود و قصص الأنبياء به على أن و إن لم يكن هناك نصاً صريح يمنع الزواج بأكثر من امرأة واحدة، إلا أنه غير مستحب و يسبب القلاقل فى الكثير من الأحيان ما بين الزوجة و السرية و ما بين ذرية هذه و تلك. و لذلك معظم اليهود المؤمنين بالتلمود إلى يومنا هذا لا يتزوجون بأكثر من زوجة واحدة اقتداءً بتعاليم معلميهم.
ثانياً، عندما نتطرق إلى المسيحية، نجد أن المسيح يسوع فى العهد الجديد (الإنجيل أى البشارة السارة) قد علّم على أن الزواج بأكثر من امرأة واحدة ليس من خطة الله، و حثّ على عدم التطليق إلا لعلة الزنا. فنجد مثلاً فى متى 19 و الأية 4 ما يلى: «ألَمْ تَقرَأُوا فِي الكِتابِ (التلمود) أنَّ اللهَ مُنذُ البِدايَةِ ‹خَلَقَ النّاسَ ذَكَراً وَأُنثَى؟›. أى أن الله فى منتهى حكمته، و مع بداية الخلق، لم يخلق لآدم أكثر من امرأة واحدة فقط. و لو كان إكثار النسل سبباً فى الزواج بأكثر من امرأة واحدة، لكان الله خلق لآدم أكثر من زوجة؛ لذلك فخطة الله للبشر تقتضى الزواج بامرأة واحدة فقط. و الجملة "ألم تقرأوا" فيها تعنيف و نوبيخ للسائل على عدم إدراكه مقصداً من مقاصد الله.
ثالثاً، قد يسأل سائل أنه و إن كان مقصد الله فى الخلق أن يتزوج الإنسان بامرأة واحدة، فلماذا لم يقل ذلك صراحة؟ أو على الأقل، لماذا لم يتطرق إلى الأمر بالإيجاب أو بالسلب فى كل التلمود؟ الجواب نجده فى تكوين 2 و الأيات من 21 -24:فَأغْرَقَ اللهُ الرَّجُلَ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ. وَبَينَما هُوَ نائِمٌ، أخَذَ اللهُ ضِلْعاً مِنْ أضلاعِهِ، وَأغلَقَ الجِلْدَ مَكانَها. 22 ثُمَّ صَنَعَ اللهُ مِنَ الضِّلْعِ الَّتِي أخَذَها مِنَ الرَّجُلِ امْرأةً. وَقَدَّمَها لَهُ. 23 فَقالَ الرَّجُلُ:«أخيراً!هَذِهِ عَظْمٌ مِنْ عِظامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي! سَأُسَمِّي هَذِهِ ‹امْرأةً› لِأنَّها أُخِذَتْ مِنِ امْرِئٍ.» 24 لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أباهُ وَأُمَّهُ، وَيَلتَصِقُ بِزَوْجَتِهِ، فَيَصِيرانِ جَسَداً واحِداً.
النص يعلّم أن الرجل يتزوج بامرأة واحدة، حيث يقول: و يلتصق بزوجته و ليس بزوجاته، و يصيران جسداّ واحداً.
رابعاً، أول من تزوج على زوجته فى التلمود فعل ذلك من تلقاء نفسه و لم يستشر الله أو نبى فى ذلك. مع أن التلمود يعلّم أن على الشخص المؤمن أن يحرص على استشارة معلّم أو نبى فى حال شروعه بأمر ما لم يأت أحد به من قبل.
خامساً، صحيح أن هناك أنبياء تزوجوا فى العهد القديم قبل مجئ المسيح بأكثر من امرأة واحدة، و لكن كانت ضيقاتهم أكثر من الأخرين؛ و صحيح أيضا أن هناك من شابههم بعد مجئ المسيح، و لكن هؤلاء كانوا على خطأ. و نحن لا نتمثّل بهم على الإطلاق لأنهم ليسوا منزهين عن الخطأ--و جلّ من لا يخطئ.
أشكركم على سعة صدركم و يسعدنى الرد على أى من اسئلتكم فى المستقبل. دمنا و دمتم فى رعاية الله.
المفضلات