مرحبا بالاستاذة كايتي
الاستاذة تقول :
"ساشرح لك اولا معنى قول المسيح وهو يصلب الهى الهى لما تركتنى لانك تقول انها علينا او ان الاب غدر به وانه غير موافق وما الى ذلك وإنما معناها: ترتكتني للعذاب. تركتني أتحمل الغضب الإلهي على الخطية."

الرد :
نعم هذا مفهوم ، واحد يقول " الهى الهى لما تركتنى" ، او " الهى الهى لما تركتنى للعذاب" هل نفهم من هذا أنه راضي بالعذاب ؟ و اذا كان رضى بالعذاب هو يسأل الآب لما تركه للعذاب ، هل هذا جهلا منه بسبب العذاب أم اعتراض على العذاب ؟

ياريت تقولي انت السبب في اعتقادك : جهلا منه ، اعتراضا على العذاب ، أم رضى بالعذاب ؟
و اذا كان رضى بالعذاب ، هل كانت هذه هي الكلمات المناسبة ؟
على فكرة ، فيه ناس دخلوا على الموت بشجاعة أكثر كثيرا من ما نسبوه للمسيح ، فقد كان هناك صحابي اسير في يد الكفار وتم صلبه على عود من الخشب وتناوشوه بالسهام حتى يموت موتا بطيئا فقال ما يلي :

ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي

وذلك في ذات الاله وان يشأ يبارك على أوصال شلو ممزّع

الصحابي اسمه : خبيب بن عدي

فمن ترينه أكثر شجاعة امام الموت ؟ هذا الصحابي أم ما نسبوه للمسيح ؟

الامرالثاني أن هذا يثبت ان هناك (إلها) مصلوبا يكلم إله السماء سائلا إياه لما تركه ؟ أليس هذا تعدد آلهة ؟
لا تقولي : بل هم واحد ، لقد قال الانبا رافائيل معلقا على هذه العبارة : "هو كان بيكلم نفسه ؟ لا طبعا"
كما قال : "يا جماعة احنا مش موحدين ، احنا بنؤمن بأيه ؟ بالثالوث " هكذا صراحة

لذلك أقول ان هذه العبارة ليست في صالحك ابدا

تقول الاستاذة :
" ومن أجل وفاء العدل.. تركه يتألم ويبذل"

أي عدل هذا ؟ هل تسمين واحد ضحى بنفسه من أجل آخرين ان هذا عدلا ؟ هذا ليس عدلا هذه تضحية
هل من العدل ان يتم توريث الذنب من جيل الى آخر ؟ هل هذا عدل يا استاذة القانون ؟
العدل ان يتم معاقبة المذنب الحقيقي
هل نسيت مبدأ :
"النفس التي تخطيء هي تموت"؟
هل نسيت :
سفر التثنية الإصحاح 24 : 16 " كل إنسان بخطيئته يُقتل "
هل نسيت :
سفر إرمياء الإصحاح 31 : 29 - 30 " لا يقولون بعد الآباء أكلوا حصرماً وأسنان الأبناء ضرست . بل كل واحد يموت بذنبه كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه "
سفر حزقيال الإصحاح 18 : 20- 22 " الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن. بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقاً وعدلاً فحيوة يحيا "

اين هذه المباديء العظيمة من موضوع الفداء ؟

انت تتكلمين بالعاطفة التي تربيت عليها وليس بالعقل كما تقولين . وانت تدرين ذلك جيدا والموضوع واضح .

الاستاذة تقول :
"فلقد حملنا الطبيعة الخطاءة فى أجسادنا والتى أراد الله أن يخلصنا منها فدبر الفداء"

من اين اتيت بهذه الفلسفة ؟ الله خلقنا ويعرف ان لنا طبيعة خطاءة ، ولو اراد ان يخلقنا بلا هذه الطبيعة لفعل ، وهو لا يحتاج لتدبير عملية الفداء ليخلصنا منها بدليل :

بعد الفداء مازال العالم يمارس الخطيئة وبصورة أوسع بكثير ومازال الشر يملاء العالم
فلو كانت عملية الفداء دبرها الله ليخلصنا من الطبيعة الخطاءة ، فلماذا نملاء الأرض خطايا ؟

ثم أسألك عن :
دليل من كلام المسيح على ان ذنب آدم غير محدود و يحتاج كفارة غير محدودة

فكان دليلك :
لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16)

اين نفهم من هذا الدليل ان ذنب آدم غير محدود ؟
اين نفهم من دليلك انه يحتاج كفارة غير محدودة؟

ثم سبق وقلت :
"انه كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً "

انت تقولين كفارة لخطايا العالم كله و(يو 3: 16) يقول "لكي لا يهلك كل من يؤمن به "

ما رأيك ؟ كفارة لخطايا العالم أم للمؤمنين ؟

يعني الرب لا يحب كل العالم

الاستاذة تقول :
"يا سيدى لا احد يملك على الله شىء فهو حر يفعل ما يريد دون اى اعتراض او اسئله منا لو اراد ان يغفر لادام وقتها لن يمنعه احد اذا اراد؟
ولكن هل فعل الله هذا حقا اذا لماذا انزله الى الارض فلو كان غفر له من دون فداء لتركه فى الجنه كيف يعاقبه ويغفر له فى نفس الوقت ؟
نزول ادام الى الارض هو ونسله اكبر دليل على عمليه الفداء التى سوف تتم لاحقا للتكفير عن تلك الخطيئه وتجديد خلق الانسان
"

الرد :
تعليقا على قولك : "ولكن هل فعل الله هذا حقا اذا لماذا انزله الى الارض فلو كان غفر له من دون فداء لتركه فى الجنه
"
نعم فعل الله هذا وغفر لآدم ، وموضوع نزوله للأرض ليس عقوبة عندنا ، فهو كان نازل نازل لا محالة ، حيث نجد في القرآن :

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً

أي ان فترة الوجود في الجنة كانت مؤقتة اختبارا وابتلاءا لآدم ، ولكن الله عز وجل اراد ان يعمر آدم وزوجه الارض ، وقد صدق سفر التكوين على ذلك وهذا في الاصحاح الاول ومن قبل قصة آدم في الجنة
:
تك-1-26: وقال الله: ((نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض)).
تك-1-27: فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم.
تك-1-28: وباركهم الله وقال لهم: ((أثمروا واكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض)).
تك-1-29: وقال الله: ((إني قد أعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الأرض وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا لكم يكون طعاما.
تك-1-30: ولكل حيوان الأرض وكل طير السماء وكل دبابة على الأرض فيها نفس حية أعطيت كل عشب أخضر طعاما)). وكان كذلك
تك-1-31: ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جدا. وكان مساء وكان صباح يوما سادسا.


فقول الرب ان الانسان سوف يتسلط على بهائم الارض يدل على ان معيشته ستكون في الارض وليس في الجنة
ومباركة الرب لآدم و زوجه وأمره لهم ان يملأوا (الارض) وليس يملأوا الجنة يدل على ذلك ايضا
وقول الرب ان طعامهم سيكون : " حيوان الأرض وكل طير السماء وكل دبابة على الأرض " هذا يدل على ان معيشتهم ستكون في الارض . وكل هذا قبل قصة آدم في الجنة والتي جاءت في الاصحاح الثاني .

الخلاصة :
آدم كان نازل نازل ، ومعيشته كانت ستكون في الارض ، وفترة الجنة مؤقتة

أما بالنسبة للعقوبة ، فالمشكلة عندكم انتم , لماذا ؟
لآن الرب عندكم قد عاقب آدم وحواء و الحية فورا ، فلماذا تظل الخطية عليهم بل وعلى ذريتهم ؟
لقد عاقب آدم بأنه بالتعب سيأكل طعامه
وعاقب حواء بأنه جعل ولادتها تعبا وحملها تعبا
وعاقب الحية : فلعنها
((لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية. على بطنك تسعين وترابا تأكلين كل أيام حياتك.
ولا أدري ، هل سمع احدا عن حية تأكل تراب الأرض ؟

بعد كل هذه العقوبات ، لماذا استمرت المشكلة ؟

سوف تجيبين : ان الذنب غير محدود !!
اريد الدليل الكتابي لو سمحت
ثم ان هذه العقوبات غير محدودة ايضا ، فقد أصابت بلايين البشر من بعد آدم ، أليس كذلك ؟
ثم ان هناك عقوبة أخرى عامة ايضا ، طوفان نوح ، ألم يأخذ جميع المخلوقات ماعدا من رضى الله عنهم ؟
فلماذا يظل هذا السيف على رقاب البشر بعد كل هذا ؟ هل هذا عدل ؟

ثم تقول الضيفة :
"نزول ادام الى الارض هو ونسله اكبر دليل على عمليه الفداء التى سوف تتم لاحقا للتكفير عن تلك الخطيئه وتجديد خلق الانسان "

لماذا يدل هذا على الفداء ؟ لو كان هذا دليلا لكان كل البشر على علم به ولتكلم جميع الانبياء عنه صراحة .
وهذا لم يحدث

وانا اقول بل نزوله على الارض يكفي تماما لتكفير الذنب وكفى ما سيجده هو وذريته من تعب وبلاء على الارض
ولو تريدين كلاما بالعقل كما ذكرتي سابقا ، العقل يقول ان هذا يكفي ويزيد .

وأخيرا تذكري أنك لم تتمكني من ذكر دليل من كلام المسيح يقول ان خطية آدم غير محدودة وتحتاج الى كفارة غير محدودة

وكان يمكنك ان تقولي مثلا ان الرب قد لعن الارض بسبب هذه الخطية :

تك-3-17: وقال لآدم: ((لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلا: لا تأكل منها ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك.

لذلك فإن الرب قد محى البشر بعد ذلك و (ندم!!!) على خلقهم

تك-6-5: ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم.
تك-6-6: فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه.
تك-6-7: فقال الرب: ((أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته: الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء. لأني حزنت أني عملتهم)).
تك-6-8: وأما نوح فوجد نعمة في عيني الرب.

وطبعا كان هذا ايضا يكفي جدا لأخذ الحق من بني البشر

ولكن ، رجع الرب ورفع اللعنة مرة أخرى بعدما رأى آثار الطوفان على الارض :

تك-8-21: فتنسم الرب رائحة الرضا. وقال الرب في قلبه: ((لا أعود ألعن الأرض أيضا من أجل الإنسان لأن تصور قلب الإنسان شرير منذ حداثته. ولا أعود أيضا أميت كل حي كما فعلت.

الاسئلة لحضرتك :
الرب يرجع عن لعن الارض ، ويتعهد بأنه لن يميت احدا (كعقوبة) بعد اليوم ، فلماذا الفداء وماضرورته بعد ان :
_ محى الرب جميع المخلوقات وليس البشر فقط ، أليست هذه عقوبة اكثر من كافية ؟
_ رفع الرب اللعنة عن الارض بعد الطوفان فلماذا الفداء وقد رفعت اللعنة ؟
_ الرب نجى نوح ومن معه لبره ، فكيف تم توريث الخطية لنوح البارالذي وجد نعمة في عيني الرب ؟

وفي الانتظار
يتبع