السلام عليكم ..
أمّا بعد .. يطيب لي المشاركة في الحوار والفضفضة المفتوحة والمقترحة من قبلكم ..
ولكن هل يعقل التوقف حول نقطة واحدة " ما هو هدف الحوار ؟ " وأنا نفسي مجاوب عنها .. بحثت وتوقفت مطولاً " هدف الحوار" ألعلي لم أفهم !
العضو عمر الفاروق1 تريد أن يأتيك هذا الرد " هدف الحوار هو إظهار كلمة الحق وإذا كنت لست على حق فأنا على باطل .. وأنت إن كنت لست على حق فأنت على باطل .. وهذا يتطلب إن كنت لست على حق .. فديني ليس على حق وأنا كافر وديني كفر و.. "
أيعقل بنا بأن قبل البدء في الحوار أن نقيم المبارزة القتالية " رابح / خاسر " ..
أيعقل محاور يتحاور ويتشارك الخبرة والفكر والقراءة وعرض وجهات النظر .. أن يسلط عليه هذا الحذر والتعقيد والشروط المسبقة ..قبل البدء في أي مناقشة!
ببساطة لو كنتم قرأتم مداخلاتي السابقة لوجدتم بأني أسعى للوصول إلى موقف وسط مابين طرفين يتصارعان باسم الحوار وكأن كل منهم هو الحقيقة الوحيدة..
أليس هذا رفض الآخر مسبقاً .اقتباسكلامك جميل جدا .... لكنك نسيت :
ما هو الهدف من : تشارك الخبرة - تفهم موقف الطرف الثانى - معرفة الإجابة ؟؟
وكيف سيستفيد محاورك من إجابة نابعة من إيمانك الشخصى الذى لا يعترف هو به ؟؟
ومن قال لك بأني أكفره أو أرفضه لأنه يخالفني الرأي .. ولما أحاوره إذن إذا كنت لا أعترف به!اقتباسوكيف ستستفيد أنت من إجابة لمحاورك نابعة من إيمانه الشخصى الذى لا تعترف أنت به ؟؟
لا يوجد طريقتين .. ولا يوجد إجابتين .. ولا توجد مبارزة ..اقتباسأعتقد أن الهدف من الحوار .... بيان أى الطريقين أحق أن يتبع ... وأى الإجابتين أقوى فى الحجة والمنطق وأقرب للعقل .... فإن لم تقتنع أنت إقتنع غيرك من المتابعين .... وإن لم يقتنع محاورك إقتنع غيره من المتابعين !!!
يوجد طريقة واحدة وهي رفض التعصب وقبول الآخر لا تكفيره.. والإنصات لما عنده ومشاركته خبراته وإيمانه.. وهذا ما أوكّد عليه مراراً ..
أخالفك الرأي التعصّب هو الحكم المسبق برفض الآخر .. التعصّب هو قولي أنا مؤمن وغيري كافر.اقتباسوبهذا يكون الحوار ذا فائدة .... للمتابعين على الأقل
والتعصب معناه أنك تتشدد لرأيك حتى وإن ثبت خطؤه ... وترفض الإعتراف بالرأى الآخر حتى وإن ثبتت مصداقيته
فنتمنى أن يكون الحوار قائما (بالفعل) على هذا الأساس .... لكليكما
في الحوار نعرض موقفنا ونسعى لنتفهم موقف الطرف الآخر .. ننصت له ونشاركه خبرته ودوافعه بروح الحب .
كلام جميل .. ولما نتحاور.. أليس لكسر هذا التعصب وقبول الآخر بالفكر والعمل..اقتباسساقول لك قصد محاورك ....
فلولا أننا نعرف أن الشجرة ستثمر ثمرا نافعا ومفيدا أو ستعطينا أزهارا عطرة فواحة جميلة ما كلفنا أنفسنا عناء غرسها .... أليس كذلك ؟؟
إذن فلا بد للشىء من هدف ... حتى لا يكون مجرد إضاعة للوقت والمجهود
فما هو هدفك من الحوار باختصار وعبارات مركزة - تلافيا لضياع المزيد من الوقت فى المقدمات - :
إظهار كلمة الحق الأولى وهي كسر حاجز الرفض وتكفير الآخر وإن خالفنا الرأي والتوجه .. والنظر إلى القواسم المشتركة وعرض وجهات النظر وإن كنّا مختلفين فيها في الرؤى.اقتباس1- ما هو الهدف وما الذى ترجوه من حوارك مع مسلم مخالف لك فى المعتقد ؟؟
ان نحيا لنبني إيماننا بالله وهو خلاص نفوسنا ومتابعة عملية الخلق " العمل والقول الصالح ".اقتباس2- ما السبب الذى يجعلك كمسيحي تتحاور مع المسلم وما العائد الذى ستجنيه ؟؟
بكل تأكيد للوصول للحق والنور والحقيقة .. وأولها قبول الآخر ومحبته لا رفضه وتكفيره.اقتباس3- هل هدف الحوار والفضفضة هو مجرد عرض وجهات النظر أم الوصول للحق والنور والحقيقة ؟؟
ولهذا ولكي يصح الحوار بيني ( الرؤية المسيحيّة ) وبين أخي ( الرؤية الإسلاميّة ) وأشدّد على كلمةلأنها مفتاح القبول .. وللأسف لا تستطيع أن تقولها لرؤى وأحاديث لديك تمنعك بالنطق بها .. وهذا ما أريده في الحوارمعكم .
أخي
وشروط الحوار هي كالتالي:
1- شرط أوّل: الحوار جدال" بالتي هي أحسن".
لقد حدّد القرآن الكريم الحوار الصحيح تحديداً وافياً .. بأنه جدال " بالتي هي أحسن "، ودعوة " بالحكمة والموعظة الحسنة ". وهذا الحوار ليس خصاماً أو مبارزة أو كبتاً للحرية الدينيّة في التعبير والتفكير.
والجدال الذي يكون بدافع خصومة مذموم ، يضر ولا ينفع.
2- شرط ثانٍ: الحوار عرض لا تبشير.
والحوار عرض طيب وسمح لموقف المتحاورين: " وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن ". فليس الحوار تبشيراً لاصطياد الخصم؛ والتبشير هو نشر العقيدة بكل وسيلة لاقتناص المؤمنين.
ولهذا الحوار ليكون صحيحاً بأنه عرض بدافع الحب لعقيدة الفريقين والتفاهم، ومن ثمّ للتقارب والاتحاد في سبيل الله. وهذا هدف الحوار وجوهره.
3- شرط ثالث: الحوار الصحيح تعارف لا تجاف، مناظرة لا مهاترة.
إن الحوار الحقّ اطّلاع موضوعي ودّي على تعليم الفريقين، يفترض التسامح والتفاهم، والاحترام والتقدير بين المتحاورين.
فالبحث الموضوعي الرصين النزيه يقوم على العرض الكامل المكشوف لمواقف المتباحثين. ولا يكون حوار أخوي إلاّ بالتقدير لعقيدة الآخرين، لا مهاترة بين متخاصمين.
4- شرط رابع: الحوار حديث مودة، لا حديث بغضاء.
" لا اكراه في الدين ".
يجب احترام المحاور مهما كان رأيه فينا. ويجب تقدير عقيدته الدينيّة لا تكفيرها، وان كنّا لا نأخذ بها. بدون ذلك يعدّ الحوار حرباً ومبارزة، بينما الحوار في حد ذاته حديث مودة، لا حديث بغضاء.
5- شرط خامس: الحوار حديث إيمان ، لا حديث تكفير.
" اني لا أقصد بالحوار إفهام محاوري بالخطإ، إنما تقارب وجهات النظرنحو هدف أسمى ".
ان الإيمان يدفع إلى الغيرة والدعوة، لكنه يبنى ويبني على المحبة والوداعة، لا على التحقير والتكفير. فما أسهل شتم الآخرين! وما أسرع تكفيرهم! لكن ذلك يهدم ولا يبني. فالحوار حديث مودة، لا حديث تكفير!
6- شرط سادس: الحوار الصحيح يقتضي فهم الغير قبل الحكم عليه.
شرط كل حوار صحيح أن نفهم غيرنا كما نريد ان يفهمنا غيرنا؛ ولا نتسرّع في الحكم عليه.
ولا يصح ان يصدر حكمنا على محاورنا بالاستناد إلى ما عندنا وحده، فقد يكون ما عنده صحيح كما نعتقد صحة ما عندنا. والحقيقة تنشد الحقيقة.
لا بدّ من اختلاف وجهات النظر بين الأديان عند بني الإنسان. والحوار الصحيح يقضي بفهم وجهات النظر المختلفة في سبيل التقارب بينهما، للوصول إلى الأصول المشتركة فيما بينهما لأن الحق واحد، والحقيقة منه وإليه واحدة، مهما اختلفت السبل والطرق والوسائل. فشرعة فهم الغير سبيل إلى التفاهم معه.
7- شرط سابع: الحوار الصحيح يجمع ولا يفرق، ييسّر ولا يعسّر، بدون خيانة للحقيقة.
إن صحّت هذه القاعدة في كل حوار صحيح، فهي أصحّ ما تكون بين الإسلام والمسيحيّة، لأن الجامع الأساسي بينهما هو الإيمان بالتوحيد المنزل، مهما تباين فيه التأويل. فالقرآن الكريم إنّما هو " تفصيل الكتاب ". والكتاب " امام " القرآن في الهدى والبيان.
فعلى المسلمين والمسيحيين أن يتحاوروا عن " علم وكتاب منير". فالحوار فيما بينهم ، من دون خيانة للحقيقة يجب أن يجمع ولا يفرّق ، وأن ييسّر ولا يعسّر.
لهذا يجب أن يبنى الحوار على القرآن والإنجيل.
تلك هي أسس الحوار الصحيح بين المسلمين والمسيحيين. وقد فشل كل حوار في ما بينهم حتى اليوم ، لأنه لم يبن عليها.
وقد أعطى اغسطين، احد قادة الفكر في الإنسانيّة ، القاعدة المثلى للحوار:
" إن قارئي، إذا شاطرني عقائدي، فليماشني؛ وإذا شاطرني شكوكي فليبحث معي؛ وإذا وجد نفسه على خطإ فليرجع عنه معي؛ وإذا وجدني ، أنا نفسي على خطإ فليردني عنه ".
والسلام عليكم.
المفضلات